صبري منصور بين رمز الروح وتصوف الجسد
بقلم: محمد عرابي
فنان تشكيلي وباحث مصري في الفنون الجميلة
يقدم ” صبري منصور” في أعماله الفنية عبر مسيرته مع فن التصوير المصري نمطاً فريداً من الرمزية، وذلك بابتكار أجواء غامضة قادمة من عالم الروح لتجسيد أفكار ومشاعر مجردة عن الوجود الإنساني وتصوراته للكون والعوالم الخفية، حيث تسطع كل الأشكال بنورانية الروح التي تسمح للإنسان بالحدس لتخطي حدود المظهر المرئي للكون والطبيعة .
وتظهر ملامح الرؤيا الرمزية لديه منذ بداياته الأولي في فن التصوير، ففي لوحة “الزار” والتي رسمها 1964، حيث تمثل تجسيداً لموضوع قد شغل حيزاً مهماً في فكر ووجدان كثير من الفنانين المصريين، بدءاً من “محمود سعيد” ومروراً “بالجزار” “ندا” و”الزيني” وغيرهم فقد اهتم هؤلاء الفنانون بتصوير المظاهر الحركية والحسية في طقس “الزار” إلا أن “صبري منصور” يقدم رؤيا شديدة الخصوصية لهذا الموضوع، وهي تصوير الجانب الروحي منه، فعند النظر إلي هذا الشكل نجد امرأتين جالستين في حالة من السكون والصمت، ويأتي من الأفق اللانهائي قط يتسلل بشكله الإنساني وملامحه الخافتة، وكأنه روح أتت من عالم غيبي لتراقب عن بعد هاتين السيدتين، وتبدو السيدتان متواصلتين أو قادمتين من هذا العالم الماورائي، بيد أن المشهد كله بعلاقته الفنية، يعكس حالة من الصمت والغموض المثيرين للخيال والتأمل التساؤل عما تحتويه هذه العناصر من معان وأسرار.
وعلي الرغم من أن معالجة الشكل الفني تبدو واقعية، أي مبنية علي قواعد أكاديمية، حيث المنظور والتجسيم… إلخ، إذ نري الفنان معنياً بمحاكاة النسب الطبيعية للشكل الآدمي، والتجسيم والتأثيرات المكانية للمنظور، للإيهام بالبعد الثالث، إلا أن رغبته في التعبير عن ذلك الجانب الغامض والمعنوي الكامن في الدوافع الاعتقادية وراء طقس “الزار” – حيث الاتصال بعالم الأرواح المجرد قادته لتطويع كل أدواته الفنية للإيحاء بهذه الفكرة وتأكيدها، إذا نراه يخبئ وجه السيدة التي تأتي بمقدمة الصورة بشعرها الذي يظهر كثيفاً ليغطي الوجه تماماً، ولعل هذا ما يقودنا إلي مزيد من الغموض، مما يجعل الرأي دائماً في شوق وتطلع إلي التعرف علي هذه الشخصية، ويتأكد هذا الإحساس عندما يري السيدة الثانية ( التي تأتي بالمستوي الثاني في عمق الصورة) تظهر ملفوفة بردائها الأبيض، ولا تظهر منها سوي كفها اليمني، وتبدو وكأنها في حالة من التغييب عن العالم الخفي أو تلك القوة الخفية الكامنة في نفس وخيال البسطاء. فهذه العناصرا لواقعية التي تظهر في الصورة ما هي إلا مدخل للتعبير عن الفكرة، إذ تأخذ معاني ودلالات رمزية أخري غير دلالتها الواقعية.
ويظهر اللون، كعنصر فني، متسيداً عما عداه من العناصر الأخرى، إذ يسهم بشكل فعال في خلق جو رمزي يوحي بالفكرة وما تحتويه من معان ومشاعر روحية مجردة، حيث يتجرد من دلالته الواقعية ويصاغ وفقاً للمنطق الجمالي النابع من العمل الفني ذاته والفكرة المراد تصويرها، لذا نراه يصور مشهداً تكتسب عناصره لونا أبيض بدرجاته المتنوعة من الرماديات، وذلك بفعل تأثير الضوء والظلال والأبعاد المسافية للعناصر، مجسداً جوا ضبابياً، يوحي بفضاء لا محدود، ويغلف كل العناصر بغلالة شفافة، كما نراه يستخدم اللون الساخن بأقل قدر ممكن فإضفاء درجة مناسبة من الحيوية التي لا تعكر صفاء وسكون الجو العام للمشهد.
بيد أن استخدامه للون بهذه الكيفية- حيث تسود الألوان الباردة مع قليل من الألوان الساخنة- يستمر متلازماً في معظم الأعمال الفنية التي تلت لوحة “الزار” حيث تسود الألوان الباردة مع قليل من الألوان الساخنة التي تتمثل في كثير من الأحيان في أضواء المصابيح المنبعثة من نوافذ بيوت القرية، أو في أجسام العناصر الإنسانية. ولعل ذلك يعود إلي نزعته الصوفية التي مازالت تلازمه حتى الآن، حيث الاهتمام بتصوير موضوعات تنتمي إلي العالم الماورائي، فتأتي أجواؤه الرمزية مستمدة من مملكة الليل وضوئها القمري الذي يزيدها سحراً وروحانية، فتراه يرسم موضوع” الرؤيا” و”آدم وحواء” غيرهما من هذه النوعية من الموضوعات الأسطورية، فيقدم رواسب نفسية وفكرية تظهر بصورة تلقائية من صميم حياته الداخلية والتراث المصري، وهو يقول في ذلك” إنني أقوم بتنظيم الأشياء بما يتفق مع انفعالاتي، وأضع في اللوحة كل شئ أحبه وله مغزى عندي، ولكن لا أحاول أن أفتعل رموزاً، فالرمز عندي نابع من البيئة التي أعيش فيها وله استقلاليته”.
ويستمر اهتمام “صبري منصور” بتصوير الجانب الروحاني المجرد في الكون والإنسان، مستقياً رموزه وأشكاله من مخزون الذاكرة وما ترتبط به من فكر عقائدي، وعلي العكس من “زكريا الزيني” و”ندا” و” الجزار” جاءت اشكاله ورموزه مستمدة من عالم القرية ،حيث نشأته وتكوين وجدان الطفولة والصبا، إذ كان للبيئة القروية بعناصرها وسماتها المميزة من أرض منبسطة وسماء صافية ونيل هادئ وشمس وهاجة وليل مسحور بضوء القمر تأثير علي أجوائه وعناصره الرمزية، لذلك تبدو الأشكال من النظرة الأولي معبرة عن عالم القرية من بيوت طينية ونخيل وأشجار وليل قمري، وأناس يطلون من النوافذ الضيقة، وأبواب هذه البيوت التي تنبعث منها أضواء المصابيح الكيروسين، ولعل هذا ما يعطي انطباعاً لتكيف “صبري منصور” وعشقه للطبيعة والحياة، إلا أن علي الجانب الآخر قد سيطرت عليه نزعة صوفية عميقة، ظهرت بدايتها في لوحة “الزار” وامتدت عبر مشواره الفني إلي الآن، فمعظم رموزه وأشكاله مستمدة من الواقع الريفي، حيث تذوب هذه العناصر البيئية في عالمه الجواني فتندمج مع تصوراته الفكرية، ذات الجذور العميقة الممتدة في أغوار ماضيه الثقافي وما يتمثل في عالمه الروحي من فكر إيماني ومعتقدات قديمة قد حفظت في الذاكرة الإنسانية علي مر الحقب الثقافية المختلفة لفكرة وتصور الإنسان المصري للكون، متمثلة في أساطير وخرافات قد جاءت لوصف وتحليل ذلك الجزء الغامض والمجرد من الوجود، لذلك تخرج هذه الأشكال في صياغة فنية جديدة مكتسبة مدلولاً رمزيًا خارجًا عن مدلولها الواقعي. بيد أن أعمال “صبري منصور” الفنية تبدو وكأنها فلسفة تبحث في الوجود الإنساني والكون بما ظهر فيه وما بطن. أن الخبرة الذهنية والوجدانية لمرحلة الطفولة في حياة أي فرد، تظل حية في أعماق وجدانه وعقله، ويستمر تأثيرها فعالاً وباقياً في التكوين النفسي والفكري للإنسان علي مر مراحله الحياتية الأخرى، لأن الطفل يظل محتفظاًُ بوقع الأشياء عليه عند إدراكها لأول مرة، إذ يظل تأثيرها محفوراً في ذاكرته ووجدانه وتكتسب أبعاداً ثقافية مركبة مع النضوج الفكري والنفسي.
وتظهر رؤى “صبري منصور” للإنسان مجرد من الحدود المكانية والزمانية، حيث تلعب دوراً مهما في رؤيته الفنية، فهو يستمد عناصره وموضوعاته من تلك الرؤى التي استقرت في وجدانه منذ الطفولة وتداخلت مع فكره الناضج وخبرته الوجدانية لتخرج في رؤى فنية محملة بأفكار فلسفية عميقة، وتحتوي علي رموز تتنوع بتنوع تاريخ مصر الثقافي، فنري بعض الرموز منحدرة من الثقافية الإسلامية وبعضها الآخر من الثقافية القبطية، وثمة رموز إلي الفن المصري القديم.
لقد اختفت الدلالات المباشرة والمحددة، حيث عنصر واحد كشفرة تتضمن كل الأزمنة، ويتسع لإيحاءات متآلفة ومتناقضة، فالبيوت في قريته معابد خيالية يسكنها أناس في أماكن صغيرة، ويطلون من النوافذ في حالة ترقب وانتظار دائم لشئ أقوي من البشر، ومبعوث أقوي من أي شئ، كما أن قري الفنان “صبري منصور” هي قرية قديمة، ليلها يختزن الشعر والسحر والغموض، وهناك نور داخلي هو نوره الخاص الذي يعيش في أعماق رؤيته، والذي يتردد في شخصياته كل علي حدة.. ورموزه تلقائية بسيطة لها مغزى ومدلول أعمق مما تظهر فالعناصر التي يستعملها في معظم أعماله هي بيت القرية الذي يظهر وحيداً أو في مجموعة متلاصقة، والعنصر الإنساني “ذو الوجه غير المحدد المعالم، والنخلة ، والهلال وهي إما تكون مجتمعة كلها في تكوين واحد، أو يكتفي الفنان بعنصرين فقط، بيد أنه يكشف عما تخبئه منازل القرية حيث النوافذ والأبواب تبوح بأسرار توحي بها عبر الأشخاص المطلين من فتحاتها فتشي كل شخصية بأسرارها، وما تشعر به داخلياً من خلال حركاتها المختلفة، فمنها ما يظهر في حركة توسل أو حزن أو حب أو انتظار وترقب للمجهول، وهذا ما يظهر في “لوحة بيت الأسرار” .
ولعل ظهور المرأة ذات الشعر الغزير المنسدل يعود إلي رموز قبطية قديمة حيث كانت المرأة تقوم بحل شعرها لتعترف بذنوبها، أما هنا فهي تقدم اعترافها إلي طائر يفرد جناحيه بقوة وسيادة في الجزء العلوي من الصورة ويعلوه هلال مرسوم بشكل رأسي.
وفي هذه اللوحات تجتمع معاً ثلاثة عناصر رئيسية، أخذ الفنان “صبري منصور” في صياغتها بأشكال متنوعة يحاول كل لوحة أن يكسبها مزيداً من الثراء الفني بما يقوم به من تحويرات في أشكالها ليخضعها لمتطلبات أفكاره الجمالية والعاطفية، التي هي قيمة مهمة يسعى دائماً لتجسيدها في العمل الفني.
يقول الفنان “صبري منصور”: “إنني أشعر بسعادة داخلية حين أقوم بتصوير الهلال.. إن الهلال عندي مثار حب وإعجاب منذ طفولتي، وأنا استعمله كرمز للحب والحنان وعالم السماء، وكذلك لدلالته الدينية الموروثة”.
ومن ثم فإن الهلال عنده رمز للحنان والحب، ويتجسد هذا المعني في لوحة ” رجل وامرأة وهلال”، حيث لا نجد وجوهاً معينة، بل نستشعر تلك العلاقة السامية التي تجمع بين الرجل والمرأة ، والهلال في هذا المكان يحمل الشكل والمضمون معاً، فهو يعبر عن عاطفة الحب، كما أنه يؤكد، من الناحية الجمالية، ذلك الترابط والتلاحم الذي يربط بين الحبيبين، بل نكاد نشعر بدفء ذلك الاحتواء الذي يصنعه الرجل بكتفه رغم ضبابية الألوان وبرودتها، وتتضح لنا هذه الشحنة العاطفية ومشاعر الحب الرقيقة من خلال درجات لونية أثيرية، ولم يظهر الفنان أي جزء من مفاتن المرأة، بل اكتفي برسم شكل رمزي لرأسها بشعرها الذي يستقر في اطمئنان علي كتف الرجل، وهو هنا يأخذنا بعيداً عن عالم الشهوات، والملذات الحسية، ويؤكد سمو العلاقة العاطفية التي تجمع بين الاثنين، كما يتضافر الضوء الرقيق الهادئ الذي يبعثه الهلال المضيء مع الدرجات اللونية في التأكيد علي دفء المشاعر الإنسانية.
وقد نري الطائر عنصراً أساسياً يستخدمه في كثير من أعماله، وهو ليس القدر الذي يلاحق الإنسان، وإنما هو الذكري التي تلاحقه أو الروح التي تعيش في داخله، وتكون حبيسة، ما دام الإنسان مستيقظاً وعندما ينام، تترك الجسد وتحوم طليقة بعد أن عاشت معه في الأحلام، وربما يكون الطائر هنا دليل حماية حيث يوجد لذلك أثر مصري قديم يذكرنا به الإله “حورس” الذي يظلل بحمياته الملوك والضعفاء”.
ويتأكد الأسلوب الفني لـ”صبري منصور” في أعماله المستوحاة من القرين، حيث يظهر فيها بعض الأشكال الرمزية مثل النخلة، التي تظهر باستمرار في أعماله بفروع منحنية الشكل، ويري “نعيم عطية” أن الفنان قد تناول النخلة كسبب تشكيلي، وذلك يعود إلي جمال شكلها بجذعها السامق وطولها الفارع في الهواء ونهاياتها المتفرع في الفضاء، والظلال التي تلقيها هذه الجذوع والفروع علي الأرض والبيوت، وما يمكن أن تشي به هذه الظلال من الحنان والأمان من ناحية، والمهابة التي قد ترتقي إلي مرتبة إدخال الرهبة في النفوس”.
ويري الباحث أن النخلة تمتلك ميراثاً روحياً لدي الإنسان المصري والعربي إذ ارتبطت بالأديان من ناحية، وارتبطت بالحياة اليومية من ناحية أخري حيث هي تستعمل في سقف البيوت ووقود النار، وغذاء للإنسان، بالإضافة إلي ظلالها المقدسة في الحياة بشكل عام.ومن هنا كان استخدام “صبري منصور” لها ليس بعيداً عن مكونات روحية الفنية والإنسانية التي يستمدها من ذاكرته المليئة بعالم المصريين في مختلف الحقب.
والمرأة أيضاً عنصر آخر في أعماله وقد جاءت متميزة واتسمت بسمات شكلية خاصة ، إذ تظهر في هيئة بدائية ومسحة أسطورية، فتبدو مكتنزة وبشعر طويل غير مصفف، فالمرأة في الريف هي كل شئ، فهي الجنية، وفي الوقت نفسه ست الحسن، وهي المرأة العاملة في الحقل، فنراها تولد في أعماله أحياناً عارية وخالية من التفاصيل، فتذكرنا بالمرأة في الخيال الشعبي القديم، فهي التي تظهر بشعرها الطويل فجأة لتنقض علي فريستها، أو تلك المرأة البدائية التي لا تصفف شعرها( أمنا الغولة أو أم الشعور، والتي تظهر في الخيال الشعبي كشبح في مكان ما فجأة حيث لا يتوقع الناس منه ضرراً فتنقض عليهم.
المصادر الفنية للشكل الفني لدي الفنان:
لقد استطاع” صبري منصور” ابتكار لغة تشكيلية معاصرة ذات طابع وسمات بصري خاصة، معتمدة علي خبراته الفنية المنفتحة علي التصوير الأوروبي ومدارسه المختلفة، وتعمقه في التراث المصري القديم، فالمنطلق الفكري لأسلوبه الفني قد يتلاقي مع فكر الرمزية في الفن الأوروبي الحديث، حيث الاتجاه إلي مملكة الخيال لاستلهام أشكاله الفنية، التي غالباً ما تخضع للفكرة والاهتمام بالعاطفة وتضمينهما العمل الفني.
وأما منطقة في صياغة الشكل فيعتمد علي أسلوب ذاتي مبتكر مبني علي مزج بارع بين التسطيح والتجسيم، إذ إنه يستلهم بعضاً من أسس التصوير في الفن المصري القديم بصورة غير مباشرة، فنراه يميل إلي التسطيح وترتيب الأشكال والأشخاص علي هيئة صفوف أفقية يعلو الواحد منها فوق الآخر في ترتيب متعمد تماماً، وذلك لخدمة المتطلبات الجمالية والإيحاء بالفكرة، وهذا ما يظهر جلياً في لوحة “حفل راقص” في ضوء القمر والتي رسمها 1981، حيث نجد التكوين مبنياً بشكل أساسي علي ثلاث مساحات أفقية بنسب متنوعة، حيث تأتي المساحة الكبرى لتحتل ثلثي التكوين تقريباً، وتنتهي مع بداية لمساحة لمتوسطة التي تمثل واجهة منزل بنوافذ يطل منها أشخاص في حالات حركية متنوع، وكأنهم يشاهدون بانتباه أولئك الذي يرقصون في مساحة تبدو منظورة من زاوية علوية والتي تتناقض مع الوضع المنظورى للراقصين، إذ يظهرون جميعاً في مستوي النظر أو مرسومين من زاوية رؤية مواجهة Frontal view.
وتختفي التأثيرات المكانية للمنظور، إذ تري الأشخاص وهم في ترتيب علي هيئة صفين، وتبدو كل شخصية مستقلة بذاتها، إلا أنه لا يمكن الفصل بين الأشخاص، لأن كل شخص منهم يبدو مثل كلمة في بيت شعري موزون، أو لبنة في بناء مكتمل، وذلك لأن مجموع الشخصيات يعطي الإحساس بأن ثمة شخصية ما تؤدي بحركاتها وإيماءاتها سرداً لبعض الأحداث.
والجدير بالملاحظة هو أن الأشخاص يبدون وكأنهم يسبحون في فضاء، وذلك نظراً لاختفاء التأثيرات الإيهامية التي تعطي الإحساس بموقع الشخص وعلاقة قدميه بالأرض، غير أن الفنان قد جعل الأشخاص ينتهون من أسفل بخط أفقي قد يعادل خط الأرض أو القاعدة في الفن المصري القديم Base Line، وهذا ما يكسب الأشكال قدرا من الرصانة، وأما عندما ننظر إلي المساحة العليا فنجدها تأخذ لوناً أزرق متميزاً بدرجة قاتمة تعطينا إحساساًُ بالسماء، وبذلك نجد اهتماماً ما بتصوير الفضاء، وهذا ما تؤكده العلاقة اللونية بين المساحات العرضية الثلاث . فنراه يعطى المساحة الكبرى درجة لون فاتحة بمقارنتها بالمساحة التي تليها، والتي بدورها تأتي افتح من مساحة السماء، وهذا ما يسمح لعين المشاهد بالغوص قليلاً في عمق الصورة.
وقد نلمح أيضاً بعض تأثيرات الضوء الخفيفة المتمثلة في بعض اللمسات الفاتحة التي تظهر في واجهة المنزل، وكل هذه قيم مستمدة من خبرته ودراسته الأكاديمية، التي تظهر بصورة أوضح في استخدامه للظل والنور من أجل تجسيم الأشخاص بصورة تقربها من النحت المصري القديم. ولعل ذلك يتأكد بإزالة الملامح العارضة، والتأكيد علي الملامح الأساسية للعنصر دون أية تفاصيل تبدد نظر المشاهد وتصرفه عن جوهر الشكل والرمز، ومن هنا نجده لا يعتمد علي تعبيرات الوجه في الإيحاء بالحالة الشعورية أو الفكرية، فهو يعتمد علي اللون بشكل أساسي بالإضافة إلي حركات الأجسام وإيماءاتها.
ويبرز استخدامه لطاقات الضوء التعبيرية في خلق أجوائه الرمزية المطلوبة للإيحاء بالفكرة وما تتضمنه من معان ضمنية في موضوعاته التي صورها عن القرية مثل “بيوت وظلال” أو لوحة “الليل الريفي” التي تختلف عن اللوحة السابقة في معالجة البيوت القروية، إذ إن تلك الخطوط المستقيمة والحادة التي وجدناها في اللوحة السابقة نجدها تختفي في هذه اللوحة فتتحول قمم البيوت إلي خطوط منحنية، حيث تأخذ درجة أعلي من التجسيم بفعل تدرج الضوء الذي يظهر عليها.
أما في لوحة “آدم وحواء” نراه يستخدم الضوء لغرض رمزي آخر حيث يرسم الملائكة بأجسام نورانية مضيئة وشفافة، وعلى العكس من ذلك تأتى الأجسام الآدمية بأشكال طينية معتمة، ولعل هذا يكون راجعا إلى الفكرة الدينية لخلق الملائكة من النور وآدم من تراب أو طين الصلصال. وفى مثل هذه اللوحات التى تعالج موضوعات أسطورية نجد ثمة تأثرا بتحويرات الشكل فى الفن القبطى والبيزنطى، وهذا ما يظهر فى الأشكال الطائرة التى تحيط بالضريح أو الشاهد فى لوحة “الزيارة”، وكذلك لوحة ” بكائية الهرم ” إذ نجده يستعير الهالة المضيئة التى تظهر فى الفن القبطى خلف رأس القديسين لتشير إلى قديستهم.
بيد أن ” صبرى منصور ” يفصح عن ارتباطه المباشر بالحضارة المصرية القديمة فى بعض اللوحات التى رسمها عقب زيارته للأقصر فى عام 1989 تقريبا، حيث نراه يستلهم بعض الأشكال الآدمية والآلهة التى نجدها مصورة على جدران المعابد القديمة بصورة مباشرة، وهذا ما يظهر واضحا فى لوحة ” زيارة لمعبد قديم ” فنراه يرسم حطاما لصورة جدارية يظهر فيها شكل آدمى يأخذ الوضع التشريحى نفسه فى الفن المصرى القديم، كما نجد شكلا من أشكال الآلهة الفرعونية حيث يظهر بجسم إنسانى ورأس طائر، ويأخذ قدرا من التجسيم.. وبالإضافة إلى ذلك نجد أشخاص ” صبرى منصور ” الخاصة مثل المرأة ذات الشعر الكثيف المسترسل تظهر منحنية إجلالا لذلك الإنسان المقبور فى تابوته، أو تقف تعظيما لذلك الإنسان المصرى القديم، وفى حالة أخرى نجد شخصا آخر يجلس متوسلا ومنحنيا برأسه أمام ذلك الشكل ذى الجسم الإنسانى ورأس الطائر، ولعله بهذا قد صور ذلك الإحساس بالإعجاب والرهبة الذى قد ينتاب الفرد عند وقوفه داخل معبد فرعونى، وهذا التفسير قد يشوبه قدر من السطحية وذلك لأن مفتاحه كان عنوان الصورة الذى هو ” زيارة لمعبد قديم “، فاللوحة تحتمل أكثر من تأويل من وجهة نظر الباحث، وقد يكون هناك رأى آخر يرى أنها تجسد الغموض الذى يميز علاقة الإنسان بالعوالم الماورائية التى شغلت فكر الإنسان المصرى القديم، حيث جاء فنه باستمرا لتفسير هذه القوى المجردة وتجسيدها فى أشكال يسهل على الإنسان إدراكها وفهمها. وما زالت هذه العلاقة بين الإنسان المعاصر والعالم الماورائى غامضة رغم تقدم العلم والاكتشافات المنفجرة على سطح الكوكب الأرضى.
فأعمال ” صبرى منصور ” إذن تتسم بالجمع بين السكون والحركة فى آن، فالسكون يتمثل فى خطوطه الرأسية المتعامدة على الخطوط الأفقية فتعطى للتصميم صفة الرصانة، أما الحركة فتتمثل بشكل عام فى إيماءات الأشخاص وحركتهم فنراها تسبح فى فضاء رحب، وخاصة أشكال الملائكة والحصان الذى يظهر دائما بشكل انسيابى فى سماء القرية، لوحة ( بيوت وظلال ).
كما يلعب الضوء فى بعض الأحيان دورا فى استثارة الإحساس بالحركة وخاصة عندما يظهر فى أشكال شريطية مائلة، أو تتبادل أماكنه مع الظلال فى إيقاع متنوع.
ومن ثم يمثل ” صبرى منصور ” النزعة الصوفية فى الاتجاه الرمزى فى الفن المصرى الحديث، ويعد امتدادا لذلك التيار المتدفق، الذى يهدف إلى صياغات فنية ذات سمات مصرية، ذلك الذى بدأ مع ” راغب عياد ” و” محمود سعيد ” وامتد فى تجربة كل من ” الجزار ” و” ندا ” ثم ” تحية حليم ” و” زكريا الزينى ” وغيرهم من الفنانين المصريين.
—————
– عالم صبرى منصور عالم داخلى .. تأملى .. انطوائى .. يجد فيه المصدوع أمنا وراحة وصفاءً نفسياً بعيدا عن صخب الحياة وضجيج المدينة المحموم .
– وما هذه الزرقة التى تغوص بنا فى أعماق الذات وأغوار اللاشعور أو تحلق بنا فى أفاق صوفية تشف فيها الأجساد وتتحرر فيها الأشياء من ماديتها وكثافتها ماهى الا دعوة من
الفنان المرهف الى لا جدوائية الصراع الخارجى لان الباطن يحتوى فى النهاية كل شىء ..
– تحتوينا ظلمة الأرض كما تحتوى ظلمة الفضاء هذا الكوكب ولايبقى فى النهاية سوى الحلم ، السراب ، الوهم ..
حسين بيكار
– صبرى منصور فنان ضرب بعيداً موغلا فى دروب صامته معرضاً عن الصخب الزائف ، مصغياً الى الصوت الداخلى الهامس .
– كل ما فى لوحاته روح اثيرية سابحة فى بحورها الخضراء الضابية ، إن كان للمكان وجود ففى أعماق النفس البشرية ، وليس الزمان زماناً يحسب بالساعات ، فهو زمام تراجيدى .. عالم سكونى .. التفاصيل عنه مقصية ، فتقل المباشرة ، والايحاء يقوى ، عالم الحلم هو .. لكنه الحلم الدرامى لا الفانتازيا ، علاقة ضاربة بين الإنسان والمجهول ، السماء انقضاض ، والأرض استسلام لتهديد .. وانطراح على مذبح ، الحركة استحالت رمزاً فالطائر مثلا ليس طائراً بذاته .. لكنه المخلب الجارح .. والمنقار الشرس .. والنظرة التى لا نطرف .. شبحيات بكائية خارجة من توابيت الفراعنة .
– إن لوحات صبرى منصور لا تعطى سرها لأول نظرة .. وعلى الرغم من أن حيزها يظل أميل الى الخواء ، إلا أن اجواها تبقى مشحونة بالتوتر ، وتنم عن معاناه اللغز ، فالوجه الذى تغطيه جدائل الشعر الغزيرة المنسكبة . والنقاب الابيض الذى يذوب فى الخلفيات الخضراء الشاحنة .. تخفى على الدوام سراً .. أنها اجواء غنية رغم الزهد اللونى ، ورؤية متفردة فى تصويرنا المعاصر .
د. نعيم عطية
أزرقات صبرى منصور .. انطبـاع الحيويـة والاتسـاع
– من سمات القرن العشرين تفتح الإدراك والبصيرة .. المواكبة للاكتشافات العلمية الجديدة .. وازدحام الساحة بالاتجاهات الفنية العديدة .. التى يتصارع حولها الفنانون والنقاد .. بينما يقوم بعض الفنانين فى البحث عن الشخصية المصرية وأصولها القومية داخل التراث الزاخر والتعرف على فلسفاته .. والقيام بالتحليل الموضوعى المجرد .. حتى يصير مصدراً للإلهام والوحى .. لكى تصبح فنونهم مرتبطة بجذورهم العريقة ..والبحث عن الأصالة ..التى زيفت بفعل الاستعمار والجهالة ..والهروب من الزينة الزائفة المفتعلة التى يتسم بها فن المدن والمجتمع الغربى .. والفنان صبرى منصور ( 51 سنة ) أحد هؤلاء الباحثين عن الأصالة فى أغوار الحياة الريفية ودروبها الشعبية والتراث المصرى الفرعونى والقبطى والإسلامى ..سائراً على درب من سبقوه من الفنانين المصريين الكبار محمود سعيد وراغب عياد وعبد الهادى الجزار..
– وفى رحاب ثلاثين عاماً من الفن 64 – 1994 التى تمثل عمره الفنى جاء معرضه بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى .. الذى تعددت فيه مراحل الفنان .. مؤكدة بحثه العميق فى الأصول الفنية واستخدامه أدواته وآلياته المعاصرة فى تحوير الشكل والخط بشكل جمالى ساعده على الإبداع فى خط حلزونى متطور إلى أعلى .
– وعندما نمسك بالخيوط الأولى الناسجة لملامح شخصية تجربته نراها قد بدأت بظهور عناصر أكثر اقتراباً من شخصيته ..التى انساقت لتصوير العالم الذى عاش طفولته فيه .. (وهى قريته `نجاتى` الصغيرة) حيث الحلم الحافل بالصور الغامضة، والقمر يغمر القرية بأضوائه والليالى وحكايات الجنيات الأسطورية، والبيوت الريفية المتواضعة..المشيدة من طمى النيل ..التصقت بها مقابر الموتى .. كأنها تحكى التناقض بين كل الأشياء الموجودة فى عالمنا .. وفى القرية شاهدنا النخيل المنتظم فى تناسق هندسى متوازن يمتد عالياً .. يحرسها ويظللها والنساء المتكورات بثيابهن السوداء التقليدية يقبعن داخل الأبواب والنوافذ المفتوحة .
– ومن أهم مميزات صبرى منصور بجانب فكرة المتوقد وفلسفته الفنية ذات القيم الأصيلة .. استخدامه لتوافقات اللون الأزرق الذى يميل إلى لون الفيروز الذى يشع الضوء من جنباته ..هذا اللون ..عندما يطيل المشاهد النظر إليه .. يغيب عن ذهنه أحياناً ألواناً أخرى عديدة والتى تتحول جميعها إلى لون موحد .. كما يشاهد الرائى الأشياء المرسومة كأنها مغمورة ومصبوغة بذات اللون الأزرق الفيروزى .. وأيضاً يخلق اللون انطباعا بالحيوية والاتساع والضوء المتدفق الذى يتخلل ويأخذ المنظر العام للوحة من كل جوانبها .. وتظهر معالم الأشياء ومفرداته فى رتابة وسكون بفضل التفاعل الجلى بين الأزرق والألوان الأخرى الذاتية فيه، ولم تقف وظيفة اللون الأزرق عند هذا الحد.. فهى أداة – إن صح التعبير- تمثل البعد أو الفسحة، والمجال الجوى ، وصفاء السماء ، والحيوية والبرودة والظلمة أيضاً .. وهى صفات وانطباعات لا تقتصر على الأجسام بعينها، وإنما يدخل اللون فى روحها ، فى جوها العام ، وما تتركه فى المشاهد من تأثير وانطباع .. ومما لا شك فيه أن هذه الروح لا تنشأ من مفعول اللون الأزرق التركوازى وحده ، بل كذلك من تفاعل الألوان التى يضعها الفنان بدراية لتحدث التوازن مع بعضها البعض .- يتناغم كل هذا مع العملية الإبداعية عند الفنان صبرى منصور .. فهى محاولة فى البحث لاكتشاف ما يوجد خلف السطح الظاهر للأشياء من أجل تكوين أشكال جديدة `متوازنة ` تفتح عيوننا على عالم الضوء الليلى، واللون بين أصوله.. كما يزودنا بنوع مختلف من الإدراك الإنسانى المعاصر .
الناقد/ محمد حمزة
2004 جريدة الأهالى
الضوء الصوفى
الزار كان الموضوع الرئيسى لمشروع التخرج للفنان صبرى منصور الذى ولد العام 1943 والذى أقام عدة معارض خاصة بمصر وإيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وسوريا ويشارك فى الحركة الفنية منذ العام 1965، وهو حاصل على جوائز فى المعرض العام 1983 – بينالى الكويت العام 1985 – وجائزة الدولة التشجيعية العام 1986 ، كما يشغل وظيفة أستاذ بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وصبرى منصور من الفنانين الذين أُطِّروا بإطار محكم جعلهم لا يتمكنون من الخروج أو الخلاص منه أو إثراءه بإضافات تجعله يتحول إلى درجات أعلى من الجمال والتوهج – بالرغم من قدرته على ذلك- وغالباً تختلف قياسات درجة الثبات والحركة التى تدور مركزياً دون أدنى كسر أو اقتحام للحاجز الفكرى الذى حدد فواصل بنائية وجمالية تكاد تتكرر مع توهج الذاكرة البصرية للمتلقى المحترف وفى هذا المقام نذكر بعضاً ممن نهج هذا النهج من الفنانين، الراحل حامد ندا، أحمد نبيل سليمان ، صلاح عنانى ، وغيرهم ، وهذا ليس عيباً لأنها حدود عليا لقياس درجة الابتكار والإبداع فى الوقت الذى تتنامى فيه الفكرة الفنية والتى تدفع -بطبيعة الحال- إلى التطوير والتجريب المستمر والمستمد من حالة غليان فى كوامن الحالة الإبداعية بكامل طاقتها وأركانها . فالضوء فى أعمال صبرى منصور ضوء آتٍ من هالات الطاقة التى تدور فى فضائها شخوصه المسحورة .. وشخوصه الكائن فيها حالات النفس المحملة بالتصوف والروح الهائمة ..كيانات تنبثق من طاقات كبيوت الحمام فى أبراجها تطل منها هالات ضوئية ناطقة من الوجوه ، أو أجسام تتدلى شعورها حتى القدمين كأن الضوء يسرى فى جسدها وفى شعرها .. طاقة بنائية يمتد فيها التوحد البصرى ومركز الروح فى الجسد فى حالة ديناميكية مركزية محركة الشبكة الشعورية فى المتلقى ليلتقط موجات ظلالها وأشعتها الآتية من هذه الهالات المدفونة فى الأجسام وحولها كأنها طاقة فاقدة الجاذبية فترتفع إلى أعلى بفعل الجاذبية العليا .. جاذبية الروح الممتدة فى الفراغ الكونى بعيداً عن المادة وبعيدة عن الحياة الدنيا ، ويتشكل فى قلب اللوحة -عند الفنان- ما يسمى بـ (الجسد المعمارى الهش) بمعنى نفاذه للضوء من خلال ضبابية محكمة ضبابية الدرجات الظلية المتواترة والمتتابعة تتلاشى وتتداخل فى الأسود من خلال نظام بنائه وكثافته وقياسات الخط وزيادته مطرداً أو العكس أو تدفقه عند حدود حالة التناغم والتجانس التى يعيشها الفنان ، وهالات الضوء عند صبرى منصور تتكاثر وتنتشر عبر الفراغ اللونى الكونى تسبح فى الفضاء، فى دوران محورى مركزى كالبندول الذى يذهب ويعود فى منظومة ثابتة وإيقاع دقيق يعتمد على التوازن العادل للمنظومة القياسية .
أ.د./ أحمد نوار
جريدة الحياة – 2004
صبرى محمد منصور
البيانات الشخصية
اسم الشهرة : صبرى منصور
تاريخ الميلاد : 27/3/1943
محل الميلاد : المنوفية
التخصص : تصوير
البريد الإلكترونى : —
المراحل الدراسية
– بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم التصوير جامعة حلوان 1964 .
– ماجستير عن رسالة ( نحو تصوير مصرى معاصر ) 1972 .
– حصل على الأستاذية فى الرسم من كلية الفنون الجميلة سان فرناندو بمدريد 1978 أسبانيا .
العضوية
– عضو مجلس نقابة الفنانين التشكيليين من 1983 : 1987 .
الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان
– شغل منصب رئيس قسم التصوير 1989 كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان .
– شعل منصب عميد الفنون الجميلة منذ 1989 : 1992.
– أستاذ ورئيس قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان 1994 .
– رئيس لجنة ترقيات الأساتذة والاساتذة المساعدين بكليات الفنون الجميلة والتطبيقية والتربية الفنية من عام 1995: 2001.
– عميد كلية الفنون الجميلة ، قسم التصوير ، جامعة حلوان 1989 – 1992 .
المعارض الخاصة
– معرض بالمركز الثقافى الروسى بالإسكندرية 1971 .
– معرض بقاعة إخناتون بمجمع الفنون بالزمالك 1972 .
– معرض بقاعة تويسون بمدريد ـ اسبانيا 1977 .
– معرض بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1979 .
– معرض بصالون عايدة أيوب بالجيزة 1980 :1981 .
– معرض بجاليرى أرابيسك 1982 .
– معرض بقاعة المعهد الثقافى الايطالى بالقاهرة 1983 .
– معرض بقاعة تناجرا بالإسكندرية 1983 .
– معرض بقاعة المشربية 1984 .
– معرض بصالون عايدة أيوب بالهرم 1986 .
– معرض بقاعة السلام 1989 .
– معرض بقاعة الأكاديمية المصرية بروما 1993 .
– معرض بقاعة نوفوتيل بلندن 1993 .
– معرض بقاعة دمشق للفنون بسوريا 1994 .
– معرض بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى ( الدبلوماسيين الاجانب ) 1994 .
– معرض بخان المغربى 1997.
المعارض الجماعية المحلية
– معرض أساتذة الفنون الجميلة بالكلية 1965 .
– صالون القاهرة 1967،1971،1981،1982 .
– المعرض السنوى العام للفنون التشكيلية منذ 1969 : 1988 .
– صالون الخريف 1973 .
– معرض الفن المصرى المعاصر بالجامعة الامريكية 1989 .
– معرض فن الرسم 1982 .
– معرض بجاليرى أوستراكا بالإسكندرية 1983 .
– معرض المصورون المصريون التشخصيون بالمعهد الثقافى الإيطالى بالقاهرة 1984 .
– معرض الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى 1997 .
-المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة (28) 2003 .
– الصالون الاول لفن الرسم ( أسود ـ أبيض ) بمركز الجزيرة للفنون مايو 2004 .
– معرض ذاكرة فنان بقصر الفنون بالاوبرا سبتمبر 2006 .
– مهرجان الإبداع التشكيلى الأول ( المعرض العام الدورة الثلاثون وسوق الفن التشكيلى الأول ) 2007 .
– معرض حلم بقاعة المعارض بمركز كرمة بن هانئ الثقافى متحف احمد شوقى فبراير 2008 .
– معرض البورتريه الشخصى بقاعة المعارض بمركز كرمة ابن هانىء الثقافى بمتحف أحمد شوقى يناير 2009 .
– مهرجان الإبداع التشكيلى الثالث ( المعرض العام الدورة الثانية والثلاثون ) 2009 .
المعارض الجماعية الدولية
– بينالى إبيثا الدولى اسبانيا 1968 .
– مهرجان صوفيا للشباب ببلغاريا 1968 .
– بينالى الاسكندرية لدول البحر المتوسط الدورة ( 9 ) 1972،الدورة (10) 1974 .
– معرض الفن المصرى المعاصر بباريس 1971 .
– معرض المصرى الفن المعاصر بأسبانيا 1982 .
– المهرجان العالمى للتصوير كان سيرمير بفرنسا 1982 .
– بينالى العربى بالكويت 1985 .
– معرض المصرى الفن المعاصر بالاكاديمية المصرية بروما 1987 .
– معرض الفنانين المصريين التشخيصيين بروما 1991 .
المهام الفنية التى كلف بها و الاسهامات العامة
– عضو لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الاعلى للثقافة من انشائها 1980
– عضو لجنة الفنون التشكيلية بالمجالس القومية المتخصصة 1994 .
– مقرر لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الاعلى للثقافة 2005 .
المؤلفات و الأنشطة الثقافية
– نشرت له ابحاث ودراسات نقدية فى الفنون التشكيلية فى مجلات الطليعة ، عالم الفكر الكويتية ، ابداع ، الهلال .
الجوائز المحلية
– جائزة التصوير بالمعرض العام للفنون التشكيلية 1982 .
– جائزة استحقاق فى مسابقة فن الرسم 1982 .
– جائزة الدولة التشجيعية فى التصوير 1986 .
– من المكرمين فى المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة ( 27 ) 2001 .
الجوائز الدولية
– جائزة اقتناء من بينالى الاسكندرية 1971 .
– جائزة الشراع الذهبى من بينالى الكويت العربى 1985 .
مقتنيات خاصة
– لدى الأفراد بمصر ـ ألمانيا ـ الولايات المتحدة ـ إنجلترا ـ الكويت ـ أسبانيا ـ السعودية ـ الاردن ـ سوريا ـ كندا ـ فرنسا ـ إيطاليا .
مقتنيات رسمية
– متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة .
– متحف كلية الفنون الجميلة بالقاهرة .
– متحف الفنون الجميلة بالاسكندرية .
– متحف الفن الحديث بدولة قطر .
– متحف البنك الاهلى .
– قاعة المؤتمرات .
– دار الاوبرا المصرية .
Sabry Mansour
Profession * Professor of Painting. Faculty of Fine Arts. Cairo
Personal Information
* Nationality: Egyptian
* Place & Date of Birth: Egypt, 27 March 1943.
Academic Degrees 1964 BA Fine Arts, Painting Dept. Helwan University, Cairo
1972 MA Fine Arts, Painting, Helwan University, Cairo
1973 High Institute of Art Criticism.
1978 Professorado in Painting, Bellas Artes, San Fernando, Madrid.
Academic Career 1989-1992 Dean, Faculty of Fine Arts Helwan University, Cairo
1988-89;1994-97
2001-03 Chairman, Painting Dept. Faculty of Fine Arts, Helwan Univ. Cairo.
Languages Arabic, Spanish & English.
Grants and Invitations
1971 Ministry of Culture Grant for Creative Production
1974-78 Scholarship, Escuela de San Fernando, Madrid, Spain
1987 International Visitor to the US, American Information Agency.
Awards Received 1970 Acquisition Prize, Alexandria Biennale Award
1981 First Award, Painting, General Fine Arts Exhibition, Cairo
1982 Drawing Award
1983 Third Award, Hafiz & Shawqi Competition
1985 The Golden Sail Award, Kuwait
1986 The State Promotion Award, Egypt
Professional Memberships 1964- Member of Artist’s Syndicate
1983 Member of Administration Board, Artist’s Syndicate
Committees 1998-2001 Chairman of Academic Promotions Committee, Faculties of Fine & Applied Arts, And Art Education.
2002- Member of Academic Promotions Committee, Higher Institute for Art Criticism , Arts Academy, Cairo.
1981-1990 Member of Plastic Arts Committee – Supreme
2003-2005 Council of Culture
2005- Chairman of Plastic parts Committee – Supreme Council of Culture
2008 Chairman of Academic Promotions Committee, Faculty of Fine Arts
Patents and Publications 2000 Studies in Fine Arts, Cairo: General Organization for Cultural Palaces
2006 Plastic Illumination, Cairo, General Organization for Cultural Palaces
Commissary 1984 Commissaire, International Art Festival, Valparaiso, Santiago, Chile
2001 Contemporary Egyptian Art, Madrid, Spain
2003 National Art exhibition, Cairo
2008 100 Years of Fine Arts Exhibition, Cairo
One Man Show 1971 The Soviete Cultural Center.
1972 ikhnaton Gallery
1977 Toison Gallery, Madrid, Spain
1979 Faculty of Fine Arts Gallery,Cairo
1982 Aida Ayoub’s Gallery, Cairo
1983 The Italian Cultural Center, Gallery
1982 Gallery Arabesque, Cairo
1984 Tanagara Gallery, Alexandria
1985 Mashrabia Gallery, Cairo
1985 El- Salam Gallery, Cairo
1993 Egyptian Academy, Rome, Italy
1993 Novotel Gallery, London
1994 Damascus Gallery, Syria
1994 The Diplomatic Centre Gallery, Cairo
1997 Khan El-Maghraby Gallery
2003 Zamalek Art Gallery
2005 Henry Gerner Gallery, Norway
National & International Exhibitions 1965 Faculty of Fine Arts Exhibition
1966.67,71,81,83 The Cairo Salon
1968 Ibiza International Biennale, Spain
1968 Sofia International Youth Festival, Bulgaria
1969-92 Annual General Fine Arts Exhibition
1969 Moscow International Youth Festival
1970 Alexandria Biennale
1971 Contemporary Egyptian Art, Paris
1972 Cairo Autumn Salon
1976 Toison Gallery, Madrid
1976 Egyptian Cultural Centre, Madrid
1976/77 San Fernando’s Annual Exhibition, Madrid, Spain
1979 Contemporary Egyptian Art, AUC, Egypt
1979 El-Salam Gallery
1980 Artist’s Syndicate, Cairo
1982 Contemporary Egyptian Art Exhibition, Madrid, Spain
1982 International Painting Festival, Cagnes-Sur-Mer, France
1983 Ostraca Gallery,Alexandria
1984 Italian Centre, Cairo
1984 Contemporary Egyptian Painting, West Germany
1985 Arab Biennial, Kuwait
1986 Ragab Papyrus, Cairo
1987 Egyptian Academy, Rome, Italy
1991 Egyptian Artists, Rome, Italy
1994 Arts of Drawing, The Diplomatic Center Gallery
1999 National Exhibition
2000 Contemporary Egyptian Art, Kuwait
2001 First Annual Exhibition of Mosaic, Diplomatic Center, Cairo
2001 Egyptian Art, Ibda Gallery
2001 Contemporary Egyptian Art, Tunisia
2001 Contemporary Egyptian Art, Mexico
2003 Twentieth Century Egyptian Art, Alexandria
2004 First Drawing Saloon
2003 National Exhibition, Cairo
2004 Egyptian Faces, Alexandria Library
2004 Mediterranean Encounter, Alexandria
2007-2009 National Exhibition
2008 100 Years of Fine Arts Exhibition, Cairo
Documentaries 1988 Sabry Mansour: Village Reminiscences, directed by Shwikar Khalifa, Alwan Series, (10 mns)
1996 Egyptians: Rise Up!” directed by Mahmoud Ibrahim, Egyptian Artists Series (20 mns).