الفنان عبد العزيز الغراز


تـيـمة الجسد: قضايا التعدد والاختلاف
هشام العفو – FEBRUARY 18, 2014

عرف عنه الغموض، الكلام المتثاقل، والنظرة العميقة التي لا تصدر من فراغ ولا تتوجه نحوه، هو من الذين اعتبرهم فرويد مرضى عصابيين، ومرضهم ايجابي اذ لديهم القدرة على تحويل الذكريات من الم الى امل، ويصنعون المذاق الحلو من علقم، فنظرتهم ليست كنظرات باقي الناس.
هو واحد من الذين شبههم فرويد بالمتسامين رغما عنهم، انهم ينحتون في الروح ويصورنها مهما اختفت، ويخرجون الجسد من تمثلات وضلال القيود ليصبح تيمة اساسية في مخيلتهم، يصورنه كما يريدون، ويسقطون عليه ما يشتهون ولا يخضعون خيالهم للرقابة ولا للواقع، فهم يفلتون من قبضة المعقول والمنطق، فاللامنطق عندهم هو منطق احادي اخر، يأبى الاعتراف بالثنائية الطبيعية في الوجود، لأنهم يتمثلون الوجود في عدمه، ويلغون كل مظاهره البشرية المباشرة.
الفنان عبد العزيز الغراز ابن مدينة اليوسفية الصامتة التي لم تسعفه في ابراز موهبته الرائعة في الفن التشكيلي فوجهت لثانوية الحسن الثاني بمراكش، مدينة الانوار والألوان الحمراء الزاهية، ملهمة الرسامين والتي جعلت الفنان يرسم حيث لا يرى الناس احلامهم، ولا يميز بين اصابعه لأنها خلقت لترسم، فمن يعرف الفنان يفرض على نفسه التنازل على الكثير من الواقعية، لأنه يأبى المنظر الجاهز ويحب ابداع لوحات سريالية يتفنن من خلالها في ابراز مكامن الخلل في الحياة، التي يسعى جاهدا لإيجاد حقيقتها، انه متأمل غريب بقدر الموضوعات التي يتأملها ويغوص فيها، لوحاته لا تقرا بالعين المجردة ولا ترى بمنظار، وإنما لها لغة مشفرة رسمتها المدرسة الفنية التي وجد نفسه غارقا في مبادئها، ولعلنا قد نعطي صورة بسيطة عن المدرسة التجريدية التي يقوم مبدأها الفني او فلسفتها على اختزال الشكل والتلاعب بالألوان بشكل رائع يجعل اللوحة تقبل جميع التحليلات وتأخذ الشكل بدون خطوط وتارة بخطوط متموجة يغلب عليها اللون في غير محله الاصلي، مما يزيد من صعوبة فهم ذاتية الفنان اولا ومحتوى اللوحة، وحينما نتحدث عن الفن التجريدي، لابد من استحضار القراءات الفلسفية وهي التي اعطت للفنان عبد العزيز بعدا تجريديا بلمسة فنية فلسفية هائلة، ومن خلال لوحاته نجد لمسات نتشوية واضحة من خلال مخالفة التمثل العامي والخروج عن المألوف، ورفض المعنى الجاهز معلنا حالة التمرد، والقراءات المتعالية على الابنية القاعدية، لأنه فيلسوف يأبى ان يفكر من القاعدة، ويمكن ان نعتبر في تحليلنا وتشخيصنا لشخصية الفنان عبد العزيز وكذا قراءة بعض لوحاته ان جل اعماله مستلهمة بشكل عميق من الفكر النتشوي المارد، خصوصا حينما نجد ضربات الفرشاة المترنحة والتي ترفض الانسياق مع النص او الفكرة المشتركة، اضافة الى الميول الدائمة للشخصيات التي يجسدها الفنان في لوحاته بشكل شبه خفي معلنا بشكل ضمني عن رفضه لبعض الافكار المجتمعية التي تحد من قيمة الانسان باعتباره انسانا كونيا رفيع المستوى وصاحب الوجود.


اذا فرؤية الفنان تستمد من القيمة الكبيرة التي يعطيها نيتشه للجسد حينما يرفض تقديس الوعي وجعل الجسد مجرد مكب لشهوات عرضية، وإنما يعطي للجسد قيمته الوجودية وقدراته الهائلة انطلاقا من فكرة حكمة الجسد التي تتضمنها ارادة القوة، ومن هنا يحاول الفنان عبد العزيز في معظم اعماله الفنية ولوحاته التجريدية تضمين رسالة قوية ومعقدة مفادها ان الوعي مجرد تصور سطحي وخادع للحياة النفسية الحقيقية، وبالتالي يجدد الفنان اتفاقه مع الفيلسوف المارد نيتشه في القول بأننا خدعنا بشكل كبير حينما تم توجيه البشرية للفصل الخاطئ بين النفس والجسد .مع اعتبار ان الجسد هو عقل كبير ينبغي احترامه وتقديره من منظور متعالي عن الابنية الرجعية التي تجعله قابلا للخدش والتشويه.
مؤكد ان اهتمام الفنان المغربي بالفيلسوف الالماني لم يكن بسبب الاعجاب فقط، وإنما يعتبر نيتشه ملهما له ولكل الفنانين خصوصا الذين يغوصون في اغوار التجريد ويجوبون دروب الصمت، ويعبرون عن حكاياتهم ورواياتهم بالتعالي والاندماج الوجداني المعقد، وهذا ما قد يدعونا فعلا الى ارتداء نظارات فرويد التحليلية، والتي لا يختلف خلالها نيتشه كثيرا مع فرويد خصوصا حينما يستشهد به في تأويله في الليبيدو وفي فكرة : ‘ القوة التشكيلية اللاواعية تظهر الحيل، اذ هناك غريزة فنانة في العمل ‘ vol K puis 1 .288 ومنه يؤكد نيتشه ان الفن طالما هو ارادة الوهم الجيدة، اذ يكون الفن
اذن هو دواء المعرفة بامتياز، ولا تكون الحياة ممكنة الا بفضل اوهام الفن Naissance 208 ، وما يهمنا هنا من ابرازنا للخلفية النتشوية التي تؤسس تكون بمثابة المرجع والملهم لأعمال الفنان عبد العزيز، هو حضور الذات القوي لكن بصيغة فلسفية شذرية عجيبة، وهي التي تدفعنا الى استحضار فكرة نيتشه التي يؤكد من خلالها اننا نملك الفن بهدف الا نموت من الحقيقة .واذا كان هذا القول بالفعل يلهم الفنانين التجريديين خصوصا، فانه من جهة اخرى قد يعقد الامر اكثر على الراغبين في اكتشاف اسرار اللوحات والرسائل المتضمنة فيها.
وما يزيد الصورة روعة اكثر، هو حينما نتعمق في لوحات الفنان محاولين البحث عن المزيد مما تخفيه ضربات الفرشاة وانسياب الخطوط، وكذا تمرد الالوان التي تترنح في اللوحة صعودا ونزولا، وكأن تلك الخطوط هي اوتار عود تعزف لنا مقاطع صامتة، اما الالوان فهي تخترق الناظر للوحة وتعبث بعقله الباطن، وهذه العبثية لا نجدها الا عند المفكر الفيلسوف والمبدع البير كامي صاحب المؤلفات الجميلة، والمسرحيات الكثيرة، وما يميز هذا الفيلسوف الوجودي المعاصر، هو استلهامه لأعماله من كتابين هما ‘أسطورة سيزيف’ 1942 والمتمرد 1951 اضافة الى فكرتين اساسيتين بالنسبة له هما العبثية والتمرد كما يتخذ كامي من أسطورة سيزيف رمزاً لوضع الإنسان في الوجود، وسيزيف هو هذا الفتى الإغريقي الأسطوري الذي قدّر عليه أن يصعد بصخرة إلى قمة جبل، الا انها ما تلبث أن تسقط متدحرجة إلى الاسفل، مما يدفعه إلى ارجاعها صعودا من جديد, وهكذا للأبد،.. و ان تأثر الفنان عبد العزيز بهذا المفكر والفيلسوف، يجعل منه محبا ايضا للعبثية والتمرد، ومستحضرا في مخيلته رسومات ولوحات فنية اكثر تمردا على الواقع ورفعا من درجة العبثية بالحقائق الجاهزة،
قولة شهيرة اخرى للفيلسوف نيتشه :’ لولا الموسيقى لكانت الحياة غلطة ‘ يبدو ان ما قاله نيتشه تسرب كالذبذبات لأذني الفنان عبد العزيز الغراز، وأصبح ايضا مضرب مثل لكل من ارتدى قفاز التشكيل، وامتهن حرفة الضرب بالفرشاة، وخبر لعبة الالوان، ولا يمكن الحديث عن الفن التشكيلي دون استحضار مقاطع صوتية راقية او سمفونيات جميلة تركها الايطاليون او الفرنسيون المبدعون او غيرهم، ولعل ما يلهم خيال الفنان اكثر هو الفرنسي ساحر البيانو ورائد الموسيقى الكلاسيكية الرومانسية فريديريك شوبان، انه صاحب الصمت الذي ينطق بحروف غير مكتوبة، تخترق نغماته جدار السمع لتغوص في اغوار الروح، فتدفع المشاعر الى الهيجان، انها تتوغل في العقل الباطن لتدفعه للإبداع، والخروج عن المألوف والعادي، فهي موسيقى تبعث على الحياة والأمل، وتدفع الفنان للتجول بين دروب التجريد والتعالي، يرتفع حينا وينخفض كموج البحر، نغماته تتسرب خفية لعمق الفنان وسرعان ما تتحول الى ابداعات متناثرة على جنبات اللوحة الفريدة، عبارة عن رسائل سلام وحب وسكينة، لا يملك الفنان بنفسه قوة لتقييدها او كبحها، انها متلازمة الحب والورد والنسيم، لا يستنشقها سوى عاشق الفن الاصيل، وحينما يعيش الفنان عبد العزيز على ايقاعاتها تتغير جزيئات الهواء الذي يتنفسه، فتصبح الالوان الحمراء التي يعشق التلاعب بها والتجول بها بين ازقة الجسد الحر، احيانا والمقيد بأغلال الحقيقة تارة اخرى، فهو يجيد لعبة تحرير الجسد من كل اوهامه وتخليصه من شوائب الموت التي تحوم حوله، فلوحاته يتملكها الموت اذا ما جسدت غضبه وانفعالاته، ولكنها تشيد لحياة وحرية اذا زاد عشقه للأنثى واستطاع تحريرها من قبضة رجولته.انها رسالة ابدية خالدة، مضمونها تحرير الجسد من الاوهام و الأكاذيب، والخدش والنبش، فهو جسد عميق مفكر وطاهر، هو العقل الاكبر الذي يستوعب كل الافكار المتناثرة والمتناسية في الزمن، انه خالد كالروح ومتمرد على الزمن والحقيقة، لأنهما من نسج خيال الوهم الذي يبقى دائما الوعي الخلاق……

‘ كاتب وباحث في علم النفس المرضي ـ المحمدية ـ المغرب
استاذ الفكر الاسلامي والفلسفـة ومدرب في التنمية الذاتية

المصدر: alquds.co.uk/?p=135097
 
 
 
Abdelaziz Lourhraz, the artist who speak body
SATURDAY, APRIL 12, 2014It is now 20 years Abdel Aziz Lourhraz travels the art galleries. From Morocco to Argentina, passing through France, his works have traveled literally as figuratively. At 42, the artist has based much of his career on the study of the human body and especially the woman. Despite the taboo side that can come out, this theme is a way for the artist to question its existence and ephemeral but equally strong and rigid paradoxical physical states, sensitive artist. To find his style, Aziz Lourhraz began experimenting all forms of media and mediums, finally settling on the paint. Her art follows her intuition. It is composed primarily of color ranges crossing small geometric facets, carefully posed and sometimes crossed out by light or rigid lines in different thicknesses give the impression of a musical vibration. Places to sculpture If the main inspiration of the The artist is the human body, this concept requires inherently the concept of volume. That is why Lourhraz wanted to make sculpture. Through sculpture, it embodies some physical aspects that bring plastic notions of contrasts, lightness, fragility, rigidity, strength of the material and texture. Since this artist decided to devote himself to sculpture, paintings completed and other unfinished pile up in his studio. However, Abdel Aziz Lourhraz never gave up painting even creating sculptures. This is a way to supplement its range of sentiments. Each sculpture reflects a state of mind and reveals existential issues evoking very deep philosophical questions. ‘s body art while remaining in line with the human body, from painting to sculpture, the artist began a new evolution of his work dedicated to body art, or how to make a man or a woman as sole support of his art. This practice is as ephemeral impressive, as part of an approach to live performance.Source: La Nouvelle Tribune
 
Abdelaziz Lourhraz: a gestural painting and lyriqueUne beautiful work of art should not need comments, presentation. It is sufficient in itself. The scruples which can not fail to feel talking about it, adds a sense of helplessness in finding appropriate words, just words, concrete enough and even quite simple.
This applies very well to paint . abstract artist Moroccan Abdelaziz Lourhraz plastic
paint for artist turns out to be a field open to any kind of investigation experimentation: arabesque, arabic calligraphy, Amazigh, Latin, Chinese … Lourhraz invites us to travel in a world filled with signs and symbols where the hidden is more important that revealed a world where letter is trace, leaving a world to see and hear a coded language of shapes, contrasts and depth.Forms with pure and warm colors animate the painted surfaces.Using calligraphy, the artist attempts to release the letter of its normative graphics to express the freedom of movement and install it in a managed way sought a space. The lettering is remodeled, magnified and aestheticized to excess.
Abstract painting expresses the profound motivations of the artist. Each new canvas is a real experience. The artist goes deep into action mingling physically, emotionally and aesthetically to the material he works. The abstraction for the artist appears in some paintings, like a dance in shapes and colors, harmonious rhythm that fuse clarity and light, flexible and spontaneous gesture that expresses prints and purity of emotion . Can we not say that the painter’s hand Lourhraz, accurate and fast, agile and strong, dance on the canvas?

Written by: Zohra Magach.

Professor of theater at the University Ibn Zuhr in Agadir.

Artist Biography
LOURHAZ Abdel Aziz.
Born: 1972 Youssoufia.
Painter.
Professor of Visual Arts.

Participated in several exhibitions.
Individual and collective.
Winner of colors and abstraction France 2009.
Winner of celebrity portrait Rabat Morocco 2010.
Forum of Arts and Letters, Daniel couturier In Morocco, 2010.

Artistic work of the artist LOURHRAZ is first to touch the material and feel, explore the metaphor and use it as a tool for painting. the effects of materials, calligraphic gesture, the presence of the arabesque, the purity of the color gives a refined art, attention to lighting effects, gambling lines, longer forms, magic color In short academic or artificial, but to no great daring, vigor, impetuosity in this virtuoso of the brush, which also excels in the wonderful field of painting in caricature or it shows often a resentment for all that is conventional.

From CV artist LOURHRAZ Abdelaziz:

LOURHRAZ Abdelaziz, painter and art teacher in Agadir, Morocco, participated in several exhibitions in Morocco and abroad.
1994 Exhibition at Gallery BAB DOUKALA in Marrakech Morocco.
1994 Collective exhibition organized by the association Spring Agadir visual arts.
1995-1996: Cartoonist in several Moroccan national newspapers.
1998 Exhibition at the University Ibn ZOHR Agadir: World Women’s Day.
1998 Exhibition at the Art Deco gallery in Agadir.
1999: Responsible for the visual arts workshop in collaboration with the Embassy of France and the Ministry of National Education.
2000 Internship in Paris on contemporary art, France.
2001 Collective exhibition in Marrakech.
2002 Exhibition at the Hotel CLUB MED coffee Arts, Agadir.
2004 Solo show in LA MEDINA AGADIR.
2007: Exhibition at the hotel Tikida Beach Agadir.
2008: Group exhibition organized by the Association Blue Horizon Municipal Museum of . Agadir
Taroudant Festival 2008: Rhythms and DAKKA, Taroudant.
2008: Group exhibition at Mohamed V Theatre in Rabat.
2008: Group exhibition at BAB ROUAH organized by the National Union of visual arts.
2009 first prize winner ‘studios agora in theme colors and Abstraction, Eyguières, France.
2009 Exhibition workshops Agora, Marseille France.
2009 Exhibition Circles of Arts and Crafts, Salon de Provence, France.
2010: First and second prize: Portrait Celebrity, organized by the catering company Noble and newspaper opinion Rabat.
2010: Galerie Daniel VIGNAL Toulouse France.
2010: Exhibition East lands Meetings, Workshops Agora, Marseille France.
2010: 11 th Spring SOUSS of Visual Arts, Heritage Museum of Agadir.
2010 International Abstract Art Biennale Normandy France.
2010: Festival of strange Essaouira,
2010: Solo exhibition at the Museum of Agadir Amazigh heritage.
2011: Contemporary Lounge talents Casablanca
2011 : letters and media signs mosque Hassan 2 Casablanca.