قبل أنْ يطويَه النسيان.
طار عن عالمنا قبل أن ينالَ ما يليقُ به كفنان تشكيلى مميز. عاش مع ريشته حياةً خاصة، عَزوفًا عن صخب العالم والعالمين والإعلام. جاهده أبناؤه ليقيمَ معرضًا للوحاته، وجاهدهم فى الرفض؛ هامسًا: «إنما أرسمُ لنفسى، وكفى!» عاش سنواته الثمانى والتسعين متوحِّدًا مع البحر. اتخذه صديقًا ومُلهِمًا؛ بقواربه وصياديه وشِباكه، بزُرقة صفحته وبياض زَبَده، بدِعَةِ نهاره وهياج ليله، بمَدِّه وجزْره، بغموضه وسحره. ذاك البحرُ الذى تحلَّقت حول حوضه دولٌ احتكرتِ الفنَّ والإبداع، وهل أكثرُ إلهامًا من بحر الإسكندرية؟
Invalid Displayed Gallery
فى رحلة علاجه الأخيرة لأمريكا نهاية عام ٢٠٠٧، تلك التى حملته وطارت إلى حيث تطيرُ الأرواحُ ولا تعود، رضخَ أخيرًا لمطلب أبنائه ومُريديه. شكّل د. أحمد نوّار لجنةً متخصصة لفحص أعماله، فأوصتْ بإقامة المعرض فورًا، وتكليف هيئة المقتنيات بالحفاظ على اللوحات من التلف؛ لأهميتها.
وحقق المعرضُ، الذى لم يشهده ذلك الفنانُ السكندرى الجميل، نجاحًا لافتًا! لكنَّ جدرانَ «متحف محمود سعيد» شهدته، وشهدتِ الإسكندريةُ استحسانَ الحضور والنقّاد والفنانين، فأطرقتْ حزنًا على ابنها الذى بالأمس غادَرَ! وصفه الفنانُ حامد عويس، فى كلمة افتتاح المعرض، بالعملاق الصامت، الذى بعدُ لم ينل حقّه فى حركة التشكيل، رغم كونه من الرعيل الأول الذى دشّن جمالياتٍ جديدةً للفنّ المصرى الحديث.
اسمُه أحمد عبدالفتاح، من مواليد ١٩١٠. تخرّج فى كلية الفنون الجميلة بعدما تتلمذ على فنانين عالميين كبار مثل البريطانى حمزة كار، والإيطالى باردوتشى، والفرنسييْن بريفال وهادرى، والمصريين: يوسف كامل، ومحمد صبرى، وأحمد صبرى، وسواهم. ساهم مع أنطون سليم وأحمد سليم فى إخراج أول فيلم كارتون مصرى عام ١٩٣٧. قام برسم أوراق النقد فى مصلحة المساحة، قبل انتقاله إلى وزارة المعارف عام ١٩٤٠ ليدرّس تاريخَ الفنّ، ثم تقاعده عام ١٩٧٠، وهو فى منصب المفتش العام للتربية الفنية بوزارة التعليم. وتزيّنُ الآن إحدى لوحاته «أمومة»، إحدى قاعات متحف الفنّ الحديث.
وإذا ما سلّمنا بأن الإشارةَ للجمال فرضُ عين، لا فرض كفاية، فإننى أتمنى على نقّاد التشكيل أن يسلِّطوا الضوءَ التحليلى على فنان رغب عن غمار الإعلام، راغبًا فى غمار اللون والخطّ والمساحة والفضاء، وريشة تحملُ فرادتَها، بقدر ما تقطرُ مصريةً وأصالة. وسوف تفرد نشرةُ «أخبار الكُتّاب»، التى يصدرها اتحاد كتّاب مصر شهريًا، صفحتَها الأخيرة لهذا الفنان الجميل لنتعرّف على لوحات احتلّت فيها المرأةُ والطبيعةُ المصرية دورَ البطل، مع قراءة تحليلية نقدية قيّمة، بقلم الفنان المعروف عزّ الدين نجيب.
قبل أن أسلِّم المقالَ للجريدة، وصلتنى رسالةٌ مبهجةٌ، تؤكد أن خيطَ الجمال مازال يضخُّ فى بلدنا. راسل السيدُ «ماجد عبدالفتاح»، الابن، الفنانَ فاروق حسنى. وعلى الفور اتصل مكتبُ الوزير بالأسرة يبلغهم اهتمامه الشخصى بالأمر، وانتظاره أسطوانةً عليها لوحات الفنان، ليقوم باللازم. هنا سلوكُ فنان قيادى، تجاه فنان صامت، كاد النسيانُ أن يطويَه!
فاطمة ناعوت ٥/ ٤/ ٢٠١٠
أحمد محمد أحمد عبد الفتاح
البيانات الشخصية
اسم الشهرة : أحمد عبد الفتاح
تاريخ الميلاد : 30/3/1910
محل الميلاد : القاهرة
تاريخ الوفاة : 31/12/2007
التخصص : تصوير
المراحل الدراسية
– تخرج من مدرسة الفنون الجميلة العليا 1934 .
– دبلوم معهد التربية العالى عام 1939 .
الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان
– مدرس رسم بمدرسة الجامعة الإسلامية بالزيتون 1935- القاهرة .
– عمل برسم أوراق النقد فى مصلحة المساحة عام 1939 بتكليف من ` محمد يوسف همام ` .
– انتقل للعمل بوزارة المعارف عام 1940 .
– تم تكليفه بتدريس تاريخ الفن بالإضافة الى الرسم فى دور المعلمين عام 1942 .
أعد رسومات مختلفة لمقاييس الذكاء فكلفه وزير المعارف بالتدربس فى الاسكندرية 1945 .
– بلغ سن المعاش عام 1970 وهو مفتشا عاما للتربية الفنية بوزارة التربية والتعليم .
الأماكن التى عاش بها الفنان
– القاهرة – المنصورة – الاستقرار فى الإسكندرية منذ 1945 .
– الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج .
المعارض الخاصة
– أقام له أولاده أول معرض خاص بمتحف محمود سعيد عام 2001 .
– أقيم المعرض الخاص الثانى بمركز الاسكندرية للابداع عام 2004 .
– أقيم المعرض الخاص الثالث بمتحف أحمد شوقى بالقاهرة فى أبريل 2006 .
المعارض الجماعية المحلية
– الاحتفالية الأولى لذكرى الفنان الرائد محمود سعيد عام 2003 ، الاحتفالية الثانية 2004 .
– ضيف شرف للمهرجان العربى الثالث للفنون التشكيلية فى ساقية عبد المنعم الصاوى عام 2005 .
– معرض الأعمال الفنية الصغيرة بمتحف محمود سعيد عام 2005 .
– الاحتفالية الثالثة لذكرى الفنان الرائد محمود سعيد عام 2005 ، الاحتفالية الرابعة 2006 ، الاحتفالية الخامسة 2007 ، الاحتفالية الخامسة 2008 .
– ضيف شرف لمعرض أجنحة عربية الذى شارك فيه أكثر من 70 فنان من مختلف الدول العربية فى ساقية الصاوى 2007 .
– ضيف شرف لمعرض من القاهرة الى جدة بالمملكة العربية السعودية 2007 .
المعارض الجماعية الدولية
ضيف شرف لمعرض من القاهرة الى جدة -أجنحة عربية فى المملكة العربية السعودية .
المهام الفنية التى كلف بها و الاسهامات العامة
– أعداد رسومات مختلفة لمقاييس الذكاء .
الموسوعات المحلية و العالمية المدرج فيها اسم الفنان
– كتاب 50 سنة فن .
مقتنيات خاصة
– لدى الأفراد والشخصيات العامة فى كل من مصر ، ألمانيا ، فرنسا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، اليمن ، السعودية ، الإمارات .
مقتنيات رسمية
– متحف الفن المصرى الحديث .
لأعمال الفنية الهامة فى حياة الفنان
– ألف و صور وأنتج مع كل من أنطون سليم وأحمد سليم أول فيلم كارتون مصرى عام 1937 بعد مراسلات تمت مع والت ديزنى وعرض الفيلم فى دور عرض بعماد الدين بالقاهرة .
– أنشأ مع `حسين رشدى` أول متحف للتربية الفنية فى الاسكندرية ضم العديد من اللوحات عن عروس البحر المتوسط .