فى صمت عاش … فى صمت رحل …
Invalid Displayed Gallery
– وكان الصمت هو الضريبة الباهظة التى دفعها فى حياته . وعندما رحل لم يشعر برحيله أحد وذلك لأنه كان يؤثر الأنطواء .. ولا يحفل بالأضواء ويترك مهمة التحدث عن الذات لفراشته التى كانت تتولى الأفصاح عن قدراته بما تعجز عنه لغة الفصحاء والبلغاء. فارس من فرسان الرسم والتصوير والملامح التاريخية وبطل من أبطال الجيل الثالث أو جاز لنا تقسيم الحركة الفنية المعاصرة إلى أجيال ولأنه كان يؤثر الأنزواء عن دائرة الضوء ولأن هدفه لم يكن التشبث بزيل الجماهير أو التعلق بأهداب الشهرة لهذا قد لا يعرف قدرته إلا من عاصره أو زامله أو عرفه عن قرب ولهذا أيضاً قد يسقط أسمه سهواً من ذاكرة الفنانين الشبان فلا يعرفون من هو الفنان عبد العزيز خالد درويش وقد تكون الكرامة وعزة النفس لعنة على الفنان الجاد ذلك لأنه فى غمرة التكالب على المكاسب والمناصب تدفعه المناكب القوية إلى أخر الصف أو تدفعه أكثر إلى ما هو أبعد من هذا .. إلى هاوية النسيان.
ولكن الذين يعرفون أقدار الناس لا تلهيهم الفقاقيع الطافية فوق السطح عن الأعلان عن القيم الحقيقية حتى لو تأخر ذلك عن بعض الوقت لأنها أمانه فىعنق كتاب التاريخ سوف يسألون عنها عندما تدون الحقائق. والفنان عبد الغزيز درويش كان قيمة وعلامة .. ففى حدود الأطار الذى التزم بالتحرك فى داخله كان أميناً وصادقاً مع نفسه حتى أخر أيام حياته. على الرغم من أنه عاصر هستيرية تسابق التيارات المتصارعة التى تسببت فى بلبلة أفكار الكثيرين إلا أنه كان يقف عند مفترق الطرق مدركاً تماماً الطريق الذى يسلكه فآثر البقاء فى منطقة الأعتدال متجنباً التطرف يميناً أو يساراً معتمداً على ما أستقر فى ضمير التاريخ من قيم تشكيلية ثابتة. وإذا كان فى مطلع حياته الفنية قد تشرب ` بالسيزانية ` من أستاذه الأرمانى ` جرابيديان ` إلا أنه لم يخضع لأثرها تماماً .. وإنما جعلها منطلقاً لأسلوب شخصى يتوائم مع طبيعته ومزاجه وفلسفته فى الحياه فلازمته غنائية اللمسات ` التأثيرية ` وصلابة وثقل البناء ` السيزانى ` دون التخلى عن أعماق البعد الثالث أو الأخلال بمظهر الأشياء أو الأنزلاق فى مهاوى التهويل والمغالاة شكلاً ولوناً.
والذين يصنفون أعمالهم الفنانين ومذاهبهم ويضعون الفنان ` عبد العزيز درويش ` فى خانة الأكاديمية إلا أن هذا لا ينقص من قدرته كمصور مبدع وفناناً يملك ناصية الصنعة ولغة التشكيل وأسرار التصوير فناناً تنساب اللمسات الواثقة من ريشته بغير جهد ينهكها أو يفقدها حرارتها ونبضها بدون أن تتعثر فى مطبات الثأثأة والتهتهه والركاكة .. الأمر الذى يدعو إلى الأعتراف بأقتداره وأستاذيته التى أهلته لكى ينجز أكبر الجداريات مساحة بنفس القدرة التى ينجز بها أصغر لوحات فقد كان من الفنانين القلائل الذين لديهم القدرة على تدوين التاريخ بفرشاته الذكية اللماحة تشهد بذلك جداريات محطة بورسعيد ومجمع المحاكم بالقاهرة والمتحف البحرى بالأسكندرية ومتحف المنصورة. والحكم على إقتدار الفنان ` عبد العزيز درويش ` لن يكون صحيحاً إلا بأستعراض جميع أعماله فى جميع مراحل حياته عند إذ سيشعر الذين عرفوه والذين لم يعرفوه إن مصر خسرت طاقة لم يحسن إستثمارها .
بقلم الفنان/ حسين بيكار
كلمة جمعية خريجى كلية الفنون الجميلة. كانت النافذة مفتوحة ..ترى منها على بعد النخيل يحتضن مسلة فرعونية .. الأضواء تتلألأ هنا وهناك .. اللوحات المعلقة على الحائط تحيطها غلالة شفافة كنا فيه بين أحضان الطبيعة الصامته بعيداً عن ضوضاء المدينة .. يحدثنى فى أفكاره وأماله العريضة فى حيوية الشباب وحكمة الشيوخ فى تدفق وتحمس . كان هذا آخر لقاء لى بالفنان الراحل عبد العزيز درويش .. عاشق الطبيعة المتعبد .. كان كالفراشه يجوب المزارع والحقول لعله يجد غايته بعين المصور اللماح .. يقف عند مكان بعينيه يضع أوراقه وأدواته الفنية .. يستوحى .. يتغنى بالطبيعة ينتقل من مكان إلى أخر .. حتى يأتى الليل ويرخى سدوله .. أخذ الفنان يستخدم أضواء خياله مسجلاً إنطباعه بقوة البناء وعظمة الأستقرار فى لوحاته التى تعبر بثبوت قدرته وتمكنه فى تشكيل الأعمال بصورة لا تجدها إلا فى لوحات عبد العزيز درويش غير مبال بالأضواء … غير راغب فى عرض إنتاجه فى صالونات لم يفكر فى إقامة معرض خاص … لم يعبأ بوضع لوحاته فى براويز تحفظها .. إنه ينتج وكفى .. يعلم الأجيال الحب والفن .. صديق وزميل لكل تلاميذه .. انسان غاية فى الرقة والشفافية .. غير متشائم .. دائم الأبتسامة .. معتز بنفسه وكرامته .
أقيم هذا المعرض برغم عنه بعد أن سكتت فرشاته إلى الأبد وفتحت الأرض فمها تبتلع جثمانه المسجى .. الريح خفت حدتها .. تزداد أشعة الشمس حرارة .. العرق يتصبب على الجباه .. الدموع تقف فى المآقى .. ينتزع قلوبنا معه ويتوارى جسده فى التراب الجميع يمضون وتتوارى أشعة الشمس .. ويخيم على المكان صمت أبدى ولكن .. أعماله الفنية تبقى تعلن عن خلوده بيننا .. مزهوة بالوانها المتألقة تبعث فينا الأمل والحب والثقة والحياة . شكراً للمركز القومى للفنون وكل من ساهم بمجهود لأخراج هذا المعرض للنور وهذا الكتالوج بهذه الصورة المشرفة .
رئيس الجمعية / محمد حمزة
عبد العزيز درويش : الفنان الذي رسم تاريخ المواصلات على جدران محطة السكة الحديدية ..
الرابط : فن وثقافة
محد عبده العباسي – مصر
يظل الفنان على مدى سنوات عمــره بوتقة تنصهر بداخلها كل عناصر الموهبة والإبداع والدراسة والصقل مع أحلامه فيقدم من خلال رحلة ابداعه فناً راقياً حتى اذا ازدادت نفسه تأججاً تتعالى فى رحابه أوار الموهبة التى تلازم رحلة الإبداع المضمخة بعبير العطاء والعزيمة والإصرار والنضج لنجد أنفسنا أمام فنــان متفرد فى العطاء بعبقرية فذة وغير محدودة .. عبد العزيز خالد درويش فنان انحدر من أسرة فرعائلها مــن بلاده سوريا تحت وطأة الإضطهاد الفرنسي ، ورزق بإبنه عبد العزيز الذى ولد في يونيو من العام 1919م فى بنى سويف .. تلقى عبد العزيز تعليمه الإبتدائى بمدارس طنطا وبعدها تخرج فى المدرسة الخديوية الثانوية بالقاهرة .. كان عبد العزيز درويش طوال رحلة حياته فناناً دمث الخلق ، امتزجت روحه الوثابة بذكاء متقد أشعلت وتأججت فيه موهبة لا تضاهى ، وتجلت هذه الموهبة فى مقدرته الفائقة فى فن الرسم .. نشأ عبد العزيز درويش محباً للرسم منذ نعومة إطفاره ، فقلما وجد من يتصفح كتبه الدراسية أن يجد هوامشها فارغة من الرسم ولم تكن رسومه عبثية بل كانت تحمل معانٍ فنية عالية وتبشربموهبة خلاقة ذات أبعاد فنية مبكرة.
لم يكتف عبد العزيز درويش بموهبته فى الرسم بل مارس التمثيل على خشبة المسرح المدرسى يؤدي دور فنان صاحب ” البيبيون” الأسود ، وكأنه كان يؤهل نفسه للمستقبل الذى ينتظره ويحلم به .. لم يكن عبد العزيز درويش إلا فنان من هؤلاء الذين اهتموا بجوهر فن التصوير وليس مظهره ، فلم يكن يستخدم سوى الألوان فقط دون أن يضيف إليها أية مواد أخرى خشية أن يجد فيها المتلقى غير المتخصص بعض الملل .. كانت فرشاة عبد العزيز درويش فرشاة ذات حساسية عالية بفضل فكأنها قارب سلس القياد يسبح فوق سطح البحر / اللوحة بشكل مبهر ومن هنا استطاع أن يضيف إلى هذا الإبداع روحاً وعاطفة جعلت الناظر إلى تلك ” البورتريهات ” التى صورها عبد العزيز درويش وكأنه يشاركها بنوع من الحوار الحميمي بسبب انعكاس أثرها على نفسه فيدرك على الفور كل مغزى ومعانى فيها ..
كان عبد العزيز درويش أحد الفنانين الذين نجحوا في تصوير ملامح الوجه الإنسانى ” البورتريه” بقدرة فائقة لا حدود لها حيث تمتع بموهبة فذة استطاعت أن تبرز تلك الحيوية التى تعد ملمحاً أساسياً لأى عمل فنى تشكيلى . كما لم يقف الأمر بعبد العزيز درويش عند هذا الحد بل تعداه إلى تصوير المناظر الطبيعية فى مصر وغيرها من البلاد العربية التى زارها لم يقف الأمر عند عبد العزيز درويش في مصر مثل اليمن أو إسبانيا ، فالمتلقى لإبداع ريشة درويش يجد نفسه وكأنما هو يتريض بين أشجار ويسبح فى مياه أنهار ويطوف متجولاً بين الحصون والقلاع … فى بدايات حياته الدراسية فضّل أن يلتحق بمدرسة الفنون الجميلة قسم العمارة لكنه فوجئ بالفنان يوسف كامل يلح عليه بضرورة أن يلتحق بقسم التصوير بعد أن رأى فيه ملامح وعبقرية الفنان المصور ، ليبدأ درويش فصلاً جديداً من حياته فى رحاب هذا الفن الذى عشقه وانسابت من بين أنامله خطوط امتزجت بالألوان فصنعت فناً رائعاً ..
تخرج درويش في مدرسة الفنون الجميلة عام 1943م واتخذ لنفسه مرسماً جعل من مسكناً فى غرفة اكتراها على سطح عمارة بباب الخلق حولها بلمساته الفنية وذوقه الرفيع إلي ستوديو شيد أمامه قاعه من خشب البغدادلى وجعل فراشها من الحصير والكليم ومن الجريد مقاعداً لها وجعل الأشجار الخضراء تحف بها من كل جانب .. ولأنه كان فى سنوات دراسته من المتفوقين فقد تم تعيينه معيداً بقسم الحفر” الجرافيك الآن ” على الرغم من تخرجه في قسم التصوير ، إلا أنه وبعد مرور عام واحد على تعيينه بهذا القسم وجد نفسه منقولاً إلى وظيفة إدارية بالمكتبة ، وقبل الضيم على مضض ولكن موهبته عادت لتفرض نفسها وتؤكد ضرورة عودته لوظيفته مرة أخرى وعاد على الرغم من الظلم الذى وقع عليه .. استطاع عبد العزيز درويش من خلال أبداعه الخلاق أن يجعل الزائر لأى معرض فنى يكتشف على الفور اللوحات التى أبدعتها ريشته من بين آلاف اللوحات المعروضة ..
كان عبد العزيز درويش فى أثناء سنوات الدراسة يشارك ترميم العديد من المواقع ، فقد شارك بجهد وافر فى ترميم لوحات قصر محمد على فى شبرا وقام بتسلق السقالات في أثناء العمل .. ثم شارك بكل جهد فى ترميم العديد من لوحات قصر الجوهرة ، وبعد أن تخرج بدأ فى عمل ابداعى كبير تمثل فى لوحة فنية كبيرة بطول ثلاثة عشر متراً فى ثلاثة أمتار فى مجمع المحاكم الواقع بشارع الجلاء بقلب القاهرة وهى تصور قصة الجريمة والعقاب منذ بدء الخليقة . أما مدينة بورسعيد فقد نالت حظها الذى تمثل فى جدرايتين عن يمين وشمال الداخل إلى رحاب محطة السكك الحديدية ـ فى قلب المدينة الباسلة ـ فيجد المرء نفسه فى حالة من الدهشة وهو يرى تسجيلاً رائعاً لوسائل المواصلات منذ بداية التاريخ يعود تاريخ رسم عبد العزيز درويش لهما إلى سنوات الستينيات من القرن الماضى مواكباً لتاريخ إفتتاح المحطة ، ومقاس الجدارية الواحدة منهما 27متراً × ستة أمتار وتحمل كل لوحة منهما توقيع الفنان ..
فالجدارية التى تقع من جهة اليمين تصور تاريخ وسائل المواصلات البرية بداية من زمن استخدام عربات بسيطة تجرها الجياد والدواب والحصان بالذات حيث تبرز عضلاته وهو يجر عربة محملة بالأثقال إلى جانب السيارات والقطارات وأيضا نجد الأعمدة المستخدمة فى البرق والهاتف ووسائل الإتصالات السلكية واللاسلكية ..
أما الجدارية التى على جهة الشمال فهى تصور وسائل المواصلات البحرية والجوية بداية من القوارب الصغيرة والزوارق والمراكب ذات الشراع الأبيض تشاكسها الرياح والسفن الضحمة وهى تمخر عباب البحار ، ثم تبدو لنا السماء صافية زرقاء والطائرات وهى تطير فيها من خلال خيال فنان مبدع له قدرة فائقة على التصوير اسمه عبد العزيز درويش .
وعبد العزيز درويش فنان بدرجة عبقرى ، كان يحلو له أن يترك بيته الفاخر بحى الزمالك ليذهب منقطعاً بنفسه إلى محراب فنه بتلك الغرفة الموجودة على سطح بيت قديم بحى المطرية جعل منها مرسمه ..
وكان مرسم درويش ملتقى أثيراً لعشاق الفن حيث يفد إليه المريدين والتلاميذ ومحبى الفن . ويؤكد أستاذنا الفنان مختار العطار فى سفره الرائع ” رواد الفن” أن عبد العزيز درويش لم يكن ليسمح لأحد مهما كان أن ينتهك حرمة لوحاته التى لم تكتمل بعد فكان يفوم بتغطيتها بملاءة بيضاء حتى لا يراها أحد قبل أن تكتمل ، كما كان لا يحب أن يراه في مرسمه أحد حيث كان يعمل وكأنه ناسك يعيش بكل جوارحه فى محراب فنه .
ومن ذكريات الأستاذ العطار أنه جلس ذات مرة مع صديقه عبد العزيز درويش بأحد مقاهى حى الحلمية الجديدة فأخرج درويش دفتره وأقلامه وبدأ في الرسم فإذ بحشد كبير من البسطاء وقد اجتمعوا من حولهما وكانوا يرتدون ملابسهم الشعبية البسيطة من الجلابيب ويضعون على رؤوسهم اللأسات وراحوا يبدون اعجابهم بفن درويش الذى استطاع أن ينقل ببراعة وقدرة مذهلة نبض ومشاعر الناس إلى لوحاته مما حدا بأحد هؤلاء البسطاء أن يصرعلي دفع الحساب كاملاً تكريماً لهذا الفنان ..
التقى عبد العزيز درويش وبصحبته الفنان عباس شهدى بفنان مصرى تعود جذوره إلى بلاد الأرمن يدعى ” ديران جرايديان ” فى أحد مقاهى وسط البلد ، وأبدى الأخير إعجابه بأعمال درويش وشهدى وهما فى العادة كانا يقومان بعمل تخطيطات لرواد المقهى وكان درويش وشهدى فى حالة من التألق ، فجرى الحوار بين ثلاثتهم عن فن التصوير ..
وعلى الفور أصر ” جرايديان ” على أن يصحبهما إلى مرسمه الخاص بشارع عبد العزيز قرب سينما أوليمبيا ..
كان الفنان ” جرايديان ” يتمتع بثراء كبير وقد لعب هذا الفنان دوراً فعالاً فى تاريخ الحركة الفنية وفن التصوير المعاصر في مصر إلا أنه واجه معارضة شديدة فى أثناء حياته ، وبعدها رحل عن دنيانا دون أن يذكره أحد على الرغم مما تركه من أعمال لا تقل بحال عن قيمة رواد كبار من أمثال يوسف كامل وأحمد صبري .
**
وظل عبد العزيز درويش يعمل دون كلل أو ملل وبكل ما أوتى من جهد وعزيمة وإصرار حتى سنحت له الفرصة للسفر إلى اليمن وهناك سعى فيها لتأسيس معهد للفنون الجميلة والتربية الفنية ولكنه لم يوفق فى تحقيق حلمه ..
ورضى درويش وقنع بالعيش هناك وهو يؤدى رسالته على أكمل وجه ، واستطاع أن يرصد بفرشاته المبدعة لوحات رائعة سجلت مظاهر الجمال فى اليمن السعيد ومناظر الطبيعة الخلابة التى تتمتع بها تلك البلاد بعد أن اعتملت آثارها فى نفسه وأثارت خياله ..
ووسط هذا الخضم الهائل من العمل الدؤوب وقعت أكبر مأساة فى حياته تركت فى نفسه جرحاً غائراً بعد رحلت شريكة عمره ، وحدث أن جاء إلى مصر لوداعها وبعد أن انتهى من قبول العزاء قفل عائداً إلى اليمن ، وهناك لم يستطيع الدخول إلى البلاد بسبب تغير الإدارة الحكومية .
وعاد الفنان الكبير إلي أرض الوطن يحمل الحسرات بين جنباته وهو يجتر آلامه وأحزانه بسبب ضياع حصيلة العمر من لوحات فنية استطاع فيها تصوير الطبيعة الخلابة التى بهرته ، إلى جانب عدم حصوله على كافة حقوقه المادية ..
ولم يستطع صاحب هذه الموهبة الدافقة والنفس الأبية والخلق النبيل والروح الوثابة أن يضمد كل هذه الجراح مرة واحدة ، بعد أن زادت متاعبه وألامه مما أدى لإصابته بإنفجار في المخ قبل انطلاق مدفع الإفطار ذات نهار رمضانى قائظ من أيام شهر يوليو من العام 1982 م ، فحمله ابنه إلى مستشفى العجوزة القريب من منزله ولكن روحه صعدت إلى بارئها لتفقد مصر فناناً نستحق أن نذكره لأجيالنا من الشباب كنموذج يحتذى به في عالم الفن والعطاء ..
وبعد ألا يستحق عبد العزيز درويش منا أن نطالب الحكومة اليمنية بإستعادة كل اللوحات الفنية التى تركها فى اليمن وتعويض أسرته عن استحقاقاته المالية التى لم يحصل عليها في حياته ..
أري أن أمراً كهذا يستحق منا أن نطلبه بكل السبل من خلال وزارة الخارجية المصرية أو وزارة الثقافة ووزيرها الفنان فاروق حسنى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد عبده العباسي-بورسعيد-مصر
23-6-2010
المصدر: arabvoice.com/modules.php?op=modload&name=News&file=article&sid=20488
معرض احتفائي بالفنان عبد العزيز درويش أحد رواد التعبيرية في مصر
القاهرة: محمد أبو زيد
أقامت كلية الفنون الجميلة بالقاهرة معرضا احتفائيا للفنان المصري الراحل عبد العزيز درويش تقديرا لريادته واسهامه المتميز في الحياة التشكيلية المصرية والعربية.
ضم المعرض مجموعة من اللوحات المختارة والتي تمثل مراحل متنوعة من حياة الفنان وسماته الأسلوبية التي تحتفي بالحياة وبالحضور الانساني في اللوحة، وبرز فيها على نحو خاص الميل الى التسطيح في التعامل مع الجسد الانساني، وتأكيد حيويته عبر مساحات الألوان الصريحة، ومساقط النور المتعددة الزوايا.
ولد عبد العزيز درويش في 28 / 6 / 1918، وحصل على استاذية التصوير من اكاديمية سان فرناندو عام 1952، وشغل وظيفة رئيس قسم التصوير عام 1969 وحصل على وسام تقدير خاص وعلى لقب البكوية من ملك المغرب محمد الخامس عام 1952، كما انتدب للتدريس في جامعات القاهرة وعين شمس وكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية ومعهد ليوناردو دافتشي، وكذلك انتدب للعمل باليمن لاعداد جيل من الفنانين تقوم على اكتافهم مدرسة الفنون الجميلة بعد عام 1976، وأسس كليات الفنون الجميلة في اليمن وسورية وغيرها، كما تتناثر لوحاته الفنية في العديد من المتاحف الفنية، منها احدى عشرة لوحة بمتحف الفن الحديث بالقاهرة، وثماني لوحات بمتحف مصطفى كامل ولوحة بمتحف الخالدين بواشنطن، بالاضافة الى مقتنيات وزارة الثقافة اليمنية، وفي سورية ايضا، كما امتد نشاطه الى تصميم وتنفيذ الجداريات خاصة في مجمع المحاكم بالقاهرة 3.23 م. ومحطة بورسعيد 7.23 م، ومؤسسة المواد الغذائية 2.6 م، وتوفي في 16 / 7 / 1981 بعد أن ترك جيلا من المصورين الذين تتلمذوا على يديه.
وقد تتلمذ على يد الفنان الراحل أجيال من المبدعن التشكيليين الذين أثروا الحياة الفنية في مصر، والعالم العربي، والعالم كله، ونذكر منهم: رجائي ونيس وزكريا الزين، وكمال السراج ومحيي الدين اللباد، ومحمد صبحي وأحمد نبيل وصبري منصور وجوده خليفة ونبيل تاج، وعبد الغفار شديد.
ويقول الفنان الراحل محمود بقشيش في دراسة له عن ألوان عبد العزيز درويش انه يؤكد دائما صراحتها خصوصا في مساحات النور، كما كانت تغويه تلك المساحات المنورة بزيادة كثافة العجائن اللونية، فيما كانت تقل في مساحات الظل، وعندما يدفعه الموضوع المصور الى كرنفالية لونية فإنه لا ينزلق الى اللمسات التأثرية التي كان يصفها بالعشوائية، وفي لوحة «المهرج الحزين» اشاع في ثوب المهرج ألوانا كرنفالية مناسبة بوظيفته، غير انه هندمها بمساحات متلاصقة ومتوالية تواليا يصيب بالدوار مستغلا ايحاءها بحريرية سطح الرداء ليجري عليه لمسات حرة تؤكد بالتماعها طبيعة الخامة، ولا يترك تلك اللمسات لتداعيات الارتجال بل يقودها الى تأكيد خريطة تضاريس الجسد المخفي، وحرصا على صلابة عناصره المحورية، أحاطها بخلفية سماوية اللون تحولت الى برتقالية نافذة مضيئة رسم بها حدود ما بين الفخدين وقام بها ـ في آن واحد ـ المنطقة التي غزتها العتمة، ولم يترك لهذا الغزو فرصة لاعلان انتصاره، بل باغته بلمسات مضيئة رسمت حضورا قويا لزجاجة لا يقل تأثيرها وأهميتها عن رداء المهرج، وخلق بالجذب المتبادل بين المركز والهامش شحنات كهربية فاعلة ومنشطة تحول من دون استرخاء المتلقي وانصرافه عن العمل الفني، ولأن عبد العزيز درويش فنان ومايسترو حقيقي ـ يضيف بقشيش ـ فلم يصرفه الحرص على البناء الى استعراضات الشكل ولم تصرفه بهجة الألوان عن الاهتمام بأدق المشاعر الداخلة وهو يختار بعناية الوجوه المعبرة ويستنطقها حقيقة، وبهذا يختلف عبد العزير درويش اختلافا جوهريا مع رسامي الصورة الشخصية في مصر، فهم يحرصون على اخفاء عيوب الاشخاص ويظهرون فقط المزايا التي يحب ان يراها الشخص المرسوم في نفسه، فيما يرى درويش ان البورتريه موضوع مثل بقية الموضوعات كشف بها عن الحقيقة، لهذا لم يرسم درويش الا الوجوه التي يرتبط بها وعندما رسم صورته الشخصية لم يجامل نفسه، بل أظهر وجهه خشن المظهر، مع انه كان في الواقع وسيما وردي البشرة.
وكان الفنان عبد العزيز درويش ميالا الى الرسوم الصرحية ولهذا تفوق على غيره في الجداريات الملحمية «الفريسكية»، وهو ما تجلى في جداريتيه العملاقتين الأولى بمدينة بورسعيد وهي لوحة بمحطة السكة الحديد تتكون من 7.23 م وهو ما يكشف قدرته الهائلة والعملاقة على العمل الملحمي، والثانية نفذها لمجمع المحاكم في أوائل الستينات عن الجريمة والعقاب منذ بدء الخليقة وتتكون من 3.23 م، وهي تكشف ايضا في مناطقها التعبيرية عن قدرته التفكيرية في اختيار الموضوع، والشكل المطروح، في اطاره الموضوع.
المصدر: aawsat.com/details.asp?section=19&article=220045&issueno=9222عبد العزيز خالد درويش
البيانات الشخصية
اسم الشهرة : عبد العزيز درويش
تاريخ الميلاد : 28/6/1918
محل الميلاد : بنى سويف
تاريخ الوفاة : 16/7/1981
التخصص : تصوير
المراحل الدراسية
– تخرج فى كلية الفنون الجميلة قسم التصوير 1943 .
– حصل على درجة الأستاذية فى فن التصوير من اكاديمية سان فرناندو مدريد – اسبانيا 1952 .
العضوية
– عضو مجلس ادارة جمعية خريجى الفنون الجميلة ووكيل الجمعية .
– عضو مؤسس نقابة الفنانين التشكيليين 747 / 236 تصوير .
– عضو أتيليه القاهرة .
الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان
– شغل وظيفة رئيس قسم التصوير 1969 .
– شغل وظيفة وكيل كلية الفنون الجميلة 1973 .
– أنتدب للعمل فى اليمن الجنوبى 1976 .
– أنتدب للتدريس فى جامعة القاهرة وعين شمس وكلية فنون الإسكندرية ومعهد ليونارد دافنشى وأخيراً فنان متفرغ للأنتاج الفنى حتى الوفاة 1981 .
المعارض الخاصة
– معرض شامل لأعماله بد وفاته اقامته جمعية خريجى الفنون الجميلة بالاشتراك مع المركز القومى للفنون الجميلة 1982 .
المعارض الجماعية المحلية
– شارك فى معارض الربيع وجمعية خريجى الفنون الجميلة منذ عام 1960 الى 1980 .
– شارك فى معرض صالون القاهرة فى عدة دورات .
البعثات و المنح
– بعثة إلى أسبانيا وحصل على درجة الأستاذية فى فن التصوير الزيتى من أكاديمية سان فرناند بمدريد 1952 .
الجوائز الدولية
– حصل على وسام تقدير خاص من ملك المغرب تقديراً لمواهبته 1952 .
مقتنيات رسمية
– متحف مصطفى كامل بالقلعة 8 لوحات .
– متحف الفن الحديث بالقاهرة 11 لوحة .
– المتحف البحرى بالأسكندرية لوحتين .
– متحف دار أبن لقمان بالمنصورة لوحة واحدة .
– متحف الخالدين بواشنطن لوحة واحدة.
– وزارة الثقافة بمدينة اليمن لوحة واحدة .
– وزارة الخارجية .
– المقر الرسمى لمحافظ القاهرة .
لأعمال الفنية الهامة فى حياة الفنان
– قام برسم لوحة حائطية ضخمة بمجمع المحاكم بالقاهرة يبلغ طولها 33 م ، وإرتفاعها 3 م .
– لوحة بمحطة السكة الحديد بمدينة بورسعيد ` افرسك `
– لوحة بمؤسسة المواد الغذائية ` افرسك ` .
– 4 لوحات بوزارة الخارجية زيت على توال .
– لوحتين بالمقر الرسمى لمحافظ القاهرة زيت على توال .
– لوحتين بالمتحف البحرى بالإسكندرية .
– لوحة بمتحف المنصورة القومى .
المصدر: fineart.gov.eg/arb/cv/cv.asp?IDS=586