Home | فنون جميله | الثورة.. ومستقبل الفنون الجميلة

الثورة.. ومستقبل الفنون الجميلة

 

بقلم أحمد نوار

ليست صدفة أن تأتي الثورة بثمار لها مذاقها الخاص.. فالثورة في علوم التاريخ والشعوب هي التغيير بإرادة الشعوب، والتغيير كان دائما وأبدا أغلي وأعظم وأرقي أحلام الشعوب، واذا كانت الإرادة هي الطاقة الدافعة فلا يمكن أن يمتلكها الانسان الا من خلال التحدي، من أجل كرامة الانسان، وأمنه، وحريته، وتعظيم حقوقه في الحياة..

لذا ما يحدث في مصر خلال العشرة شهور الماضية ليس له علاقة »بالمعني العظيم« للثورة، فالآن وصل الانفلات والفوضي الي أقصي حدود لها، وفشلت الحكومة في السيطرة أو طرح مشروع من أجل القضاء علي الانفلات والبلطجة التي تفشت في كل أرجاء الوطن وتغلغل الخوف والرهبة وعدم الأمان في نفوس الملايين.. وعلي الجانب الآخر لا مفر من العمل الجاد فالتغيير يستوجب علينا بل يحتم علي الملايين العمل الجاد وزيادة الانتاج وتعظيم الثورة في مرحلتها الانتقالية، وكثير من المواطنين الشرفاء يعملون بجدية يأملون في تجاوز عنق الزجاجة، مؤمنين بالعمل الوطني، فالتعليم الجامعي شريحة مؤسسية لتعليم شباب مصر وتحديد إطار مستقبله ودورة في بناء مجتمع جديد مرجعيته الاساسية العلم والثقافة والابداع وأخص هذه الثلاثية لارتباطها بالسياسة والاقتصاد والاعلام والاستثمار، فاذا تأملنا الثورة التي أتت بفنانين من جيل واحد لرئاسة أعرق كلية للفنون الجميلة بالقاهرة وأخص الفنان السيد قنديل فنان مبدع في مجال فن الجرافيك والرسم، والفنان أحمد رجب صقر عميد كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا وهو فنان متميز في مجال فن الجرافيك والرسم والتصوير، فقد أتوا من خلال انتخابات حرة بإرادة القاعدة العريضة من هيئة التدريس..

وفي نفس الفترة الزمنية جاء الفنان صلاح المليجي رئيسا لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وكان اختيارا من قبل الدكتور عماد بدر الدين ابو غازي وزير الثقافة.. بدون انتخاب، وهو فنان متميز ايضا في مجال فن الجرافيك والرسم والتصوير، فهل هذا المثلث أتي صدفة من قسم الجرافيك؟ واذا أضفنا الفنان الجرافيكي حمدي ابوالمعاطي نقيب الفنانين التشكيليين خريج قسم الجرافيك..

فأصبح مربعا ذهبيا.. نتمني أن يعكس ضوؤه الذهبي علي الحركة الفنية بمصر وعلي المجتمع بشكل عام، الصدفة الوحيدة هنا انهم خريجو قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ولكن إرادة المواطن في الاختيار هي التي حددت هذه النخبة المتميزة في الفن والتعليم، فهل ستتميز في صنع مستقبل جديد للفنون التشكيلية في مصر؟ هل روح الثورة ستستدعي من أحلامهم عنصرا مهما في النجاح وهو (التوحد والتنسيق والتعاون في رسم اطار وسياسة جديدة للفنون في مصر) وخاصة أن هذا المربع الذهبي يجمع النقابة الجامعة لكل فناني مصر وهي مؤسسة مدنية، مضافا لقطاع الفنون التشكيلية المؤسسة الرسمية للفنون بمصر، وكليات الفنون الجميلة كمؤسسات تعليمية، هذا التجمع الفريد والرائع يدعونا للتأمل في إحداث تغيير يضيف مناخا وآليات جديدة تحقق مستقبلا مشرقا للفنون التشكيلية بمصر، وخاصة هذه المرحلة التي تاهت وانعدمت وتهاون فيها كثير من القيم والتقاليد وأصبح الفعل عشوائيا يفتقد الي رؤية واضحة المعالم ومنهجية واضحة التخطيط والأولويات،

لذا يسعدني بأن أتوجه الي الاصدقاء والفنانين حمدي ابوالمعاطي، صلاح المليجي، السيد قنديل، أحمد رجب صقر.. بالدعوة الي لقاء فكري علي مائدة مستديرة لجمعية محبي الفنون الجميلة خلال هذه الايام لتبادل الاراء حول »مستقبل الفنون الجميلة في مصر« الذي يفرض علينا دراسة ماضي هذه الفنون وحاضرها.. حتي يتسني رسم اطار لمستقبل حركة الفنون التشكيلية في مصر، بمشاركة كل المؤسسات الحكومية المعنية، والمؤسسات المدنية.

المصدر: جريدة الأخبار المصرية

http://www.masress.com/elakhbar/55582