ذات العيـون الخضـراء
كتب rosadaily العدد 1798 – الخميس الموافق – 12 مايو 2011
بدأت قصة “ذات العيون الخضراء” للفنان محمود سعيد، عندما أعلنت قاعة “كريستي” بدبي عن عرض اللوحة للبيع في مزاد علني عام بتاريخ 2007/12/21 بمبلغ يترواح بين 50 ألف دولار الي 70 ألفا، وأعلن وفجر وقتها الأديب جمال الغيطاني مفاجأة حول ملكية اللوحة، عندما قال في مقاله بـ”أخبار الأدب بتاريخ” 2007/12/6 أنه توجه الي مقر إقامة السفير ماجد عبدالفتاح، مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة، وبمجرد دخوله مقر بالسفارة وجد اللوحة تتصدر بهو الاستقبال، وعندما اقترب منها ووجد عليها ثلاثة أختام عتيقة لمتحف الفن الحديث، برقم ،449 والخطوات المدونة التي تسجل حركة اللوحة، تؤكد بما لا يدع مجالا لأي شك أنها اللوحة الأصلية، وقد اقتنتها وزارة الخارجية.
كما تكشف المستندات التي حصلنا علي نسخه منها من “قطاع الفنون التشكيلية”، أن لوحة محمود سعيد مدرجة في سجلات متحف “الفن المصري الحديث”، وتم إعارتها إلي سفارتنا في واشنطن عام 1950، بناء علي إجراءات رسمية وموثقة من القطاع، ومكتوب خلف اللوحة رقم 449، وأنها واحدة من أربعة لوحات آخري تم إعارتها، وبمخاطبة سفارة مصر في واشنطن لبيان موقف اللوحة المعارة وبتاريخ 2007/10/17 ورد إلي قطاع الفنون التشكيلية فاكس من السفيرة وفاء بسيم مساعد وزير الخارجية يفيد: “أن لوحة محمود سعيد “ذات العيون الخضراء” موجوده لدي مقر الوفد المصري لدي الأمم المتحدة في نيويورك”.
إذن نحن أمام لوحتين، الأولي في دبي والثانية في أمريكا، وقد توجهت لجنة من القطاع تضم محسن شعلان رئيس القطاع السابق، والنحات أدم حنين، ومحمد السيد المستشار القانوني للقطاع إلي دبي لفحص اللوحة بتاريخ 2008/7/21 وتبين أنها أصلية أيضا، وملكا القطاع، ولم تعد حتي الآن.
إلي هنا انتهت القصة، التي يتحدث عنها الفنان عصمت دواستاشي موثق اعمال الفنان محمود سعيد قائلا: كيف تسافر لحنة إلي دبي ليس بين أعضائها مصور أو رسام؟ فمن يستطيع التأكد من أصالتها لابد أن يملك أسسا لتقيمها، وقد أرسلت مخاطبة رسمية للقطاع بتاريخ 2007/11/25 أوضح فيها، كيف أن اللوحة الموجودة في دبي موثقة بتاريخ 1932، واللوحة الأخري الموجودة في نيويورك بتاريخ 1931، فمحمود سعيد لم يرسم اللوحة مرتين، ولم يرسم أي فنان آخر أي لوحة مرتين، ومن خلال بحثي عثرت علي لوحة “ذات العيون الخضراء” أبيض وأسود بداخل كتاب رائد النقد الفني أحمد راسم (الظلال)، ولكن لم يدون أي تاريخ للوحة، ولم أعثر علي أي صورة لهذا العمل ملونة في أي مرجع آخر، والنسخة الملونة أظهرتها قاعة “كريستي” وانتشرت في المجلات التي اهتمت بالموضوع.. وأوضح أنه في بحثه وضع تاريخ العمل في سياق من إبداع الفنان، في اجتهاد شخصي يعتمد علي طريقة رسم وأسلوب الفنان، فاكتشف أنها ينطبق عليها فترة تاريخ 1932 المكتوب في اللوحة الموجودة بدبي، لذلك أطالب بعودة كل لوحات المعارة للخارج للتاكد من أصالتها.. ورغم أن كل هذه الإجراءات قانونية وجدنا أننا أمام قضية أخري، فنحن حتي الآن لا نعرف أي اللوحتين أصلية، ونتسأل لماذا لم يتم فحص لوحة محمود سعيد “ذات العيون الخضراء” الموجودة في السفارة المصرية بواشنطن، ولماذا لم تعد لوحة دبي؟
المصدر: www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=111577