مهرجان المحرس:تكريم وتكريس للفنون التشكيلية


جاء مهرجان المحرس للفنون التشكيلية بتونس في دوريه 22 لسنة 2009 لتكريس عادة الاحتفاء بالفنانين وتكريمهم الفنان التشكيلي التونسي سامي بن عامر هو الفنان المكرم هذه السنة وكذلك الفنان الاردني محمد الجالوس ,فالمهرجان أصبح من الفعاليات المهمة والتي يلتقي فيها الفنانين من أنحاء مختلفة من العالم ومن المهم أن  يحمل مسئولية تكريم وتشجيع الفنانين الذين لهم إسهامات حقيقية من هذا المجال.

مع مناسبة دخول المهرجان شراكة مع بلدية لهاي ليروز LHAY-LES-ROSES الباريسية فرنسا حيث تم إقامة معرض للفنانين من المغرب العربي بهذه المدينة لإعمال مختارة من ورشة المحرس على مدى سنوات من المشاركات العديد للفنانين من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ومن خلال هذه المشاركة الجميلة , من ليبيا تم اختيار اعمال الفنانين التشكيليين: علي الزويك ، علي العباني ، عدنان معيتيق ، القذافي الفاخري ، عبدالصمد المشري ، يوسف معتوق ، رمضان نصر .

من تونس جاءت أعمال الفنان التشكيلي يوسف الرقيق وهو رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان المحرس ، كمال إبراهيم ، عمارة غراب ، علي البرقاوي ، صالح عمر ، سامي بن عامر .

من الجزائر عمار عللوش ، بلعيد هربان ، لزهر حكار ، محمد بوكرش ، محمد حداد .

من المغرب اشرف كابوري ، ادريس باندي ، سعديه بيرو .

ومن خلال هذا المعرض جاءت كلمة السيد المسئول عن الحركة الفنية بالمدينة جورج بوكوف قالا ان هذا المعرض سمح بإنجاز اكبر معرض شهدته فرنسا عن الفن التشكيلي المغاربي.

صرح السيد جورج بوكوف المسئول عن الحركة الفنية بالمدينة إن هذا المعرض سمح بإنجاز اكبر معرض شهدته فرنسا عن الفن التشكيلي المغاربي.

بداء العمل في الورش الفنية بالمحرس بتاريخ بداية المهرجان حيث كانت هناك ثلاثة ورش الأولى للفنانين التشكيليين والرسم والثانية بفن النحت والأخيرة لرسومات الأطفال واستمر العمل أسبوعين تم فيه إنجاز مجموعة من اللوحات والمنحوتات ورسومات جميلة للأطفال تم عرضها في نهاية المهرجان.

تخلل الأيام الأولى عرض الأعمال الفنية التي كانت برفقة الفنانين في معرض الافتتاح والتي كان فيها أعمال متنوعة من مدارس واتجاهات فنية مختلفة وكذلك تم إقامة ندوات حول الفن التشكيلي وإشكالاته المعاصرة وقام العديد من الفنانين المشاركين بعرض أعمال فن الفيديو فكانت هناك أعمال مميزة في هذه العروض.

الدول المشاركة في هذه الدورة هي تونس- ليبيا- الجزائر- لبنان- العراق- فلسطين- فرنسا –اسبانيا- ألمانيا- روسيا- كوريا الجنوبية .

الفنانين المشاركين هم: محمد النوري من العراق وخالد الصديق وعدنان معيتيق من ليبيا و عايدة كشخروف صابر الصحراوي وعمر الغدامسي وسليمة القروي وجنينة ووسيلة علاوي وكمال إبراهيم خليفة البرادعي و عبد الحفيظ التليلي وعمارة الغراب وعلي البرقاوي سميه المسعودي من تونس وكريستين وانجليكا من ألمانيا وطالب الدويك من فلسطين ويونغ لي من كوريا الجنوبية وبابي من ايطاليا.

الفنانة التونسية سليمة القروي الحائرة دائما على سطح لوحتها بألوانها البنية المظلمة كما هي دائما على مائدة الغداء والعشاء في فندق مرزوق والذي يشفع لها هو عملها المتميز في فن الفيديو ذو البعد الإنساني العميق والحكايا لمشاعر رائعة في أدائها هي أمام الكمرات باللون الأبيض والأسود بحركاتها المعبرة عن المشاعر الإنسانية الرائعة بآمالها أفراحها أحزانها.

كمال إبراهيم الفنان الجميل دائما والباحث عن الوقت في أدق تفاصيل الحياة الإنسانية العميقة . يخرج من فندق مرزوق باكرا جدا من كل يوم متوجها إلى شاطئ الشفار الجميل لتبدءا عملية البحث عن أشيائه المفقودة ( أعماله الفنية المركبة) والتي يقوم بتجميعها وتركيبها في أعمال فنية بالتعاون مع الفنانة الألمانية انجليكا وبطلب منها هي لاستبدال المنجز الفني عنده مهما كان بسيطا بوردة تصنعها بالصوف الملون وتعلقها كالنياشين على صدر الفنان صاحب الأعمال الفنية فقام الفنان كمال إبراهيم بعمل أعمال بديعة ومن أهمها المهرج الصغير , ويصنع أعماله من الأشياء المهملة في القمامة ليعيد صياغة وجودها و يضفي عليها من روحة الجميلة.

الفنان محمد النوري صاحب الروح المرحة الرائعة الحرف عنده رسم وذاكرة متراكمة عبر سنوات من العمل والقراءة فأعماله ممتلئة بالشاعرية على جدران روحه والأثر الفني المتروك والمهمل والذي لم ينتبه إليه احد من تلك الأيادي الصغير العابرة العابثة والحاملة لأحاسيس البشر وشجونهم ليعيد ترتيبها برؤية الخاصة.

عمر الغدامسي فنان من تونس صاحب رؤية مميزة في المدرسة التونسية الحديثة يدخل من الجانب البدائي في التشكيل بذهنية الفنان العارف والناقد المدرك لأمور المدارس التشكيلية وأهم محطاتها الفنية . يعتمد اعتمادا كبيرا على ملمس السطح باستعمال طبقات متتالية ومواد مؤكسدة والصدأ الناتج من عمليات هذه المواد والتشققات والتصدعات والتي توحي بالأسطورة وأبعادها النفسية بكائنات شبحيه كما كان يفعل جان دي بوفيه ذو الحساسية البدائية في فن الرسم.

الفنانة الألمانية كرستين فنانة برفورمنس وتعتمد على الفوتوغرافيا والفيديو في معظم أعمالها التركيبية ز تسيطر عليها فكرة الأشياء المعلقة وخصوصا الأحجار تقوم بتعليقها بأشكالها المختلفة وتكويناتها الجميلة المرسومة في الفراغ الأبيض المفزع وهي تتدحرج بكل خفة وحرية تاركة ضلالها الزرقاء تتدحرج بحركاتها الارتدادية .

قامت في الورشة بعمل تركيبي رائع حيث جمعت عراجين النخيل القديمة والمتيبسة قامت بتعليقها حيث أصبحت كما هي معلقه في جذوع نخيلها بخيوط رفيعة فأصبحت حرة الحركة بحيث تلمس الأرض بشكل بسيط جدا التي كانت مغطى بالرمال البنية فتشكلت رسومات بفعل حركات العراجين العشوائية من اثر نسمات الهواء فكان عمال معبرا عن قدرة الفنان على الابتكار والإبداع.

طالب الدويك فنان من فلسطين وتحديدا من القدس حامل معه هموم شعب وهذا واضح في شخصية الفنان وفي العمل الفني المنجز عنده بألوانه المعتمة واضاءاته المتلألئة والمنبعثة من زوايا اللوحة عنده فهو الضوء القادم بآماله وأفراحه.

بابي الايطالية فنانة تبحث عن جمال الحرف بلغات متعددة ومدارس مختلفة تهتم بالخط العربي خاصة والخط الشرقي بالعموم مثل الصيني والياباني والهندي إضفاء عليها من روح العصر باستعمال الخدع الفنية والتقنية بأدواتها هي.

هذه محطات لبعض من المنجز في مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية بتونس والذي كان المنظم له الفنان يوسف الرقيق , ومجموعة من أهل المحرس بداء بمجهود صغير وأصبح من أهم المهرجانات والملتقيات التشكيلية في المنطقة.

عدنان بشير معيتيق