
أسوان من الأماكن من الصعب مغادرتها حتى لو كنت فى زياره أو تعيش فيها, وعبقريه المكان ليس ينبع من دفء شتائها,أو جمال نيلها وسحر طبيعتها ولكن كذلك لعبقريه ناسها المتمثل فى طيبتهم وكرم أخلاقهم وهدوء الشخصيه التى بدورها تفرز الأبداع المتواجد فى غيطانها وفنها وأدبها وعلم أبنائها, والتى بدورها تعطيك تعلق لاحدود له من الحب الجارف لها .
ومن منطلق هذا الشعور تجد نفسك فى حيره من أمرك كيف تترك هذا الجمال وتسافر, وهذا السؤال يدور بذهنى فى آخر يوم قبل سفرى الذى تأجل أكثر من مره وأنا أغادر بلدى فارس بمركز كوم أمبو وأنا متجه لمعبد كوم أمبو للزياره مع قريبى الذى أصر على مصاحبتى كأنه أشتاق لزياره أجداده.

وكأنه قرأ مايدور فى ذهنى وكأنه يريد أن يمسح مسحه الحزن على ملامح وجهى لفراق أهلى وبلدى وركبنا فلوكه للذهاب لمعبد كوم أمبو فأراد المراكبى بأبتسامه أنارت وجهه الأسوانى كأنه يعلم مدى حبى للغناء, مد يده وشغل شريط لأغانى محمد حمام .
ومعبد كوم أمبو أنشئ في عهد بطليموس السادس لعبادة الألهة سوبيك وحورس ويوجد بجانب هذا المعبد.. متحف للتماسيح يحتوي على تماسيح محنطة من أيام الفراعنة.. وُجدت في المقابر والمعابد كما وجدت نقوش على معبد كوم امبو عليها صورة كأس يستخدم لسحب الدم من الجسم.. وهو ما يعرف اليوم بالحجامة وفى نهايه الزياره مثل ماأستمتعت بها وبالرحله النيليه , أستمتعت أيضا بأغانى محمد حمام القديمه .
محمد حمام

محمد سيد محمد ابراهيم شهرته محمد حمام (1942-2007) مطرب مصري نوبي تميز بلكنة اهل الجنوب وهو رائد الفن النوبي فى مصر اتولد فى 4 نوفمبر عام 1942 فى بولاق بالقاهره ومات و هو عمره 65 سنه وكان مولده فى القاهره لكن رجع أسوان وهو طفل ودخل كلية الفنون الجميلة قسم عمارة واتخرج منها سنة 1968 وكان ييغني الاغاني النوبية فى الكلية, وكان صوته فيه من الشكل الغنائى الصعيدى او النوبى او الأفريقى او البدوى وأشتغل مهندس ومقاول خاص بينفذ اعمال مقاولات لنفسه ,غنى مع فرقة السمسمية على الجبهة مع الفدائيين وكانت أشهر أغانيه التى حركت المشاعر وقت الحرب هى أغنيه بيوت السويس .

وكانت وجهتنا الثانيه الى مدينه أسوان حيث جمال المدينه مع جمال الطبيعه حيث يوجد أجمل منظر لكورنيش النيل ونحن نعبر الطريق فى طريقنا لجزيره فيله حيث يقف شامخا أقدم فندق وأجملها ذو الطابع الفيكتورى وهو فندق كتراكت القديم أمام جزيره الفنتين حيث مهبط طالبى الرقى من جميع العالم الذى به جناح أجاثا كريستى حيث أفرزت روايتها (جريمه على سطح النيل ) وجناح فرانسوا ميتران وجناح الملك فاروق .
إذا استطعت مقاومة جمال سوفيتل ليجيند أولد كتراكت أسوان، فهناك عالم من السحر بانتظارك. حيث تقع جزيرة الفيلة حيث معبد الفيله ومتحف أسوان وصخرة “مقابر العمارنة” حيث دفن نبلاء مصر القدماء على مقربة منك.

ولفظ “فيله” مشتق من الكلمة الإغريقية “فيلاي” بمعنى الحبيبة، وقد عرفت في الأدب العربي باسم “أنس الوجود” لارتباطها بقصص التراث الشعبي، وقد نجحت جهود صندوق إنقاذ آثار النوبة في نقل آثار الجزيرة بالكامل إلى جزيرة أجيليكا المجاورة. يعتبر “معبد إيزيس” المعبد الرئيسي بالجزيرة حيث يحتل ربع مساحتها، وقد شيده الملك بطليموس الثاني مكان معبد آخر أصغر حجماً كان مكرسًا أيضًا لإيزيس ومخصصًا للجنود المكلفين بحماية حدود مصر الجنوبية، وقد ساهم الكثير من الملوك البطالمة في بنائه.يوجد بالجزيرة أيضًا معبد كرس لعبادة حتحور، بالإضافة إلى مقصورة “نختنبو الأول”، وكذلك مقصورة “طهرقا” التي شيدها أيضًا لإيزيس.

انتقلت مسحورا من جمال ماشاهدت متوجها الى جنوب أسوان مشدوها من سماع سيد خليفه وأغنيه يا عنديه واتجاهنا الأخير الى معبد أبو سمبل وهو موقع أثري يقع على الضفة الغربية لبحيره ناصر نحو 290 كم جنوب غرب أسوان وهو أحد مواقع “آثار النوبة” المدرجة . والتي تبدأ من اتجاه جريان النهر من أبو سمبل إلى فيله (بالقرب من اسوان) والمجمع يتكون من اثنين من المعابد. الأكبر مخصص لثلاث ألهة لمصر في ذلك الوقت وهم رع وبيتاح وآمون ويبرز في الواجهة أربعة تماثيل كبيرة لرمسيس الثاني. والمعبد الأصغر مخصص للاله حتحور الذي تمت تجسيده لنفرتارى زوجة رمسيس الأكثر حباً إلى قلبه.
ومن عبقريه المكان لعبقريه الشخصيه متجسده أمامى لتمثال يمثل علم من أعلام أسوان وهو عبقرى الأدب الأديب الكبير عباس العقاد .
عباس العقاد

هو عبّاس محمود العقّاد، أديب، وشاعر، وناقد أدبيّ، كما أنّهُ فيلسوف، وسياسيّ، وصحفيّ، ومُؤرِّخ، عُنِي بالأدب فذاع صيته فيه، وأصبح من الأعلام البارزة في الأدب العربيّ الحديث، وجعل العقّاد جُلّ حياته في أمور الدّين والسّياسة ففرّغ نفسه إليها، وكانت مُصنّفاته تتنوّع بين الفلسفة السّياسيّة، والاجتماعيّة، وفلسفة القرآن، كما تطرّق للسيّر الذّاتيّة للقادة المُسلمين الكِبار. وُلد العقّاد في مِصر، في 28/6/1889 ،في إحدى البلدات النّائية من منطقة الصّعيد في أسوان تحديداً وعاش طفولته فيها .
درس العقّاد في مرحلته الابتدائيّة بمدرسة أسوان الأميريّة، وفي عام 1903م حصل على شهادة فيها عندما كان في سِنِّ الرّابعة عشر ولم يصحبه الملل أو الكلل في الأطلاع بنهم شديد بحسب عمله فى مكتبه والده ولم تتوقف رحلته الأدبيّة هذه إنّما كان يبحث ويُطالع بنَهَم.
ومن المؤلّفات الدينيّة له : الله. إبراهيم أبو الأنبياء. أبو الشّهداء الحسين بن علي. الصّدِيقة بنت الصِّديق. فاطمة الزّهراء والفاطميّون. عمرو بن العاص. معاوية بن أبي سفيان. الفلسفة القرآنيّة. التّفكير فريضة إسلاميّة. الإسلام في القرن العشرين. ما يُقال عن الإسلام. الدّيمقراطيّة في الإسلام. الشّيوعيّة والإنسانيّة في شريعة الإسلام. حقائق الإسلام وأباطيل خصومه. حياة المسيح. مؤلّفات الشخصيّات: سارة. القائد الأعظم مُحمّد علي جناح. سعد زغلول زعيم الثّورة. شاعر أندلُسيّ وجائزة عالميّة. شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة. عبد الرحمن الكواكبيّ. جحا الضّاحك المُضحك. روح عظيم المهاتما غاندي. سن ياتسين أبو الصّين. هتلر في الميزان. فرانسيس باكون. بنجامين فرنكلين. أبو العلاء. أبو نوّاس. ابن الرّوميّ. ابن رشد. ابن سينا. برنارد شو. رجال عرفتهم. التّعريف بشكسبير. المؤلفات الأدبيّة: أعاصير مغرب. أفيون الشّعوب. تذكار جيتي. هذه الشّجرة. يسألونك. ألوان من القصّة القصيرة في الأدب الأمريكيّ. أشتات مُجتمعات في الّلغة والآداب.

وعلى كورنيش النيل تشاهد جزيره النباتات ولتصلها لابد من أن تركب فالوكه وهي أحد أهم المزارات السياحية في مدينة أسوان, وهى من أقدم الحدائق بالعالم، تقع حديقة النباتات بأسوان على جزيرة بأكملها. وتحتوى على العديد من الأشجار والنباتات النادرة، شهدت جزيرة النباتات زيارة العديد من الشخصيات التاريخية البارزة لعل أهمهم نهرو رئيس وزراء الهند وجوزيف تيتو رئيس يوغسلافيا، بالإضافة إلى الملكه اليزابيث ملكة بريطانيا العظمى.

ويطل على الجزيره قبرالأغا خان الذى قد توفي في فيللا يمتلكها بأسوان في 11 يوليو 1957، ولم يُدفن في هذا الضريح إلا بعد عامين من وفاته، وتوضع كل صباح وردة حمراء على قبر الأغا خان، في تقليد بدأته زوجته الرابعة والأخيرة البيجوم أم حبيبة (1906 ـ 2000)، (وهي ملكة جمال فرنسا لسنة 1930، واسمها الأصلي قبل إسلامها إيفون بلانش لابروس) طويلًا بعد وفاة زوجها، وتوفيت في 1 يوليو 2000، عن عمر جاوز 94 عامًا، ثم نُقل جثمانها لاحقًا إلى أسوان لتُدفن بجوار زوجها في ضريحه.
وانتهت رحلتى على كورنيش أسوان منتظرا موعد القطار ولم أترك فرصه اضيع وقتى به بعيدا عن جمال هذا المكان الساحر فتجولت راكب الحنطور على انغام الأغانى الأسوانيه , وأنا أستمتع بوشوش الطيبه السمراء وكأن السائق قرأ أفكارى حتى يغنى حسين بشير بأغنيه سمار اللون جماله عسل فضحكت من قلبى وشاركنى ضحكتى صديقى سائق الحنطور وحقيقه تجدها فى هذه البلد أى شخص تتكلم معه لأول مره أو بائع او سائق يصبح صديقك على الفور وهذا ما أكد نظريتى عن عبقريه المكان, هى أسوان الحبيبه .
والى لقاء قريب نسبح معا فى نهر الجنوب
حسين صالح