Home | أرشيف | الفنان حمد الحناوي

الفنان حمد الحناوي

حمد الحناوي
البشر يشبهون الأشياء التي يستعملونها!

اتقن التصوير وعمل رسام بورتريهات عل نواصي الشوارع دبي ‘ القدس العربي ‘ من فادي عزام:قادم من ذاكرة بصرية غنية بالبساطة، كل شيء مرتب وفق عبث وفوضى ما، براميل مازوت، حجارة سوداء، أفق ممتد يرتطم بغروب فقير أو شروق سريع، بيئة تنطبع فيها الصور في الذاكرة لتمارس معرفتها على المدموغين فيها، بساطة متحركة بتثاقل مذهل، الأشياء تبقى في الجنوب السوري ثابتة تتعتق تتقشر تنمو عليها حيوات جديدة ف

Invalid Displayed Gallery

ي تتابع أبدي تهلك وتحيا، تخرج من قيود الشكل، يفقد الشيء الملامح تدريجيا، يغيب الشبه مع الأصل، التوصيف يصبح شكلا أخر بفعل الزمان والثبات، أعمال الفنان التشكيلي حمد الحناوي تنبع من هنا، بحث في التجريد قاده إليه الزمن، بعد أن أتقن التصوير عمل باحتراف كبير رسام بورتريهات على نواصي الشوارع، ومارست الصورة المختزنة بعمق في وجدانه سلطتها عليه قادته اللوحة والشخوص ليكون شاهدا على المكان وهو يذرف نفسه .
تخرج سنة 1998 من جامعة دمشق، كان قد قبض في عامه الثالث في الكلية على اللون الأخضر، الأخضر الذي طالما سماه فاتح المدرس بالأخضر ( العاهري) فضائحي، بفجاجته وعدم استرخائه ورفضه لمن يجاوره، فضربة من غير محلها تأخذ الأخضر بعيدا فجا وقحا مخربا ما يسمى الهرموني، يهرمن نفسه ويستفز الأخرين ( هذا رأي حمد الحناوي ) بالاخضر وقد رسم به لوحة كاملة، لوجه واحد، مهيب، جبار، عنيد، يطل على الأخرين بمهابة القداسة التي عرف الأخضر أن يختص بها، لوحة توقف عندها ( فاتح المدرس ) وهمس لصاحبها : استمر .
كانت واقعية مغموسة بالإضاءة، خرائب وبراميل مازوت، نادر أن لا يوجد برميل في منازل ريف جنوب سورية، يحتل مكانها كمدافع عن وجود القاطنين يمنحهم الدفء، أو ينقلب على بطنه فيحفظ الماء، برما يشطر إلى قسمين، ويتحول معلفا للأغنام، أو بيتا لدجاج وعندما تنتهي مهمته يقف مهترئا على حافة نهاية ما . ألتقطته ذاكرة الحناوي وأعادت له الاعتبار، البشر يشبهون الأشياء التي يستعملونها.ولسان حال لوحته يقول : البشر يشبهون الاشياء التي يستعملونها، مع الزمن يتحولون إلى أشياء فعمل على دحض كل من يتهم التجريد بالهروب فيصور بواقعية مدهشة، ثم يقوم بتهشيم المشهد .
يغيب الواقع ويبقى أثر ما يدل على هذا برميل وهذا ديك وهذا رجل عاش هنا قبل ثلاثة ألاف عام . الإضاءة تلعب لعبة الزمن والظل يحدد المكان واللون وسيط لسرد مشبع بالحكاية هكذا حاز حمد الحناوي على علامة فارقة وتوقع الجميع أن فنانا قريبا سيولد من رحم جامعة دمشق وكلية الفنون المصابة بعقر طال أمده .

ما بعد التخرج، ما بعد الحداثة

التخرج جنون طلاب الفنون، الشغل بالمشغول، محاولة البحث عن مدخل ما لفهم الحقل يبدؤون برسم العشب، أو اقتلاعه مفاتيح تقودهم إلى خصوصيتهم . ثم تلتهمهم الحياة، كلية الفنون الجميلة في سورية تخرج فنانا كل خمسين سنة ومصوراً كل عشرين عاماً وملوّناً كل عشرة أعوام والباقي سيأخذهم الفوتوشوب من عرقوبهم يهذبهم، ينظم فوضاهم، يحدّ من غضبهم، يرتب لمؤخراتهم الوثارة والدفء، فيبقون معلقين في الهواء، يوما ما سيرسمون، سيستعيدون لوحتهم، مرثيتهم تطول، يستيقظون متأخرين هجرتهم اللوحة غارت بعيدا وابقتهم ملوثين بالحنين .
تجنب الحناوي قدر المستطاع هذا القدر الواضح القاسي، هجر دمشق منكوبا بحبها، ترك عشرات اللوحات معلقة على مجموعة من المعارض المنتقاة، رمى لعنة على قبر فاتح المدرس، ودمعة في مرسم نذير نبعة، وغادر .
هل يمكن ان تأتيك اللوحة في غير مكانها، وخاصة إذا ارتبطت بالمكان هل تكفي الذاكرة وحدها لاستعادة الشكل وإعادته موثقا، ثابتا متخفيات أو متحركا .
هل الذاكرة وحدها تستطيع حمل إزر لون لا يرعوي يخرج كل لحظة نزقا متمردا صارخا، كانت أعماله في الغربة صراخا متواصلا لجنين لم يولد بعد .

الفن بوصفه لعبا

فكك ‘ غادمار ‘ أوهام الفنانين، وضعهم عراة أمام حقيقة جارحة صارخة لا هوداة فيها، الكرنفال قد انتهى ومن يظن نفسه رسولا ومنذورا ومخلصا، سيجد نفسه مهرجا لا أكثر .
أصبح الفن مطالبا بتبرير ذاته لم يعد تجليا للإلهي، وصورة الفنان البوهيمي كانت المحاولة اليائسة لمحاكاة الفنان المتجول، المدن الحديثة تصفع الفنانين الجدد، وثقافة الفوتوشوب والإعلان تخترق كل فضاءات المدنية، تمتص الألوان والغايات والمشاعر والمشاهد وتحولها لفعل تزيين في الفنادق والبيوت المتخمة بالنصاعة، تستقر اللوحات على السطوح المسمّطة بالطبيعة المفتقدة ويخرج الصمت الذي لا يقول شيئا يطل برأسه داخل الأطارات الفخمة ويتكفل الذهبي المزوّر باجتياح العين بلمعان لا يعول عليه ، إذن هو الهروب من التراب من الشكل المقدس للمذبح القديم، الناس يهربون من اللوحة من التشكيل لا يريدون أن يقرؤونه لا يريدون لغة بصرية تحاورهم تستفزهم تتقاطع من مخبوئهم ، فمعرفة أبجدياتها تكشف كم القمامة التي يحيون بها، وتلميع وتلييف، وبازارات، لقد تغيرت الوظيفة وتبخر الحلم مع أول احتكاك بالعالم الخارجي، عليك بتغيير نفسك، جلدك، روحك، لتعيش من لوحتك، أو كن شريفا واعترف أنك لست بفنان ولن تكون . يردد ( الحناوي ) ما سبق وهو يجلس لسنوات يرسم المارة، وجوه مختلفة جميلة واضحة تصنع سلاما بين يده والورق الأبيض أتقن لعبة الهشاشة مع الفحم وهو يرسم به، الهشاشة ترسخ الأسود ويتذكر تلك العبارة التي طالما رددها ( الألماس هو رأي الطبيعة بالفحم) أحلى ما نطق به جبران، عبارة تُأجل اللون وتنجيه الهشاشة من لعنة الفوتوشوب .

العودة إلى المنبع

الفن البصري بوصفه سردا، التشكيل بوصفه لغة متحولة، الذاكرة تعتقد وبعد ذلك تتذكر عبارة أخرى يعتمدها الفنان حمد الحناوي ،في أعماله أقتبسها من وليم فولكنر، يعود إلى الجنوب السوري يسلم نفسه للزيت المكان فيتهم بالإضاءة . يحاوره يبحث في بين ظلاله وظله عن خيوط تشكل مصير أشيائه، ثمة حنين ما يقوده إلى المنبع حيوية ورشاقة ( الهايكو) يقرأ سوران، وماركيز، رامبو، و(إله المتاهة ) الكتاب الذي سبب له ألما متواصلا لمدة خمس سنوات يعود إليه لاحقا، ليجد إن الحياة في مكان أخر يلتهم كونديرا، ويبحث بين فصوص الحكمة على سرد خاص، قوامه الوعي بأن ما يرسمه ليس عبثا، كل خط مغامرة كل كتلة حكاية كل حكاية نقص وليس استزادة، يلتقط الإشارات المبهمة ويصل لنتيجة يقولها أنها الحكاية نفسها، سنظل نعيدها نكررها، التغير بالسرد ولكن الجوهر الواحد ،تُرسم وتُهدم وتُرسم وتُهدم، يصرخ بوجه (غادمار ) الفن بوصفه عذاب و رتابة ،صخرة تحمل سيزيف معها وتكرّه معها، يالها من مهمة؟

التوازن ومشروع اللوحة القادمة

تخلص حمد الحناوي من الكثير من أوهامه، شذبته الحياة بقي شغفه بمادته هو اليقين الوحيد، ابتعد كثيرا عن لوحته وها هو يعود إليها، او تعود إليه، ثمة توازن ما حدث، تواطؤ معكوس، هذه المرة مع الحياة لمصلحة اللوحة، عاد ليرسم كائناته ذاكرته حكايته بهدوء راهب خال من أوهام الخير والشر متصالحا مع الملائكة والشياطين، تقوده براءة المحكوم بالفجيعة، وحاسة شم معطوبة، وتفاهات يومية جميلة صنع منها بيتا .
الكثير قادم من هذا الفنان الشاب ريثما يتقمص من جديد نفس الحكاية ويبُخّها سمّا ودسما وبراميلا وسردا كلما قبض عليه تاه وكلما اقترب من توصيفه أو تشخيصه، انمحى .
بين الإخفاء والظهور يترأى ظل لمدينة سورية قديمة حضارة من كائنات عاشت واهترأت، دمرت، اختفت لا أحد يعرف لماذا وكيف وأين؟ ولكن ملامحها تظهر لدى معظم فناني سورية .
التجريد بمداه الأرحب هو العودة للأصل والفصل والوصل، يحاول الحناوي أن يخبرني ماذا يريد؟
فلم يجد سوى عبارة وليام سارويان في كتاب التوقعات ( ضدان: الإنسان في شقاق)
هذه القراءة السريعة الغامضة نوعا ما، لم أجد سواها لتقديم هذه الأعمال وصاحبها أنه حوار يطول أستمر لسنوات، وهذه ليست لغة للنقد بل قراءة للوحات بوصفها سردا .

ولد في سوريا عام 1973
حصل على ديبلوم دراسات عليا من كلية الفنون الجميلة دمشق قسم التصوير عام 1998

شارك في العديد من المعارض الجماعية منها :
– 1998 + 1999 : معرض الشباب السنوي . دمشق
– 1999 : معرض بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. بكين
– 2001 + 2002 : المعرض العام السنوي لجمعية الامارات للفنون التشكيلية . الشارقة
– 2001 + 2002 : معرض البورتريه . الشارقة
– 2004 + 2006 : معرض متجول في دبي لصالح مهرجان دبي
جوائز
– 2001 حصل على الجائزة الثانية في معرض البورتريه . الامارات العربية المتحدة
حاليا يقيم ويعمل في الامارات كمصمم ديكور اضافة الى تفرغه للفن

Hamad Al-Hennawi

Born in Syria 1973.
Artist & Interior Designer in UAE.

CONTACT INFORMATION:

1998
Fine Arts Faculty ( Painting ), Damascus

1999
2000
GROUP EXHIBITIONS:
Annual Al Shabab Exhibition, Damascus
2000
2001
The Annual Exhibition for the Emirates Fine Arts Society Sharjah
2001
2002
Portrait Exhibition, Sharjah
2004
2006
Touring Exhibition in different areas inside Dubai during the event of Dubai Festival

2001 PRIZES :
Portrait Exhibition, UAE: Second Prize