Home | فنون جميله | جاذبية سري تواصل .. وايمان .. وقيمة

جاذبية سري تواصل .. وايمان .. وقيمة

بقلم ابراهيم عبد الملاك

gazebeia_fine_artist_egypt_00
حكاية حب طويلة .. ورواية عميقة .. وعمر ثرى .. وإبداع محتواه، فكر .. وإشعاع .. هدى نفسى وصوت روح وعطاء دائم وحنو يلملم مشاعر ويجمع مفردات ويكتب سطورا للاحترام .. ويدون بحروف من دهب اسمها .. جاذبية سرى .. سبعون معرضا .. وما يوازيها عمرا من الفن .

تعتبر جاذبية من الجيل الثالث .. والذى تفتحت عيون الوطن على نوافذ الحداثة مرتبطة بستائر الجذور .. حيث جاءت
التقنيات الجديدة والدور المنكر لمعانى الألوان وجرأة التكوين ورمزية الرؤية .. وفى أعمال فنانتنا تسكن مشاعرها المنتمية والمتواصلة فكريا ووجدانيا مع أحداث وطنها وتطل بوضوح مشاعر التعاطف مع حياة ناسها .. فى آلامهم وأفراحهم وفى توالى حركة المجتمع اقتصاديا واجتماعيا، بل أيضا سياسيا .. لم تنعزل الفنانة عن تفاصيل دنياها .. بدأت إبداعاتها بعد تخرجها فى كلية الفنون الجميلة ٨٤٩١ بواقعية تعبيرية لسنوات .

وقد كانت التعبيرية فى هذا الوقت تتواكب مع فكر وتطلعات المجتمع .. كان المد الثورى يتنامى وقد توافق مع طموحات الناس والثقافة السائدة المقتربة من مناقشة كل الأفكار من أجل فكرة الفن للمجتمع والذى يتوازى مع فكرة الالتزام بالفن للحياة .. وكانت التعبيرية واضحة فى أعمالها إلى أن تسللت الرمزية فى أعمالها فى الستينيات حتى سادت بعد النكسة نتيجة الإحباط والبحث عن قوى تدعيم لعزيمة الوطن الجريح .. .. وتتميز ألوان فنانتنا بجرأة واضحة وصراحة نطق مما يصنفها بوضوح كفنانة مصرية أولا وشرقية ثانيا .. ألوان بها دفء البشر وسخونة المشاعر وحرارة الشمس .. ألوان تتناسق وكأنها نفوس بشرية تتلاقى بحب .. أما التكوينات فهى محكمة .. وبها تجمع بذكاء بين العضوى والهندسى وكأنها تمسك بثبات فى تآخى المفردات من مربعات ومثلثات وأقواس مع البشر والبيوت والبحر .. وشطآنه .. لقد صارت هذه الحالة الإبداعية كعلامة الجودة الفنية تقاس بها صور الصدق وبلاغة التعبيرية وقبول الرمز ..

… واليوم تقف هامة الفنانة المبتكرة شامخة بخصوصية وتفرد ومعان متوالية لاستيعاب فكرى لحياة الناس وكأنها مؤرخ واع لكل المحيط بها وفيها .. حالة نضج واضحة تثير الدهشة ممزوجة بالإعجاب .. حالة وهج يدع تدفق مشاعر المتلقى يصب فى صالح احترامها .. جاذبية المتواصلة مع حركة الزمن والتاريخ بتمكن وتواصل ودأب تقدم آخر إبداعاتها بقاعة الفن بالزمالك هذا الشهر .. ومازالت مرتبطة بدربها الجلى وأسلوبها المتميز .. حيث الناس والبيوت داخل بوتقة شعور تمزج ألوان البهجة بقدراتها العالية على عمل تكوينات تجمع القلوب فى أطر السكينة .. ومازال الناس تجمعهم حنية قلبها وعقلانية فكرها .. تجمعهم .. تشعرهم .. تجمعهم على مائدة كرمها وتحيطهم بضمها العطوف ..

.. جاذبية طائر عشق كلما حط على عش بنى لغيرها حضنا متدفق الشعور .. يثرى ويقدر و .. » يحترم «.. جاذبية سرى قصيرة القامة .. طويلة القيمة وهى قطعة رائعة من أيقونات الصدق .. فى تاريخ مصر الإبداعى . مجاهد العزب .. كاتب متميز .. وفنان متفاعل بصدق مع كل مجالات الفن فى مصر .. له دور اجتماعى رائع وسط عشاق الوطن .. يجمع بين الأدب والشعر والتشكيلى فى دائرة صدق تحترم وفى معرضه بأتيليه القاهرة سمعت ألحانا شجنية تطرد الوحدة من صدور محبيه .. ويجمع بناسه فى لوحات كستها مشاعره المتدفقة بحنو بالغ .

منى على

نموذج لعشق الفن .. درست الصيدلة وتخرجت وكان قلبها طبيبا يريد شفاء الضمائر والمشاعر بالفن، فدرست الفن وها هى فى أول معارضها تكتب روشتة جمالية لمداراة القبح والتمسك بالوقاية الوجدانية لصحة نفسية إيجابية يحتاجها كل البشر .. ولنا فى معرضها بأتيليه القاهرة مدونات ملونة كذلك فلها كل التحية .

شيماء رضا ..

صغيرة السن كبيرة الفهم فى أول خطواتها الواثقة تمسك بأنامل التفاعل مع حياتنا الاجتماعية .. لتذهب موهبتها إلى عالم صوفى حالم يمتزج بالإيمان وكأنها تقدم تواشيح خاشعة وهى تقدم فى معرضها الأول مجموعة لوحات عن راقصى » المولويه « ، صحيح أنها بالأبيض والأسود، لكن مشاعرك تتلقى كل الألوان فى تواليات الدرجات وكأنها تعزف على دفوف المشاعر وأوتار الصدق فى تكوينات بليغة وأداء ملتزم وتناسق حركى جميل .. إن هذه الفنانة الشابة إحدى علامات الوثوق فى جيل جديد يطمئننا على أبنائنا الملتزمين الموهوبين … وكلى ثقة فى قدراتها والتى ستتصاعد بمرور التجارب والزمن .. فترقبوا مستقبلها بفرحة وتقدير.

المصدر:  rosaonline.net/Sabah/News.asp?id=44743
العدد 2824 – الثلاثاء – 16 فبراير 2010