الفنان انطونيوا جاودى والعمارة فى اسبانيا
وهاد سمير
Antoni Plàcid Guillem Gaudí i Cornet
ولد الفنان جاودى فى مدينة تارجوانا فى جنوب كاتالونيا غير ان هناك اختلاف فى مكان ولادتة فى اسبانيا 25 يونيو 1852 وتوفى فى 10 يونيو 1926 وترتيبة بين اخوتة الخامس وتزوج عام 1878 من انطوانيتا كونيت بيرتران . اسم الشهرة انطونيوا جاودى وخلال مراحل عمرة تعرض لمرض الحمى الروماتيزمية التى كانت شائعة فى ذلك الوقت عددة مرات واستلزم مرضة القضاء الكثير من
وقتة فى عزلة عن الناس مع الطبيعة مما ساعد على ان يجلس وحيدا كثيرا ويتامل الطبيعة والكائنات الطبيعية والطيور والحيوانات والصخور ولظروف كثرة مرضة كان عايش على نظام غذائى من الخضروات وعندما انتقل للاقامة فى برشلونة كان يمشى كل يوم الى كنيسة سانت فيليب ويصلى بها ويمكث وقت كبير بها .
بدا فكرة يميل للخيال منذ ان كان طفل عندما درس فى المدرسة ان للطيور اجنحة للطيران وعمل مقارنة مع الفراخ يوجد لها اجنحة ولكن لا تطير وهنا بدا يظهر تفكيرة غير المالوف وبدا تفكيرة ينمو اكثر ويميل ويحقق درجات كبيرة فى دراسة علم الهندسة وبدا شغفة يظهر بها وبدا يرسم المشاهد المسرحية للمدرسة ويظهر فيها التحولات والتغيرات الجسدية فى تصاميمة وكان يتمتع ويراقب المناظر الطبيعية ويتامل كثيرا .
وانتقل عام 1868 الى برشلونة لدراسة الهندسية المعمارية وحصل على دورات عديدة وكان يذهب الى المكتبة بشكل متكرر للدراسة وقراءة كتب الفلسفة والتاريخ والاقتصاد وعلم الجمال ولان لة فلسفتة الخاصة بان الطرز المعمارية المختلفة تعتمد على الافكار الجمالية والسياسية والاجتماعية مجتمعين معا .
وكان يحصل على امتياز فى رسم المشاريع وكان متاثر بالفنون القرون الوسطى وبكتابات جون روسكن وويليم موريس والتى قامت على روسكن على أن الأشكال يجب أن تنتج من الوظائف بالإضافة إلى الخامة وأثرها وهذا يعنى أن الوظيفة هي التى تحدد الصورة التى يجب أن تكون عليها هيئة الأشياء مع ربطها بالخامة . وأيد الرأي العديد من الفنانين ولكن كان أول من ترجم رأى روسكن وقام بتحقيقه عمليا هو الفنان وليم موريس . ويعتبر موريس من الفنانين المؤثرين فى كيفية دراسة الفنون وأنماطه المختلفة ويرجع له الفضل فى تسجيل معظم المعلومات التاريخية عن مؤلف فى النسيج فى نهاية القرن التاسع عشر .
لقد شن الرسام وليم موريس حملة ضارية حقيقية على فيروس القبح الذى يتهدد بيئة الحياة اليومية الجارية ولقد محى التفرقة بين الفنان والحرفى وفى الوقت نفسه أزال الطبقات التقليدية بين الفنون الكبرى (التصوير – النحت – العمارة) والفنون الصغرى (التجارة – الخزف – السجاد – تصميم الحلى) ويطلق موريس على حركته عبارة الفنون والحرف Arts and Crafts.” وهو تطبيقه لمبدأ الفنان الحرفى اثبت ان الفنان يستطيع أن يشارك فى تجميل الأشياء والمنتجات المحيطة به والتى نستعملها فى الحياة اليومية، دون أن يقلل من قدرة الفنان المبدع وقد اتبع موريس الفنان روسكن فى رفضه لطرق الإنتاج الصناعى الحديثة فقاما معاً بإنتاج تصميمات فنية باستخدام الطريقة اليدوية وايد العودة إلى مبادئ الفنان الحرفى القادر على الإنتاج ولكن بالأسلوب اليدوى ” .
وتعددت المناقشات حول المفهوم الذى أثاره كل من جون روسكن ووليم موريس عن الفنان الحرفى وكان لهذه المناقشات نتيجتان هما:
اتهام لكل من الفنانين برفضهما للحاضر بما فيه من تقدم علمى فى مجال الإنتاج الصناعى.
لاقت نظريات وليم موريس الخاصة بتوحيد الفنون (فنون تطبيقية – فنون جميلة) قبولا بهدف خدمة المجتمع فى شتى الاتجاهات الجمالية الفنية والوظيفية. ونتيجة لذلك قامت جماعات عديدة للحرف الفنية فى ذلك الوقت .
وطبق جاودى مفاهيم روسكن وموريس فى اعمالة وهو يحب التجديد والغير مالوف وكان بيشتغل وهو طالب فى تنفيذ التصميمات الهندسية وكان معجب بالموضة والازياء والاحذية والقبعات وكان مشترك فى البرنامج الرحلات العلمية وكان يزور المعالم التاريخية فى كاتالونيا وبدا شغفة بالتاريخ والمبانى القديمة وبدا جاودى فى تنفيذ سكن للعمال فى المصنع وعرض جاودى اعمالة فى معرض باريس العالمى 1878 وحازت على الاعجاب وبدات شهرتة وتعاون مع المهندس المعمارى مارتوريل فى الاشراف على تنفيذ تصميماتة وتوالت علية المشاريع بعد نجاحة فى معرض برشلونة العالمى عام 1888 وبدا فى تصميم وتنفيذ الكنائس والمنازل والنوافير والحدائق والزجاج الملون للنوافذ وشهرتة وصلت الى امريكا وطلبوا منة تشييد فندق فى نيويورك .
ولقد تميز اعمال جاودى بالخطوط الزخرفية المعبرة والمشحونة بالحيوية والعضوية منها ليونة وثبات ورهافة فى إستخدام الخط والمبالغة والتحريف والرمزية الشديدة مع البناء والتماسك من خلال التماثل في الشكل والتقابل . كما تميز بالخروج عن جمود الخط المستقيم والإنطلاقية الخيالية مع “نعومة” التكوين وتجانس الألوان الزاهية مما جعله يعتبر حركة الانتقال من الناحية التاريخية التقليدية وحركة الإتجاه الحديث .
جاودى إعاد اكتشاف الحضارات علي مر التاريخ منذ الحضارة المصرية القديمة إلى العصر المسيحى،العصر البيزنطى،العصر القوطى، وخاصة مخطوطات الحضارة الإسلامية مع التركيز علي الزخرفة كذلك الفنون التي دخلت أوروبا فى ذلك الوقت وانتشرت من خلال المعارض والتجارة في القرن التاسع عشر.
الفن الياباني كان جديد علي المصادر التي كان يستلهمها فنان الغرب لإكتساب أسلوب فردي مميز وجديد. فاستخدمت الأفكار والعناصر والموضوعات الرئيسية في الفنون اليابانية في أعمال التصوير والتصميم الداخلي والزخرفة في تصميمات الفنان جاودى وواجهات العمائر والكنائس .
وتميز البناء بالنحوتات العصرية الخيالية الجانحة للخيال واستخدام الاشكال الحيوانية والادمية مما يولد نوع من الاساطير . واستخدم جاودى الخطوط الزخرفية المعبرة والمسكونة بالحيوية والعضوية وفيها ليونة كما تتميز بالخروج عن جمود الخط المستقيم والانتقالية الخيالية مع نعومة التكوين وتجانس الالوان الزاهية مما جعلة يعتبر حركة الانتقال من الناحية التاريخية التقليدية وحركة الاتجاة الحديث .
وتميزت الاعمال بليونة الخطوط وتداخلها وتضافرها والعناية بالتفاصيل الدقيقة والمهارة والمرونة للخطوط ودورانها برشاقة فى وحدة عامة مما يوضح الحركة الديناميكية .
اعتمد الفنان على المجاميع والهارمونى اللونية التى تعطى انطباع الانسجام واستخدم التجسيم للاشكال النباتية .
وتميز بالمهارة والدقة فى ابراز ايقاعات العلاقات المتناغمة بين التفريعات البنائية والعناصر الطبيعية المحورة كاشكال الزهور والطيور .ويعتمد الايقاع على التماثل والتناظر والتبادل كما اعتمد على الخط اللين وتعددت المساحات وتوزيعها وتنوعها .
نجد ان صفة الايقاع المتنوع فى اشكالة المستمدة من الفن الاسلامى والصينى واليابانى والتركى فى الصياغات النباتية للتصميمات فى طرق توزيع المساحات والمفردات والعناصر المكونة للتصميم ولكنها لم تخرج عن نوعين من الايقاع هما : الايقاع الثابت من خلال منظومة تكرارية .
والايقاع الحر الذى يعتمد على مقاييس جمالية يتغير بها المصمم .
اهتم جاودى بفكرة المحاكاة للعناصر الطبيعية من خلال التماثل والتقابل والتكرار والتناظر والتبادل كرؤية كلية فى بناء التكوين بما يتلاءم مع كل خامة مستخدمة كما انة اعتمد على التبسيط والتحوير والاختزال والرمزية والمبالغة الشديدة مع البناء والتماسك .
ومزج بين الشكل والارضيات واهتم بتاكيد البعد بين داخل التصميم لتاكيد الشكل واستخدام الخطوط الانسيابية الرقية فى تداخلات وتشابكات لا حصر لها والاشكال الهندسية البسيطة والاشكال الغير هندسية اكثر شيوعا فى الطبيعة وحدودها الخارجية غير منتظمة وغالبا ما تتكون من خطوط منحنية كاوراق النبات والفروع والاغصان والطيور واستخدم كل الخامات المتاحة فى تغطية الواجهات مع الرسم والتلوين .
اخذت اعمالة طابع الغرابة فى التصميم لجمعهم بين المتناقضات فى المفردات فى المنتج الواحد .
د / وهاد سمير
23 / 10 / 2010