العين – للكاتب محمد مستجاب


في الألفباء العربية: العين هو الحرف الثامن عشر، ويعد أنصع الحروف في الجرس اللغوي وألذها سمعا، وفي علم وظائف الأعضاء: العين هي جهاز الإبصار في الكائنات الحية، وأجمل عيون في الظباء والمها وصغار الأبقار والفتيات الصحراويات، وأكثرها اتساعا وحدة عين النسر وعين الثعبان وعين العدل وعين الفن، والعيون قادرة على الإفصاح عما يعجز عنه العقل، وقادرة على أن تفيض بالدموع حزنا أو تشكيا أو امتنانا أو مراوغة، وأبو العيون: شيخ صالح تولى شئون الأزهر وعندما توفاه الله أقام له أهله في دشلوط ( أسيوط ) مقاما أصبح مزارا للعامة، وعين المحب عن كل عيب كليلة وتبدأ تستعيد لياقتها بعد أن ينتهي الحب، والعين من أهم مدن دولة الإمارات العربية المتحدة، والعين أول معجم عربي وهو الذي ألفه الخليل بن أحمد، والعين نبع الماء يأتي من جوف الأرض، والعين كبير القوم ومنها جاء الجمع المصري لعين القوم بالأعيان، أما عين الحياة فلا أعرف معناها، وعين جالوت موضع بفلسطين هزم فيها السلطان قطز والقائد بيبرس جحافل التتار والمغول عام 1260 م، وعيون الشعر هي القصائد التي أجمع النقاد على تفردها منذ العصر الجاهلي حتى الآن، وعين العفريت مركز العاصفة أو الإعصار، وعين الجمل من أجمل أنواع المكسرات ، وعين الذئب تعبير جاء في مسرحية شكسبير (عطيل) ويعني الرؤية حتى مع إغلاق العين تظاهرا بالنوم، والنداء على العين في اللهجات العربية: يا عيني- تعني اللوعة والوجل، وهي غير ياليل ياعين التي تعني بداية شكوى المحب من الزمان، ويطلق تجار اللحوم- والجزارون- الجوهرة على العين، وكذلك أطباء العيون أيضا، لكن أخطر مرض يمكن أن يصيب العيون وصاحبها هو التطفل. وأوسع عيون هي عيون القناطر، وأكثرها ضيقا عيون شعوب غرب وجنوب آسيا، وعين الموضوع النقطة الأساسية فيه ويطلق عليها مربط الفرس، والعيون الكواحل من المواضع المحببة في الغناء وتراها في آثار المصريين القدماء وقد رسمت بتحديدات بالغة الروعة، وترتكز العيون بأطرافها على المدامع وهي التي تستجيب لما يداهم العين من حالات الحزن أو الأذى، وأرق نقطة دمع تلك التي تتعلق على أهداب أنثى في لحظة فراق، والغزلان مشهورة بانسكاب – أو انهمار- الدمع لحظة حصار الصياد لها، وكان على العين حارس خاص غير منظور يحميها من الأذى، وقد ضاع الحارس الآن تحت وطأة العصر وحوادثه التي لا تقيم وزنا للعيون.

محمد مستجاب