Home | أرشيف | الفنان زهران سلامه

الفنان زهران سلامه

Invalid Displayed Gallery

رحيل زهران سلامة عاشق الحارة والوجوه المصرية
احمد سميح نشر في روزاليوسف اليومية يوم 24 – 08 – 2012
فقدت الحركة التشكيلية المصرية مؤخرا الفنان زهران سلامة وهو واحد من أهم روادها عن عمر يتخطى السبعين عاما، وقد غيبه الموت فى أول أيام عيد الفطر المبارك بعد صراع طويل من المرض إثر غيبوبة عميقة رقد خلالها فى غرفة العناية المركز بأحد المستشفيات الخاصة جراء إصابته بجلطة فى المخ للمرة الثالثة.

تنقل «سلامة» بين ربوع مصر وأرجائها المختلفة، فقد كان ميلاده فى قرية زاوية جروان بمحافظة المنوفية عام 1939، ومنها استلهم العديد من مشاهد لوحاته عن الريف المصري، ومنها تنقل فى ربوع مصر بين القاهرة، الواحات، سيوة، وقد ساهم مع آخرين من الفنانين فى الذهاب لرسم الأماكن النائية والبيئات المتميزة فى الواحات الخارجة والداخلة وسيوه وفى مدن الصعيد خاصة الأقصر وفى شبه جزيرة سيناء جنوبها وشمالها فى ثمانينيات القرن الماضى.

وقد حصل على البكالوريوس من قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة عام 1963 شارك بعدها وحتى وفاته بشكل فاعل فى العديد من المعارض المختلفة، وهو عضو مؤسس لمجلس إدارة أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب، وعضو مؤسس بجمعية فنانى الغورى، وله العديد من الكتابات الفنية سواء من خلال العمل الصحفى أو من خلال كتب، وكانت له العديد من المشاركات الفنية سواء بمعارض خاصة أو جماعية، ظل خلال معظم سنين عمره شديد الالتصاق بفرشاته وألوانه يمارس بهما حبه للفن التشكيلي.

وقد برع زهران سلامة فى رسم المناظر والشوارع والحوارى بحرفية شديدة ناقلا تفاصيله وأزقته، ونرى فى لوحاته الفنية سيطرة اللون الرمادى على مسطح لوحاته ينازعه اللون الأزرق بدرجاته، ورسم فى لوحاته كل ما وقعت عليه عيناه، فقد رسم الحمام والحيوانات والحقول والفلاحين والفلاحات، رسم أسواق الصعيد بكل تفاصيلها، وتناولت لوحاته الصيادين والحرفيين

على أن لقصر «المسافرخانة» هذا المكان الذى كان قبلة المثقفين والتشكيليين أثر كبير فى تغيير مسيرة الفنان الراحل، ذلك الأثر الذى بناه أحد كبار تجار القاهرة فى نهاية القرن الثامن عشر مقرا لإكرام المسافر عبر التاريخ الإسلامى الطويل، غنيا بزخارفه وعناصره المعمارية الرائعة، كان المكان خلالها ينقل صورة حية لطبيعة الحياة الاجتماعية لطبقة التجار فى أواخر عصر المماليك، وهو طراز يعالج خصوصية البيئة بكل مستوياتها الطبيعية والاجتماعية والنفسية، وكان هذا القصر شاهدا حيا على جوانب من هوية طبقة التجار المصرية.

على أنه مع مرور الوقت واختلاف الزمن والحكام، تحول «المسافر خانة» إلى موقع أثرى يتبع وزارة الآثار المصرية والتى قامت بدورها بتحويله إلى مجمع لمراسم الفنانين، ليتم بعد ذلك طرد الفنانين من مراسمهم تلك ومنهم زهران نفسه الذى كان مراقبا للمراسم داخل هذا الأثر.

وقد تعرض قصر المسافر خانة لحريق هائل أدى إلى تدمير معظم معالمه فى أكتوبر 1998، وكانت تلك الحادثة صدمة أخلت بتوازن الفنان الراحل وكانت سببا فى إصابته بمرض السكر بعد أن أتت النيران على كل أرجاء المبنى الأثرى العتيق واحترقت معها ذكريات مئات السنين.

فى العقد الأخير من عمره عانى «سلامة» من المرض فاختار العيش فى منفاه الاختيارى معتزلا الحركة الثقافية والتشكيلية بما فيها من صراعات فى مدينة رأس سدر على ساحل البحر الأحمر فى بيت متواضع أشرف على بنائه بنفسه، رسم من حديقته زهور عباد الشمس والخضروات والورود.

يحاول الفنان زهران سلامة أن ينتزع الوحشة بالحوار العميق مع ملامح الإنسانية الحميمة فى صميم المنظر الطبيعى وعمارة البنايات العريقة ، ويتجلى طموح الفنان فى الإمتزاج مع الألفة التى صنعتها علاقة الإنسان الدءوبة والمجهدة مع مسيرة الحياة الطويلة عبر زخم الإبداع الإنسانى مع مفردات الطبيعة، فالتحدى الحقيقى للفنان زهران سلامة أن يكون نداً للمخزون الجمالى المتفرد الذى يقبض عليه المنظر بل ربما يتفوق عليه باختزال قيمه الجمالية فى لوحة مؤثرة تمتلك قوة التأثير فى الوجدان وتسبغ عليه قيمة التعاطف والألفة .

والإنجاز الصعب الذى يراود الفنان هو الوصول الى ذات الحالة العبقرية الفريدة التى كرست لها اعمال الكتاب والفنانين من طراز الجبرتى والنديم ومحمود مختار ومحمود سعيد وجمال حمدان ونجيب محفوظ ولذا فليس مستغرباً أن يستبد به ذلك النهم فى الإحاطة بكل التجليات المصرية الأصيلة فى الدلتا والصعيد وسيناء والواحات الصحراوية وصخور العمارة الفريدة فى الاقصر وقاهرة المعز وتضاريس الوجوه المصرية البسيطة فى تفاعلها التلقائى اليومى فى الأسواق والحقول والاحتفالات الدينية . ومن المدهش ان الضوء الذى يشع فى مساحة اللوحة لا يأتى من خارجها بل إنه ينساب من صميمها بدرجات متفاوته فى محاولات لتبديد الوحشة وإسباغ الألفة على الملمح البصرى للوحة . . إن سطوح الأحجار ومعالم الوجوه تبوح بشئ ما فى محيط الرؤية وتنشد إرهاف الحواس للتواصل معها وإقامة حوار انسانى مفعم بالشجن والدفء .
عباس منصور

ابن الفلاحين
عام 1980 وفى معرضى الأول بأتيلية القاهرة يأتينى حاملا حقيبة سامسونايت فى يده وفى كامل زينته كرجل ، مرتديا بذلة للافتتاح وكنت أرتدى بلوفر يدوى مهرولا فى أناقة نصف غربية كعادتى . يبادرني الحديث بعد أن لف المعرض أكثر من دورة . مشروع ابتسامة على وجهه ، ويقول : نريد أن نسمع منك ، وأردف أعرف أن هذه الليلة للناس والجمهور لكن لنا لقاء تستحقه تجربتك .
– والتقينا بمرسمه وكان أيامها بوكالة الغورى . تصورت بأن لقاءنا سيكون عاديا ، ولكن حدث وأن فوجئت بأنه يخرج مسجلا صوتيا وأشرطة ، وبعد أن ضايفنى بالشاى الفلاحى وأنفاس الشيشة التى كنت أدمنها ذاك الوقت بدأ الأسئلة ، وكان يفسح لى المجال حقا لكى أتحدث وأقول وأقول وأعترف ، وماذا يريد العائد مثلى من غربة العشر سنوات أكثر من ذلك ؟
– وبدأت الصداقة .. وكنت أحتاجها خاصة وأن بعض أصدقاء العمر الجميل كانوا قد انفضوا من حولى لارتكابى جريمة إقتراف الفن ، واثباته بأنه من الممكن أن ننتج فنا ولا نستنيم إلى تبرير جريمة التوقف والخرس واللجوء إلى كسل مريح . كان زهران ينتج حينئذ لوحات تتعكر على الفن الفرعونى برمزية كنت لا أحبذ هذا الاتجاه وتحفظت رغم الصداقة الحميمة .
– بدعوتى زهران إلى الباجور قرب مسقط رأسه . بيت بسيط خمسة من الأبناء أربعة وبنت واحدة يصطفيها زهران ، فى الفجر أصحو لأجد زهران آخر ، غير زهران المدينة ، ربع القامة ، يرتدى سروالا أبيض إلى ما تحت الركبة بقليل ، ممسكا فى يده بسكين صغير يسمى ` الخنصر ` يسلخ به جلد ذكر الماعز بمهارة وحذق ، ووقفت فاغرا فاهى من الدهشة فى البداية ، ثم مستسلما إلى معرفة هذا ` الإنسان `من جديد . كان زهران الذى أعرفه حتى هذا الوقت طالبا زاملنى أيام الكلية يجيد الرسم لكنه لا يحضر إلى الكلية كثيرا ، ثم زهران الذى استمع إلى جيدا وأول من حاول معرفة شئ عن رحلتى الفنية فى باريس . قبل صياح الديك كان زهران قد انتهى من إعداد لحوم الوليمة التى يريدها لعائلة صديقه وعائلته معا. بعد الإفطار وشرب أنفاس الشيشة أخذ زهران ركنا قصيا ليعد أعواد البوص الجاف المنتقاة جيدا ، يشبك بها خيوط البلاستيك مع صنارات من المعدن المعقوق والمعوج . حين انتهى من هذا العمل الدءوب فرك يديه ، وأول مرة أرى أيدى فلاح حقيقي ، ضخم اليدين ، متورم الأصابع من كثرة الاستخدام الخشن والمجهد لهما ، انتحى أيمن أصغر الأبناء ، مع أكرم الذى يكبره قليلا ، يحفران فى الأرض وفى الأركان الرطبة المبتلة بحثا عن ديدان صغيرة .
– فزعت تمر ، وفزعت داليا خوفا ، واستثارة ابتعدنا واقتربنا بمقدار ، وبدأت ضجة الأبناء جميعا وتصبح الجماعة مثيرة للفرح والبهجة لدى هذا الولد زهران الوحيد لأبيه ، وعرفت حينئذ أحد أسراره ورغبته الحارقة فى تكوين أسرة تكون له عزوة فى حياته ، لن أنسى صرخة ابنتى الباريسية المولد ` تمر ` حين أخرجت أول سمكة لها بعد لأى وطول انتظار وخفت عليها أن ينفجر قلبها الصغير ، واحتضنتها ، وأحسست برجفة قلب العصفور الصغير . وشكرت زهران ، وتمرغت تمر الباريسية فى طين ريف المنوفية ، وسقطت الصغيرة داليا ، وأخرجها أبناء زهران ، واحتفظوا بالسر الذى قالوه لنا أخيرا بعد أن كبروا وأصبحوا هم آباءا لأبناء .
من هو هذا الزهران سلامة ! ؟
– كان معتمد إبراهيم حسن سلامة الذى يأتى لزيارة ابنه زهران سلامة رجلا خفيفا على الآخرين لا يريد أن يثقل على أحد . له حمار يلتصق به ، ويعامله بحنان وود ويبتسم حين أسأله عن هذه العلاقة يقول : إنه يقتصر المسافات بينى وبين من أحب ، ويحنى رأسه فى خجل الفقراء حين لا يريدون لعواطفهم أن تفتضح ، وأعرف بأن قلبه ينظر إلى ولده الوحيد زهران . ثم يربت على رقبة حماره بود ويمتطيه ويرحل دون أن يثقل على أحد بحضوره الذى قد يزاحم أصدقاء ابنه الأفندية القاهريين . وأحب الرجل ويحكى لى زهران حكاية أبيه وفق إلحاحى عليه : كان معتمد إبراهيم سلامة لا يملك من الدنيا إلا قوة بدنه وعزيمته صبر الفلاح المصرى الذى لا يملك أرضا ولكن يملك كرامة الرضـا والاستغناء عما يملكـه الآخـرون . كان فى ذلك الوقـت يعمل لـدى زوج
السيدة / تفاحة عبد الله عبد الله . سيدة جميلة ذات حسن تليق بأحد أثرياء القوم . كان معتمد إبراهيم يعمل لديهم محبوبا لكرامته وعزة نفسه وأمانته . مات الزوج الثرى بعد أن أنجب منها الأخ غير الشقيق لزهران . طمع القوم فى زواج الأرملة الثرية .. وخافت تفاحة على نفسها طمع الطامعين أختار قلبها هذا البسيط الفقير غير الطامع معتمد العامل لديها ولدى زوجها ، وكان شرطه الوحيد أن يكون ` الرجل ` جردها هذا الفلاح المكار من كل سلطتها وقوتها ، فأعطت ثروتها للابن وما تبقى للأخ الخال لزهران الطامع أبدا فى ريف مصر ، وأصبحت يا ولداه على السميع المجيد كما نقول . وخلصت له وعمل بكل جهده حتى يكفيها العوز .
– وأنجبت له زهران ، ثم فتحية وعاشا فى التبات والنبات فقراء لكن كرماء بالاختيار وليس بغير
ذلك.
– تركت للأب أن يدير كل حياتها ، يفقرها فترضى ، تعيش على الكفاف فلا تشكو . لكن ليتعلم زهران – وحاول الفلاح العنيد أن يثنيها ويجعلها ترضخ ولكن أبدا . حينئذ تنتصر ` الأم ` المصرية ويحنى الرجل رأسه وكان عليه أن يرضخ هذه المرة ، وكان .
معجزة التعليم
– ككل أبناء مصر الفقراء ، بل حتى أبناء الطبقة الوسطى ، كان التعليم هو كالماء والهواء من حق كل مصرى ، وعلم الفلاحون أبناؤهم وكان من ضمن هؤلاء زهران بن معتمد إبراهيم القانع والراضى وتفاحة التى لم ترض عن التعليم بديلا لابنها .
– كانت صعوبة تدبير مصاريف الدراسة تفوق طاقة البشر ، لكن بالحلم والعزيمة استطاعت الأم بإصرارها والأب برضوخه ، ويذكر لنا زهران الكثير ، لكن سأختار منه حادثة مفرحة يوم حصل على جائزة 50 جنيها من كمال الدين حسين لتفوقه فى الرسم أيام المدرسة الثانوية .
– ويأتى الفلاح ابن الفلاح المرتبك إلى القاهرة ، ويدخل كلية الفنون الجملة بقدرته على الرسم التى كانت ملاذا له للتفوق إبان أيام دراسته ، قاوم زهران سلامة ضغوط المجتمع الطبقى فى ريف مصر حيث للأغنياء ورجال الدين والشرطة سطوة على الجميع – قاوم بسلاح التفوق فى الرسم حيث زين مدارس ، وحجرات الرسم ، وتبناه بعض رجال التعليم الذين كان لهم الفضل فى تبنى قدرات الفتى ويذكر منهم المهندس عبد العظيم أبو العطا وكذلك المهندس عبد السلام سعود ، وكذلك كمال الدين حسين الذى دفع له مصاريف كلية الفنون بعد أن طرد من الكلية لعدم السداد .
– يقول زهران عن نفسه كانت أياما صعبة ، لا أحضر الكلية إلا لماما ، وباقى الأيام للبحث عن لقمة العيش مع استمراره فى الدراسة ارتباك ابن القرية أمام ملابس بنات المدينة الكاشفة مما لم يتعود عليه مرتبك وخائف وعدوانى لحماية ذاته . وستظل هذه الصفات ملازمة لفتانا فى الحركة التشكيلية . لا يعرفه إلا القلة القليلة ممن يقتربون منه إلى حد الصداقة حينئذ ينفتح قلب الفلاح البسيط الودود والمحب أيضا .
– لم يستطع زهران سلامة أن يأخذ حظه كاملا فى الدراسة لاقتطاع جزء كبير من وقته للبحث خارج جدران الكلية عن قوت يومه ، لكن موهبته فى الرسم التى حمته أيام الدراسة الابتدائية والثانوية من غدر أبناء الطبقات القادرة ، حمته أيضا أيام الكلية فلاذ بها ، لكنها لم تسعفه إلى تفوق مستحق نتيجة ضيق أفق نظامنا التعليمى الذى يشترط الحضور والانصراف !!
بداية الحياة العملية
– حينها لا يجود الزمن إلا بالقليل ، ندخل إلى الحياة راضين ، متذمرين فى آن واحد . اصطفى قلبه الإسكندرية لكنه رضا بالعمل فى القاهرة مضطرا بعيشها كالغريب فى المدينة ومازال يعمل يتزوج ، ينجب الأبناء ، واحدا تلو الآخر .
– يرحل للعمل فى بلد عربية ، ويعود .يبنى بيتا فى المنوفية مع حلم العودة إليها ، ولكن أين له ذلك وهناك المدينة ولها الحق ، يكدح زهران من أجل الأبناء ويسافر مرة أخرى فى رحلة أخيرة ويعود إلى القاهرة بعد أن أدى فرائض تربية الأبناء جميعا .
مجتمع الصحراء
– حلم زهران بالصحراء كثيرا وتمنى أن يعيش بجبل أسيوط الغربى ، ثم حلم بالحياة إلى جوار معبد ادفو ، لكن الظروف رمته إلى ` رأس سدر ` حيث بنى أخيرا بيته أو مرسمه . وحدة كاملة مع لوحاته وألوانه ، طيوره ونباتاته .
– يعشق الحمام ويعشقه الحمام . يزرع الأرض الصغيرة لكى يأكل من الأرض . فلاحا كان وفلاحا عاد . رحلة دمى فيها القلب والجسد . شيخا جاوز الستين ، لكن قلب أخضر مازال ، والحب لم يرتو عطش إلى التواصل وإذا أمسكنا بكلمات الحب والوجد والوصال لعرفنا أبواب تلقى أعمال زهران سلامة الفنية يرسم ما يحب من البشر والحيوانات والطيور والطبيعة . أضاحكة على رسوم الوجوه . فلاحين ، فقراء الحسين ، بنات الريف ، أبوه ، أمه ، أخته . وأسأله أين ناعمات المدينة فيضحك قائلا أنهن لأستاذى بيكار . الحمار المرسوم هو حمار أبيه الذى يقرب البعيد ويجعل وصال الأحبة السهل صعبا . زهرة عباد الشمس ، طاغية الجمال والتى عشقها . حمامه المغناج ، وبطه المتهادى ، وماعزه الشقى الطيب ، مراكب الأحبة والعشاق وطبيعة الإسكندرية التى تمناها يوما .
أحب ، فرسم وهذا يكفى
– أعطى ظهره للمدارس الحديثة فهى ليست مبتغاة .
– عاشق تكفيه نظرة حمار يتعاطف معه ، أو انحناءة رجل أخنى عليه الدهر ، أو صخور جلس عليها يتأمل تصاريف الدنيا .
هذا هو عالم صديقى زهران سلامة ، وبه إئتنس القلب .
المسافر خانة
– للمكان فى القلب زهران سلامة ، مكان فى الصدارة ، وللتأكد من هذا يجب على أن أشهدكم على ما عرفته وعشته مع زهران سلامة أيام أن كنا نتجاور بمراسمنا فى المسافر خانة . كان زهران هو الوحيد الذى أخذ من المكان وأعطاه فى آن واحد . مجموعة من اللوحات يضن زهران ومازال يضن بعرضها مجتمعة ، وأنا أدعو حقا لاقتنائها متحفيا ، لأنها تحمل إلى جوار قيمتها الفنية ، شهادة حب للمكان ، لا أكاد أذكر مثيلا لها فى فننا المعاصر حتى لو تبجح البعض بزياراتهم للوحات مثلا .
– ومن الغريب أن اقتراب أعمال زهران من المواقع بشدة قد أفادنا فى تلك المجموعة فائدة مضافة تذكر له وأتمنى إقناعه بعرضها متجاورة قريبا .
– عشق الريف وحياة الفلاح ولم يستطع أن يعود خاصة بعد التغيير الكبير الذى يسود الدنيا الآن ووصل إلى مشارف ريف المنوفية بحثا عن عذرية وبراءة يطلبها قلب الفنان – فوهب نفسه ووهبنا لوحات الريف .. عشق الإسكندرية وبحرها فسجلها لنا لوحات عشق ناس الجمالية والحسين البسطاء ، كما عشق حواريها وطرقاتها ، عاش زهران عشقه لوحات ، وأعطى ظهره للحداثة مقلدين وأصلاء . فهل خسر أم كسب الفن والفنان والإنسان ، والسؤال قائم ؟

بقلم : عدلى رزق الله

zahran salama

تاريخ الميلاد : 25/2/1939

محل الميلاد : المنوفية
التخصص : تصوير

المراحل الدراسية

– بكالوريوس كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1963 .

العضوية

– عضو مجلس إدارة أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب .
– عضو نقابة الفنانين التشكيليين .
– عضو مؤسس بجمعية فنانى الغورى .
– ساهم فى تأسيس جمعية فنية أدبية بالشرقية .

الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان

– يعمل بقطاع للفنون التشكيلية .

الأماكن التى عاش بها الفنان

– المنوفية – القاهرة – الواحات – سيوة .

المعارض الخاصة

– أقام معرضاً ثنائيا بقصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية 1964 .
– معرض لأعماله `ملامح مصرية ` صالة عشتار للفنون الجميلة – بدمشق 1987 .
– معرض خاص بمدينة شرم الشيخ تحت إشراف الثقافة الجماهيرية .
– معرضان لأعماله بالنمسا وألمانيا 1988 – 1989 .
– معرض بأتيلية القاهرة مارس 1988 .
– معرض لأعماله بمناسبة اليوم العالمى للتنمية الثقافية منظمة اليونسكو
– معرض ( اللوحات الصغيرة 1 ) بجاليرى أرابيسك ديسمبر 1994 .
– معرض بمركز الهناجر بدار الأوبرا 1995 .
– معرض بقصر ثقافة العريش 1995 .
– معرض بقصر ثقافة أسوان 1996 .
– معرض بأتيلييه القاهرة 1996 .
– معرض بهولندا 1996 .
– معرض بالمركز الثقافى المصرى بباريس – فرنسا 1997 .
– معرض بقاعة ( بيكاسو ) بالزمالك نوفمبر 1999 .
– معرض بقاعة بيكاسو بالزمالك 2001 .
– معرض بقاعة إخناتون (2) بمجمع الفنون بالزمالك 2003 .
– معرض بقاعة جاليرى أرابيسك – أكتوبر 2003 .
– معرض ( المسافر خانة / الحضور والغياب ) بقاعة راتب صديق – بأتيليه القاهرة أبريل 2005 .
– معرض بقاعة ( راتب صديق ) بأتيلية القاهرة أبريل 2005 .
– معرض ( تجليات مصرية ) بقاعة بيكاسو بالزمالك مايو 2008 .
– معرض ( يجليات مصرية ) بقاعة قرطبة بالمهندسين مايو 2009 .
– معرض بقاعة ( راتب صديق ) بأتيلية القاهرة – نوفمبر 2009 .

المعارض الجماعية المحلية

– ساهم فى الحركة الفنية منذ عام 1964 وحتى الآن فى شتى المعارض المختلفة .
– ساهم فى عدد من المعارض المتنقلة فى صعيد مصر والوجه البحرى.
– شارك فى معرض مع 42 فناناً بأتيليه القاهرة .
– معرض ( الفنانيين من وحى سين سيوة ) بقاعة محمد ناجى قصر ثقافة الأنفوشى يناير 1985 .
– معرض ( البورترية ) بالمركز الثقافى الايطالى بالقاهرة 1985 .
– معرض الرسوم الصحفية الدورة الأولى بقصر الفنون مارس 2004 .
– المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة ( 29 ) 2005 .
– معرض بقاعة جوجان بمصر الجديدة بمناسبة إحياء لذكرى مرور نصف قرن على رحيل الفنان الرائد / أحمد صبرى 2006 .
– معرض ( رباعى البورترية ) بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى ( الدبلوماسيين الاجانب ) بالزمالك فبراير 2007 .
– صالون جاليرى الدورة الثانية بقاعة بيكاسو مايو 2008.
– معرض ( المنتخب ) بجاليرى قرطبة للفنون بالمهندسين يوليو 2009 .

المعارض الجماعية الدولية

– ترينالى صوفيا للفنون الواقعية فى التصوير 1988 .
– شارك فى معرض لصالح البوسنة والهرسك بالرياض 1992 .
– معرض الفن المصرى المعاصر بالمتحف الوطنى الرومانى برومانيا 2006 .

الزيارات الفنية

– سوريا – الرياض- سيوة-الواحات-العراق- الامارات

المؤلفات و الأنشطة الثقافية

– عمل وساهم فى مجالات الطباعة والصحافة والنشر منذ عام 1959 وحتى الآن .
– عمل وساهم برسومه فى إخراج دواوين الشعر وفى التطبيق العملى فى مجال حرفة الخيامية مستلهما التراث المصرى فرعونياً و قبطياً وإسلامياً.
– كتاب الحفر على المعادن أصدار دار طابا للنشر .

مقتنيات خاصة

– لدى الأفراد فى مصر – سوريا – لبنان – السعودية – العراق – الإمارات – غانا -ألمانيا – هولندا – فرنسا – نيجيريا ـ إنجلترا – أمريكا – الإتحاد السوفيتى – اسبانيا .

لأعمال الفنية الهامة فى حياة الفنان

– اشترك مع الدكتور/ عبد الغفار شديد الفنان المصرى المقيم بالمانيا الغربية فى ترميم كنيسة اتنبرج الأثرية .

بيانات أخرى

– ساهم مع آخرين من الفنانين فى الذهاب لرسم الاماكن النائية والبيئات المتميزة فى الواحات الخارجة والداخلة وسيوه وفى مدن الصعيد خاصة الاقصر وفى شبه جزيرة سيناء جنوبها وشمالها فى مطلع عام 1982، 1983 .
– له مرسم بقصر المسافر خانة الاثرى بالجمالية ـ 35 درب الطبلاوى وفيه استلهم كثيراً من أعماله الفنية عن آثارنا الاسلامية الجميلة .