مصر تحت الاحتلال الاسلامي، حسب سرد المصادر الاسلامية
مصر تحت الاحتلال الاسلامي، حسب سرد المصادر الاسلامية
لا اعلم لماذا يسمي غزو مصر بالفتح، إذ لا أجد اي فارق بين احتلال امريكا للعراق، وإحتلال الاسبان لمليلة وسبتة وبين احتلال العرب لمصر. علي العكس نجد ان العرب الواقعين تحت الاحتلال في هذه البلدان حظهم احسن بكثير علي الاقل لوجود وسائل الاعلام والفضائيات والانترنت و المنظمات الدولية وغيرها تفضح الاعمال الهمجية وتراقب المحتل، اما في العهود القديمة فلم يكن هناك ما يفضح اهوال الغزاة او يمنعها ولاحتى العقيدة التي حملوها وسعوا لنشرها كانت سبباً للرحمة
اثناء احتلال فرنسا للجوائر سعت الى فرنسة الجزائر مما اثار العرب حنق العرب ، “الفرنسه” فلماذا اثارت حفيظة العرب ولم تثيرها اسلمة الاقباط او الاقليات الاخرى، المستمرة حتى اليوم ؟
من الغريب ان الغالبية اليوم تعتقد ان المسلمين اكرموا اهل الذمة، او على الاقل هذا مايحاول البعض ترويجه اليوم، ولكن كتب التاريخ الاسلامي تقدم لنا صورة اخرى مختلفة كليا.
يحاول البعض ترويج إشاعة ان اغنياء اهل الذمة وحدهم من كان عليه ان يدفع الجزية، ولكن، حتى لو كان الامر كذلك تصف لنا كتب التاريخ الاسلامي حال هذا الذمي بشكل مذهل. لا يستطيع ان يوكل الذمي احد ليدفع عنه الجزيه، إذ عليه ان يعطي الجزية بيده حصرا، بحسب تفسير الجلالين لسوره التوبه 29 :
+قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون (التوبه29)
تفسير الجلالين:
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر” وإلا لآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم “ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله” كالخمر “ولا يدينون دين الحق” الثابت الناسخ لغيره من الأديان وهو دين الإسلام “من” بيان للذين “الذين أوتوا الكتاب” أي اليهود والنصارى “حتى يعطوا الجزية” الخراج المضروب عليهم كل عام “عن يد” حال أي منقادين أو بأيديهم لا يوكلون بها “وهم صاغرون” أذلاء منقادون لحكم الإسلام
واضح من التفسير انه علي الذمي ان يكون ذليلا و منقاد و ان الجزيه هي رمز ومظهر من مظاهر الاذلال والتمييز ليكون الذمي على علم ان هذه المعاملة هي مصيره لرفضه الدخول في الاسلام ” طوعا”. ولا يستطيع الذمي ان يوكل احد للدفع حتى لايتمكن من تفادي عملية الاهانة، حسب تفسير ابن كثير ” حتى يعطوا الجزية ” أي إن لم يسلموا ” عن يد ” أي عن قهر لهم وغلبة ” وهم صاغرون ” أي ذليلون حقيرون مهانون فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين بل هم أذلاء صغرة.
وشروط دفع الجزيه:
“يقف الذمي بين يدي عامل الجزيه ذليلا، فيلكمه المحتسب بيده علي صفحه عنقه، اد الجزيه يا كافر، ويخرج الذمي يده من جيبه مطبوقه علي الجزيه فيعطيها له بذله وانكسار” ( معالم القربه في احكام الحسبه للقرشي ص99)
وإذا كان هذا هو حال التعامل مع الصفوة الاغنياء فكيف تم التعامل مع الفقراء اذن؟
ان التراث التاريخ الاسلامي يقدم لنا شواهد تشير الى انه لم تُفرض الجزية علي الاغنياء فحسب ، حسب ادعاء البعض اليوم في محاولة لتخفيف الامر، بل وفرضت حتى على اموات الاقباط.. النساء او الاطفال او الشيوخ حسب ماجائنا عن عمر ابن عبد العزيز”خامس الخلفاء الراشدين” كما ذكر كتاب “المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والاثار”للمقريزي الجزء الاول باب ما عمله المسلمين عند فتح مصر- وهو من اكثر المؤرخين الذين وصفوا مصر-يقول:
” وكتب عمر بن عبد العزيز إلى حيان بن شريح: أن يجعل جزية موتي القبط على أحيائهم. وهذا يدل على أنّ عمر كان يرى أنّ أرض مصر فتحت عنوة وأن الجزية إنما هي على القرى فمن مات من أهل القرى كانت تلك الجزية ثابتة عليهم وإن موت من مات منهم لا يضع عنهم من الجزية شيئًا”
ولكن ستر ربنا بقي مطولش ولغي الجزيه علي الاموات بعد فترة، ولحسن الحظ فإن المحتلين اليوم لايقومون بنفس الشئ!!!
وهم اخر يحاول البعض تسويقه اليوم، ان الفاتحين المسلمين كانوا يعاملون السكان الاصليين بكل احترام، فهل الامر كذلك حقا؟
لندع سناء المصري -وهي كاتبه مسلمه في التاريخ الاسلامي- تسرد علينا وقائع التاريخ، فتقول:
“وقد مارس الحكام العرب صفات السياده وتسخير المصريين في شتي الاعمال الصعبه من اجل زياده حصه الضرائب (الجزية)، ومن هذا المنطلق سخر عمرو بن العاص الاف الفلاحين في اعاده حفر قناه تراجان او قناه امير المؤمنين، كما سخر عبد الله بن ابي سعد بن ابي السرح صناع مصر لبناء الاسطول العربي و في العموم: كان المصريون يقومون بحفر القنوات وبناء الخطط و البيوت للساده العرب….بينما يكتفي هؤلاء الساده بصفتهم الفرسان اصحاب السيوف والخيول والجيوش باستهلاك الخيرات وانفاق الثروات”( هوامش الفتح العربي لمصر لسناء المصري ص78)
“كثيرا ما كانت عنجهيه الفاتحين تذهب بهم الي حد الرغبه في الاستخدام المباشر لثنائيه السياده والعبوديه ، وعدم الاكتفاء بالوضع العام لقوانين الاختلاط ، كما حدث مع هذا العربي الذي سخر ملاحا قبطيا لنقله عبر النهر بمركبه ، و حينما طلب القبطي اجره ، رفض العربي متذرعا بحق السياده الذي يخول له استخدام المصريين دونما مقابل” (هوامش الفتح العربي لمصر 78)
“…كان عمر يريد عمل القبط في مصر في الزراعه و الحرف و يؤدون الجزيه علي يد وهم صاغرون مما يعود بالخير العميم علي بيت مال المسلمين، دون ان يتقلدوا ايه وظائف اداريه”( هوامش الفتح العربي لمصر ص135)
“…والطبري يشير الي معاناه المسلمين اثناء حفر قناه امير المؤمنين في عمل من اكبر اعمال التسخير الجماعيه، و خوف عمرو بن العاص نفسه من هذا الوضع لان تسخير الاف في اعمال الحفر يسبب انكسار خراج مصر وخرابها، ولكن حسم ابن الخطاب دفع الي استمرار العمل في ظل تلك الظروف القاسيه ولكن رسال عمر حسمت الامر اذ جاء فيها: اعمل فيه و عجل، اخرب الله مصر في عمران المدينه وصلاحها)”(نفس المصدر ص135)(نقلا عن الطبري كتاب تاريخ الكبري الجزء الرابع ص100)( يؤكد نفس الواقعه السيوطي في كتاب حسن المحاضره الجزء الاول ص 63)
ولننظر معا لهذه الجمله التي شاعت في رسائل بني اميه:
“أن مصر انما دخلت عنوه، و‘وإنما هم عبيدنا -المصريين- نزيد عليهم كما شئنا ونضع كما شئنا”(تاريخ الرسل والملوك للطبري ص106)
وكيف وصف عمرو بن العاص مصر والمصريين؟
هذا مانقله الطبري عن عمرو بن العاص عند رؤيته لمصر:
“ارضها ذهب ونيلها عجب وخيرها جلب ونساؤها لعب و مالها رغب وفي اهلها صخب وطاعتهم رهب وسلامهم شغب وحروبهم حرب وهم مع من غلب”
ونقرأ كيف وصف عمرو اهل مصر!!
“أهل مله محقوره وذمه مخفوره يحرثون بطون الارض ويبذرون بها الحب يرجون بذلك النماء من الرب لغيرهم ما سعوا من كدهم”
(المسعودي مروج الذهب و معادن الجوهر)
وطبعا تعكس هذه التعابير مفاهيم الاعراب البدوية التي كانت تحتقر الفلاح والعمل اليدوي، ولازالت هذه الاخلاق سمة رئيسية للبدو والبلدان البدوية حتى اليوم
لنقرأ معا هذه الحادثه التي توضح كيف نهب عمرو بن العاص مصر، حسب ماذكره لنا من كتاب فتوح مصر و اخبارها لابن عبد الحكم:
“ارسل عمرو بن الخطاب الي عامله في مصر عمرو بن الخطاب يسأله:بلغني انك فشت لك فاشيه من خيل وابل، فاكتب لي من اين لك هذا المال فرد ابن العاص: اتاني كتاب امير المؤمينين يذكر فيه فاشيه مال فشا لي، وانه يعرفني قبل ذلك، لا مال لي، وإني أعلم أمير المؤمينين إني ببلد السعر فيه رخيص، وإني أعالج من الزراعه ما يعالجه الناس، وفي رزق أمير المؤمنين سعه” .(نفس الحادثه يذكرها القلقشندي كتاب صبح الاعشي الجزء السادس ص386)
وايضا حقيقه ثروه عمرو بن العاص نسأل عنها المسعودي:
مروج الذهب والمعادن الجواهر للمسعودي الجزء الثالث ص23:
“إن عمرو جمع مالا وفيرا من فترتي ولايته علي مصر، وانه خلف من الذهب70رقبه جمل مملؤه بالذهب وسبعين بهارا دنانير وعشرين جلد ثور ملء الواحد منها اردبان بالمصري من الفضه. وخلف عمرو من العين ثلاثمئه الف دينار، ومن الورق ألف درهم،وغله مائتي الف دينار، وضيعته المعروفه بالوهط قيمتها عشره الاف الف درهم(مليون درهم)”.
ومثل هذا الغنى الفاحش الذي يظهر على المرء بعد ان يصبح مسؤولا، لازلنا نراه حتى اليوم بين المسؤولين العرب، بما فيه البلدان التي تتدعي عملها بحكم الشريعة.
مصر بقره وهو يحلبها!
البدايه والنهايه لابن كثير القرشي ص166 :
“كثرت شكايات العرب بعد وفاه عمر بن الخطاب وولايه عثمان بن عفان من ظلم وجور عمرو بن العاص وان كثيرا منهم كانوا محصورين من ابن العاص حتي عزل عثمان عمرا، وولي عبد الله بن ابي سرح علي خراج مصر فقال ابن العاص ساخطا:”ااكون كماسك بقره وغيري يحلبها؟” ووقع خلاف كبير بين ابن العاص وابن ابي السرح حتي كان بينهما كلام قبيح، فأرسل عثمان ليجمع لابي السرح (شقيقه في الرضاعه) أمر الخراج والحرب والصلاه، وبعث لابن العاص يقول له:”لا خير لك في مقام عند من يكرهك فاقدم لي” فانتقل عمرو بن العاص في نفسه امر كبير من عثمان”.( ايضا يذكرها ابن عبد الحكم فتوح مصر و اخبارها ص 178)
وماذا عن السرائر و العبيد؟؟؟
من هوامش الفتح العربي لمصر لسناء المصري (عن الطبري كتاب الطبري الجزء الرابع ص 105)
“….والطبري يذكرنا بأن الجيش العربي الفاتح قد اسر اعدادا كبيرا من المصريين، وان صفوف العبيد من القبط امتدت من مصر الي المدينه، فينقل عن رجل من اهل مصر_او بمعني اصح عربي سكن ارض مصر_، -وكان في جند عمرو بن العاص اثناء الفتح-انه قال لما فتحنا بابليون تدنينا قري الريف فيما بيننا و بين الاسكندريه قريه فقريه حتي انتهينا الي بلهيب _وهي منيه الزناطه بالبحيره ومحلها اليوم فزاره بمركز المحموديه يقال لها قريه الريش وقد بلغت سبايانا المدينه ومكه واليمن”(نفس الكلام كتاب فتوح البلدان للبلاذزي القسم الاول ص253)
تخيلوا المنظر عبيد من مصر الي المدينه؟؟!!!
عمرو وحادثه طريفه
ايضا من المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب للمقريزي و الاثار الجزء الاول باب ما عمله المسلمون عند فتح مصر:
“وعن هشام بن أبي رقية اللخميّ: أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر: إن من كتمني كنزًا عنده فقدرت عليه قتلته وإنّ قبطيًا من أرض الصعيد يقال له: بطرس ذكر لعمرو: إن عنده كنزًا فأرسل إليه فسأله فأنكر وجحد فحبسه في السجن وعمرو يسأل عنه: هل تسمعونه يسأل عن أحد فقالوا: لا إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور فأرسل عمرو إلى بطرس فنزع خاتمه ثم كتب إلى ذلك الراهب: أن ابعث إليّ بما عندك وختمه بخاتمه فجاء الرسول بقُلَّة شامية مختومة بالرصاص ففتحها عمرو فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها: ما لكمَ تحت الفسقية الكبيرة فأرسل عمرو إلى الفسقية فحبس عنها الماء ثم قلع البلاط الذي تحتها فوجد فيها اثنين وخمسين أردبًا ذهبًا مصريًا مضروبة فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد فأخرج القبط كنوزهم شفقًا أن يبغي على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس.”
لا اعلم ماذا اقول عن هذا الرجل اقل ما يقال عنه انه حرامي….بلطجي…..مش عارف الحكم ليكم!!!
وايضا قصه اخري جميله عن عمرو من نفس المصدر:
وقال هشام بن أبي رقية اللخمي: قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال له: أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها. فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة: لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم ومن ذهب إلى هذا الحديث ذهب إلى أن مصر فتحت عنوة.(عنوه يعني بلطجه)
من الذي احرق مكتبة الاسكندريه؟؟
يستشهد البعض بماجاء على لسان بعض المستشرقين الذين درسوا قضية حرق مكتبة الاسكندرية وآشاروا الى كونها كانت محروقة في العهد الروماني ينفي عن الفاتحين المسلمين ان يكونوا هم من حرقها، حسب ماجاء في الوثائق التاريخية للمؤرخين المسلمين انفسهم. وعلى الرغم من ان من عادة الغالبية معارضة المستشرقين وتكذيبهم، الا انهم في هذه المرة يتراكضون لتعضيدهم بدون اي نقاش. وفي الحقيقة يحلو للبعض ان يتناسى ان احراق المكتبة من قبل الرومان لاينفي على الاطلاق إمكانية إعادة بناءها، وإستخدامها، بدليل ان المؤرخين المسلمين قد سجلوا اخبارها بإعتبارها مكتبة عاصروها، وبالتالي فإن تأريخ احتراقها على يد الفاتحين المسلمين هو تأريخ الاحتراق الثاني لها. :
قال القاضي جمال الدين ابو الحسن في كتابه تراجم الحكماء ، كما في تاريخ التمدن الإسلامي لجرجي زيدان 3/42 باختصار شديد .نقول: بعد ان فتح عمرو بن العاص مصر والإسكندرية دخل يحي النحوي على عمرو بن العاص وقد عرف ابن العاص موضع الرجل من العلم فاكرمه عمرو قال يحي يوما لعمرو بن العاص :انك قد أحطت بحواصل الإسكندرية وختمت على كل الأجناس الموصوفة الموجودة بها، فاما ما لك به انتفاع فلا أعارضك فيه، واما ما لا نفع لكم به فنحن أولى به، فامر بالإفراج عنه فقال له عمرو وما الذي تحتاج إليه ؟قال يحي النحوي: كتب الحكمة في الخزائن الملوكية وقد أوقعت الحوطة عليها ونحن محتاجون إليها ولا نفع لكم بها فقال له عمرو: ومن جمع هذه الكتب؟ فقال له يحي:بطولوماس قيلادلفوس من ملوك الإسكندرية لما ملك حبب إليه العلم والعلماء والتفتيش عن كتب العلم وأمر بجمعها وافرد لها خزائن فجمعت وولى أمرها رجل يعرف بابن (زميرة) وتقدم إليه بالاجتهاد في جمعها وتحصيلها والمبالغة في أثمانها وترغيب تجارها ففعل واجتمع من ذلك في مدة خمسون آلف كتابا ومائة وعشرون كتابا،ولما علم الملك باجتماعها وتحقق عدتها قال لزميرة:أترى بقى في الأرض من كتب العلم ما لم يكن عندنا؟ فقال له زميرة:قد بقى في الدنيا شيئا في الهند والسند وفارس وجر جان والارمان وبابل والموصل وعند الروم . فعجب الملك من ذلك وقال له: دم على التحصيل .فلم يزل على ذلك إلى ان مات. وهذه الكتب ما تزال محروسة محفوظة يراعها كل من يلي الأمر من الملوك وأتباعهم إلى وقتنا هذا.فاستكثر عمرو ما ذكره يحي وعجب منه وقال له لا يمكنني ان آمر بأمر الا بعد استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب . وكتب عمرو لعمر وذكر له ما ذكره يحي وأستأذنه ما الذي يصنعه بها – اي بالمكتبة-: فكتب عمر الى عمرو يقول له: واما الكتب التي ذكرتها فان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى ، وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة أليها فتقدم بإعدامها (وهذا القول عن عمر تكرر عدة مرات ). فشرع عمرو بن العاص في تفريقها على حمامات الإسكندرية واحرقها في مواقدها فذكروا أنها استنفذت في ستة اشهر .راجع الغدير 6/301-302 والفهرس لابن النديم ص 334
كان رأى الخليفة عمر عاماً على جميع الكتب والمكتبات في الأقطار التي فتحت في عهده بما فيها بلاد فارس.قال صاحب كتاب كشف الظنون1/446 :” ان المسلمين لما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم، كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شانها وتنقيلها للمسلمين فكتب أليه عمر بن الخطاب :ان اطرحوها في الماء، فان يكن ما فيها هدى ؟ فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه، وان يكن ضلال ؟ فقد كفانا الله تعالى. فطرحوها في الماء وفي النار فذهبت علوم الفرس فيها.وقال في 1/25 في أثناء كلامه عن اهل الإسلام وعلومهم: انهم احرقوا ما وجدوا من كتب في فتوحات البلاد. وقال ابن خلدون في تاريخه 1/32 :”فالعلوم كثيرة والحكماء في أمم النوع الإنساني متعددون، وما لم يصل الينا من العلوم اكثر مما وصل، فأين علوم الفرس التي أمر عمر بن الخطاب بمحوها عند الفتح ؟