الكيالي” رائد المدرسة الواقعية الجديدة في “سورية
للأديب الصحفي الشاب الطموح – حمدان حسن العساف
« نرحل نحن وتبقى لوحاتنا». تلك المقولة المشهورة التي يذكرها أغلبية الفنانين. فلا يخلد ذكر الفنان إلا لوحاته التي لا ترحل بوفاته. قام موقع eSyria بإسترجاع الذاكرة إلى الخمسينيات من القرن الماضي، ليقدم أهم رواد الفن التشكيلي السوري المعاصر، الذين ساهموا في دفع الحركة التشكيلية في سورية، ومازال إلا الآن أسلوبهم متبع. ومن بين هؤلاء، الفنان التشكيلي” لؤي الكيالي”، التي تميزت أعماله بالواقعية الجديدة، على الرغم من توجه أغلبية الفنانين في فترة الخمسينيات إلى أسلوب التجريد.
Invalid Displayed Gallery
ولد الفنان التشكيلي “لؤي كيالي” في “حلب” سنة 1934، وهو ينحدر من أسرة من الملاك الزراعين وقد عاش حياة ميسورة الحال وهب كل وقته وتفكيره ونشاطه اليومي لفنه، انتسب إلى كلية الحقوق في عام 1954، وفي عام 1955 حاز على الجائزة الثانية في معرض (الجامعة السورية)، ثم أوفد ببعثة دراسية إلى أكاديمية روما للفنون الجميلة خلال السنوات الأربع التي تلت ذلك، شارك “الكيالي” خلال فترة دراسته في روما في العديد من المعارض، كما نظم عدداً آخر من المعارض الفردية لأعماله في كل من صالة “لافونتانيلا” بروما عام1959 وفي صالة الفنون بقصر المعارض-روما-1960-، إلى جانب مشاركته في بينالي “فينيسيا” لعام 1960.
حصل “لؤي كيالي” على عدد من الجوائز الهامة: الجائزة الأولى لمسابقة مركز العلاقات العربية الأيطالية، الميدالية الذهبية في معرض مدينة (رافينا) الايطالية، الجائزة الثانية في معرض بمدينة “ألاتري”، الجائزة الثالثة في مسابقة فنية بمدينة “كوبيو” في عام 1960، وحصل على الجائزة الثالثة لمحافظة روما في نفس العام.
عاد “الكيالي” إلى الوطن حاصلاً على شهادة دراسية من أكاديمية روما للفنون عام 1961، وكانت أول مشاركة له في المعارض المحلية، تلك التي حصلت في معرض ربيع عام1961، أما معرضه الفردي بعد التخرج، فقد أقامه في صالة الفن الحديث العالمي “بدمشق” أيضاً عام1961، ويعتبر معرضه الثاني في نفس الصالة خلال العام1962، من أهم معارضه التي قدمها طوال حياته ولا يتفوق عليه سوى المعرض الذي قدمه عام1967 تحت عنوان – في سبيل القضية -.
حصل “الكيالي” على بعض الجوائز المحلية وعين مدرساً في المعهد العالى للفنون الجميلة، حيث قام بالتدريس لسنوات عديدة، وقد ترك أسلوبه الفني المميز- الذي أفاد من تراث الأمة قديمة وحديثة وقبض على ناصية الحداثة الفنية_أثراً واضحاً لدى فئة من طلابه ونجده عند بعض الفنانين السوريين المعاصرين الذين تأثروا به ونهجوا نهجه.
وتنقسم فترات الإبداعية “للكيالي” إلى ثلاث مراحل كما ذكرها الدكتور “كمال محي الدين حسين” وهو ناقد وفنان تشكيلي في كتابه “مسائل في الفن التشكيلي”.
المرحلة الأولى:هي الذي تناول بها “الكيالي” موضوعات إنسانية مشحونه بالعواطف والشاعرية بإسلوب تعبيري رومنسي وأهم لوحاته في تلك الفترة (معلولا-ماسح الأحذية- البائع المتجول).
«وفي هذه الفترة كان يتربع “الكيالي” على عرش الشهرة المحلية ويقف في طليلعة الفن السوري»، كما ذكر الدكتور”كمال” في كتابه.
المرحلة الثانية: من عام1967الى1970 وهي تعتبر منعطفاً حاداً في أسلوبه الفني، ويتحول فجأة من موضوعات إنسانية مشحونة بالعواطف والرومنسية والتزينية إلى موضوعات سوداوية مشحونة بالمأساة والغضب والشؤم والخوف، التي أفرزت في تلك الفترة معرضه المعروف-في سبيل القضية-، وأهم لوحات تلك الفترة (ثم ماذا؟- الخوف- الثكالى) وكانت تعبر مجمل لوحاته عن صراع العربي الاسرائيلي وهموم وطنية، إلا أن هذا المعرض هز وسطه الفني بشدة جعله يعكف عن الرسم لعدد سنوات بسبب تهجم النقاد اللا موضوعي على فنه وشخصيته وأسلوبه الجديد المغاير تماماً لأسلوبه المعروف، مما دفع “الكيالي” الإتلاف جميع لوحاته.
أما الفترة الثالثة: فهي تأتي بعد انقطاعيه عن العمل إثر مرضه ودخوله مصحات للمعالجة وتبدأ من عام 1973 وحتى وفاته1978، وفي هذه الفترة يتناول “الكيالي” موضوعات قديمة عالجها سابقاً رغم بعض الفروق الإسلوبية بين الفترتين وتتميز أعماله في هذه الفترة بتراجع اللهجة الرومنسية.
آخر حياته، أعتزل في مرسمه، وفي ليلة التاسع من أيلول، أحترق في مرسمه، وأسعف من مستشفى جامعة حلب إلى مستشفى العسكري “بحرستا”، إلا أنه فارق الحياة في 26 كانون الأول عام 1978 .
المراجع:
-“مساثل في الفن التشكيلي”- د.كمال محي الدين حسين- منشورات أتحاد كتاب العرب- صفحة 266-267-269.
-الفنان التشكيلي حسن حمدان العساف
– موقع الرسمي للفنان -http://www.louay-kayali.com
1934: ولد في حلب يوم الأحد 21 كانون الثاني ( 5 شوال 1352 هـ ) .
1945: بدأ هوايته للرسم.
1952: كان أول عَرْضٍ للوحاته في مدرسة التجهيز الأولى بحلب ( ثانوية المأمون ).
1954: أنهى دراسته الثانوية، وانتسب إلى كلية الحقوق بالجامعة السورية (جامعة دمشق)
1955: اشترك في معرض تعهدّتْه الجامعة، وفاز فيه بالجائزة الثانية، انصرف عن دراسة الحقوق، وتوظّف كاتباً بسيطاً في إحدى الهيئات العسكرية بحلب (المعتمدية).
1956: نجح في مسابقة أجرتْها وزارة المعارف (التربية)، فأوفد إلى إيطاليا لدراسة الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة في روما.
1958: تفجّرت طاقته الإبداعية وهو يدرس الفنون في روما، وأخذ يشترك في معارض ومسابقات.
نال الجائزة الأولى في مسابقة سيسيليا Sicilia، التي تعهّدها مركز العلاقات الإيطالية – العربية في روما.
1959: نال عدة جوائز، منها الميدالية الذهبية للأجانب في مسابقة رافيّنا Ravenna.
30 تشرين الأول: أقام معرضه الشخصي الأول في صالة لافونتانيللا La Fontanella.
انتقل، وهو يتابع دراسته الأكاديمية، من قسم الرسم إلى قسم الزخرفة.
1960: مثّل سورية، مع زميله الفنان فاتح المدّرس، في معرض لابيناله في مدينة البندقية La Biennale di venezia.
نال الجائزة الثانية في مسابقة ألاتري Alatri.
17 تشرين الأول: معرضه الثاني في صالة المعارض في روما، La galleria d’Arte del palazzo delle esposizioni.
أيامه الذهبية
تخرّج من أكاديمية الفنون الجميلة في روما ، قسم الزخرفة.
باشر عمله مدرّساً للتربية الفنية في ثانويات دمشق.
أقام معرضه الثالث في صالة الفن الحديث العالمي في دمشق، حيث قدّم 28 لوحة زيتية و30 رسماً تخطيطياً، فاستلفت على نحو غير عادي أنظار الفنانين والكتّاب والجمهور. وأكّد مكانة الفن التشكيلي في حياة الناس.
1962: انتقل بعمله من التدريس في الثانويات الرسمية إلى تدريس الرسم والزخرفة في المعهد العالي للفنون الجميلة (كلية الفنون الجميلة فيما بعد).
5 نيسان: معرضه الرابع في صالة الفن الحديث العالمي في دمشق.
1964 في 3 تشرين الأول: معرضه الخامس في صالة كايرولا Cairola في ميلانو.
1965 في 18 آذار: معرضه السادس في صالة الكاربينيه ll Carpine في روما.
رسم، في إبداع رفيع، لوحته «ثم ماذا ؟»، التي عبّر فيها عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين العرب.
وكان قد رسم، خلال هذه الفترة الذهبية من عمره الفني، عشرات اللوحات الشخصية (بورتريه).
أزمته النفسية
1966: بدأت تظهر عليه، في خريف هذا العام، بوادر أزمة نفسية، وأخذ يرسم بالفحم لوحاتٍ صارخةً تمثّل عذاب الإنسان ونضاله.
1967 في 24 نيسان: معرضه السابع في المركز الثقافي العربي بدمشق، تحت عنوان «في سبيل القضية»، قدّم فيه 30 لوحة فنية من تلك اللوحات الصارخة المنفذّة بالفحم. تنقّل المعرض بين حمص وحماه وحلب واللاذقية.
أقيمت، في ظلّ هذا المعرض، ندوة حول فنّه، في صالة المركز.
جُوبهَ، في معرضه هذا، بانتقادات تهجّميّة من قبل فئة من الفنانين والكتّاب، في الندوة وفي الصحافة.
مزّق، في أعقاب المعرض، لوحاته هذه. وقد استطعتُ أن أستنقذ من بين يديه لوحة صغيرة هي دراسة للوحة «الإنسان في الساح».
توقف عن مزوالة الرسم.
1968: تفاقمت أزمته النفسية، وانقطع عن التدريس، واعتكف وحيداً في بيته المستأجر بحيّ العفيف بدمشق، قبل أن يغادره إلى حلب.
1969 في كانون الثاني: صَحِبَه بعضُ أهله من حلب إلى بيروت لمعالجته عند الطبيب السوري الأستاذ بالجامعة الأمريكية الدكتور علاء الدين الدروبي، فاستردّ صحته النفسية.
في مطلع العام الدراسي 69 – 70: عاد إلى التدريس في كلية الفنون الجميلة بدمشق، ثم ما لبثت صحته النفسية أن تردّتْ.
1970 في 19 كانون الثاني: توفي أبوه، حسين، في حلب.
في 28 كانون الثاني: صحبته من دمشق إلى بيروت لمعالجته عند طبيبه الخاص.
عاد إلى مزوالة الرسم، وهو في مسقط رأسه حلب.
1971 في 26 شباط: أحيل على التقاعد لأسباب صحية، وترتّب له معاش مقداره 142.5 ليرة سورية.
أخذ يشارك في المعارض التي تقيمها نقابة الفنون الجميلة (هذه التي كانت قد تأسست حديثاً)
في نيسان: قدّم من تلقاء نفسه هديةً: لوحتين إلى مجلس الشعب، ولوحتين إلى الاتحاد العام النسائي.
1972 عاودتْه الأزمة النفسية. كتب إليّ في 16 حزيران: «لتمزيق الدراسة السريعة بالأبيض والأسود للوحة «الإنسان في الساح» المهداة مني إليكم !»
كتب إليّ، في 30 آب وقد استردّ عافيته: «إنني أرسم بحماس جيد وباستمرار». ثم كتب في 25 أيلول، معرباً لي عن شكّه في مقدرته على أن يرسم البورتريه، بسبب ما كان من انقطاعه عن الرسم.
تشرين الثاني: معرضه الثامن في منزل طبيبه في بيروت الدكتور علاء الدين الدروبي.
الأيام الذهبية تعود
1973: استطاع أن يتملّك، لأول مرة في حياته، بيتاً صغيراً في حلب، اشتراه من حصيلة معرضه مضافاً إليها قرض من المصرف العقاري.
1974في 11 حزيران: معرضه التاسع في صالة الشعب للفنون الجميلة في دمشق.
أقيمت، في ظل هذا المعرض، ندوة حول فنه في صالة الشعب.
ألّف زميله الفنان ممدوح قشلان، نقيب الفنون الجميلة، كتاباً بعنوان «لؤي كيالي».
1975 في 4 آذار: معرضه العاشر في «غاليري واحد» في بيروت.
1976 في كانون الثاني: أسهمت مجلة «العالم العربي في كندا» باشتراكها بـ 42 لوحة للؤي كيالي وفاتح المدرس (هي من مقتنيات صاحب المجلة، السوري المهاجر) في «الأسبوعين للثقافة العربية» الذي نظّمتْه «مؤسسة الأوبلف» في مونتريال.
في الربيع رسم لوحة «من وحي أرواد» لمتحف الوطني بدمشق (400×125سم).
في 22 نيسان: أقام هو وزميله فاتح المدرس معرضاً مشتركاً في صالة العرض في المتحف الوطني بحلب تعهّدتْه نقابة الفنون الجميلة.
في الأول من حزيران: معرضه الحادي عشر في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق، قدّم فيه 45 لوحة (كانت كلّها مباعة قبل افتتاح المعرض!).
الانتكاسة . . والموت احتراقاً !
1977 في الربيع: رسم لوحته «من الريف» للمتحف الوطني بحلب (300×180سم).
7 أيار: سافر إلى العاصمة الأردنية بلوحات لعرضها في «غاليري عالية»، ولكن المعرض لم يُقَم لخطأ في الإجراءات، فكان لهذا الحادث تأثير كبير في نفسه.
في الأول من حزيران: معرضه الثاني عشر في صالة الشعب للفنون الجميلة برعاية وزارة الثقافة.
تعرّض لتهجّمات من قبل فنانين وكتّاب في حلب.
ااعتزم الهجرة إلى إيطاليا، فباع بيته وما يملك، وغادر البلاد في كانون الأول وهو يحلم بأن يزاول الرسم في روما في مناح أفضل.
1978 في شباط: عاد إلى حلب مخيّب الرجاء.
اعتزل الناس. أدمن على تعاطي حبوب مهدّئة مخدّرة، فكان بذلك كمن ينتحر رويداً رويداً على مرأى من عارفيه!
ليل 9 – 10 أيلول: احترق وهو في سريره. نُقل بطائرة عمودية من مستشفى جامعة حلب إلى المستشفى العسكري بحرستا (شمالي دمشق).
الثلاثاء 26 كانون الأول: فارق الحياة في مستشفى حرستا. وفي اليوم التالي ووري الثرى في «مقبرة الصالحين» في حلب.
بعد الرحيل
1979في 20 شباط: أقيم، في دار الكتب الوطنية بحلب، حفل تأبين له من قبل نقابة الفنون الجميلة بالتعاون مع وزارة الثقافة. وفي مساء اليوم ذاته تمّ افتتاح معرض لأعماله في صالة المتحف الوطني بحلب.
1983 في 23 تشرين الثاني: أقيم، في الذكرى الخامسة لرحيله، معرض لأعماله في صالة إيبلا بدمشق بالتعاون مع وزارة الثقافة.
1984 في في الذكرى الخامسة لرحيله، أعدّت مجلة «الحياة التشكيلية» (فصلية، تصدرها وزارة الثقافة) ملفّاً خاصّاً عنه، نُشِر في العدد 15، نيسان 1984.
1989 في 17 شباط: معرض لأعماله في الذكرى العاشرة لرحيله، بعنوان: «لؤي دائماً في البال»، في دار أمية للآداب والفنون بحلب، برعاية وزارة الثقافة.
في 6 آذار: أقيمت ندوة بحلب حول فنّه، في المركز الثقافي بالتعاون مع فرع نقابة الفنون الجميلة ودار أمية للآداب والفنون.
في أيار: أعدّ الدكتور صباح قبّاني، بالتعاون مع التلفزيون العربي السوري، برنامجاً تلفزيونياً بعنوان «رؤى عربية»، تضمّن دراسة تحليلية للوحة «من وحي أرواد» (من مقتنيات متحف دمشق الوطني).
1994 في 2 نيسان: معرض لأعماله، في الذكرى الخامسة عشرة لرحيله، في صالة السيد بدمشق، برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نجاح العطار.
في 6 نيسان: ندوة حول فنّه في صالة السيد.
بقلم الأستاذ فاضل السباعي
عضو إتحاد الكتاب العرب
دمشق : 1994
Louay Kayal