بقلم سعد الطيب : مدرب فنون التصميم الرقمي / الأكاديمية الدولية للقيادة و التنمية / اسطنبول
حينما أطلق المصمم ويليام إديسون مصطلح المصمم الجرافيكي عام 1922 على الشخص العامل في هذا المجال لم يأتي من فراغ خاصة حينما عرفه وقال ( ان المصمم الجرافيكي هو ذلك الشخص الذي يجمع العناصر المختلفة صور – الوان – كلمات – بشكل يحذب النظر) ومع التطور الذي طرا على عصرنا اليوم الذي سهل وقدم للمصمم الناشئ ان يطور رؤيته الذهنية مع مزجها برؤية الرقمية للحاسوب وفق البرنامج الذي يتعامل معه،في محاولة لجعله يفرغ طاقاته ومشاعره من خلال تصاميم- لوحات-فنية معبرة توصل أفكاره وأحاسيس يصعب التعبير عنها بمقال او خاطرة شعرية.
احيانا يغيب عن حسبان الداخلين –بجدية – في مجال التصميم الجرافيكي ( التصميم الرقمي ) من انهم لديهم الكثير من فرص العمل في حال لو خرجوا منه بحرفية عالية فهم مطلوبين في مختلف القطاعات كـ مصمم ديكور في قناة( تصميم خلفيات استديو) ..مصمم فوتوغرافي .. مصمم بالنشر المطبعي (أوفس تصميم كتب،مجلات.. او مصمم في مجال الدعاية والإعلان( فلكس ،مطويات، كرت ..الخ)او مصمم في مجلة أو جريدة ، او مصمم صفحات ويب..او مصمم معارض (في حال توفر الخبرة سابقا) …والكثير من المجلات ..
لذا ان دراسة التصميم الجرافيكي ( التصميم الرقمي) تساعده على تحقيق أماله وطموحاته كما يساهم في تنمية تفكيره الإبداعي وصقل ذوقه الفني والأدبي وهذا الأمر لايأتي جملة واحدة ما لم يتأمل في نتاج إعمال مصممين اخرين ويكون بتماس معهم، وفي النهاية سوف يكون المصمم قادر على وضع استراتجيات فعالة لتحديد أهدافه فور استكماله دراسة هذا الفن .
كما أن الذين سيمارسون هذا التخصص سيشكلون جيل جديد يتمتع بمهارات خالية وذوقية عالية وإبداعات عالمية مبتكرة ، و قد تجدر الإشارة هنا على دور الحاسوب الذي ساعد الفنانين في هذا المجال على إخفاء نقاط الضعف في تصاميم – لوحاتهم – حتى لو نعد نستطيع التفريق بين الفنان التشكيلي والفنان الرقمي كونه اختصر الزمن بالنسبة للفنان الذي أصبح ينجز لوحته ضمن زمن قصير مع إخفاء كل العيوب وتصحيح النقاط السلبية فيه، لكن مع ظل هذا التطور وتوفر الحاسوب يجب ان يكون للفنان لمساته الخاصة واسلوبة المميز وطريقته الخاصة في استخدام هذة التقنية ، حيث ان مهما اتقن الشخص استخدام البرامج فإنه لن يستطيع انجاز لوحات رقمية ممتاز في حال عدم امتلاكه القدرة على الإبداع والرغبة في دخول هذا المجال التي تتمثل في كيفية اختيار الالوان المناسبة ووضع التأثيرات وانتقاءها واختيار البرامج التي تساهم في خدمة فكرته .
عموما وخلاصة القول ان إدخال التكنولوجيا في التصميم هي وسيلة لتطوير العمل الفني والارتقاء به وتقدمية بطريقة معاصرة، لكن لايمكن للفن الرقمي ان يلغي جهود الفنان لان العقل الإنساني هو الذي يحرك التكنولوجيا وليس العكس ! .