الفنانه غادة النجار


 من قنينة المختبر .. إلى باليته الألوان
غادة النجار تصارع بالزمن أمواج الأسكندرية
إذا كان الفن التشكيلي يشكل جزءً لا يتجزء من المتعة البصرية والرفاهية الحسية عندما تعبر اللوحة من خلال الرؤية لتترجم كافة الحواس مجتمعة هذا المشهد وتتفاعل معه مستحضرة التجربة الحسية من خلال الرؤية .. لتشكل احساسا بالجمال ومتعة المكان وذكريات الزمان ..
بهكذا تعبير نقلتنا الفنانة غادة النجار إلى تنشيط حاسة الشم لرائحة الإسكندرية وترابها الزعفراني ومتعة العين بمشاهد البحر وبنات الإسكندرية وهن يتمخطرن في ساعات العصرية علي شواطئها وكأنها تشدو معهن ( يا بنات الاسكندرية مشيكوا ع البحر غية ) .. أو وهي تصدح برائعة محمد قنديل (بين شطين وميه عشقتهم عنيا يا غاليين عليا يا أهل اسكندرية يا غاليين عليا ) إلى شوارعها التاريخية ومبانيها العتيقة .. التي تروي قصة كفاح ونضال عاصمة من أهم عواصم العالم تاريخا وحضارة .. فتفاعلت حواسنا الجمعية من خلال رؤيتها اللونية على مسطح اللوحة .
لقد فلحت سنوات الغربة في حياتها في الربط بين موطنها ولقمة العيش عندما تهجر وقت راحتها( قنينة الاختبار بحثا عن حقيقة داخل الجسد الإنساني ) إلى البحث عن ماض وذكريات شوارع الإسكندرية وصياديها ورمالها الذهبية وشوارعها وحاراتها بفرشاتها وألوانها العاكسة لروحها الجميلة .
المتأمل للوحات غادة النجار في انتهاجها للمدرسة التكعيبية البسيطة يدرك القيمة الفنية والمعمارية للأسكندرية واستلهام اساطيرها الأغريقية وهي تخاطب القيم اللمسية لمكونات اللوحة لتحفز المتلقي علي المزيد من التفكير والذكريات .. كما وإنها تحكي سيرة ذاتية للفنانة من خلال التطور الطبيعي لأعمالها .. فهي شاعرة وصاحبة كلمة تسيطر علي منتجها الفني بشكل واضح .. و صاحبة عين تسمع وإذن تقرأ بحساسية الطبيبة الماهرةالتي تنطلق مشاهداتها اليومية الوظيفية عبر الميكروسكوب لتكتشف الحقيقة الغائبة عن العين المجردة .

 تقول غادة النجار :

( زمانك يا اسكندرية ..كله عجب ..
كنا بنضحك ونلعب والضحك للركب
يارمالك الصفرا .تدوب فيها العيون الزرق
يا ما مشينا لما الهوا رمانا…وعلى شطك
ضحكنا والدمع ملا عيونا..حبيناكى
يا عروسة ماشية تتمختر ..والدلع… فى اغانيكى ..وبناتك ..يجلى القلوب
لما مسكت فرشتى تاهت عيونى
اية ولا اية ارسمه فيكى يا نن العيون
حب البنات مالى شوارعك ..ويّا البراءة ف العيون
والصياد يصطاد على شطك سمكة فضية
رزقه من المولى .وكأن هو بالسر عليم
هذا الحب الجارف لموطنها عروس البحر المتوسط استعاد ذاكرتها في معرضها القادم ( زمانك يا إسكندرية ) في اتيليه جدة عبر مجموعة متجانسة من لوحاتها أأمل أن يتسع الوقت لمزيد من التحليل لقراءة واعية بعد معرضها بمشيئة الله تعالى .

طلعت عبد العزيز