بقلم سعد الطيب : مدرب فنون التصميم الرقمي / الأكاديمية الدولية للقيادة و التنمية / اسطنبول
كنتُ أراقبه.. كان اول عمل يقوم به كل يوم رمي الأوساخ !! ثما ما ان يلبث حتى يقوم بغسل كل الأرضية للشركة هو ليس الفراش(عامل النظافة) بل هو المدير ! نعم المدير الذي عملت معه احد السنوات في مجال الدعاية والإعلان رغم انه من كبار المصممين ولهم باع طويل في هذا المجال، وقد يكون من الأجدر إن أول عمل يقوم به هو قراءة البريد أو شرب فنجان قهوة او صف الموظفين لإلقاء محاضرة ، لا بل كان كان سمحاً خلوقا متواضعا ، يحبه الكل في غيابه وحضوره ، فما سر المحبة الناس له؟ ان التواضع فما أحلاه ان اتصف به المصمم برغم علمه ومكانته ومنصبه، به تصبح ملكا في عيون الجميع يقبل الناس إليك ، سائلين عنك في غيابك ، يتوقون الى معرفة أخبارك ونتاجك الفني،
يؤسفني ان البعض ومما قابلت في حياتي تراه لا يعرف من التصميم او فنونه شيء تراه متكبراً- سفيه العقل ، لا يعترف بمصمم سواه، فقد الكثير مما حوله بسبب سوء خلقه و اغتراره بنفسه، أضاع التفريق مابين الثقة بالنفس وبين الكبر ، فأبصر يراه نفسه بالقمة وباق المصممين في القاع ! وتجد أيضا ممن يمتلكون علماً وحينما تسأله ، يتهرب من سؤالك ، خشية منه ان تسلك نفس الطريق ، إلى هؤلاء عزائي اليهم ! فهم ماتوا في قلوب الناس وهم إحياء، واحسب لو سألته كم تعرف من الفنون الرقمية او التشكيلية لنظر إليك نظرة لايكاد يفقه من سؤالك شيء ،كأنك هممت بلغة من لغات العجم !!
يا معشر المصممين ..
ان المبتدأيـن من أبناء هذه الأمة أمانة عندكم يا معشر المبدعين(المتواضعين) فيجب ان تتولوا غرس الثقة فيهم
كما يتولى الفلاح غرس الفسيلة في التربة ،. فأن أثمرت و نمت عاد خيرها على الآمة أجمع وحسب المرء ان أودع علمه لاحدآ بعده من باب ” لأخير في كاتم العلم ” فان ثبط أحدا آخاه وردعه عن مواصله المسير جهلا منه او متعمدا كان سببا في قتل تلك الموهبة فيه ، ولو وكل إلي امر القضاء لشرعت قانوناً يحاسب هؤلاء السفهاء فهم عندي مجرمون قاتلون طلقاء .!هذا ان كان هذا (المصمم) غير مختص فهذى بغير إدراك لأهمية المسالة اما إن كان مختص فعقوبته أشد و إثمه فادح وفاحش وفاضح قد أظهر به العيوب وهو ليس بعلام الغيوب ربما هذه الموهبة ستجود بالنفع بالمستقبل لذالك الموهوب فكان كالحجارة في طريقه وخرقه سوداء على عيونه !!
فيائيها المبدعون المغرورين ومخدعين بأنفسكم اعلموا ما وصلتم اليه ألا بوجود طائفة شجعتكم و نمت بكم قدراتكم وأرشدتكم الى طريق الصواب فهم شموعاً احرقوا نفوسهم كي تستنيروا بهم فما حاجتكم بأنفسكم أكثر من حاجتكم إليهم
فتواضعوا لله يرفعكم درجات و ينزلكم في نفوس الناس ويجزيكم الحسنات .وخذوا بيدا كل موهوب فأن نمت بصدوركم فضيلة الوفاء لهم ستبصر نفوسكم أكثر الناس سعادة وأكثرهم عندهم مكانه وبتم نجما يستنار من علمه و كوكبا يستدل به ومرجعا يرجعون له. فهل أجد إذانا تسمع خطابي ؟؟