الفنان رمسيس يونان


لأول مرة معرض لرمسيس يونان بمتحف الفن المصرى الحديث

– بقاعة `أبعاد` بمتحف الفن المصرى الحديث بأرض الجزيرة بالأوبرا، أقيم معرض الفنان الراحل رمسيس يونان (1913-1966 ) والذى يتضمن أعمالا فنية نادرة تعرض لأول مرة بخامة الجواش .
– ويعتبر رمسيس يونان من رواد التجديد فى الفن المصرى وداعية التحرر فى الفكر والفن، وقد فتح أبواب الاجتهاد بالرمز، وهو مؤسس السيريالية فى مصر، ومن بعد ذلك التجريد، وله جهود فى نقل الثقافة الغربية المعاصرة إلى العربية بالترجمة والرسم، كانت حياته سلسلة من الاحتجاج فى مواجهة المنعقدات الجامدة، وهو من مقدمى ثقافة الغرب الطليعة حيث ترجم (كاليجولا) لألبير كامى، (الجحيم) لرامبو، وقدم الكثير كمحلل وناقد للفن وداع للفن الأوروبى الحديث، وأصدر عنه د. صبحى الشارونى كتابا بعنوان `المثقف المتمرد رمسيس يونان` فى سلسلة دراسات فى نقد الفنون الجميلة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب .
– لقد أوقد رمسيس يونان الشمعة الأولى فى مسيرة التنوير، وكان أيضا بحكم طبيعته المتمردة على السكون الرافضة للخضوع لمنظومات القداسة الفكرية والموهومة أحد مؤسسى جماعة الفن والحرية التى لعبت دورا رائدا فى فتح آفاق الفكر التشكيلى على عوامل ورؤى جديدة، وأوقدت جذوة الجدل والحوار وأحالت صمت الأكاديمية الرهيب إلى دوى صاروخ بحرية الفنان وفرديته، وأيضا مسئوليته الثقافية تجاه وطنه وعصره فكان له الفضل الاكبر فى تفجير الطاقات الإبداعية فى اتجاهات شتى وظهور جيل تخطى بالعطاء التشكيلى التعلق بأذيال القرن التاسع عشر وتأثيراته الباهته إلى قلب القرن العشرين بتياراته المتدفقة بالحيوية الغنية بالتنوع. ومن بيت اثرى فى `درب اللبانة ` بالقاهرة القديمة والعام 1938 م خرجت دعوة ` جماعة الفن والحرية ` يقودها ` رمسيس يونان ` وكامل التلمسانى وجورج حنين والاخوان انور وفؤاد حسن كامل ، وصيحة ثورية فى الفكر والفن ، دقـات طبـول `النازية الألمانية والفاشية الايطالية ` تكاد تصم الاذان، ولكن ` الجماعة `تعلن ` الحرب ضد الحرب ` وتقف إلى جانب `الديمقراطية ` كان المد الماركسي يتصاعد ولكن ` رمسيس يونان ` ورفاقه اعلنوا ضرورة اسقاط هيبة ` جوزيف ستالين ` وموالاة ` تروتسكى ` الذى طرده ستالين من الاتحاد السوفيتى ثم ارسل وراءه من يغتاله ان رمسيس يونان 1913- 1966 هو أحد العلامات الثقافية البارزة فى مصر ، فهو قد قاد حركة تمرد على كل ما هو تقليدى هذا ما يؤكده الناقد صبحى الشارونى فى كتابه المثقف المتمرد رمسيس يونان الذى صدر اخيرا ، والذى يؤكد ان يونان قد عبرت حياته الابداعية من خلال مراحل اعتنق فى كل منها مذهبا من مذاهب الفن التشكيلى خلال القرن العشرين ، ففى بداية نشاطه الفنى والفكرى من عام 1938 حتى 1946 كان يبنى السريالية .. وقد كانت رحلة من التمرد منذ البداية ، وإن كانت قد تبلورت فى كتابه غاية الرسام العصرى ، ويدعونه إلى التمرد على الرواد أملا فى فتح أبواب التجديد على مصراعيها ، وهو أول كتاب عربى يتعرض للاتجاهات التى ظهرت فى الفن الغربى بعد المذهب التأثيرى وهى التكعيبة والوحشية والتعبيرية ، فالسريالية التى تحمى لها الفنان واختار من بين الاتجاهات السريالية التى تعمل على التعبير عن خيالات العقل الباطن ونزواته .
– وقد وصل التمرد إلى حد توقيع بيان من 37 فنانا منهم جورج حنين وكامل التلمسانى وفؤاد كامل بعنوان ` يحيا الفن المنحط ` ردا على الحركة التى اتخذت لها شعارا هو ` تعاون الفن المنحط ` وكان البيان الذى يدعو له رمسيس يونان يمثل دعوة التجمع لإقامة جماعة الفن والحرية وكانت أعمال رمسيس يونان الفنية فى تلك الفترة تعبر عن فكر فرويد ودور الحبس فى العقل الباطن ويتابع الكتاب رحلة الفنان من خلال نشاطه السياسى والثقافى والفنى واستعرض ملامح بعض المقالات التى نشرها ، وينتهى الكتاب بفصل عن رمسيس يونان كناقد ومترجم للأفكار والمذاهب الفنية فى الغرب ، وكان دوره فى الترجمة والنقد هو اكثر جوانب نشاطه تأثيرا وفعالية فى مجتمعه ، ويكفى ما قاله عنه الفنان محمود سعيد أنه الناقد التشكيلى الوحيد الذى يعرف مادته .
– وقد اتصلت مجهوداته فى النقد والترجمة فى اتجاه تبرير ودعم اتجاهه الفنى وتقديم الفنانين الاوروبيين المجددين وعرض احدث الآراء النقدية والنظريات الفكرية .
بقلم : نجوى العشرى – حنان النادى
الأهرام – 2009



ـ إذا كانت الحركة الفنية فى مصر الحديثة قد ولدت على يد جيل من الرواد الأوائل فإنها قد بلغت رشدها واستكملت مقومات نضجها الثقافى على يد جيل ثان إستشعر مسئولية أن يضع هذه الحركة الفنية الوليدة فى مكانها من المنظومة الحضارية المصرية متوخياً كل أبعاد ذلك الوضع التراثية والاجتماعية وأيضاً بعدها الإنسانى الذى لا يفصلها عن تجارب العالم المعاصر من حولها ، ويعد رمسيس يونان فى طليعة هذا الجيل من رواد الحركة الثقافية التشكيلية التى بدأتها جماعة ( الدعاية الفنية ) بزعامة رائد التربية الفنية ` حبيب جورجى ` والباحث وراء فلسفة الجماعة ومجال نشاطها يدرك أن المقصود بالدعاية الفنية حقيقة . هى الثقافة الفنية ونشر الفن ملاحقاً للتطور الثقافى وكان رمسيس يونان واضع أول كتاب فى هذه المسيرة الثقافية وهو كتاب ( غاية الرسام العصرى ) سنة 1938 وكأنه أوقد الشمعة الأولى فى مسيرة التنوير وكان أيضاً بحكم طبيعته المتمردة على السكون الرافضة للخضوع لمنظومات القداسة الفكرية والموهومة أحد مؤسسى جماعة الفن والحرية التى لعبت دوراً رائداً فى فتح آفاق الفكر التشكيلى على عوالم ورؤى جديدة وأوقدت جذوة الجدل والحوار وأحالت صمت الأكاديمية الرهيب إلى دوى صارخ بحرية الفنان وفرديته وأيضاً مسئوليتة الثقافية تجاه وطنه وعصره فكان له الفضل الأكبر فى تفجير الطاقات الإبداعية فى إتجاهات شتى وظهور جيل تخطى بالعطاء التشكيلى التعلق بأذيال القرن التاسع عشر وتأثيراته الباهتة إلى قلب القرن العشرين بتياراته المتدفقة بالحيوية الغنية بالتنوع ، وكما كان رمسيس يونان فارس الفكر والثقافة فى لحظات التحول التاريخى الحاسمة كان أيضاً فارس الطليعة فى كشف عوالم الإبداع التشكيلى بجسارة الإقدام الفدائى الذى تقبل أن يصد بصدره وريشته تيارات الجمود وسهام التخلف التى تصيب التقدميين عادة فتحمل عذاب السجن وعذاب المقاطعة والرفض وعذاب الغربة وفراق الوطن فقد سجنه صدقى باشا رئيس وزراء مصر عام 1946 بتهمة قلب نظام الحكم وخرج من السجن مرفوضاً من الأصحاب الذين ضاقوا بتمرده على تبعيتهم العمياء لقوالب الفكر وحتى فى المهجر ومعاناته القاتلة انتهى بالرفض والطرد من فرنسا لوقوفه مع حرية بلاده وعندما عاد إلى الوطن خالى الوفاض بلا مال ولا عمل إلا فنه
ولملمت شتات روحه المتمزقة منحة التفرغ التى منحتها له الدولة ولاقى أيضاً فيها عذاب الرفض حيث لم يستوعب بعض أعضاء اللجنة تقدميته الفنية وعاش بقية أيام حياته مهدداً برفض تفرغة
فارس مغوار ولد منذ ثمانين عاماً ورحل منذ سبعة وعشرين عاماً
ولكنى أراه لازال ممتطياً صهوة جواده يتوسط الساحة شاهراً ريشته وقلمه صارخاً فى البرية التشكيلية . بفنى وفكرى أنا هنا فهل من منازل … مازلت يا فارس الثقافة والفن موجوداً بيننا وسنظل دائماً نستلهم العزيمة والجرأة من فكرك وفنك .
على نبيل وهبه

رمسيس يونان ..نبوءة الزوال
– رمسيس يونان ذلك الفيلسوف المعلم، ذلك التشكيلي البناء، كان يرى الفن ودوره البارز في المجتمع ويرى الفنان وواجبه في مسيرته كمثل النبي المرسل لكنه لا يوحى إليه بل هو الموحي، هو المعلم، هو القائد، هو الثائر الذي جاء مع أولئك الثوار الذين يناضلون ويعزفون الحياة من جديد، يحيون جمالها المعشوق ويصلحون الكون، لإيمانهم أنهم أنبياء ذلك الزمان المنوط بهم تطهير الكون وكشف جماله العميق، ففي لوحة الأرض الخراب التي نفذها عام 1939 نرى ذلك المدى المقفر الجدب يمتد في لانهائية عدمية.. يطالعنا في اللوحة بناء محكم وتوزيع متدرج لثلاث كتل في الصدارة وكتلة في الخلفية الغائمة،في مقدمة اللوحة كيان أنثوي ممسوخ أبتر كسيح في مهب الرياح التي نراها في حركة شعرها الضعيف، واتجاه الضوء على عظام قفصها الصدري البارزة في نحول، نرى رمسيس يونان يحيلنا لمعنى الأرض الخراب ويجسدها أنثى شائهة ليسقط كل ما يسمها ويصمها به: على معنى الوطن المشلول الواقع تحت ضغط المستعمر ونظام الحكم الفاسد وطبقة الإقطاع، نراه وقد قطع الرأس وأبقى على شعر مريض جاف كالأشواك خلف ظهرها وبتر ذراعيها ؛ فلم يعد لديها القدرة على الفعل أو الفهم أو الرؤية، و لم يصبح لديها عطاء بل مقطوع فيها رجاء الخير والنماء بانقطاع ثدييها المتهدلين في ذبول ، نصفها السفلي متكور ومتكتل في تشوه قضى على أمل الخصوبة أو انتظار الميلاد أو الرضاع بعد أن اجتثت حلمات ثدييها بعنف، وقد ترك أثر البتر وتداعى تكوينها المريض إلى أسفل فيما يشبه الذوبان والانسحاق ، وتلي تلك الكتلة : كتلة وسطى هي كف اليد مبتور الأصابع كأنها انصهرت أو تحللت وهي تصد الرؤية وتواجه فضاء النظر، وخلفها تقع كتلة ثالثة هي رأس مقطوع وملقى في الرمال، لكن رمسيس يونان يتعمد أن يغرس الأعضاء المبتورة المشوهة في الأرض الخراب، تطل علينا بنذير الشؤم والبوار، نرى الرأس وقد طاله ما طال الأجزاء الأخرى من تشوه وانقسام وعوار إلا أنه بدا فاغراً فمه كمن يحاول أن يقول شيئاً أو يطلق صيحة ألم.
– يردد رمسيس يونان إيقاع الكتل ذات الرأس المثلث في كف اليد وكتلة الصخرة المجاورة لها في حجم أقل، ثم بعيداً في خلفية باهتة نرى ترديداً لنفس النغمة في خفوت بليغ يحافظ على البنائية والاتزان المدروس للصورة، حتى وهو يرسم مسوخه مبتورة الأطراف والرؤوس كما كتب جورج حنين عن أعماله.. `يرسم رمسيس يونان أعصاباً متوترة لدرجة الحاجة إلى القطع ..رسمه لا يعرف الراحة و لا التوقف و لا التراخي.. إنه سيريالي مثل تلك البيوت التي صدعها غضب داخلي أو خربها تمرد الأرض . عندما تصل شخصياته إلى درجة التقلص الذي لا يمكن أن يستمر وقتاً أطول ؛ فإنه لا يتردد في بترها ..يحمل إثبات طاقة خلاقة في أوج تدفقها ` .. ومع صرامة ودقة التكوين بين الكتلة والفراغ والبحث في تضاعيف الجسد البشري والدراسة التشريحية المكتملة والتحريف وتفكيك المكونات بوعي مذهل بأصولها البنائية فلا يشغلنه شاغل عن تحقيق فكرته وإطلاق صيحة الاعتراض في وجه الوطن ناعتاً إياه بالأرض الخراب .
– نرى تلك الوسيلة لدى رمسيس يونان لإطلاق صرخات العقل الباطن وتثوير أنماط الأداء التشكيلي التي تتجلى في أسلوبه التهجيني : وذلك عن طريق المزج بين الإنسان وكائنات أخرى كالحيوانات والطيور والزواحف وما شابه ذلك ، أو المسخ : عن طريق تغيير ملامح الإنسان وإكسابها مظاهر البلاهة أو الشر أو الحقارة أو الملمح الشيطاني أو تحول الإنسان ذاته إلى طائر أو حيوان أو سمكة أو حتى ضفدعة . عبر التركيز على المحيط الخارجي أو البيئة التي يوجد فيها الإنسان : والإيحاء بأجواء غريبة شبحية باردة شبيهة بالقبور مع التركيز على عامل عزلة الإنسان وانفصاله عن الواقع كما في أعمال فنانين مثل إنسور وهوبر وما بعد التعبيرية الألمانية .
– وفي لوحة (العشق المفترس ) المنفذة عام 1940والتي يتنبأ رمسيس يونان بزوال ذلك الكيان الملكى المريض الذي يحتوي بذور فنائه وتتفرع منه إليه تلافيف ثعبانية مقبضة تلتوي لتلتهمه وتلتف لتأكله وتقضي عليه وعلى نفسها، ذلك الكائن الأسطوري الذي يضفي عليه شكل الديناصور مع التنين مع إعطائه بروزاً شوكياً عظمياً يزدوج في لحظة وينتج قاتله وينفلت من فتحات صنعها رمسيس يونان بحكمة الرسام الذي يحافظ على بنائية المعزوفة واتزان كتلها بين الكتلة الفاتحة العظمية التنينية وبين الفراغ الأسود العميق الذي يمتص أي إضاءة ويطلق الكتلة الوحشية الساعية نحو الفناء، ويطرحها في مقدمة اللوحة في حلزون سلمي متناغم يتخذ تدرجاته الإيقاعية من توزيع الثقل على جانبي المحور الرأسي للوحة ، أثناء حركة التلوي الثعبانية المنفلتة، والتي تجذب مركز الثقل ذات اليمين وذات اليسار حتى ترتقي بالأبصار مع أسنان تلك الشوكات الحادة، وإيقاع صاعد متنامي إلى أعلى حيث الفكين الشرسين ووجود فم واسع ممتد، وأسنان حادة. وفي لوحته تكوين نرى صندوقاً مقفلاً مظلماً يصطرع فيه كيان عنكبوتي أخطبوطي عظمي، مبني كهيئة كرسي العرش ومجلل في محوره الرأسي بتاج عظمي أيضاً يرتكز على أرض الصندوق أو الغرفة المقبضة كجوف القبر عن طريق كرة عظمية يتمفصل منها أربعة أرجل متوحشة الأطراف، هذا التكوين الهجين له ذراعان تنتهيان بمخالب ومفتوحة بنهم تتأهب لتأكل رأس ذلك الكائن الشائه ذي التاج، يستمسك رمسيس يونان بعروته وبنائه المتماسك ومعماره المتزن كتلياً وضوئياً ويردد تلك الأيقونة التي تومض في آفاق أعماله التشكيلية كالنبوءة الساطعة بنهاية الكيان الملكي الإقطاعي الفاسد المتحلل كالعظام في القبور .
– في تلك اللوحة نرى تلك الأنثى القابعة على أرضية سوداء تستند إلى حائط أفقي خلفها وتنثني رجلاها في حركة مائلة وتختفي ذراعيها وتنضم داخلها كأنها تعاني من البرد، نحيفة بائسة عاجزة تلوي رأسها، فنرى وجهها أفقياً مغمضة العينين وهو سماها `قيلولة` : أي أنها سوف تخرج من ثباتها وتستيقظ بعد قليل، يلقي إلى جوار رأسها شعرها القصير ويمتد كيانها العليل النحيل أفقياً في عجز وثبات ممض ، ليس في استرخاء أو راحة فهي في منطقة البين، بين الحركة والثبات، بين الجلوس و الاستلقاء، بين انثناء الساقين وامتدادهما، هي إذن في حال مؤقتة، سوف تصحو .
– وكلما قرأنا ذلك التكوين وسبحنا معه بامتداده الأفقي نرى رمسيس يونان وهو يعزف إيقاع الحركة النابضة : نقطة نقطة وكأنه يقول لنا أن هذه القابعة تسكنها آلاف النبضات والاعتمالات وأنها سوف تهب في أية لحظة ، يصنع إيقاعه ويعزف بنغمة مثلثة الشكل، ربما نحصي تسعة أو عشرة مثلثات قد تكونت فيما بين ساقيها وجزعها وصدرها وانعقاد ذراعيها ثم شكل وجهها وعظام كتفيها، كل هذه مثلثات متتالية متنوعة المساحات والأوضاع بين معتدل رأسه إلى أعلى، أو مقلوب رأسه إلى أسفل وآخر مائل المحور أو مستعرض كمحور مثلث وجهها الحزين، هذا التتابع والتنوع يملأ اللوحة بأصوات وصخب وإيقاعات نشطة، على الرغم من قيلولتها الصامتة المؤقتة وهو هنا يزاوج الكثافة الدلالية ويضاعفها في ثراء ومفارقة شجية تصنع تفرده وتصدح بفيض من الآفاق والإشارات .
– رمسيس يونان يصنع هنا مزيج فريد مزدوج بل متعدد الهوية بين تكوين التاج وهيئة العرش وتمفصل العظام البشرية أو الحيوانية التي يوظفها بتدقيق وبراعة وجدة، فهو قد درس العظام واتصالاتها وعلاقاتها التشريحية حتى تحولت إلى مفردات وأدوات يخلق بها تلك الكائنات الهجينة المحملة بالدلالات والعلامات الكثيفة، هو يصنع هنا بؤرة لإشعاع المعنى التشكيلي والاجتماعي، ويبدع نصاً كونياً يبث العديد من الاحتمالات والممكنات في أعماق التأويل في تلك الوحوش والمسوخ التي خلع عليها هيئة العظام النخرة إيذان باقتراب موعد الضوء وبزوغ الوعي بعد تفجير الواقع المشوه الملوث وتفتيته وإعادة ترتيب ذراته المبعثرة.
– ونحن نتابع ذلك المخلوق الجديد يصارع كل قوى العماء والظلام والموات نسمع رمسيس يونان وهو يحث الشباب ليستفيق ويضطلع بدوره ويقول :`وعلى شبابنا المثقف أن يغذي قلبه وعقله بهذه التيارات الجديدة وعليه أن يمزق هذه النسائج الحريرية التي ما زالت تكسو أقلامه وعليه أن يخرج بأدبه إلى الشوارع والميادين العامة ولا بأس عليه إن هبط بمعاوله إلى الأزقة والأكواخ والمتهدم من الأحياء والمنازل ومع ذلك فرمسيس يونان حريص أساسا على الإبداع لذلك فهو يحذر الشباب المثقف في نفس الوقت :` لكن عليه إذ يفعل ذلك أن يشحذ ذهنه كما يشحذ قلبه، فالغباوة والانقياد الأعمى والتحمس الأهوج – في هذا العالم العاصف بأدق الأزمات – كل هذا يجب أن يعد من أشنع الجرائم`، وكما رأينا هو يكتب ويرسم ويتخذ مواقفه ويتبوأ مكانته ودوره في المجتمع كثائر ومبدع ومعلم بنفس الوعي الساطع والرؤيا القاطعة فلوحته تكوين ذات الكائن العصفوري الهجين تكاد تكون مطابقة في القيمة الدلالية والتصويرية لتلك المقولة التي وردت بمقال له بمجلة المجلة الجديدة . حيث يؤطر رمسيس يونان ذلك المخلوق بمجسم قماشي كالذي كتب عنه في المقال ، وهو محكم الغلق حوله ولكنه مفتوح في آن ، تعتمل فيه طاقات الحركة اللمقاومة للقيد والموات وتزلزل أركان اللوحة وتصدع مسارب الوجود، ليجد ذلك المولود تواً فرصته للنجاة والميلاد والتحقق. ضغط وبروز وطاقة حركية هائلة تطأ مواقع النبض في أركان اللوحة فتعيد أبصارنا لتدورمعها حول الكتلة الغاضبة المتفتحة ، ومع انتقال البروز تحت تأثير ضغط المنقار المفتوح لفم الطائر والأطراف الثلاثة التي خلعها عليه يونان وذلك الرأس المدبب الذي لا يفتأ يستمر في عمليات الوخز والخروج ليقطع رحم الكفن ويفجر ماء الولادة والطهر الجديد، لا تحتوي اللوحة على عناصر لونية متدرجة بل هو الأبيض والظلال ولكنها كون كثيف الحركة والمحاولات الدائبة الدوارة، وها هو يتنبأ ثانية بأن الخلاص سوف يخرج من بطن الأرض شاباً عفياً مغرداً صائحاً صيحة الحرية والخلق الطاهر .
د.هبة الهوارى

رمسيس يونان .. وميلاد الثورة
** رمسيس يونان ذلك الفيلسوف المعلم، ذلك التشكيل البناء ، كان يرى الفن ودوره البارز فى المجتمع ويرى الفنان وواجبه فى مسيرته كمن يرى النبى المرسل لكنه لا يوحى إليه بل هو الموحى، هو المعلم، هو القائد، هو الثائر الذى جاء مع أولئك الثوار الذين يناضلون ويعزفون الحياة من جديد.
– يحيون جمالها المعشوق ويصلحون الكون، لإيمانهم أنهم أنبياء ذلك الزمان المنوط بهم تطهير الكون وكشف جماله العميق، ففى لوحة الأرض الخراب التى نفذها عام 1939 نرى ذلك المدى المقفر الجدب يمتد فى لا نهائية عدمية يطالعنا فى اللوحة بناء محكم وتوزيع متدرج لثلاث كتل فى الصدارة وكتلة فى الخلفية الغائمة،فى مقدمة اللوحة كيان أنثوى ممسوخ أبتر كسيح فى مهب الرياح، تلك التى نراها فى حركة شعرها الضعيف، واتجاه الضوء على عظام قفصان الصدرى البارزة فى نحول، نراى رمسيس يونان يحيلنا لمعنى الأرض الخراب ويجسدها أنثى شائهة لنسقط كل ما يسمها ويصمها به: على معنى الوطن المشلول الواقع تحت ضغط المستعمر ونظام الحكم الفاسد وطبقة الإقطاع ، نراه وقد قطع الرأس وأبقى على شعر مريض جاف كالأشواك خلف ظهرها وبتر ذراعيها،فليس لديها القدرة على الفعل أو الفهم أو الرؤية، وليس لديها عطاء بل مقطوع فيها رجاء الخير والنماء بانقطاع ثدييها المتهدلين فى ذبول، نصفها السفلى متكور ومتكتل فى تشوه قضى على أمل الخصب أو انتظار الميلاد أو الرضاع بعد أن اجتث حلمات ثدييها المتهدلين فى ذبول، نصفها السفلى متكور ومتكتل فى تشوه قضى على أمل الخصب أو انتظار الميلاد أو الرضاع بعد أن اجتث حلمات ثدييها بعنف، ترك أثر البتر وتداعى تكوينها المريض إلى أسفل فيما يشبه الانصهار والانسحاق، تلى تلك الكتلة : كتلة وسطى هى كف اليد المبتور الأصابع المشوه كأنها انصهرت أو تحللت وهى تصد الرؤية وتواجه فضاء النظر . خلفها تقع كتلة ثالثة هى رأس مقطوع وملقى فى الرمال لكن رمسيس يونان يتعمد أن ينصب الأعضاء المبتورة المشوهة ويزرعها فى الأرض الخراب، تشخص إلينا بنذير الشؤم والبوار نرى الرأس وقد طاله ما طال الأجزاء الأخرى من تشوه وانقسام وعور إلا أنه فاغر فمه كمن يحاول أن يقول شئ أو يطلق صيحة ألم .
– يردد رمسيس يونان إيقاع الكتل ذات الرأس المثلثة فى كف اليد وكتلة الصخرة المجاورة لها فى حجم أقل، ثم بعيدا فى خلفية باهتة نرى ترديدا لنفس النغمة فى خفوت بليغ يحافظ على بنائية واتزان مدروس حتى وهو يرسم مسوخه مبتورة الأطراف والرؤوس كما كتب جورج حنين عن أعماله: ` يرسم رمسيس يونان أعصاباً متوترة لدرجة الحاجة إلى القطع. رسمه لا يعرف الراحة، ولا التوقف ولا التراخى. إنه سيريالى مثل تلك البيوت التى صدعها غضب داخلى أو خربها تمرد الأرض.عندما تصل شخصياته إلى درجة التقلص الذى لا يمكن أن يستمر وقتاً أطول، فإنه لا يتردد عن بترها.. يحمل إثبات طاقة خلاقة فى أوج تدفقها `… ومع صرامة ودقة التكوين بين الكتلة والفراغ والبحث فى تضاعيف الجسد البشرى والدراسة التشريحية المكتملة والتحريف وتفكيك المكونات بوعى مذهل بأصولها البنائية فلا يشغلنه شاغل عن تحقيق فكرته وإطلاق صيحة الاعتراض فى وجه الوطن ناعتاً إياه بالأرض الخراب.
– نرى تلك الوسيلة لدى رمسيس يونان لإطلاق صرخات العقل الباطن وتثوير أنماط الأداء التشكيلى تتجلى فى أسلوب التهجين وذلك عن طريق المزج بين الإنسان وكائنات أخرى كالحيوانات والطيور والزواحف وما شابه ذلك، أو المسخ : عن طريق تغيير ملامح الإنسان وإكسابها مظاهر البلاهة أو الشر أو الحقارة أو الشيطانية، أو النسخ: عن طريق تحول الإنسان ذاته إلى طائر أو حيوان أو سمكة أو حتى ضفدعة . عن طريق التركيز على المحيط الخارجى أو البيئة التى يوجد فيها الإنسان : والإيحاء بأجواء غريبة شبحيه باردة شبيهة بالقبور والموت مع التركيز على عامل العزلة الإنسان وانفصاله عن الواقع كما فى أعمال فنانين مثل إنسور وهوبر وما بعد التعبيرية الألمانية .
– وفى لوحة العشق المفترس 1940 يتنبأ رمسيس يونان بزوال ذلك الكيان الملكى المريض الذى يحتوى بذور فنائه وتتفرغ منه إليه تلافيف ثعبانية مقبضة تلتوى لتلتهمه وتلتف لتأكله وتقضى عليه وعلى نفسها ذلك الكائن الأسطورى الذى يضفى عليه شكل الديناصور مع التنين مع إعطائه بروزاً شوكياً عظمياً يزدوج فى لحظة وينتج قاتله وينفلت من فتحات صنعها رمسيس يونان بحكمة الرسام الذى يحافظ على بنائية المعزوفة واتزان كتلها بين الكتلة الفاتحة العظمية التنينية وبين الفراغ الأسود العميق الذى يمتص أى إضاءة ويطلق الكتلة الوحشية الساعية نحو الفناء ، ويطرحها فى مقدمة اللوحة فى حلزون سلمى متناغم يتخذ تدرجاته الإيقاعية من توزيع الثقل على جانبى المحور الرأسى للوحة، أثناء حركة التلوى الثعبانية المنفلتة، والتى تجذب مركز الثقل ذات اليمين وذات اليسار حتى ترتقى بالأبصار مع سنون تلك الشوكات الحادة، وإيقاع صاعد متنامى إلى أعلى حيث الفكين الشرسين ووجود فم واسع ممتد، وأسنان حادة. وفى لوحته تكوين نرى صندوقاً مقفلاً مظلماً يصطرع فيه كيان عنكبوتى أخطبوطى عظمى، مبنى كهيئة كرسى العرش ومجلل فى محوره الرأسى بالتاج العظمى أيضاً يرتكز على أرض الصندوق أو الغرفة المقبضة كجوف القبر عن طريق كرة عظيمة يتم فصل منها أربعة أرجل متوحشة الأطراف، هذا التكوين الهجين له ذراعان تنتهيان بمخالب ومفتوحة بنهم تتأهب لتأكل رأس ذلك الكائن الشأنه ذى التاج، يستمسك رمسيس يونان بعروته وبنائه المتماسك ومعماره المتزن كتلياً وضوئياً ويردد تلك الأيقونة التى تمض فى آفاق أعماله التشكيلية كالنبوءة الساطعة بنهاية الكيان الملكى الإقطاعى الفاسد المتحلل كالعظام فى القبور .
– رمسيس يونان يصنع هنا مزيج فريد مزدوج بل متعدد الهوية بين تكوين التاج وهيئة العرش وتمفصل العظام البشرية أو الحيوانية التى يوظفها بتدقيق وبراعة وجدة فهو قد درس العظام واتصالاتها وعلاقاتها التشريحية حتى تحولت إلى مفردات وأدوات يخلق بها تلك الكائنات الهجينة المحملة بالدلالات والعلامات الكثيفة ، هو يصنع هنا بؤرة لإشعاع المعنى التشكيلى والاجتماعى، ويبدع نصاً كونياً يبث العديد من الاحتمالات والممكنات فى أعماق التأويل فى تلك الوحوش والمسوخ التى خلع عليها هيئة العظام النخرة إيذان باقتراب موعد الضوء وبزوغ الوعى بعد تفجير الواقع المشوه الملوث وتفتيته وإعادة ترتيب ذراته المبعثرة .
ونحن نتابع ذلك المخلوق الجديد يصارع كل قوى العماء والظلام والموات نسمع رمسيس يونان وهو يحث الشباب ليستفيق ويضطلع بدوره ويقول : ` وعلى شبابنا المثقف أن يغذى قلبه وعقله بهذه التيارات الجديدة وعليه أن يمزق هذه التيارات الجديدة وعليه أن يمزق هذه النسائج الحريرية التى ما زالت تكسو أقلامه وعليه أن يخرج بأدبه إلى الشوارع والميادين العامة ولا بأس عليه إن هبط بمعاوله إلى الأزقة والأكواخ والمتهدم من الأحياء والمنازل ومع ذلك فرمسيس يونان حريص أساسا على الإبداع لذلك فهو يحذر الشباب المثقف فى نفس الوقت: ` لكن عليه إذ يفعل ذلك أن يشحذ ذهنه كما يشحذ قلبه، فالغباوة والانقياد الأعمى والتحمس الأهوج – فى هذا العالم العاصف بأدق الأزمات – كل هذا يجب أن يعد من أشنع الجرائم `، وكما رأينا هو يكتب ويرسم ويتخذ مواقفه ويتبوأ مكانته ودوره فى المجتمع كثائر ومبدع ومعلم بنفس الوعى الساطع والرؤيا القاطعة فلوحته تكوين ذات الكائن العصفورى الهجين تكاد تكون مطابقة فى القيمة الدلالية والتصويرية لتلك المقولة التى وردت بمقال له بمجلة المجلة الجديدة .حيث يؤطر رمسيس يونان ذلك المخلوق بمجسم قماشى كالذى كتب عنه فى المقال ، وهو محكم الغلق حوله ولكنه مفتوح فى آن ، تعتمل فيه طاقات الحركة للمقاومة للقيد والموات وتزلزل أركان اللوحة وتصدع مسارب الوجود ، ليجد ذلك المولود تواً فرصته للنجاة والميلاد والتحقق ضغط وبروز وطاقة حركية هائلة تطأ مواقع النبض فى أركان اللوحة فتعيد أبصارنا لتدور معها حول الكتلة الغاضبة المتفتحة ، ومع انتقال البروز تحت تأثير ضغط المنقار المفتوح لفم الطائر والأطراف الثلاثة التى خلعها عليه يونان وذلك الرأس المدبب الذى لا يفتأ يستمر فى عمليات الوخز والخروج ليقطع رحم الكفن ويفجر ماء الولادة والطهر الجديد، لا تحتوى اللوحة على عناصر لونية متدرجة بل هو الأبيض والظلال ولكنها كون كثيف الحركة والمحاولات الدائبة الدوارة، وها هو يتنبأ ثانية بأن الخلاص سوف يخرج من بطن الأرض شابا عفياً مغرداً صائحاً صيحة الحرية والخلق الطاهر.
د/هبه الهوارى
نهضة مصر – 23 /2 /2012


رمسيس يونان

البيانات الشخصية

اسم الشهرة : رمسيس يونان
تاريخ الميلاد : //1913
محل الميلاد : المنيا
تاريخ الوفاة : 24/12/1966
التخصص : تصوير
البريد الإلكترونى : —

المراحل الدراسية

ـ 1929 دخل مدرسة الفنون الجميلة واضطر لتركها 1933 .
ـ اكتفى بشهادة الأهلية .

الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان

ـ عمل فى تدريس الرسم بالمدارس الثانوية حتى 1941 .
ـ رأس تحرير ( المجلة الجديدة ) 1943 .
ـ عمل فى القسم العربى بالإذاعة الفرنسية 1947، ثم تفرغ للفن
ـ تولى منصب مدير الشئون الفنية لمنظمة الشعوب الأفريقية والآسيوية 57 ـ 1960 .

الأماكن التى عاش بها الفنان

ـ باريس .
ـ القلعة .
ـ بورسعيد .
ـ الزقازيق .

المعارض الخاصة

ـ معرض شخصى 1947
ـ معرض شخصى جاليرى دراجون ( باريس ) 1948
ـ معرض ( نحو المجهول ) القاهرة 1958
ـ معرض لأعماله فى المركز الثقافى المصرى باريس 1978
ـ معرض لأعماله بمتحف الفن المصرى الحديث 1993
ـ معرض لأعماله بقاعة كريم فرنسيس 1998
– معرض بقاعة ( أبعاد ) بمتحف الفن المصرى الحديث أبريل 2009 .

المعارض الجماعية المحلية

ـ صالون القاهرة 1933 ـ 1938
ـ معرض جماعة الدعاية الفنية 1939
ـ معارض جماعة الفن والحرية 1940 ـ 1947
ـ شارك فى آخر معارض جماعة الفن والحرية الخاص بالفن الأتوماتيكى
– معرض منحة التفرغ القاهرة 1961.
– معرض ضفيرة التواصل بين جيل الرواد والمواهب الجديدة `الجد والحفيد` بقاعة أبعاد متحف الفن المصرى الحديث يناير 2008 .
– معرض مفاتيح الإبداع فى البهو الرئيسى لقصر الأمير عمرو إبراهيم (متحف الخزف الإسلامى) يناير 2010 .
– صالون قرطبة الأول للأعمال الصغيرة بقاعة قرطبة مارس 2011 .
– صالون القاهرة ( 56 ) للفنون التشكيلية بقصر الفنون مارس 2013 .

المعارض الجماعية الدولية

ـ معرض جماعة السرياليين براغ 1947
ـ بينالى ساوباولو 1961
ـ معرض بلجراد 1962
ـ بينالى فينيسيا الدولى 1964
– بينالى الفن المصرى المعاصر بمتحف جالييرا باريس 1971
ـ شاركت أعماله فى معرض السيريالين المصريين المصاحب لمعرض سلفادور دالى 1995 .

الزيارات الفنية

ـ باريس .

البعثات و المنح

– منحة التفرغ للفنون من وزارة الثقافة 1960 ـ 1966 .

المهام الفنية التى كلف بها و الاسهامات العامة

ـ له جهود فى نقل الثقافة الغربية المعاصرة إلى العربية بالترجمة والرسم ، كانت حياته سلسلة من الأحتجاج فى مواجهة المعتقدات الجامدة .
ـ يعتبر رمسيس يونان من رواد التجديد فى الفن المصرى وداعية التحرر فى الفكر والفن .
ـ أصدر يوم 22 ديسمبر 1938 بياناً بعنوان ( يحيا الفن المنحط ) الذى وقع عليه 37 فناناً وشاعراً .
– صدر عنه كراس فى مايو 1998 تحية لذكرى رمسيس يونان بمناسبة معرض ممرات بقاعة كريم فرنسيس .

المؤلفات و الأنشطة الثقافية

ـ من مؤلفاته ( غاية الرسم العصرى ) 1938 .
ـ ترجم كاليجو لألبيركامى ـ وفصل فى الجحيم لرامبو ـ الحب الاول ـ قصة الفن الحديث ـ كون مع ـ زملائه جماعة ( الفن والحرية ) 1939
ـ له دراسات متعددة فى النقد الفنى .
ـ شارك فى تكوين جماعة أطلق عليها إسم ( جانح الرمال ) .
– اصدر الدكتور صبحى الشارونى كتابا بعنوان ` المثقف المتمرد رمسيس يونان ` فى سلسلة دراسات فى نقد الفنون الجميلة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب .

بيانات أخرى

ـ اعتقل فى 11 يوليو 1946 خلال حكم اسماعيل صدقى باشا وأفرج عنه بعد أسابيع .

, ,