قبل السباحة والغوص فى بلد الإبداع وفتح الأبواب على مصراعيها ..نطلق تفسيراً لمعنى الإبداع ونقول ” تميز وتألق ذاتي تأملي. بصمة وطله تقابل الحداثة برحابة التجديد” وليست الموضوعات وحدها صاحبة البطولة بل حس الصياغة الراصدة
والتوحد مع الإحساس فى لحظة يتصارع فيها المعنى الإبداعي لينام ويخلد على جسد اللوحة
زاه هادئ غاية فى الروعة والخصوصية التي نبحث عنها في عالمنا العربي فكانت لوحات الفنان خالد السماحى تحمل لغة وجغرافيا المكان ينبعث منها الواقع بنغم الخيال الخلاق
جمال يتأرجح بحركة الفرشاه ما بين بلته الفنان وسطح العرض ينطلق عبيرا من فنان ينشد خط وخصوصية بإشارات ورموز وحالات واقعية
يٌبث بمعالجات لونية و حس عالي برهبنة الالوان برهبنة التكوين سعيا وراء الكمال إعادة لروح الفن فى بلد الفن
بحور إبداع تتلاطم وتتسابق داخل الفنان لتفيض تعبيراً وسحراً يطل من اللوحات صائداً للمعنى ومحللاً للإحساس
فجمال التعبير لا يحتاج للغة قاموس بل يحتاج جواد لكل رأى يمتطيه تحليلا لإشارات وإيماءات وحوارات تدور فى حيز اللوحة المقنن بلقطة خاضعة للعمر الزمني والثبات بتطبيق ونهج مدارس نوهت عنها ذاكرة التاريخ واللوحات
حيث يفر من الفنان لمسات تحاكي الانطباعية ويعود وينتقل لأصل المنحى وهو الواقعية مرورا بالرمزية تطبيقات ومنهجية ..
شاهد عيان يشارك خبراء البيئة فى رصد حالات ليست بكاميرا وتقنية حديثه بل بتقنية متفرد إلهيه ..عدوى قد مسته من زمن الإبداع ونقصد بالعدوى هنا أفخم وارقي المعاني عدوى التغير الايجابي والإلحاق بالدقة والتميز فى صناعة بنية تشكيلية متكاملة لمضامين
أفكار مستمده من البيئة حتمية مطلقة لمثالية التكوين والألوان ودقة فى التصوير وجدية في التحليل ومرجعية للتاريخ لملمح الزمن وطبيعة البشر وألوانهم وملابسهم
وأشياء متطلباتهم اليومية.. وتذوقهم للطرب والنغم هذا وسنذوب سوياً تحليلاً لتلك الحالات المدونة على جسد لوحات الفنان من بشر وأشياء وحكايات وإيماءات تدور فى داخل جدران بيت العيلة او تتخطى للشارع لحالات ترصدها فرشاته المدربة على تسجيل اللقطة بدقة إخراج تعرف مكان الظل وانعكاسات الأضواء فنان عاشق للمثالية
الوانه هادئة مستخرجة من باطن التعبير تشبه الأحجار الكريمة الفريدة بلته الوانه ثرية يكسر حدة الوانه بالأبيض ليكسبها هدوء ويكسرها بالقاتم ليكسبها عمقاً ونري ذلك جليا فى لوحاته
حيث لوحة “قارئة الجريدة ” فنرى جرأة الخط واللون التدقيق والاختزال
لوحة “حلم المجد” وفيها ملامح الرئيس جمال عبد الناصر ألوان تزف الملامح بشفافية أداء وروعة حس …
لوحة “ترقب لحن”وفيها جلسة ترقب لنغم مؤنق ترتشفه العائلة فى المساء بجلسة استمتاع تكوين جيد توزيع حركي رائع ظلال هادفة إضاءات محسوبة بميزان التعبير موضوع ليس بالجديد حيث تناوله رينوار فى لوحته “وجوه متألقة” حيث الربط الموسيقى بالحياة اليومية .وهنري ماتيس فى “لوحة الموسيقى “هذا ويختلف التناول تماما ولكن دوارنا حول المواضيع قد تتشابه على المستوى البشرى وتختلف بالوقع الزمني ولقاء الفكرة مع المُعبر عن الحالة ..
لوحة “عبق أزهار”لمساتها تشبه الفنون القديمة فى التناول
لوحة “إرهاق مسافر” وتسجل طفل غلبة النوم من تعب ومشقة السفر بتكوين رائع وإضافات لونية مميزة تسجل اللقطة
لوحة”صراع يومي مع أدواتي “وفيها رصد بأسلوب انطباعي لركن من حجرة البيت تجمع فيه أشيائه التى يتعامل معها بشكل يومي لوحة أرى فيها بنائية للألوان والتكوين تجسيم وإبعاد معالجة للمساحات
لوحة”لملمت الحان” الأم والأولاد والمكان وكأن كل يستمع فى هدوء للنغمات الصادرة من الآلة الموسيقية ووقعة على الحيوان أيضا فنرى القطة التى تمثل احدى اتزان اللوحة لونيا ومحتوى تستمتع بالألحان
لوحة “تعب العمر” هذا الرجل المستلقي إرهاقا وتعبا بوضعيه استرعت إبداع الفنان لرصدها
لوحة”كبريائي”المرأة الجالسة على كرسي بزهو تعبير
لوحة”نظرة حائرة” لوحة “جلسة تفكير”للرجل المستسلم للفكر فى أمور الحياة
لوحة”وقفة تحدى “للطفلة المفعمة بالحيوية ولباقة الحديث هكذا وقفتها تعبر عن تحدى الصغار
لوحة” ماذا بعد”حيرة الطفل الواضع يده على خده ألوان وموضوع يشبه الفنانين القدامى بالمعالجات أللونيه للضوء للملابس وغطاء الرأس
لوحة “نظرة ضائعة” ولوحة”لمحات يومية” لوحة “كلمات جدتي” لوحة ضياع واستسلام” لوحة”نظرات وابتسامة جدي” لوحة”تُرى سيعود”نظرات تسأليه بريشة راصديه لحوار العيون
لوحة “بؤس الفقراء” لعبت فيها الالوان والاتجاهات وتراص الكتل البشرية تناغم حركي ولونى رائع
أبعاد رسمت عمق ألوان رسمت اتزان خطوط رسمت حركة إيماءات رسمت تعبير
لوحة”العجوز” ولوحة “ماذا تريد” نظرة من البنت حواريه كأنها تجرى سؤال
لوحة “لملمة احساس”وهى البنت متوشحة الشال بحثا عن الدفء او عن معاني اخرى
معالجة للفكرة بخامة الباستيل ألوان ليست متعددة.. مختصرة وراقية فى التعبير إطلالة للأخضر من ثنايا ملابسها معلقة ترسوا على جيدها تكشف عن دقة تناول واهتمام بتفاصيل . إضاءة فى وسط اللوحة نابعة من لون البشرة وحركة اليد والاتجاه ينشد اتزان ظلال للتكوين يقابل ميل الوجه جهة اليمين
لوحة”تلقائية طفله” لوحة” حاوي الذكريات “لوحة”شجن أوتار ” لعازفة العود
لوحة “نظرة حلم” تلك اللوحة التى يقف أمامها الفنان ويتواصل أليها بالصوت ويسألها وينتظر ان تجيب من جمال وروعة ما تقوله عينيها وملامحها الهادئة فى زيها الرقيق وحجاب رأسها المميز
صور إنسانية بقع لونية بساطة حكايات إيماءات بشرية حالات رصد للحياة اليومية
فى ظل المعطيات المتاحة وآلية التعبير التى تحمل بصمة الفنان ولان المجد لا يأتينا لقبا بل نأتيه نحن سعيا يجتهد الفنان ويهرول فى ميدان الفن يصنع أسمة ويحرص على بلوغ قيم الفن ودرره هذا ويطلق للفنان معرض باسم “بيت العيله”
فبراير 2011 بقاعة “دروب”
بقلم :صفاء البحيرى