سيف وانلي


سيف وانلى وغنائية الألوان

 اننا لا نلمح عند سيف ما نلمحه لدى بعض الفنانين من خط ثابت متصل الحلقات ، ولا نلقى عنده اتجاها نحو تأكيد شخصيته الفنية عن طريق الالتزام منابع بذاتها من التراث المصرى أو فلسفة معينة تتعلق باتجاهات التعبير الفنى فى هذه البلاد ، فهو فنان التجرية الحره الطليقة ، صاحب التأثيرية .. واعتنق المنطق التكعيبى ، وتطلع نحو التعبيرية ، وأخذ يحلق فى عالم التجريد فهو دائم البحث عن اللغة التشكيلية التى يصب فيها عمله ، ودائم البحث فى لغة الأساليب.

بدر الدين أبو غازى

من كتاب ( رواد الفن التشكيلى ـ كتاب الهلال مايو 1985 صفحة 49 )

فرسان البحر
– اذا ذكر البحر فى التصوير المصرى الحديث ، فليس من هو احق بالكلام عن عطائه فى هذا المقام بعد محمود سعيد اكثر من سيف وانلى الذى لم يكتف بان يستعير فى الوانه الصفاء والشفافية من بحر الإسكندرية بل كان ايضا مثل منارها وسفنها الغادية الراسخة ، ما يستحقه عن جدارة لقب ( فنان الإسكندرية ) وعندما نصفه بذلك نكون قد لمسنا ركنا جوهريا فى شخصيته وفهمنا علة ذلك التجدد والتنوع فى انتاجه . سيف وانلى كالإسكندرية ، بلده المنفتح على حضارات العالم . كل النسمات والرياح تهب على الإسكندرية جو الإسكندرية ذاته مشبع فى شكل اسطورى بتنوع فكرى متميز . لوكان سيف وانلى فنانا يعيش فى مدينة اخرى من مدن مصر لما بدا فنه فى هذه الصورة التى بدا عليها ، فقد تجاوبت لامحلية الاسكندرية جغرافيا وتاريخياً بمزاج سيف وانلى الذى لا يهدأ له قرار .
د. نعيم عطية
من كتاب ( المكان فى فن التصوير المصرى الحديث ) كتب جمعية النقد صفحة 78
النهر يتدفق
– موهبة سيف وانلى ككاشف افاق مفتون بابداعات الفن الغربى ، كانت
ديناميته وروحه القاق كنحلة لا تكف عن التنقل من بستان الى بستان لتلاحق منجزات الفن الحديث وتمتص رحيقه لتفرز عسلا ذا مذاق جديد الا انه كان اكثر اتساقا مع نفسه فى ذلك فلم يحاول أن يزوج هذه التيارات الغربية للمنجزات الحضارية فى فنوننا الموروثة .
عز الدين نجيب
من كتاب ( منجزات التصوير المصرى الحديث ) دار المستقبل العربى 84 صفحة 92
سيف وانلى ( رسام )
– تميز سيف وانلى بتنوع شديد فى انتاجه كفنان خلاق .. وكان يسابق الاتجاهات الفنية الحديثة والمعاصره التى ظهرت فى الغرب ، فاهتمامه بالفن العالمى الغربى كان اقوى من حرصه على الطابع المحلى ، وقد اشتهر بلوحاته المتميزة للراقصين والفنانين والممثلين فى عروض البالية والاوبرا التى كانت تفد الى مصر من مختلف دول العالم ، كما كان سريع التنقل بين مختلف المذاهب الفنية مضيفا اليها طابعا خاصا يميز اسلوبه الذى تنعكس عليه طبيعة مدينة الإسكندرية .
د. صبحى الشارونى
من كتاب ( متحف فى كتاب ) دار الشروق صفحة 154
ساحر الالوان
– لقد رسم سيف كل شىء يحيط به .. اينما كان .. وفى اى لحظة نهارا أو ليلا وفى ظلام قاعات المسارح .. اساسا كان ينفذ أعماله بالألوان الزيتية أو الجواش أو الاقلام السوداء والملونه .. ولكنه كان يرحب بأى وسيط أخر يجده امامه .. بقايا فنجان قهوة .. رماد سيجارته التى لم تكن تفارق شفتيه ابداً مثل ابتسامته الطيبة الصادقة .. كان سخياً ثريا فى عطائه الابداعى .. لم يكن يعنيه كم ما يرسم وهل سيؤثر ذلك على اسعار أعماله فيما بعد .. أو تنقله من اسلوب الى اسلوب .. كان يشعر داخل ذاته بأنه فى النهاية يقدم نفسه وفنه الخاص به .. أحاسيسه الداخلية وترجمته للواقع برؤية جمالية سكندرية بحته
عصمت داوستاشى
من مقال نشر بمجلة الهلال ( عدد أغسطس عام 1994 صفحة 18 )
– على خشبه المسرح الأوبرا أكتشف سيف وانلى أن البشر نغمات لونية تتباعد وتتقارب فى لوحة الحياة .
– براعة فى البساطة رغم تعقيدات الحياة التى تواجهها .
– لوحاته لحن حالم .. زهرة بسيطة رقيقة تخفق أوراقها الرقيقة بحب الإنسان وتغنى للحياة .
– ميلاد فنان
– تقول شهادة ميلاد فنان الإسكندرية الكبير : ـ ولد سيف وانلى فى 31 مارس سنة 1906 واسمه الحقيقى محمد سيف الدين أما أسم والده فكان إسماعيل بك محمد وانلى أما والدته فهى عصمت هانم الداغستانى .. ولد على يد الداية التركية صالحه أفندى وجده السنجق محمد وانلى باشا .
– سيف هو الطفل الخامس بعد أربع بنات ولقد ولد أخيه ادهم واسمه الحقيقى إبراهيم أدهم فى 25 فبراير سنة 1908 أى بعده بعامين .
– تنتمى أصول وانلى إلى بحر قزوين فكلمة وانلى هى أسم جزيرة فى القوقاز – أما أصول عائلة الداغستانى ( عائلة الأم ) فهى تنتمى إلى المغول وأمراء الداغستان وكما ذكر الفنان الراحل رشدى إسكندر فى كتابه ، كان منزلهما الذى ولدا فيه هو سراى عرفان باشا بحى محرم بك بالإسكندرية وسط الثراء وسعة العيش وحيث وجد كل من سيف وانلى وأدهم كل المظاهر الجمال تحيط بهما من كل جانب الحديقة والأزهار والأشجار والمكتبة العامرة بمختلف الكتب والأسطوانات الموسيقية – لوحات بالخط الفارسى ورسوم إيرانية وتركية ، وهكذا لم يخرجا من فراغ .
– لم يلتحق الأخوان وانلى بالمدارس وإكتفت الأسرة بدراستهما على يد مدرسين فى القصر ، وكان لوجود مدام إيدول مدرسة اللغة الفرنسية أثر كبير إذ وجهت اهتمامهما للمتاحف والرسم وأشهر اللوحات الفرنسية .
– فى أثناء ترددهما على أحد الأندية الرياضية لاحظ مدير النادى رسوما كانا يخططانها لبطل الملاكمة الإنجليزى ( جويكت ) فأعجبته رسومهما وطلب منهما رسوما أخرى لبعض الرياضيين وكأفا سيف وأدهم بساعة ثمينة لكل منهما .

– كانت هذه الحادثة أول مشجع لهما فى سن المراهقة ، وفى تلك الفترة يقول سيف إنه تعلق بعاطفة عذرية بمطلقة أسمها عفاف وكانت تكبره بعامين وكان عمره أربعة عشر سنه وبعد ذلك تعرف على ليليان ثم مايا وأخيرا بعد عشرات السنين إحسان التى تعلقت به فأحبها وتزوجها عام 1974 وكان عمره 67 عاما أما أدهم أخوه فكانت علاقته مع واحدة روسية أسمها فانى التى كانت تهتم به وبحياته والتى صادقته حتى وفاته .

– لم يكملا تعليمهما العالى فعمل سيف موظفا بأرشيف الجمرك بينما عمل أدهم بمخزن الكتب فى المنطقة التعليمية بالإسكندرية .

– نقطة التحول الكبرى فى حياتهما بدأت 1926 ففى زيارة للقاهرة قررا زيارة معرض جماعة الخيال التى أسسها محمود مختار مثال مصر العظيم ، فكان أن زاد إيمانهما بالفن بعد أن رأى سيف وأدهم تلك الأعمال الجميلة للرواد الأول وعادا إلى الإسكندرية وكلهما إصرار على دراسة الفن دراسة جادة ، ولم يكن استطاعتهما ماديا الإلتحاق بمرسم زانيرى الذى تتلمذ على يد الفنان محمود سعيد إلى أن دفع القدر بالفنان الإيطالى ( أتورنيوبيكى ) إلى مدينة الإسكندرية للمرة الثانية ليستقر فيها أربع سنوات كاملة من سنة 1930 وحتى 1934 لم يتخلف فيها أدهم وسيف وزميلهما أحمد فهمى عن الدراسة والتعليم . وقبل سفر أتورنيوبيكى ، وأثناء حفلة الوداع قال للفنان ( زانيرى ) أن الأخوين وانلى سوف يكون لهما شأن فى الفن فى الإسكندرية مثل شأن الأخوين ( بلينى جيوفانى وجنتلى بلينى ) فى البندقية ، وكان لهذه الكلمات وقع السحر على نفسيتيهما .
– كانت رحلة الفن شاقة للغاية بالنسبة لهما فقد كانت مرحلة نضجهما الفنى هى فترة ما بين الحربين الأولى والثانية وما تبعهما من ركود إقتصادى وما تلا ذلك أيضا من ظروف اجتماعية غير مستقرة بعد عام 1952 ثم حرب 1956 وقد كان من المدهش قوة الدفع الذاتية للمواهب المبدعة التى لم يكن المجتمع حينئذ ليلتفت إليها بسبب إهتمام المجتمع ككل بتدبير الحياة وإنصرافهم إليها .
– كان الفن بالنسبة لسيف وانلى وأيضا أخيه مساو للحياة ، وكانت الجماهير العاشقة للفنون ـ مصريين وأجانب – لا تترك مرسمهما خاليا فكانوا يترددون بإنتظام فلم تتركهما جماهير الإسكندرية فى وحدة . ولم يتركوا لهما مساحة زمنية للإنطواء أو الإحباط المدمر .
– لقد كان سيف وأخوه محبين للحياة وسط التجمعات الشعبية من نوادى ومراقص وحفلات أوبرالية أو باليه ـ وإستعذبا بالرسم فى المقاهى العامة وعلى شواطئ البحر وكان كلاهما يملك قوة فى تصوير الإسكتش السريع وأيضا التكوين السريع دون الإهتمام بالقيود الأكاديمية فى التنفيذ .
– للمرسم قصة
– لم يستطيع سيف وأخوه أدهم أن يدبرا مرسماً إلى أن تعرفا على صديق هو محمد بيومى الذى درس السينما فى ألمانيا والذى كان معجبا بهما محبا للفن . واتفق معهما ومع أحمد فهمى صديقهما على إستئجار شقة كمرسم لهم وفى 18 يونيو سنة 1935 بتدشين المرسم حيث حطموا زجاجة بيرة على عتبة الأستوديو ثم وضعوا بعضاً من زجاجها المهشم فى الأركان وجلسوا يرسمون جميعهم فيه .
– وفى المرسم كانت تواجههم مشكلة الموديلات والمال معاً إلى أن عثروا على رجل عجوز ذى لحية وهو ثرثار بارع فى قص الحكايات والخرافات فكانوا يستحضرون الملابس المختلفة من عصور مختلفة ليلبسها ويجلس أمامهم كموديل .
– لقد كان مرسمهم مزاراً هاماً فكان يتردد عليهم ، د. زكى أبو شادى الذى كان يطلق على الأستوديو ( المحراب ) وكان الزوار الأجانب يساهمون فى تزويد المرسم بالكتب وخلافه وكانت المناقشات حول الفن والموسيقى والشعر كينبوع جميل لجو الإبداع الفنى .
– كانت مدرسة الباربيزون مثار إعجاب سيف وأدهم وهى المدرسة الفنية التى تهتم بتوجيه العواطف الرومانتيكية نحو الطبيعة وجمالها البكر وتهتم بإبراز الأحاسيس والمشاعر أكثر من الرؤية المواجهة الواقعية .
– فى هذه المدرسة يختزن الإنسان ما يراه ويعيد إخراجه مشمولا بغلالة عاطفية من المشاعر الخلابة وهى مدرسة شاعرية أكثر منها تصويرية .
– ولكن سيف وأخاه أدهم خرجا من المرسم إلى الحياة بريشتهما الغنائية إلى البحر وقوارب الصيد وأضواء الليل وشجاه والجلوس إلى البحر ليلا .
– توفى أدهم وانلى عام 1959 متأثرا بالسرطان الذى داهمه فى رئتيه ولحق به صديقهما الحميم أحمد فهمى بعده بعامين علم 1961 .
– أصبح سيف وحيدا وداهمته الأحزان ولم يخرجه من تلك المأساة سوى اهتمام شعب الإسكندرية به ومتابعته فى مرسمه وزيارات الفنانين والأدباء والكتاب ويقول كمال الملاح وصبحى الشارونى فى كتابهما أن سيف كان يتمتع بطيبة ملائكية وتواضع جم لم يعرف به إلا العباقرة ، وذكاء فطرى وبراءة طفولية رغم المشيب والوهن والصمت والسيجارة التى لا تفارق شفتيه وبسبب شفافيته البللورية ينجذب اليه كل من يجالسه .
– ناجى وسيف وأدهم
– توجه سيف وأخوه ليعرضا أعمالهما فى صالون أتيليه الإسكندرية ومعهما عدد كبير من اللوحات فالتقيا هناك بالفنان الكبير محمد بك ناجى ومن الفنانين الأجانب ( جود فرى ثورن ) و ( ريشارد ) ومدموازيل ( ساسون ) وعندما شاهد ناجى أعمالهما إلتفت الى أدهم وقال ( إن أعمالك تشبه أعمال الفنان المجرى جول بالنت ، وأوضح لهما أنه تتلمذ على يديه وأنه معجب بفنه أشد الإعجاب .. وأردف قائلاً إن هذه الأعمال تبشر بمستقبل طيب إذا ثابرتما على العمل والإنتاج وفى هذا الصالون عرضت جميع الأعمال التى تقدما بها للعرض فكانت مفاجأة بكل المقاييس حيث أنهما لم يكونا يتوقعان الموافقة على عرض لوحة واحدة منها .
– فى عام 1936 فاز سيف بالجائزة الأولى فى فن التصوير مسابقة محمود مختار التى كانت تنظمها وتتبناها هدى هانم شعراوى الرائدة الوطنية المصرية الكبيرة .
– منذ ذلك التاريخ صعد نجم سيف وانلى وبعد ذلك ذاعت شهرته من خلال إشتراكه فى كثير من المعارض التى كانت تقيمها الجاليات الأجنبية فى الإسكندرية بالإضافة الى المعارض التى كانت تقيمها جمعية الصداقة الفرنسية التى كان يرأسها السندباد المصرى الدكتور حسين فوزى رحمة الله . وهكذا عرض سيف فى المعهد البريطانى والجمعيات المختلفة وجمعية مصر أوروبا والجمعية اليونانية والإيطالية وغيرها .
– أثارت رسوم سيف وانلى وأخيه التى أنجزاها منذ عام 1946 إهتمام الكثير من عشاق الفن حتى أن مراسل جريدة لوموند الفرنسية الشهيرة قد ارسل تعليقاً نشر فيها فى العدد الصادر 22 يونيو 1956 وقد وصفهما بأنهما خلفاء ( لديجا ) مصور الباليه العظيم .
– على الجانب الإشتراكى عرض سيف وأدهم فى الصين فى بكين وفى روسيا بموسكو فى مهرجان الشباب . ساعدت قوة التمكن فى رسم الإسكتش على تسجيل اللقطة السريعة النادرة ، وفى كل رحلة كان إنتاجهما يتفوق على الوقت فإذا بهما يخرجان بآلاف الإسكتشات والرسوم واللوحات الزيتية من خلال زيارتهما لإيطاليا وأسبانيا وروسيا والصين وكل مكان يزورانه يسجلان انطباعاتهما .
– فى عام 1957 اختارهما أحمد عثمان عميد فنون الإسكندرية لتدريس التصوير بالكلية عند تأسيسها .
– رسوم النوبة
– فى عام 1959 زار سيف وأدهم النوبة مع مجموعة من الفنانين لتسجيل ملامح النوبة قبل أن تغرقها بحيرة ناصر والسد العالى بدعوة من وزارة الثقافة .
– وإستطاعا أن يقدما رسوماً غاية فى الجمال والروعة فأصدرت الوزارة بها كتاباً بثلاث لغات لتوزيعه على مختلف بلاد العالم وقد أدى دوره فى المساهمة فى إنقاذ آثار النوبة الشهيرة .
– سيف والمسرح
– صمم سيف الكثير من ديكورات المسرح مثل شهرزاد ـ مهر العروسة ، أوبريت ( بلياتش ) و ( كارمن ) و ( لاترافياتا ) و ( لابوهيم ) ويقدر إنتاجه الفنى من اللوحات الزيتية بثلاثة آلاف لوحة زيتية وأكثر من خمسين ألف إسكتش سريع ولذلك فقد إنتشرت أعماله فى مختلف أنحاء العالم .
– رسوم الباليه وفن الإختزال
– كانت رؤية سيف لراقصات فرق الباليه الزائرة فى أعقاب الحرب العالمية الثانية قد فتحت أمام عينيه عالم الأضواء الفنية وكانت رؤيته لها رؤية فرشات تتراقص فى مهرجان السناء والضوء بالمجموعات هى مجموعة من اللمسات الإيقاعية والحركة تكفى فلا أهمية للكتلة فهذه الأجساد الطائرة تتواءم وتتوافق مع ريشته الطائرة التى تنثر الألوان وفق قانون متعة اللون والضوء والواقع أننا نحس بأن فرشاة سيف هى التى تتراقص على اللوحة . إن فن سيف وانلى فى تصوير الراقصين هو فن الإقتناص السريع والإختزال للشكل واللون والإيقاع هو فن الترجمة الفورية للإنطباعات البصرية يقول سيف عن رسومه للباليه إنه يرى أحياناً خطوط المشهد على الورق دون أن يرسمها وليس عليه إلا أن يجرى ريشته عليها دون أدنى عناء ، وهذا يوضح قوة الصورة الإرتسامية .
– الموسيقى والبحر
– أحب سيف البحر وقد ذكر الموسيقار الراحل مدحت عاصم صديق عمره أن أسعد أيام سيف هى التى كان يقضيها أمام البحر يسمع منه أنغاماً لم يكن يسمعها سواه .
– ويروى مدحت عاصم أيضاً عن سيف أنه كان دائماً يقول له ( أنا موسيقى أبضاً أعزف الألوان على سطح اللوحات البيضاء ) وفى حديث عام 1978 تحدث لعايدة رزق عن البحر ، يقول سيف ( ملك هو البحر .. أشعر وأنا على ظهر مركب أننى فى حضرة ملك .. وأى ملك .. عينى لم تعد تراه .. لأنه داخلنى وملأنى فغرقت فيه ..علمنى الألوان كلها ونسماته فى لوحاتى ) .
– ويقول سيف عن الإسكندرية ( تلك المدينة العبقرية .. علمتنا الفن والأدب والموسيقى .. علمت محمود سعيد وسلامة حجازى وسيد درويش وعلمتنا أيضاً كيف نعشقها ) .
– ويقول سيف عن الإلهام :
– كل شئ مصدر إلهام فى الكون لكننى ضعيف أمام الأديرة والراهبات والكاتدرائيات .. بيكاسو قال ذات مرة ( أنا ألهم من الطين ) ، وقد علق العقاد عليه قائلاً : ( إذا كان الطين هو ملهمه فأى فن هذا ) . غير أن فن سيف كان فناً مرتبطاً بالشكل أكثر من الاهتمام الموضوعى أو الفكرى ـ العين تتحرك أولاً قبل العقل فكانت يده وخبرته الجمالية تسبق الإهتمام بمضمون العمل ـ فهو من هذه الزاوية يعتبر من أوائل الفنانين الذين جعلوا اللوحة موضوعاً جمالياً أكثر من أى شىء وكانت سرعة تنفيذ الإنطباعات تساعد على ذلك وقد فتحت أعماله أيضاً أعين تلاميذه لفهم تلك العلاقات الجمالية بين تسطيح الأشكال وبين الخطوط والنقط فالإنسان فى لوحاته ذو بعدين .
– المرسم
– بالقرب من شاطئ الإسكندرية على طريق الحرية كان مرسم سيف وانلى وكل سكندرى يعرف المرسم كما يعرف مكان عمود السوارى وتمثال سعد زغلول وضريح أبو العباس ويستطيع أى إنسان أن يذهب الى مرسم سيف وانلى فى أى وقت وبلا موعد ـ وسوف تجد لديه دائماً خليطاً من الناس سفراء أو ممثلون وكتاب وراقصات باليه ووزراء .. جميعهم يتحدثون بين بحر اللوحات فى كل مكان بالمرسم .
– كان المرسم الأول أسسه سيف وأدهم عام 1932 فى شارع توفيق – والثانى فى شارع الدكتور محمد رأفت . أما المرسم الأخير والذى أنتقل إليه عام 1960 فى طريق الحرية .
– سيف حلو الحديث وجمله القصيرة أشبه بقطعة حلوى أو زهرة . فعندما سئل عن حياة الألوان واللوحات يرد قائلاً : ( قبل أن تكون الحياة كانت الدنيا لوحة ، وخلق الله اللون ثم الصوت ثم جاء بعد ذلك الحرف وفى البدء كان اللون الأبيض .. ثم الون الأسود والأحزان .
– وعن الطبيعة يقول : ( إننى أعيش فنى . أذهب وأجىء مع الطبيعة ، وفى الطبيعة مع البحر .. وفى البحر الأمواج ، والصيادون، والشاطىء والطرقات والحوارى ، ذات البلاط المربع الذى يعلو ويهبط ، وتشم فيه رائحة الزمن.
– نلاحظ فى كلماته تلك الصورة الذهنية الرائعة التى يرسمها متنقلاً بجمله الصغيرة من البحر الى البر الى الزمن فى رشاقة ويسر .. هذه الصورة الذهنية هى صورة إرتسامية نتجت عن عشرته الطويلة لمدينة الإسكندرية وهى شديدة الشبه بمنطق الصورة عنده .
– الصورة الخيالية
– يقول أوسكار وايلد عن علاقة الطبيعة بالصورة الطبيعية : ليست الصورة ، لكن الفنان هو الذى يجمل الطبيعة والخيال هو الذى يخلق الصورة ويقول سيف وانلى البحر الذى فى لوحاتى فأنا عشت فى الميناء الشرقى والعجمى وأبو قير ، وأنا أرسم الإسكندرية بألوانى الخاصة عنها .. أنت تشعر أمامها أنها الإسكندرية رغم أنها ليست بألوان الإسكندرية وقد لا تكون فيها تفصيلات المكان ولكن فيها روح وشذاه .
– التفاصيل فى بعض الأحيان ( رغى ) وثرثرة لا لزوم لها المهم هو تكوين موسيقى بالألوان .. ، الألوان كالألحان لا تعرف الطريق المسدود .. فالألوان ترفض أو ترقص ـ تعارض ، تبكى ، تنحنى .. الألوان تطيع ..الألوان تغنى .. تتألق.

وراء كل عظيم

– ويضيف سيف وانلى ـ ( يقولون أن وراء كل عظيم إمرأة ، يقصد به، إمرأة تكفل لها الحياة الطيبة أو تجمع أعماله أو تقدمه للناس ، لأن الفنان بطبيعته خجول . وفكتور هوجو كانت له زوجة متعبة لا تعرف قيمته الى أن تعرف على إمرأة أخرى كانت تجمع كل قصاصاته وتحفظها ، فترك زوجته تعيش وحدها مع عشيقها فى الدور العلوى من المنزل وعاش هو هنيئاً فى الدور الأرضى منه مع محبوبته .
– تقدير الفن
– يقول سيف أن كليمنصو رئيس وزراء فرنسا وقت الحرب العالمية الأولى ، تصادف أثناء إشتراكه فى مؤتمر الصلح المنعقد فى باريس عندما علم بأنهم يعدون لعرض لوحة ( الطحالب ) أحد أعمال مونيه فأجل الإجتماع وذهب الرجل بنفسه ليختار لها مكاناً مناسباً بين المعرضات .
– كان لفوز سيف بجائزة الدولة التقديرية عام 1973 وقعاً رائعاً على أهالى الإسكندرية فهذا هو إبنهم المحبوب قد ناله التقدير أخيراً رغم فوزه قبل ذلك بكثير من الجوائز ـ غير أن التقديرية كانت جائزة العباقرة فى ذلك الوقت . وبدأت صورته وأحاديثه الكثيرة تنشر فى مختلف الإصدارات الصحفية وعرفت أعماله الدراسات التحليلية الدقيقة التى كشف عنها النقاد وقد أجمع الجميع على أنه صاحب الريشة الغنائية وأن لوحاته هى نوع من الفانتازيا اللونية. ولقد سافر سيف كثيراً وتنقل عارضاً لأعماله التى وجدت فى الخارج كل تقدير وإهتمام فى كافة أنحاء العالم .
– وفى 2 فبراير عام 1979 طار سيف الى السويد بصحبة زوجته إحسان مختار وكان يعانى من شلل نصفى أصابه قبل ذلك بعام وكان شتاء عام 1979 شديد البرودة فى أوروبا ، لكن الفنان كان قد تعاقد على إقامة سلسلة من المعارض فى الدول الاسكندنافية فكان سيعرض فى السويد فى إستكهولم ثم أوسلو عاصمة النرويج ثم كوبنهاجن عاصمة الدانمارك. لكن الأيام لم تمهله فقد توفى سيف فجر يوم 15 فبراير فى إستكهولم أثر نوبة قلبية حادة فى مستشفى ( كالورانسكا ) .
– وفى الإسكندرية شيعه أهالى الإسكندرية بالدموع الى مثواه الأخير فى 20 فبراير عام 1979 .
مكرم حنين
من مجلة شل

المؤثرات التى انعكست على الفنان فكرياً و فنياً

– تميز سيف وانلى بالتنوع الشديد فى إنتاجه كفنان خلاق .. وكان يسابق الاتجاهات الفنية الحديثة والمعاصرة التى ظهرت فى الغرب فاتجاهه الى العالمية كان أقوى من اهتمامه بالطابع التسجيلى وقد اشتهر بلوحاته المميزة للراقصين والمغنين والممثلين فى عروض الباليه والأوبرا كما كان سريع التنقل والتجول بين مختلف المذاهب الفنية مضيفا إليها طابعاً خاصاً يميز أسلوبه الذى يعكس طابع مدينة الإسكندرية ويمكن تسمية مراحله الأخيرة بأنها ذات طابع تجريدى غنائى ، لأن أعماله فى هذه المرحلة كانت أشبه بالموسيقى الخفيفة والراقصة التى تجعل المشاهد يحس بالطرب .
– نقطة التحول فى حياة سيف وانلى كانت عام 1926 عندما جاء الى القاهرة وزارهو وأخوه معرض جماعة الخيال التى أسسها محمود مختار – فزاد إيمانه بالفن بعد أن رأى الأعمال الجميلة .
– كان محبا للحياة وسط التجمعات الشعبية – استعذب الرسم فى المقاهى العامة وعلى شواطئ البحر .
– كان يمتلك ملكة تصوير الاسكتش وأيضا التكوين السريع دون الاهتمام بالقيود الأكاديمية فى التنفيذ .

ملاحظات

– صدر عنه كتاب يضم اكثر من 100 لوحة من أعماله عام 1984 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب باسم ( الاخوان سيف وأدهم وانلى ) بقلم كمال الملاخ وصبحى الشارونى .
– صدر عنه كتاب بعنوان ( عناق الازرق والاخضر ) رواية تسجيلية عن حياة سيف وانلى تأليف منير عامر عن الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر عام 1971 .
– كما كتب عنه الكثير من الدراسات والمقالات فى مختلف الصحف المصرية والعربية والاجنبية ورسائل الماجستير والدكتوراه وفصول فى العديد من كتب الفن .

مع سيف وانلي من ترعة المحمودية الى الدكتوراة الفخرية

رشحت أكاديمية الفنون ، الفنان الكبير سيف وانلي لاهدائه الدكتوراه الفخرية و هذا بلا شك انتصار كبير للفن التشكيلي ، و ايماناً بدوره الفعال في حياتنا ، و بعث جديد لمكانة الفن التشكيلي في مصر مهد فن العالم بأسره ..
و سيف وانلي هو واحد من الذين أثروا الحركة الفنية في مصر بابداع فني رائع لا حدود له ، فقد وهب حياته للفن ، و كرمته الدولة في العام الماضي باهدائه الجائزة التقديرية للفنون ، و ها هو رئيس الجمهورية الرئيس أنور السادات يكرمه مرة ثانية في العام التالي مباشرة تقديراً للرجل ، و لما قدمه طوال خمسين عاماً هي عمره الفني و بلا شك فهذا التكريم وسام على صدر كل فناني مصر .
و في لقاء مع سيف وانلي في صومعته التي يشع منها فنه المتألق كان جالساً يقرأ اّخر ما أخرجته المطابع من كتب الفن تشع من عينيه نظرة الفنان القدير ، الواثق بنفسه و من حوله مئات من اللوحات التي انتهى من رسمها بفرشاته و التي تنتظر دورها لتصبح معرضاً من معارضه التي شرفت مصر في المعارضش الفنية التي تقام في عواصم الفن على مدار السنين ..
قلت للفنان : أن مجلة الهلال في مناسبة ترشيحك للحصول على الدكتوراه تهنئك و ترجو لك و لكل فناني مصر مزيداً من تقدير الدولة التي لا تألو جهداً في تكريم أبنائها ..
ابتسم الفنان الكبير ، و كان رده لتلك التحية ، اشارة بأصبعه لمجلدات الهلال منذ خمسين عاماً قرأها بنهم شديد و تتبع لمسارها الأدبي ، و دورها لإي خدمة الثقافة العربية المعاصرة .
و هنا ابتدرته قائلاً : أنا أعرف أنك قارىء نهم للأداب العالمية و العربية و في رأيي أن هذا أعطاك نوعاً ما من التدفق في الابداع الفني ، و الوقود الذي يعطي الفنان المقدرة على العطاء المستمر .. فهل لك أن تحدثني كيف قرأت ، و استوعبت ؟
– أنا أنتمي الى أسرة تحب الأدب و الفن ، ز منزلنا كان يحوي مكتبة كبيرة جداً و كثير من أدباء مصر و شعرائها كانوا دائمي التردد على منزلنا من أمثال الشاعرل الكبير أحمد شوقي و اسماعيل صبري ، و عبده الحامولي ، و داود حسني ، و أكثر ما يميز المكتبات التي كانت توجد في ذلك الوقت أنها تحوي دواوين الشعر و كتب التاريخ .. ذلك دفعني للقراءة المتعمقة ، و انبهرت بكل هؤلاء الأدباء و الشعراء الذين كانوا يجلسون بالساعات يقرضون الشعر و يتحدثون عن القضايا الأدبية المعاصرة مما كان يدفعني للقراءة ، و معرفة كل ما يقولونه في تلك الجلسات المتعددة ، و كانت توجد لوحات بمنزلنا لكبار الفنانين العالميين فكنت أقف أمامها أنا و أخي أدهم بالساعات نحاول أن نفهم ماذا تقول هذه اللوحات و بالمناسبة أحب أن أقول بأن البيت الذي يحوي لوحات و مكتبات للكتب و الاسطوانات فان الأبناء الذين يترعرعون في هذا المنزل يميلون الى هذه الفنون ، و ربما ينبغ من بين هؤلاء الأبناء أدباء و فنانون لقد كنت في صغري مستمعاً جيداً للأدب و السياسة ، فالسياسة كانت تشغل اهتمامنا الى حد كبير ، فهناك احتلال انجليزي يجثم على صدر مصرالعزيزة ، و الاّن قد أجد كتاباّ في نقد الأدب أو الموسيقى أستطيع أن أخرج منه بانطباع فأصوره لأنه ينطبق على الفنون التشكيلية ، أيضشاً قد أقرأ كتاباً يتحدث عن التعبيرية أو الرمزية فأجده منطبقاً على الفن التشكيلي ..
** قلت للفنان سيف وانلي .. أنت تقرأ للنقاد و من خلال أعمالهم تستطيع أن ترسم لوحة ، ما هو انطباعك عن نقاد الفن التشكيلي عندنا في مصر ؟
– للأسف لم يوجد ناقد يكتب عن الفنون التشكيلية باقناع .. ان ما يكتب عبارة عن كلام عادي !
لنفرض أنهم يكتبون عن فنان ما ، فهم يكتبون عن مجموعة أعماله ، الملاحظ أن معظمهم عندهم ثقافة أجنبية و لذا ما يكتب عن الفنان الأجنبي يكتب باجلال ، و يعطون عنه الصورة التي قد لا تعجب لأول وهلة و لكن كمية المعلومات تكبر في نظر المهتم بتلك الفنون .
و بما أن هناك فناناً تشكيلياً ، فلا بد أن يكون هناك نقاد في مستوى هذا الفنان التشكيلي ، و ليس ما يكتب في هذه الأيام .. الفنانون التشكيليون في العالم كله ورائهم جهاز كل مهمته تقصي كل عمل فني يؤدونه حتى لو بيع هذا العمل من شخص الى اًخر ، أو من جهة الى جهة ، و تظل هناك عملية فهرسة علمية دقيقة ، و لذلك تصبح قيمة العمل من خلال ما كتب عنه ، و من خلال ابراز قيمته و أهميته .
** كيف أستفدت من الأدب و النقد الفني في رحلتك الطويلة مع الفن ؟
– للأدب دور كبير في حياتي ، أحاول دائماً ألا يفوتني كتاب تخرجه المطابع و أتتبع مسار الحركة الأدبية المعاصرة عالمياً و عربياً ، أي أنني أثقف نفسي بنفسي ، من خلال هذه الرحلة مع الأديب قد أستفيد بجملة واحدة تعطيني مساراً جديداً للفن ، و هناك فارق بين صورة و بين عمل فني فأي صورة داخل اطار معلقة على الحائط تعتبر فناً ، و لكن على الرغم من هذا فالفن شيء يختلف عن هذا تماماً .
فان جوخ ، و سيزان على سبيل المثال حينما ترى أعمالهما فانك تبهر بشكل كبير لأن الصورة عندهما فن عظيم ..
أرى أن الأدب بخلاف الفن ، فقد يعترض الفنان جملة واحدة تستغل في عمل فني رائع و استفادتي من نقد الأدب و نقد الموسيقى و النقد عموماً من خلال اعطاء فكرة جديدة لما يمكن أن تتطور اليه ..
لقد استفدت من التراث العربي القديم ، قرأت أيضاً للفارابي و الغزالي و ابن خلدون ، و قرأت كتاب النجوم الزاهرة في تاريخ مصر و القاهرة ، و أعجبني تاريخ الجبرتي و في رأيي أنه أحسن ما كتب عن تاريخ مصر فهو تسجيل لتلك الفترة من تاريخ مصر يوماً بيوم .
أقول الفن مكسبه أن تعمل شيئاً من خلال قراءاتك و اهتمامك و ليس أن تقبض لقاء هذا العمل ، أو أن تستفيد مادياً !! ..
** قلت للفنان سيف وانلي :
الموسيقى .. المقصود بها الموسيقى الكلاسيك و العربية علم واسع و أنت تستطيع أن تتحدث عن موسيقى باخ و فيبر و هايدن و فيفالدي أولئك الذين حضروا بعد ذلك لموزار و فاجنر و رافايللي .. و عندك مكتبة من الاسطوانات في غاية الأهمية فعندك أعمال للفنانين أنفسهم ، و أعمال مكررة يعزفها عازفون مختلفون لاكتشاف جمال الأداء بين مؤلف و اّخر ، هل لي أن أعرف حبك للموسيقى العربية و الغربية ؟
– الموسيقى الكلاسيكية عمل فني كبير جداً ، و الموسيقى العربية لفترة ما عمل كبير و لكنه للأسف لم يتطور ، لأنه حتى الكلاسيكية في الغرب فيها عملية تطور الاًن ، و رغم أن أعمال بيتهوفن كلها كلاسيكيات و على درجة كبيرة من الاحترام ، و لكن الغرب يطور الألات الموسيقية ..
و هذا على عكسنا فنحن متمسكون بالاّلات القديمة و لا نريد تطويرها ، موسيقانا هي موسيقى لحن فقط ، و التلحين من السهل عمله ، لقد أخذنا من البشارف التي استخدمها الأتراك في موسيقاهم ، و لم نطور في موسيقانا ، و على الرغم من أن سيد درويش يعتبر نقطة و علامة في موسيقانا فللأسف الشديد لم يسر أحد على طريقه ، و لكن في الفترة الأخيرة بدأ الموسيقيون يعودون لفن سيد درويش من جديد .. و القصبجي رحمه الله هو الذي سار على درب سيد درويش خصوصاً في أغنيته ” ان كنت أسامح ” و ” قلبي غدر بي ” و اضشطر الى الرجوع وراء الحائط الكبير ” سيد درويش ” لكي يظهر الطرب في الموسيقى و أدوار سيد درويش لم يستطع أن يغنيها الكثير من المطربين لأن النوتة كانت عنده هي الأساس ..
و أنا شخصياً تمنيت لو لم أكن مصوراً لكنت موسيقياً على الرغم من أن الوسط لم يكن مناسباً و كان الموسيقي يمنع من الشهادة أمام المحاكم .
و اهتمامي بالموسيقى الغربيةيصل الى درجة أنني أعتبرها لوحات أعتز بها و مكتبتي عامرة بالموسيقى من بدء الخليقة الى الجاز و لا أبالغ اذا قلت أنني أكاد أكون الوحيد في مصر الذي يقتنيها و عانيت الكثير في الحصول على النادر منها و كل جديد أرسل في شرائه أولاً بأول .. فعندي السيمفونيات التسعة لبيتهوفن و السوناتات ، و لكل موسيقى الغرب .. موزار .. باخ .. تشايكوفسكي – برامز _ فاجنر – رافايللي ، شونبرج ، ألبانبرج السويسريان ..
و المحدثون من الموسيقيين يؤدون معظم أعمال بيتهوفن و لكنها متطورة تساير العصر .
** و معروف أن سيف وانلي سافر الى بلاد كثيرة في السنوات الثلاث الأخيرة منها ألمانيا الشرقية ، روسيا ، يوغوسلافيا ، بولندا ، رومانيا ، فرنسا ، العراق ، ايطاليا .. طلبت منه أن يحدثني عن الانطباع الذي تخلفه هذه الرحلات فنياً ..
– في هذه البلاد أقوم بعمل اسكتشات .. فأسجل الثلج في بولندا ، فينيسيا بما لها من شخصية فلا بد و أن أرسمها ، و في كل البلااد التي ذهبت اليها رسمت صوراً كثيرة لا يستطيع الايطاليون رسمها ، فهي أماكن من الممكن ألا تخطر لهم على بال فرسمت في الحواري و الشوارع الضيقة ، و كفنان لا بد أن تكون عينك عيناً منقبة ثاقبة تلتقط كل ما هو جيد و مفيد فنياً .. و كواحد من عشاق الاسكندرية فأنني أمثلها في معارض فنية كثيرة و حبي للاسكندرية للاسكندرية خيب اّمال كل الذين حاولوا نقلي الى القاهرة و أذكر ناقداّ ألمانياً قال لي ذات مرة ” أن فنك يمثل الاسكندرية و حوض البحر الأبيضش ” و كتب مقالة عني بعنوان ” فنان البحر الأبيض ” .. و في كل ما رسمت فأنا دائماًّ أرسم باحساس ، و الفن عندي ينبع وحده و تلقائياً .
** و سيف وانلي كان أساساً صادقاً في التعبير الفني كفنان سكندري فالبحر و الصيادون هما القاسم الأعظم في أعمال سيف وانلي منذ سنة 1927 .. قلت له أريد منك أن تحكي “” للهلال ” قصتك مع الفن و لمحة سريعة عن المراحل الفنية عندك .
بدأت و أنا صغير أرسم على الجدران و الأبواب و الشبابيك أنا و أدهم أخي كنا نتأمل اللوحات الكثيرة الموجودة بمنزلنا ، و هي غالباً من مدرسة نابلي و فلورنسا و كان والدي يخشى علينا من أن يلهينا الفن عن الدراسة ، و لكن والدتنا كانت تساعدنا في هذه الهواية ..
و أثناء الحرب العالمية الأولى و بعدها كان كثير من الأجانب يأتون الى ترعة المحمودية للرسم و عمل اللوحات … و ذات يوم أتى رسام أسترالي الجنسية و رسم منظر البر الثاني للمحمودية أمام منزلنا مباشرة و في نهاية اليوم أراد أن يترك اللوحة عندنا ثم يأتي في اليوم التالي لاكمالها و لكن والدتي خشيت من أن نتلفها له ، فتركها عند بحار يسكن بجانبنا ، و لم يعد الرسام مرة ثانية فقد ذهب للحرب في معركة الدردنيل و انتظرنا حضوره .. و بعد فترة من الزمن اشترينا اللوحة من البحار و كان يعمل معداويا ، بمبلغ قدره ثلاثون قرشاً و كانت هذه أول مرة نرسم بالزيت حيث تعلمنا هذه الطريقة الجديدة من ذلك الرسام ، و قد كنت أنا و أدهم وانلي أخي نخرج من منزلنا بعد ظهر كل يوم خميس لنشاهد هؤلاء الرسامين من الجنود و هم يقومون بالرسم ، و حتى الطعام كنا نرفض تناوله لشدة انبهارنا في تلك الفترة من حياتنا بالرسم .
و ظللنا على هذه الحال فترة طويلة لم أنس فيها أبداً فهو كالميكروب دخل جسمي و عشت أحبه و أعشقه من أعماقي الى أن جاء فنان ايطالي اسمه ” بيكي ” و رأى الرسومات التي كنا نرسمها بالقلم الأحمر الرصاص ، و ذلك أثناء زيارته لجمعية هواة الفنون الجميلة التي أنشأها حسن كامل في تلك الحقبة و عرض ذلك الفنان علينا أن نذهب الى أحد الرسامين الأجانب لنتعلم على يديه . سافر ” بيكي ” و لكنه رجع الى الاسكندرية بعد سنتين من زيارته للاسكندرية ” عام 1926 ” فعرضنا عليه أن نتعلم عندهفقال أنه لن يستمر في الاسكندرية فقلنا له على الأقل طوال الفترة الموجود فيها بالاسكندرية فوافق على الفور .
و بدأ يعلمنا التلوين بالزيت على أسس مدروسة كصنعة و ليس كفهلوة و منذ بدايتنا معه حتى موته بالاسكندرية التي عشقها و استوطنها ظللنا معه لمدة أربع سنوات تعلمنا على يديه أصول فنه ، الى أن قال لنا ليس عندي جديد أعلمه لكما .. و علق قائلاً في تلك الفترة أن طريق الفن في مصر صعب للغاية لأن الايطالي يشتري من الايطالي لوحاته و الفرنسي يشتري من الفرنسي ، و عندكم في مصر يشترون اللوحات لاقتائها من جميع الجنسيات ما عدا المصري .
ثم أنشأنا ستوديو في شارع كنيسة الأقباط ، و بدأنا نعرض في المعارض الخاصة بي أنا و أدهم ، و كان يطلب منا أن نعرض في صالون القاهرة أو الاسكندرية و كنا نرفض و بعد خمسة عشر عاماً عرضنا في صالون الاسكندرية ثم عرضنا في المعهد البريطاني بالاسكندرية في عام 1949 ، ثم في صالون الاسكندرية عام 1950 ، ثم في قاعة الفن في مدرسة الليسيه فرنسيه في القاهرة عام 1950 أيضاً .
و خرجت من هذه الرحلة الطويلة بأن الفنان في بدء حياته لا بد أن يصرف على فنه ، فبدلاً من أن يشتري لنفسه قميصاً ، يشتري بثمنه ألواناً .. و من الممكن أن يوفق بين عمله الوظيفي و فنه طالماً هو محب و عاشق لهذا الفن . و كل فراغ من الوقت في حياتي استفدت به ، و لم أضيع لحظة من عمري في أشياء لا لزوم لها فكنت أخرج من العمل و أذهب أنا و أدهم الى الاستديو الخاص بنا و نظل نرسم حتى اّخر الليل .
و تتلخص المراحل الفنية الخاصة بي في مجموعة عناوين هي :
0 مرحلة الانطباع المباشر التي كانت تتلخص في اعادة صياغة حركات راقصات الباليه على المسرح .
0 المرحلة التعبيرية ” الوحشية ” التي خضعت لقليل من التأثير من أئمة المدرسة الفرنسية في الأربعينات في رسمي لعناصر مثل ” رقصة الحصان ” و ” وجه الحصان ” و ” الفلاحات في الحقل ” .
0 مرحلة العودة الى الوطن كبيئة و تراث عندما ذهبت الى النوبة و رسمتها شارعاً شارعاً ، و بيتاً بيتاً ، بما في ذلك سكانها و تقاليدها و عاداتها و كان ذلك في اّخر الخمسينات .
( مرحلة التفجير التي تلت ذلك عندما بدأت ممارسة التجريد كمدرسة فنية و كان الأداء الفني في هذا الميدان ينطلق من معان محددة و أعمدة فكرية واضحة مثل : رسم السيمفونية الخامسة لبيتهوفن ، و السيمفونية السادسة الحزينة ” لتشايكوفسكي ” و غيرها .
0 فن الرحلات .. في شرق و غرب أوربا بجمالها الذي دعا لرسم فن المنظر .
0 و دعت الحاجة الى الابداع الفني الى ممارسة ما يسمى بمدرسة ” الابداع المثالية ” تلك التي تتأسس على وضع العناصر الأساسية للوحة و الأشخاص و غيرها في موضع غير بطولي ، و منح البطولة في اللوحة لعناصر الطبيعة الأساسية التي تؤكد وجود الشيء كالبحر بالنسبة للمركب و الأرض الزراعية بالنسبة للفلاح ، و الصحراء الشاسعة بالنسبة للناس ، و السماء الممتدة للعناصر التي تمشي تحتها .
** عن حركة الفن التشكيلي في مصر الاّن ماذا يقول فناننا العظيم سيف وانلي ؟ .
– الفن التشكيلي في مصر لا يقل عن الفن في العالم ، و اذا اخترنا معرضاً من مصر و عرضته في أي بلد في العالم فأنه ينال تقديراً كبيراً ..
لكنني أقول أن الفن في مصر بخير ، على الرغم من أن الفن التشكيلي ما زال بلا جمهور ، و أتمنى أن تلغي الحكومة الضرائب لمدة زمنية قد تصل مثلاً الى عشرين عاماً ، حتى يستطيع الفنان أن يستمر في خلقه و ابداعه ، فلا أحدفلا أحد يشتري لوحات من الفنان الا الحكومة تشتري في بعض الأحيان و ثمن اللوحة يكفي بالكاد ليدفع الفنان ثمن البراويز و الألوان .
ففي دول العالم كله لا تفرض ضرائب على الفنون التشكيلية باعتبار أن الفن سجل كبير للعصر .. و لكي تنهض بالفن التشكيلي لا بد من ايجاد مجلة تحمل اسم الفن التشكيلي تصدر موسمية كبداية ، ففي باريس و في لندن جرائد يومية عن الفن التشكيلي تتحدث باستفاضة عن المعارض و الصور و تقييم الفنانين ، الى جانب ترجمة كتب و تأليف كتب عن كيفية تذوق الفن الحديث و هذا يقدم في أوربا للجمهور العادي ليتعلم كيف يرى الفن و كيف يرى الصورة ..
** قلت لفناننا الذي كرمته الدولة فجاء تقديره رفعاً لشأن الفنون التشكيلية و وساماً للعاملين في هذا الحقل الفني بأسره .. هل لك كلمة تقولها للفنانين من الشباب المبتدئين .. أو بمعنى اّخر الذين يقفون على عتبات هذا الفن العريق ؟
– عليهم ألا يتعجلوا الوصول ، فالوصول يأتي مع الزمن ، أما من يرسم صورتين و يتصور نفسه فناناً فهذا أكبر هادم له شخصياً .. على سبيل المثال لم أعرض أنا و أدهم الا بعد خمسة عشر عاماً من الدراسة ..
على الفنان أن يبلور عملهحتى يصبح فناناً بمعنى الكلمة و الزمن هو الذي سيشهره و يقدره ..
على المبتدئين ألا يتعجلوا الوصول فالزمن هو الذي يخلق الفنان .
***
هكذا يؤمن فناننا العظيم سيف وانلي الذي عاش حياته من أجل فنه ، راضياً قانعاً دؤوباً ، منقباً ، باحثاً ، مثقفاً نفسه بنفسه ، راضياً بعمله البسيط كموظف في مصلحة الفنارات حتى عام 1957 ، و ظل وفياً لفنه طوال سنين عمره لفنه ، و أعطاه من صحته و نور عينيه .
** قلت للفنان سيف وانلي في نهاية لقائي معه أريد خاتمة لهذا اللقاء بصفتك الفنان الذي عودنا وضع اللمسات الفنية الرائعة ..
رد بهدوئه الذي لم يتغير طوال اللقاء .. لم أفكر أبداً ذات يوم أنني سأحصل على جائزة الدولة التقديرية ، أو الدكتوراه الفخرية .. و لكن في رأيي ” لكل مجتهد نصيب ” .

البيانات الشخصية

محمد سيف الدين إسماعيل محمد وانلى

اسم الشهرة : سيف وانلى

تاريخ الميلاد : 31/3/1906
محل الميلاد : الإسكندرية
تاريخ الوفاة : 15/2/1979
التخصص : تصوير

المراحل الدراسية

– درس فن التصوير الزيتى فى مرسم الفنان الإيطالى ( اوتورينو بيكى – Bicchi ) عام 1930 : 1935 هو وشقيقه ادهم وانلى
– درس الفن فى مدرسة حسن كامل عام 1929 ( الجمعية الأهلية للفنون الجميلة بالإسكندرية )
– 1976 نال الدكتوراه الفخرية فى الفنون من أكاديمية الفنون بالهرم

الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان

– عمل موظفاً بأرشيف جمرك بميناء الإسكندرية .

– عمل أستاذاً لفن التصوير الزيتى فى كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عند إنشائها صيف 1957 .
– عمل مستشاراً فنياً بقصور الثقافة بالإسكندرية .
– عمل رئيساً للجمعية الاهلية للفنون الجميلة .

الأماكن التى عاش بها الفنان

– الإسكندرية .

المعارض الخاصة

– أقام العديد من المعارض الخاصة بعد وفاة أخيه أدهم وانلى .
– بعض المعارض أقامها مع شقيقه ادهم فى الإسكندرية
– 1942 معرض بالمعهد البريطانى بالإسكندرية
– 1945 معرض بجمعية الصداقة المصرية الفرنسية بالإسكندرية
– 1948 بجمعية الصداقة المصرية الفرنسية بالإسكندرية
– 1949 معرض بأتيليه بالإسكندرية
– 1952 معرض بجمعية الصداقة المصرية الفرنسية بالإسكندرية
– 1954 معرض بجمعية الصداقة المصرية الفرنسية بالإسكندرية
– 1954 معرض لأعماله بصالة كلتورا
– 1955 معرض بأتيليه الإسكندرية
– 1957 معرض بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية
– 1958 معرض بنادى الصيد المصرى بالإسكندرية
– 1958 معرض بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية
– 2004 معرض لاعمال الاخوين وانلى بمركز محمود سعيد بالإسكندرية
– 2004 معرض بقاعة افق ( 1 ) بقطاع الفنون التشكيلية
– 2007 معرض بمركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية

المعارض الجماعية المحلية

– شارك فى كثير من المعارض التى كانت تقيمها الجاليات الأجنبية فى الإسكندرية.
– شارك فى كثير من المعارض التى كانت تقيمها جمعية الصداقة الفرنسية والتى كان يرأسها الدكتور / حسين فوزى .
– معرض بعنوان ( المنمنمات ) بقاعة كريم فرنسيس 1996 .
– معرض الرسوم الصحفية الدورة الأولى بقصر الفنون مارس 2004 .
– صالون آتيليه القاهرة الأول للبورتريه بآتيليه القاهرة سبتمبر 2005 .
– معرض احتفالية الأخوين وانلى بقاعات مركز محمود سعيد فبراير 2005 .
– المعرض التكريمى الرابع للفنانين الذين ولدوا خلال يناير ، فبراير ، مارس ابتداء من 1888 وحتى 1935 بقاعة أبعاد بمتحف الفن المصرى الحديث أبريل 2006 .
– معرض رواد الفن السكندرى بقاعة شاديكور بمصر الجديدة 2007 .
– معرض بعنوان ( فى البرواز ) بقاعة خان المغربى بالزمالك 2007 .
– معرض مقتنيات القاعة بقاعة بيكاسو بالزمالك 2007 .
– صالون جاليرى الدورة الأولى بقاعة جوجان مايو 2007 .
– مهرجان الاسكتشات واللوحات الصغيرة بقاعة شاديكور بمصر الجديدة 2008 .
– معرض `تواصل الاجيال` المصاحب لاحتفالية الاخوين سيف وأدهم وانلى فبراير 2009 .
– معرض ( 50 × 70 ) بقاعة جوجان بالزمالك يونيو 2009 .
– مهرجان تشكيلى سنوى بقاعة ( شاديكور ) بمصر الجديدة 2010 .

المعارض الجماعية الدولية

– بينالى الإسكندرية الثالث 1959 .
– بينالى ساوباولو بالبرازيل .
– بينالى ( البندقية ) فينيسيا الدولى ـ ايطاليا .
– معرض الفنانون العرب بين إيطاليا والبحر المتوسط بقاعة أفق واحد بمتحف محمد محمود خليل وحرمه 2008 .

الزيارات الفنية

– زيارة معرض جماعة الخيال التى أسسها محمود مختار .
– زيارة للنوبة لتسجيل ملامح النوبة 1959 .
– بيروت – بكين – اليابان – بغداد – يوغوسلافيا ـ سوريا ـ ايطاليا ـ اسبانيا ـ استكهولم.

البعثات و المنح

– منحة تفرغ من وزارة الثقافة 1959 .

المهام الفنية التى كلف بها و الاسهامات العامة

– اشرف على الدراسة فى معهد وانلى للرسم والتصوير بالإسكندرية.
– عمل عضواً باللجنة الاستشارية لمتحف الفنون الجميلة وبينالى الإسكندرية .
– ساهم فى إنقاذ آثار النوبة.
– كان عضواً بلجان التحكيم بكليتى الفنون الجميلة بالقاهرة والإسكندرية .

المؤلفات و الأنشطة الثقافية

– صمم الكثير من ديكورات المسرح مثل شهرزاد – أوبريت بلياتش كارمن .

الجوائز المحلية

– 1936 جائزة مختار فى فن التصوير الزيتى .
– 1949 جائزة ريتشارد ( السوط الذهبى ) فى التصوير الزيتى .
– 1956 ميدالية معرض الفنون الآسيوية والافريقية الذى اقيم بالقاهرة .
– 1973 جائزة الدولة التقديرية فى الفنون .
– 1974 ميدالية ذهبية ووسام العلوم والفنون .

الجوائز الدولية

– 1959 الجائزة الأولى فى التصوير الزيتى على الجناح المصرى فى بينالى الإسكندرية الثالث وأهدته مدينة الإسكندرية مفتاحها .

مقتنيات خاصة

– لدى الافراد فى كثير من دول العالم

مقتنيات رسمية

– متحف الفن المصرى الحديث ـ القاهرة
– متحف كلية الفنون الجميلة ـ الإسكندرية

بيانات أخرى

– تزوج من تلميذة اخيه أدهم الفنانة إحسان مختار.
– أسس أول مرسم هو وشقيقه لفنان مصرى بالإسكندرية 1935 .
– توفى فى استكهولم (15 فبراير ) 1979.
– وصف هو وشقيقه بأنهما خلفاء( ديجا ) مصور الباليه المعروف.
– له متحف هو وشقيقه ( أدهم وانلى ) ضمن مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية .