بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم الفنانة التشكيلية السعودية هدى العمر
لم أستطع بعد متابعتى لمقالتكم فيما يتعلق بصالون الخريف الفرنسى أن لا يثور قلمى ليتعانق مع كلماتكم الصادقة الواعية لمصلحة الفنان والتى تحترم أيضا كيانه ومشاعره ولا تقبل الاستخفاف أو الاستغلال لطيبته وحسن أخلاقه وهذا دفعنى بأن
أذكر لكم تجربتى مع هذا الصالون حتى يتحد الحق ويسقط من تسول له نفسه باستغلال المبدعين سواء ماديا أو معنويا.
تعرفت على نائب هذا الصالون الفنان الدكتور والبعض منحه حق لقب أستاذ من خلال زميل جزائرى عبر شبكات النت والذى دعانى بدوره للمشاركة فيما سمى بالبينالى الثقافى الأول بمصر.
وقد شاركت ليس لمجرد المشاركة بل لأن سبق وأن أقمت معرض شخصى لى عام 2006 بالقاهرة ولاقى نجاح بحمد الله كبير إعلاميا وكونت صداقات لزملاء وزميلات أعتز بهم وأفتخر بمعرفتهم فى المجال بمصر فأننى مولودة بالقاهرة وأمى مصرية وأخواتى بمصر فمصر هى وطنى الثانى ولذا كان لدى إيمان صادق وجميل بأن أشارك فى هذا الحدث بدعوة من نائب الصالون الذى كرمه هذا البينالى فى احتفاليته الأولى بالمقطم وتعرفت من خلال هذا على رئيس الصالون نويل كوريه والفنانة مونيك بارونى وآخرين من الدول العربية المختلفة ومنهم الأخت الجميلة لطيفة يوسف وشعرت بأننا أسرة واحدة ولم يكن ببالى أن تكون هناك أحقاد أو نفوس مريضة أذا صح التعبير.
إلى هنا وكل شي جميل إلى أن بدأت مناقشة نائب الصالون الكريم ورئيس الصالون لى بأنهم أطلعوا على مستوى الأعمال الراقية مما قدم من فنانين سعوديين شاركوا معى بهذا البينالى وأن أملهم بأن يقيموا كصالون الخريف معرضا مشارك مع فنانين وفنانات الوطن بالمملكة العربية السعودية وبذا تكون السعودية الرائدة من دول مجلس التعاون الخليجى باستضافة أقدم صالون أوروبى فى خريطة الإبداع وعمة التشكيليين فى عالم الغرب مونيك بارونى ( كما عرفها نائب الصالون )على أن تكون السعودية ضيف شرف الصالون وأن يقام معرضا مماثل فى باريس فى نفس العام .
وقد استحسنت الفكرة وأملت هذا التبادل الثقافى بين وطنى والغرب وكلى إيمان بأن هذا للصالح العام ووضعت أنفى وحماسى الصادق وثقة وزارة الثقافة والإعلام فى وطنى فى شخصى وأيضا خبرتى ككمسيور للعديد من المعارض المحلية بالوطن بأن أسعى وأعمل ما فى جهدى لإقامة هذا النشاط وتلقيت العديد من الرسائل الحماسية من رئيس الصالون ونائبة ( توجد وثائق) هذا بالإضافة إلى العديد من الاتصالات الدولية التى كانت على نفقتى الشخصية عانيت من خلالها للحصول على مادة كتيب المعرض الذى طلبوا إرساله لى بالبريد الممتاز أيضا على نفقة دولتى ولم تكن هذه المادة بالمستوى المؤمل له من تنظيم أو حتى من قبل صالون صنعوا من تاريخه بريق إعلامى زائف.
فماذا قدمت لهذا الصالون وماذا قدم هو بالمقابل؟
أولا: تذاكر سفر فوجئت بأنها وصلت خمسة وليست ثلاثة من قبل الصالون فما كان متفق عليه هو رئيس الصالون للحضور ونائبه القدير الدكتور البر فسور والفنانة مونيك بارونى فهل لكم أن تتخيلوا بأن يضعونى فى موقف محرج مع الدولة بأن لابد من زوجة رئيس الصالون الحضور وأيضا مرافقه للفنانة مونيك وهذا لكبر سنها ومع هذا حققت هذا المطلب بأمانة وإلحاح من قبل رئيس الصالون أنه حلم لهم بأن يزوروا السعودية ( تذاكر مغادرة وعودة من باريس كاملة على نفقة دولتى)
ثانيا: أقامة لمدة 7 أيام فى فندق خمس نجوم ( المريوت) بمدينة الرياض
ثالثا: سيارات جميعها جيب بسائقين سعوديين من قبل وزارة الثقافة تحت طلبهم طوال اليوم للتنقل.
رابعا: إقامة المعرض فى أفخم قاعة بالوطن ( قاعة حوار) بفندق الفور سيزن بالرياض لمدة عشرة أيام وبحضور وكيل الوزارة للشئون الثقافية الدولية والملحق الثقافى الفرنسى وجميع القنوات الفضائية المحلية ووسائل الإعلام المختلفة بالافتتاح.
خامسا: شحن وتأمين الأعمال الفنية للفرنسيين سواء للاستلام أو العودة من الباب للباب على نفقة دولتى وقد أشرفت على هذا جميعه بنفسى والله على ما أقول شهيد .
فماذا واجهت من هذا الصالون ؟
أحبتى بعد مغادرتهم الرياض حدثنى نائب الصالون بأن رئيس الصالون الموقر أصيب بالإحباط لأن لم يباع أى عمل من أعمال فنانين الصالون فكانت هذه أول ردة فعل وإنذار لى بأن أحظر من جشع هؤلاء الذى أتحدى أى نشاط عالمى يقدم له ما قدمه وطنى ولكن من حظهم ان شخصية مرموقة فى الوطن أقتنت عمل للفنان “بتروف” وقد بح صوتى مع نائب الرئيس لإرسال معلومة صحيحة ومنظمة لبنك الصالون لتحويل مبلغ اللوحة ومن ثم سارع رئيس الصالون بإرسال رقم حسابه الشخصى وبدل من شكرى زعل الدكتور الموقر النائب بأن لم يصل المبلغ لحسابه ووصل لرئيس الصالون مما وضع لدى علامة استفهام كبيرة لصالح من تباع هذه الأعمال؟
حاولت شراء ماء وجهى وتعدية الأمور حتى يقام المعرض المبادل كما هو متفق عليه لفنانين السعودية بباريس ولبيت دعوة للمشاركة بالمعرض السنوى وقد شحنت عملين لى لباريس على نفقتى الخاصة للمشاركة بمعرضهم لعام 2010 ولم أرى هذه الأعمال إلى الآن . وبدل من مناقشتى عن إقامة المعرض المبادل بفرنسا حاول نائب الرئيس مناقشة إقامة معرض آخر للصالون بمدينة جدة ومخاطبة زملاء وزميلات بمدينة جدة والذين بدورهم حاولوا ان أساعدهم أو أدلهم على الخطوات التى اتبعتها مع الوزارة لاستضافتهم وقد رفضت هذا تماما موضحة لزملائى ان لم تكن هناك نزاهة فى إقامة المعرض المبادل للسعودية كما كان متفق عليه فكيف لى أن أسأل لمعرضين لهم بالمملكة وهم لم يلتزموا بأقامة المعرض المبادل؟
ومن ثم فوجئت بالإعلام المحلى يتصل على لأننى مكرمة فى هذا البينالى ( بينالى الثورة) ولم يشرفنى هذا التكريم الذى لم يصلنى أى شئ كتابى عنه أو اى معلومة منظمة عن الحضور أو جدول النشاط واعتبرت هذا طريقة ملتوية لشراء سكوتى عن عدم النزاهة والالتزام الذى ينقصهم للأسف الكثير منه لأنهم لم يتجاهلوا المعرض المبادل فقط ولكنهم حتى لم يضعوا كلمة شكر فى كتيب معرضهم لخريف 2010 لوطنى الذى سهل عليهم كل هذه التسهيلات واستضافهم فى مايو من نفس السنة وما قدموا بما يسمونه تكريم عبارة عن ورقة رديئة بخط اليد خجل من سلمها لى أن يحملها أصلا . وبالمقابل كانت هناك دروع فخمة لجميع من حضروا من الصالون للسعودية وشهادات شكر وتقدير من الوزارة لجميع المشاركين الفرنسيين موضوعة فى مغلفات “مخمل” قيمة ومواقع الإنترنت مليئة بالإعلام الذى حظى به هذا الصالون خلال تواجدهم بوطنى.
وبدل من شعورهم بالخزى والأسف أو حتى إرسال مبرر لتصرفهم هذا ما زال يتواصل النائب الكريم مع زميلات لى بالوطن ويبلغهم بأنه جدا زعلان من تصرف أخت لى بمصر عندما حاولت ومن خلال الإعلام معرفة مكان تكريمى “المدعى” بضم الميم لتتسلمه عنى لم يكن لديه فكرة فتارة يقول أنهم لغوا الحفل وتارة أخرى انه لا يثق بالمعلومة وفى آخر لحظة يتصل عليها وبأسلوب لا ينتمى بأى شكل كان لكاتب وفنان ونائب رئيس صالون إبداعى لتحضر لتتسلم هذا التكريم بعد نصف ساعة وبيتها يبعد عن موقع الحفل أميال فى وسط زحمة القاهرة وعندما سألت أين هذا المكان؟ وجدت ليس بشهادة حديثها فقط لى بل أيضا ممن حضروا من زملاء وبلغونى بأنه من أردئ الأماكن ولا أحد محترم تطوعه نفسه بالدخول له . فما كان منها إلا ان قالت له أختى لا ينقصها هذا التكريم بصورة إهانة وأنك لا تعرف كيف تتعامل بأخلاق الفنان أو أسلوبه أو تنظيمه. وصدقت أختى .
لقد شاركت فى أكثر من 40 معرض عالمى ودولى بعضها حضرتها وأخرى لم أحضر ولكن شاركت بأعمالى ومنها معارض بفرنسا أغلبها ليوم المرأة العالمى ومعهد العالم العربى ولم أشاهد فى خلال حياتى التشكيلية أسوء من هذا التنظيم أو التعامل أو الأسلوب الذى لم يكن وراء أهدافه غير الاستفادة المادية والمصالح والبورباجاندا الإعلامية المزيفة.
وما زلت أحدث نفسى هل نحن فئة الفنانين المرهفين بالحس والمشاعر أصحاب الرسائل الإنسانية الذى يحمل كل منا تعبير سامى يريد ان يشاركه مع العالم يصح بأن يكون بيننا هذه الرموز التى تحمل الأنا وحب الذات واستغلال الآخرين؟ أترك لكم الإجابة