تصور لوحة ” نداء القديس ماثيو” المسيح فى اللحظة التى يختار فيها جامع الضرائب ماثيو ليجعله أحد الحواريين .. يختار كارافاجيو شخصيات اللوحة من البشر العاديين الذين كانت تزخر بهم أزقة وحوارى روما فى هذا العصر .. فى حجرة عارية إلا من منضدة وحيدة يجلس أربعة من الأشخاص حول ماثيو الذى يعد دراهمه .. من يمين اللوحة يقف المسيح مع أحد حوارييه وهو يشير بيمناه إلى ماثيو .. لسان حاله يقول أريدك أنت أن تأتى معى .. المشهد تلفه العتمة إلا من شعاع من الضوء الذى يدخل من اليمين مائلا بإتجاه ماثيو ومؤكدا إشارة المسيح .. بينما يضع ماثيو يده على صدره مشيرا بسبابته .. تريدنى أنا؟؟
يبدو المشهد بشخوصه وإضاءته وتكوينه كأنه جزء من مسرحية تمثّل أمامك وهؤلاء شخوص حقيقيون يلعبون أدوارهم فى هذه المسرحية .. ولنا أن نتخيل كيف كان تأثيرهذه اللوحة بطولها الذى يزيد عن الثلاثة أمتار على الرائين فى زمانها .. لا بد أنهم وقفوا أمامها مأخوذين ومسحورين.
من مقال لى عن العظيم كارافاجيو -سمير فؤاد