Invalid Displayed Gallery
وليد قانوش …. الأشكال تحقق وجودها الخاص
من أبسط تعريفات الجمال وأقدمها وأشملها أنه محاولة لخلق أشكال ممتعة ، والمشكلة الأولى التى تواجه المصور هى مشكلة الشكل بمعنى البحث عن أشكال خاصة تؤكد تفرده ثم صياغة هذه الأشكال فى علاقات تنظيمية جديدة ، والمتأمل للتجربة التى يقدمها الفنان وليد قانوش فى هذا المعرض يكتشف أن
المثير الأهم بالنسبة له هو الكشف عن قانون الأشكال الخاص والاستمتاع بتوالدها وتكرارها ونموها واستحداث تراكيب جديدة منها ، ونستطيع أن نقول أنه يحقق عالماً موازياً للطبيعة بأشكالها التى لا تكف عن التغير والتطور والحركة المستمرة متآلفة معاً عن طريق ضرب من التماثل والتناظر أو التشابه . إذ ينظم مفرداته على صورة مجاميع وأنماط من المعطيات الشكلية ما بين هندسية تحمل صرامة العقل وحذقه وعضوية تحمل نزق العاطفة وانسيابها وكأنما قام بتجريد لانطباعاته الحسية والعقلية وتمثلها فى تلك الأشكال المتوالدة من بعضها البعض والمتآلفة فيما بينها و التى تُنسج معاً فى محصلة تطلق تعبيراً ما يختلف من عمل إلى أخر محققاً لما أطلق عليه علماء الجمال ” الحالة التعبيرية للذهن” ، فهو يقدم أشكاله من خلال نظام من الوحدة داخل التوتر ونظام من التآلفات الهارمونية الفيثاغورية الخاصة بالشكل واللون والتى تتأرجح بين انهمار وتدفق العاطفة وانتظام وهندسة العقل وربما نستحضر هنا كلمة كاندينسكى التى قال فيها “أن الحدود المسماة بالهندسية توفر للون إمكانيات إحداث إهتزاز خالص وأكثر مما تعطيه حدود أى شىء . فالحدود الهندسية أو الحرة غير المرتبطة بالشىء تثير انفعالات أكثر حرية ومرونة ..أنها ببساطة تجريدية. وأن الفنان يغتال الشكل الهندسي إذا استخدمه بصورة ميكانيكية وبدون وازع داخلى .
وإذا كانت الدائرة والمربع والمثلث هى أصول لكل أشكال الطبيعة إلا أن صياغتها تصويرياً تقتضى وعياً لإحالتها لأشكال تعبيرية وقد نجح الفنان فى تحقيق هذا الحس التعبيري وشحنها بحس إنسانى واضح ، وهو يقيمها على خلفية خالية من أي علامات توحى بارتباط مكانى ما و لا يلتزم بوضعها فى أبعاد حقيقية ولا يهيىء لها مكانا مناسبا يحتويها من الناحية المنظورية بل يجعلها تبدو وكأنها تطفو فى فضاء مبهم ، إيماناً منه بقوة الشكل الهندسي وقدرته على تغيير المجال الذى يتواجد فيه ، والفنان يحقق مشاركة ناجحة فى الأعمال بين التركيبات الخطية وبين المسطحات اللونية للخلفية ، وقد اعتمد على الخصائص الملازمة والأصيلة فى أى خط أوشكل أو أو لون باعتبارها ” طاقات نفسية ” تساعد فى تأكيد القيم التعبيرية فى العمل الفني. وهو حين يستجيب بلا تفكير مسبق للبدء فى تلك الأعمال فكأنه فقط يستسلم لتلك ” الرغبة الغريزية فى التشكيل ” التى تستند لنوع من المثيرات البدائية للغريزة التى تدفع الفنان إلى أن يرتب احساساته تجاه الموجودات فى شكل من الأشكال . ويقوم الفنان وليد قانوش بمحاولة تفهم قيمة الشكل ومفهومه فى فن التصوير فى إطار أن الشكل قد يحمل فى ذاته العديد من القيم البديلة عن قيم المحاكاة والمشابهة . وهو يقدم تنظيماً خاصاً لأبجديات الشكل ليقيم بينها روابطاً جديدة تستحق التأمل ليصل من خلال بحث دؤوب لطرق خاصة فى صياغة تكويناته حتى أصبحنا نستطيع التعرف من خلالها بسهولة على أعماله فهو يمتلك عين الفنان البناءة التى تستطيع عن طريق التركيب اكتشاف ما فى أبسط الأشياء من جمال واستخراج حياة تتحرك في جنباتها الأشكال فتخرج عن طبيعتها السكونية . وفى النهاية يقدم لنا الفنان وليد قانوش أعمال جديرة بالاكتشاف تحمل خطواته الهادئة الواثقة فى صياغة تجربته التصويرية الخاصة .
أ.د أمل نصر
تتميز أعمال المنمنمات بأنها تمتلك كل مقومات البناء الفني للأعمال ذات المساحات الكبيرة …وهذه مهمة صعبة للمبدع في صياغتة للمنمنمة والذي يمكن في حيز ضيق جدا أن يحشد كل مقومات الابداع ويوظفها توظيفا فنيا متكاملا ..وهنا يشعر المتلقي امام عمل من أعمال المنمنمات أن هذا العمل أضفى له بمساحته الضيقة حيزا افتراضيا كبيرا …. وهذا الاحساس هو ما تبثه منمنمات وليد قانوش في هذا المعرض…
فالتصميم محكم ورصين قائم على جدلية الحوار ما بين العضوي والهندسي وما بين المسطح والبعد الثالث….وما بين الملمس الخشن والناعم …
فالمساحات والعناصر تتلامس دائما في حميمية ..فالمربع يكاد يتلامس بأحد اركانه عند زاويته القائمة مع خط يحدد سطحا آخر ..فنادرا ما يقتحمه عنصرا آخر.. بل دائما ما يترك العنصر للعنصر الآخر المجاور كامل الحق في أن يأخذ مكانه ليلعب دوره الأساسي في بناء العمل الفني..مما جاء معه تحقيق كامل لدور كل عنصر …سواء أكان شكلا أو لونا أو ملمسا أو خطا …في لغة تشكيلية بليغة جاء توزيع المساحات بأشكالها الهندسية والقائمة على المربع أو المستطيل كذلك الخط المستقيم ..وقد لعبت هذه الأشكال دورا هاما في العمل الفني ..فتارة تكبر وأخرى تصغر ..محدثه في ببعض الأحيان نغمات تشبه الأيقاع الموسيقي أو جمالية الموزايك والفسيفساء في العمارة الإسلامية ..وفي بعض الأحيان تحقق باختلاف مساحاتها ما بين الكبير والصغير وبذكاء تشكيلي حقق بها الفنان المنظور ..فأحيانا تقف خلف كتلة ضخمة على هيئة سطح ملمسه وكأنه من صخر مصقول ..ومع اللعب بالملامس نجح الفنان في ايقاع عين المتلقي في شرك ..و هو فى الحقيقة شرك مستحب لانه يجبرالعين على الوقوف والتأمل والعقل على التساؤل عن حقيقة الأشكال ذات الملامس ..هل هو جزء من ركامات جيولوجية . ام هي جزء من كائن بشري ..أم …أم …وهذه الأسئلة التي يطرحها العمل الفني على الفكر الأنساني هي جوهر الفن في البحث عن الحقيقة ..والتي يلهث الأنسان طول عمره في البحث عنها…
ويأتي دور عنصر الخط في هذه الأعمال ربما مستقيما حادا .. وربما جزء من قطر دائرة ..وربما مموجا متراقصا ..وربما ممتداً .. وربما متقطعاً ..ويلعب دورا هاما في بعث المخزون الثقافي للمشاهد ..فهذا الخط المستقيم والذي يلعب مع غيره من الخطوط دورا جماليا بالدرجة الأولى الا أنه يوقع العين مرة أخرى في شرك ..هل هذا الخط يحدد شكلا لصندوق من الكرتون ، أم أنه يقيم هيكلا جماليا في البناء ..وهل هذه الخطوط البيضاء المنتشرة على خلفية سوداء ، وهل هي شهب ونيازك تنزل من السماء ..أم أنها مجرد جماليات ..وهل هذه الخطوط تحدد شكلا لمركب فضائية تسبح في ذلك السديم الكوني ..وفي بعض الأحيان ترسم الخطوط أشكالا كثيرة تستدعي للذاكرة مراكب صيد على سطح البحر أو قوارب على الرمال ..وتقف العين عند عمل معين خطوطه توحي أننا بداخل بناء حائطه طاقة تدعوك إلى الإطلال منها للبحث في المجهول بحثا عن المعرفة ..وعملا أخرا يحيطه من اليمين ومن اليسار مساحتان تترك بينهما مساحة بيضاء وتبدو وكأنها سماء لا محدودة يرقص عليها مجموعة أشكال تصعد إلى أعلى الصورة تستدعي إلى الذاكرة تلك الشخوص على جدران الكهوف..وهذا العمل في رأيي هو اختزال لزمن فقط ، فإنسان الكهوف عبر حضارات ..وتاريخ ..هو هو نفس الإنسان الذي يصعد إلى السماء شغوفاً بالكشف .. وفي إمكانية وقدرة تشكيلية نجد أن على مساحة الجانبين مربعات سوداء وشكلا مستطيلا…نقلها الفنان بنفس الاشكال ..المربعات والشكل المستطيل داخل المساحة البيضاء ..ومع الشخوص الصاعده تحللت من جاذبية الأرض وبدت حقيقية تستطيع الطيران.
أما عن اللون فلعب الفنان هنا بالألوان ..أي بالأبيض والأسود ..واعتمد في الأسود على العتم ، بينما الأبيض جاء من تركه بحرفية فائقة للون الورقة ليلعب في النهاية قيمة الضوء ..ولكن هنا الفنان جعل من هذين اللونين ألوانا ذات قيمة لونية لا درجة فقط..وذلك بأن أضاف إليها لون أحمر بدرجات متفاوتة مرة يعتم…وأخرى يضئ..وربما معه لون أصفر ..ولكن الفنان لم يضف هنا ألوان أخرى للحصول على درجات الأحمر ..أو الأصفر ..بل اعتمد على خبرته التقنية في مزج اللون بالوسيط المائي.. ومع هذا اللون الساخن الذي استخدمه في معظم الاعمال …نجده في قليل من الأحيان يتسرب اللون الأخضر أو الأزرق على استحياء إلى بعض الأعمال.
إن هذا المعرض على الرغم من أنه يقدم لنا مجموعة من المنمنات الصغيرة في المساحة ، إلا أنها كبيرة في القيمة ..أنها تدعونا إلى التأمل ..والتبصر في حقيقة دور الفن في حياتنا لو أدركناه أكيد ستكون حياتنا أفضل.
• ولد بحافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية سنة 1972.
• تخرج فى كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية قسم التصوير سنة 1994.
• حصل على درجة الماجستير فى التصوير سنة2002من جامعة الإسكندرية عن بحث بعنـــوان (المتغيرات السياسية والاجتماعية وأثرها على التصوير المصري المعاصر فى الفترة من 1952 وحتى 1973 ).
• حصل على درجة الدكتوراه فى فلسفة الفنون تخصص التصوير من جامعة الإسكندرية عن بحث بعنوان ( التصوير المصري الحديث من 1973 حتى 2000 ).
• يعمل بوظيفة مدرس بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية.
• عضو بنقابة الفنانين التشكيليين.
المشاركات الفنية المحلية:
• 1993معرض
صالون شباب اتيليه الإسكندرية.
• 1994ورشة عمل ومعرض بمعهد جوته بالإسكندرية بإشراف الفنان الألماني فريدهالم كلاين.
• 1997معرض ستة مصورين سكندريين شباب بالمركز الثقافى الإيطالي.
• 1998, 1999معرض صالون اتليه الإسكندرية
• 2000معرض للمنظر الطبيعي خان المغربى بالزمالك
• 2001معرض فنانى الإسكندرية لصالح الانتفاضة الفلسطينية متحف محمود سعيد.
• 2001معرض فنانى الإسكندرية لصالح الشهيد محمد الدرة روتارى الإسكندرية.
• 2002معرض للقطع الصغيرة بقاعة بيكاسو بالقاهرة.
• 2003صالون الشباب الخامس عشر بقصر الفنون بالقاهرة.
• 2003المعرض القومى الدورة 28.. بقصر الفنون بالقاهرة.
• 2004صالون الرسم الأول بقاعات الجزيرة بالقاهرة.
• 2004صالون الشاب السادس عشر بقصر الفنون بالقاهرة..
• 2005بينالى بورسعيد القومى.
• 2005معرض القطع الصغيرة- فعاليات بينالى الإسكندرية – متحف محمود سعيد.
• 2006معرض تنويعات تشكيلية – قاعة إشراقة – الإسكندرية.
• 2006معرض مسابقة المعرض الأول مركز الجزيرة للفنون القاهرة ( خارج تحكيم المسابقة )
• 2007معرض جيل 90 بقاعة متحف كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية – اليوبيل الذهبى
• 2007معرض بقاعات مركز الجزويت بالإسكندرية
• 2007معرض نصف قرن من الإبداع – قصر الفنون – القاهرة
• 2007معرض سوق الفن – قلعة قايتباى – الإسكندرية
• 2007معرض رواد الفن السكندري – قصر ثقافة الأنفوشى – الأسكندرية
• 2007بينالى بورسعيد القومى – ملتقى النصر – قصر ثقافة بورسعيد – بورسعيد
• 2008صالون أتيليه الإسكندرية
• 2008المعرض الأول – الدورة الثانية – مركز الجزيرة – القاهرة
• 2008المعرض المصاحب بالاحتفال باليوبيل الفضي لكلية الفنون الجميلة بالمنيا
المعارض الخاصة:
• 2006معرض خاص بقصر التذوق بالإسكندرية.
• 2008معرض خاص بمركز الإسكندرية للإبداع.
المشاركات الفنية الدولية:
• 2005معرض الفن المصرى المعاصر – عمان – الأردن.
• 2006 معرض الفن المصرى المعاصر – مسقط – سلطنة عمان.
• 2007 معرض الفنانين الشباب – باريس – فرنسا
الجوائز:
• الجائزة الأولى فى التصوير صالون الشباب الخامس عشر 2003.
• الجائزة الثانية فى مسابقة النقد الفنى حول صالون الشباب الثامن عشر 2007
• الجائزة التشجيعية – بينالى بورسعيد القومى – ملتقى النصر – 2007
• الجائزة التشجيعية – مسابقة المعرض الأول – الدورة الثانية – 2008
المقتنيات:
• وزارة الثقافة المصرية – قطاع الفنون التشكيلية
• لدى العديد من الهيئات والأفراد بمصر والعالم العربي وأوروبا.
الأنشطة :
• الإعداد والمشاركة بالمؤتمر العلمى لقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة أعوام 1999, 2003, 2005. 2007
• رئيس كنترول قسم التصوير أعوام 2006- 2007 – ومسئول عن القسم بالكنترول المركزى 2008
• عضو إدارة مراقبة الجودة والإعتماد بالكلية 2007- 2008
• مقال حول الرؤى الشعبية فى أعمال فاطمة العرارجى وسعيد العدوى – جريدة الفنون المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب – دولة الكويت- العدد 45.
• بحث منشور بمؤتمر الشباب على هامش بينالى الإسكندرية 2005.
• بحث منشور بمؤتمر التصوير المصرى المعاصر بالمجلس الأعلى للثقافة – مصر 2006.
• قومسيير معرض جيل التسعينات كلية الفنون الجميلة – فبراير 2007.
• بحث منشور بموسوعة الفن المصري عن اتجاهات التصوير المصرى فى مائة عام – الهيئة العامة لقصور الثقافة 2008
• له العديد من النشاطات التعليمية ببعض المؤسسات التعليمية الخاصة بمصر.
د. وليد محمد قانوش
( بيانات شخصية )
الاسم الثلاثي باللغة العربية : وليد محمد قانوش
الاسم الثلاثي باللغة الإنجليزية : Waleed Mohamad Kanoush
تاريخ الميلاد : 1/4/1972
الوظيفة : مدرس بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية