.سؤال كثيرا ماتبادر الى ذهني, في عصرنا الذي طغى فيه شعور الشاب بانسداد الافاق والضياع في عالم تغذي فيه مقتضيات الاحداث الاحساس بغياب العدل و المساواة. وضياع الفرص و تهدر فيه الطاقات .وتسيطر فيه القوة و المصالح الشخصية و الانانية. وكيف يمكن للشاب الفنان الطموح ان يثبت نفسه ويخرج مكامن ابداعاته وطاقاته في هدوء ورضى وثقة عالية بالنفس وكيف يمكن لهذه الطاقات ان تساير ركب التطور مع المحافظة على مقومات الهوية والاعتزاز بالذات في عصر السرعة و الرقميات و المحسوبيات.
وفي هذا الزخم و الكم الهائل من التساؤلات لفت انتباهي حدث فني رائع ,استوعب نوعا ما جل تساؤلاتي.عرس ثقافي فني بهيج معرض خاص بالفنانين التشكيليين الشبان في مدينة المنصورة محافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية والذي اصبح في حقيقته تقليدا راسخا في هذه الربوع ضم هذا المعرض السادس خمسا وسبعين فنانا تشكيليا شابا وشابة وقد ابرز هذا العرس مواهب وطاقات شبابية غزيرة, حية ومبدعة على اختلاف المشارب والمناهل. وقد برزت في جملة الاعمال المعروضة وهي اكثر من مائة عمل فني بين لوحات زيتية وباستال واكريليك واعمال نحت من الخشب والبرونز والخزف والتي عبرت عن مختلف همومهم وابرزت مهاراتهم وبراعاتهم.
بعد ان مرت كل الاعمال بلجنة خاصة لتقييمها حتى تسود روح المنافسة الجدية بين العارضين وهذا الاشراك للشاب الفنان و الاحتفاء به في مثل هذه التظاهرات و الفعاليات ليس الا مظهرا من مظاهر التواصل الحي بين الاجيال, وتعزيزا وتثبيتا لمبادئ وقيم التقدم والتضامن الثقافي للاسرة الفنية الواحدة من اجل النهوض بالطاقات الشابة لمواصلة تحديات المستقبل مستندا على قواعد ثابتة ومدعمة من فناني ومبدعي المنطقة وليس ادل على ذلك من طقم الاشراف المباشر في هذا المعرض البهيج تحت اشراف رئيس لجنة المعارض الفنان النحات الاستاذ نزيه رشيد وبرعاية السيد نقيب الفنانين التشكيليين السيد محمود خفاجي ووكيل نقابة الفنانين التشكيليين الفنان اسامة فرج الاستاذ شوقي معروف رئيس الادارة المركزية بقطاع الفنون.
فهذه الرعاية والاحتكاك المباشر والتواصل مع تجارب فنانين محترفين يذكي في الشاب روح التطلع و الابتكار و الابداع ولقد شدني هذا التقليد الجميل في ربوع مدينة المنصورة .واني وان اشيد بهذا التقليد وبهذه الاحاطة النوعية والهادفة للشاب الفنان العربي اعتبرها نواة محضنة لتنمية قدرات فنية شابة وتوجيهها وتسييرها التسيير الامثل والصحيح لكل فنان اكاديمي او عصامي موهوب وهذه الاحاطة تشكل في النهاية نوعا من الارشاد وتعيد في الشاب الفنان روح الاقتداء كما فعل السلف من الفنانين الناجحين في مسيراتهم الفنية
سلوى البناني
فنانة تونسية