الفنان فؤاد كامل


كان من اوئل الفنانيين المتمردين فى الفن وشارك مشاركة ايجابية فى جميع حركات التجديد التى ثارت على القوالب المدرسية -والاتجاهات المألوفة فى الفن الحديث . واصبح علما على التجديد المطلق وقد اتخذ من الفن الحركى والتبقيعية و الشخبطة اسلوباً يميزه.
– ولقد ارتبط اسم فؤاد كامل باسماء كامل التلمسانى – ورمسيس يونان واصبح كل دراس تاريخ الفن المصرى الحديث و المعاصر يتوقف طويلا امام ما اننجزه هؤلا الفنانون الثلاثة وما اضافوه الى الحركة الفنية المصرية من افكار فتحت الطريق امام التجديد على مصراعية (صبحى الشارونى ).
– فؤاد كامل من اوئل رواد الفن المجرد المعاصر فى مصر يدين بالحرية المطلقة ولايلتزم بموضوعات او اشكال تقليدية – تلتزم فقط مما يتيح له هذه الحرية من الأنطلاق و يستكشف بها ماهو غير مرئى من اشكال او معانى وهو لا يصطنع هذه الحرية بل هى طبيعة اصيلة فيه لاحظتها عنده وهو لايزال طالبا بكلية الفنون الجميلة فى سنة 1940 .
– سار فؤاد كامل منذ صباه مع موكب المجددين و المكتشفين العالميين فى عديد من الاتجاهات الفنية المعاصرة بفهم ووعى ثم انتهى الى السير فى الاتجاه المجرد .
– وهنا لابد لنا الوقوف طويلا امام لوحاته فى هذا الميدان لفهم ماتحمله من قيم عالية وتقييمها تقييما تستحقه هذه الحياه الفنية المناضله .
عبد القادر رزق
مدير عام الفنون الجميلة والمتاحف

«إن بين الموت والحياة الدائمة معركة هائلة تنتج أكبر تشويه رهيب أواجهه في صدري، إن في أغوار كل شيء روحا تدب فيه.. كل شيء حتي الجماد».

ويعود بنا حديثنا عن فؤاد كامل إلي ذات الحديث القديم عن هؤلاء البرجوازيين الصغار من الكتاب والفنانين الذين استخدموا كلمات حادة مدببة مليئة بالسخط الذي يخيل إليك أنه شجاعة، ومفردات عنيفة لم يسبقهم إليها أحد، ولا تحتملها الأوضاع العامة للجماهير، بل ولا يحتملون هم نتائجها، فما أن يواجهوا ردود فعل السلطة حتي ينسحبوا دون تردد، البعض يهاجر والآخرون يصمتون، وقد بدأ فؤاد كامل رحلته صامتا، ربما كان خائفا وربما كان مترددا لكنه نطق.. نطق مرة واحدة ثم صمت حتي النهاية.

وكانت جماعة «الفن والحرية» وقد أرادت التحول من منتجع للفن السيريالي إلي حركة ثورية سياسية فرشحت فتحي الرملي الذي كان قد أسس جماعة مصرية خالصة أسماها «نحن أنفسنا» تمايزا عن الثقافة الفرانكفونية ورجالها رشحته في انتخابات مجلس النواب (1944) المثقفون البرجوازيون الصغار خشوا علي أنفسهم من هذه المعركة فاختاروا شخصا آخر، ألبسوه أوفرول ليصبح عاملا وانفقوا علي معركته الانتخابية ونظموا له مؤتمرا انتخابيا في دائرته الانتخابية «السيدة زينب» ويروي لويس عوض قصة هذا المؤتمر الذي عقد لأول مرشح اشتراكي في تاريخ مصر الحديث.. «في هذا الاجتماع وجدت هناك أنور كامل ورمسيس يونان وجورج حنين وبولا العلايلي وعشرات من أقطاب اليسار، تعاقب الخطباء وكان أكثرهم معتدلا في كلامه حتي وقف فؤاد كامل وألقي كلمة عنيفة ندد فيها بالأخطبوط الرأسمالي وطالب بتقطيع أرجل الأخطبوط وقال كلاما كثيرا يعاقب عليه القانون وتكهرب الجو ولا أتذكر كيف تدخل البعض لفض الاجتماع خشية أن يتدهور الموقف، لكن المجتمعين قرروا الخروج في مظاهرة في شوارع القاهرة، وهكذا خرجنا نحو العاشرة مساء ولم يكن عددنا يزيد علي مائتي شخص أكثرهم من الكتاب والفنانين وسرنا ونحن نهتف «الأرض للفلاحين والمصانع للعمال والحرية للجميع، تحيا وحدة المثقفين والعمال» (ذكريات بعيدة – ص124)، ويكمل د. مجدي وهبة الحديث «ووضع البوليس نهاية للحادث فصادر منشوراتنا وضربنا في مزاح ثقيل»، وإلي هنا تنتهي ثورية فؤاد كامل، مزاح بوليسي ثقيل أفرغ من صدره كل رغبة في أي فعل سياسي، وتفرغ للفن، والبداية كانت كالعادة مع الرائد يوسف العفيفي مدرس الرسم في السعيدية الثانوية ثم دبلوم المدارس العليا للفنون الجميلة ودبلوم المعهد العالي للتربية الفنية ويعين مدرسا للرسم في مدرسة ثانوية، ورغم موهبته الفذة في فن البورتريه إلا أنه رسم أساسا لوحات سيريالية، وذات يوم سأله ناقد فني كبير عن تفسير للوحة من الخربشات ذات الألوان المتقاطعة فرد فؤاد كامل «لقد حاولت أن أعبر عن مشاعر الكرسي عندما تجلس عليه»، ويعلق الناقد جون باستيا علي هذه العبارة قائلا «نحن واثقون بأن الكرسي لو استطاع أن يعبر عن مشاعره لاحتج علي محاولات وتفسيرات فؤاد كامل» (البرجريه اجيبسيان – 16/3/1941) وعندما أقام معرضه الثاني صرح للصحفيين «سأكون شاعرا عندما لا أجد ما أشتري به الألوان»، وفي كتالوج المعرض الثاني للفن المستقل يكتب «للمرأة كلحنه موسيقي أثر فعال في خلق أجواء صدري، يوم صاحت في أعماقي، يا أختي الشجرة ويا أخي الحجر، غمرني في الوقت نفسه قانون الوجود الواحد في كل شيء، وشعرت بالتناسق القريب الذي يربط ويخضع كل كائن في نظام دقيق ومعجز، وقد أصبحت لا أقلق عندما لا أفرق كثيرا بين شعر حصان وشعر امرأة، أو بين مقعد وجسم بشر، إن بين الموت والحياة الدائمة معركة هائلة تنتج أكبر تشويه رهيب أواجهه في صدري، إن في أغوار كل شيء روحا تدب فيه حتي الجماد».

أما كامل التلمساني فيتحدث عن رسوم صديقه وزميله فؤاد كامل قائلا «لجج من ظلمات، عالم يبقي يوما بعد يوم، ومتجردا من الشمس وسيظل كذلك حتي نهاية الحياة، لجج من ظلمات، فالرجال مصابون بالعمي لأن عيونهم تظهر كل درجات الرؤية والتلوين ولا تصل إلي الغوص في أعماق الحب الإنساني، كل فرد يمتلك عيونا واسعة أحيانا وضيقة أحيانا، عيونا سوداء بلا إبصار، زرقاء بلا إبصار، خضراء بلا إبصار، إنه إخراج ممتليء بالعاطفة المشبوبة يعلن بها فؤاد كامل أنه يحب الإنسانية المطلقة، وحده فؤاد كامل قادر علي أن يمنحها غذاء، هو الذي اصطدم بهذا العالم، وعاني كل أهوال الألم الذي جعل صمته جسدا من كل عضو صامت في عائلة الأوجاع» (مقال بالفرنسية مجلة دون كيشوت 18/1/1940) وهكذا تنبأ كامل التلمساني بصمت زميله صمتا مطبقا في عالم السياسة.

وتثير رسوم فؤاد كامل عاصفة من النقد فتنشر مجلة الرسالة «إن الجماعة التي تسمي باسم الفن والحرية لا تفهم الحرية إلا علي أنها فوضي لا ضابط لها ولا قانون، كما أن مسايرة الفن الأوروبي في تخبطاته الأخيرة ليست حرية، بحال من الأحوال بل هي عبودية عمياء» ثم يشير الكاتب في سخرية إلي بيان جماعة الفن والحرية التي هاجم هجوم هتلر علي بعض الرسوم متهما إياها بأنها فن منحط فأصدرت الجماعة بيانا عنوانه يحيا الفن المنحط ويقول «إنني أؤكد بكل قواي أن رسومه هي بالفعل فن منحط» (الرسالة – العدد 316 مقال نصري عطا الله سوس) ويرد نيابة عنه أخوه أنور كامل في رسالة إلي مجلة الرسالة قائلا «والمجتمع المصري بحالته الراهنة مجتمع مريض مختل، فقد الاتزان لا في مقاييسه الخلقية فحسب بل في أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية أيضا» (مجلة الرسالة – العدد 321).

.. وهكذا وبعد مغامرة نطق واحدة لجأ الفنان الثوري البرجوازي الصغير إلي صمت مطبق علي مدي الحياة، وتفرغ للفن، وإفراغ كل غضبه فيه، فتفوق وشارك في معرض السيريالية الدولي في باريس (1947) وفي معرض الفنانين العرب الذي أقيم في أمريكا (1948) وحصل علي الجائزة الأولي، وفي عام 1960 حصل علي منحة تفرغ من وزير الثقافة «د. ثروت عكاشة» وفي عام 1968 حصل علي الجائزة الأولي في بينالي الإسكندرية.. واكتفي بذلك ورحل.


“فؤاد” كامل من رواد التجريد والفن الحركي في مصر

ولد الفنان فؤاد كامل في بني سويف يوم 28 أبريل عام 1919 وتوفي بالقاهرة يوم 25 يونيو عام .1973
كان من أوائل الفنانين المترددين علي الأشكال التقليدية في الفن.. وشارك مشاركة إيجابية في جميع حركات التجديد التي ثارت علي القوالب المدرسية والاتجاهات المألوفة في الفن الحديث.. وأصبح علما علي التجريد المطلق وقد اتخذ من الفن الحركي والتبقيعية والشخبطة أسلوبا يميزه.
لقد ارتبط اسم فؤاد كامل بأسماء كامل التلمساني ورمسيس يونان فترة من الزمن وأصبح كل دارس لتاريخ الفن المصري الحديث والمعاصر. يتوقف طويلا أمام ما أنجزه هؤلاء النانون الثلاثة. وما أضافوه إلي الحركة الفنية المصرية من أفكار فتحت الطريق أمام التجديد علي مصراعيه.
حصل علي دبلوم المدرسة العليا للفنون الجميلة ثم دبلوم المعهد العالي للتربية الفنية بالقاهرة ثم اشتغل بتدريس الرسم عدة سنوات في مدارس التعليم العام.
هو أحد مؤسسي جماعة الفنانين الشرقيين الجدد عام 1937 وجماعة الفن والحرية عام 1939. وجماعة جانح الرمال عام 1947. كما شارك في معرض “المجهول لايزال” عام .1958
حصل علي منحة التفرغ للإنتاج الفني عام 1960. ثم سافر إلي الولايات المتحدة عام 1961. ثم فرنسا وسويسرا وإيطاليا عامي 1964. 1968 وقد ساهم بالرسم والتحرير في إصدار مجلة “التطور” عام 1940. و”المجلة الجديدة” عام 1942 ومازلنا في المعمعة” عام 1945. “جانح الرمال” عام 1947 و”نحو المجهول” يناير عام 1959 و”المجهول لايزال” إبريل عام .1959
حصل علي الجائزة الأولي في التصوير “الرسم بالألوان” من بينالي الإسكندرية عام 1967 وأقام ستة معارض خاصة بمصر خلال حياته كما شارك في المعارض الجماعية المصرية خاصة معارض الفن والحرية. ومعرض الربيع السنوي الذي ينظمه اتحاد خريجي كلية الفنون الجميلة بالقاهرة.. وغيرها كما اشترك في معرض السيريالية الدولي بباريس عام 1947 ومعرض الفنانين العرب في جامعة برديو بأمريكا عام 1948 وبينالي الإسكندرية عام 1961 وبينالي فينيسيا عام 1964 ومعرض الفن المصري المتجول بالولايات المتحدة الأمريكية من عام 1967 ومعرض في مدينة أسن بألمانيا الغربية.
جانب من أعماله يقتنيها متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة ووزارة الثقافة واتحاد البنوك التجارية. ثم متحف جامعة “برديو” بأمريكا. ثم المجموعات الخاصة في القاهرة والإسكندرية ونيودلهي وروما وفينسيا وبروكسل. وبرلين. ولندن. ومونتريال. وديتسفيلد. وبوسطن. وديترويت. وسان فرانسيسكو. ونيويورك. وساو باولو.


فؤاد كامل

البيانات الشخصية

اسم الشهرة : فؤاد كامل
تاريخ الميلاد : 28/4/1919
محل الميلاد : بنى سويف
تاريخ الوفاة : //1973
التخصص : تصوير
البريد الإلكترونى : —

المراحل الدراسية

– دبلوم المدرسة العليا للفنون الجميلة 1942القاهرة.
– دبلوم المعهد العالى للتربية الفنية بالقاهرة.

العضوية

– عضو جماعة الفنانين والكتاب بأتيليه القاهرة .

الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان

– عمل بتدريس الرسم عدة سنوات فى مدراس التعليم العام.
– سكرتير فنى لجمعية أتيليية القاهرة للفنانين والكتاب .

المعارض الخاصة

– معرض بقاعة اصدقاء الثقافة الفرنسية فى الشرق بالقاهرة 1942 .
– معرض بقاعة أتيليه القاهرة 1960
– معرض بقصر المانسترلى 1963 – 1965 القاهرة .
– معرض برواق لفن بالجامعة الامريكية 1967 القاهرة .
– معرض خاص بالمعهد الثقافى الالمانى بالقاهرة 1986 (معهد جوتة) .
– معرض خاص بالمركز التشيكى قبل وفاتة 1973 القاهرة.
– معرض بقاعة اخناتون بالزمالك بمناسبة مرور 70 عام على ميلاده 1989.

المعارض الجماعية المحلية

– معارض الفن الحر السنويه التى اقامتها جماعة ` الفن والحرية ` من 1940 – 1946- القاهرة
– معرض الاعمال الاتوماتية و التى اقامتها جماعة جانح الرمال 1947 .
– صالون الربيع ، اتحاد خريجى الفنون الجميلة 1953، 54، 55، 61، 63 القاهرة .
– التصوير المائى والجواش متحف الفنون الجميلة الاسكندرية 1955 .
– الفن المعاصر فى مصر متحف الفن الحديث القاهرة فبراير 1956 .
– `المركز الثقافى الاسبانى` الاسكندرية يونيو 1956.
– ساهم واشترك فى تنظيم معرض `نحو المجهول` قاعة كولتورا 1959.
– 11 فنان `رواق الفن ` الجامعة الامريكية 1967 القاهرة.
– معارض جماعية اخرى اهمها معارض الفنانين المتفرغين ، صالون الأتيليه (الفن فى متناول الجميع) قاعة الفن للجميع – قاعة اخناتون – قاعة الفنون الجميلة بالقاهرة .
– معرض مفاتيح الإبداع فى البهو الرئيسى لقصر الأمير عمرو إبراهيم (متحف الخزف الإسلامى) يناير 2010 .

المعارض الجماعية الدولية

– معرض السيريالية الدولى باريس 1947- فرنسا.
– معرض فنانى الدول العربية – جامعة الدول العربية – برديو – امريكا 1948 – الولايات المتحدة الأمريكية.
– بينالى الاسكندرية اعوام 1955 1957- 1959 – 1961 – 1968 – مصر.
– معرض دمشق الدولى 1960 – سوريا.
– بينالى سان باولو 1961 – البرازيل.
– بينالى فينسيا 1964- ايطاليا.
– الفن المعاصر معرض متجول فى الولايات المتحدة الامريكية 1967- 1970.

الزيارات الفنية

– سافر الى الولايات المتحدة عام 1961 بدعوة من متحف بندى ليصور وينشىء فصل الفن بالمتحف ويحاضر عن الفنون المصرية ويدرس الفن بمدرسة ويتسفيلد ويعرض لوحاتة فى كل من ويتسفيلد وبوسطن ونيويورك.
– زار ايطاليا وسوسيرا وباريس عام 1964.

البعثات و المنح

– منحه التفرغ للأنتاج الفنى 1960.

المهام الفنية التى كلف بها و الاسهامات العامة

– ساهم بالرسم و التحرير فى إصدار مجله (التطور) عام 1940 والمجله الجديدة )
– عام 1942 و(مازلنا فى المعمعة ) عام 1945 و (جانح الرمال ) عام 1947 و( نحو المجهول ( فى يناير 1959 و ( المجهول لايزال ) ابريل 1959.
– وضع الرسوم الخاصة بكتاب` أطياف ` حوريس شنودة .

الجوائز المحلية

– شهادة تقدير من المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة (25) 1997.

الجوائز الدولية

– الجائزة الاولى فى التصوير من معرض فنانى الدول العربية – جامعة برديو – امريكا 1948.
– الجائزة الاولى فى الرسم من بينالى الاسكندرية الدورة السابعة 1968 .

مقتنيات خاصة

– مجموعات خاصة بالقاهرة – الاسكندرية – نيودلهى – روما – فينسيا – بروكسل – برلين – لندن – بوسطن – مونتريال – سان فرانسسكو – نيويورك – ساوبولو.

مقتنيات رسمية

– متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة .
– وزارة الثقافة.
– اتحاد البنوك التجارية.
– المركز الثقافى التشيكى.
– قصر المانسترلى بالقاهرة .
– متحف جامعة برديو امريكا.
– بيت الفن القاهرة .
– متحف بندى بامريكا.

بيانات أخرى

– احد مؤسسى جماعة الفنانين الشرقيين الجدد 1937 .
– احد مؤسسى جماعة الفن والحرية 1937 .
– احد مؤسسى جماعة جانح الرمال 1947 .

, ,