الفنان تاد


تاد .. تتدفق فرشاته بالحركة والانفعال

فنان ينتمي لصفوف مبدعي الحركة التشكيلية المصرية، رغم رحيله عن عالمنا منذ 8 سنوات، بقيت أعمال الفنان تاد جاذبة لمتذوقي الفنون، وفى ذكراه، نستعرض جانبا من مشواره الفنى، وأسلوبه الذى تميز به، من خلال أرشيفه الخاص، الذى يضم ملفات رسوم صحفية متخصصة باللونين الأبيض والأسود، نشرت بمجلتي صباح الخير وروزاليوسف، ثم الأهرام إبدو، وجريدة إيجيبشين جازيت. عرض تاد عن طريق تلك المنابر، الكثير من القضايا والموضوعات ذات الصلة بالحياة المجتمعية بكل تنوعاتها علي مدار مشوار عمله، دون أن يفقد علاقته وعشقه الخاص لألوانه وفرشاته المتحركة علي أسطح اللوحات، لتنطلق أعماله باتجاه يتمازج بالشاعرية والخطوط الرومانسية في أجواء من البهجة والفرحة، لكنه يقدمها علي استحياء حيث يقنن حدودها بألوان يضع ظلالها ويدرجها بين القاتم ثم الأفتح علي عناصر أراد أن يمدها بالضوء ويرعاها بالاهتمام، وكأنه يتبع إحدى النوتات الموسيقية في خطاه الإبداعية، فكانت موضوعاته تعبر عن المرأة ومشاعر الحب وقيم السلام والحرية والتفاؤل في أشكال تقترب من الرسم السريع المسمى “أسكتش” كما تتدفق فرشاته بالحركة والانفعال ليرتفع المضمون بالصدق والمباشرة. كما انجذب الفنان، الذي عاش بين مصر وفرنسا وسويسرا، نحو العديد من تفاصيل الشارع المصري وتحديداً ما تحتويه الأحياء الشعبية والأزقة القديمة وما تتعطر به من أصالة وتراث، ليستدعي كل الأدوات والعادات المتلازمة بفنوننا المتوارثة، فقد خصص معرضا عن شهر رمضان الكريم وما يحمله من روحانيات وطقوس ومظاهر نتفرد ببقائها في بلادنا عن سائر دول العالم مهما تبدلت وتلاحقت العصور، وللفنان تاد تحية تتجدد في موعد ذكراه، ولتمضي كل الأعمار وتبقي كل البصمات والتكوينات التي تمكنا من وضعها بمختلف الاتجاهات كالفنون أو الأعمال المرئية والمكتوبة أو حتي المبادئ والأخلاق، فجميعها حين تتغلف بالجمال والإبداع يصبح لها آلاف المعاني والتأثيرات التي قد تمتد لأزمنة قادمة.

منار سليمة

ناجى ميشيل شنبو

تاد بين الممكن والمستحيل
– ذكرنى تاد حين رأيته لبضع لقاءات قصيرة ، بتلك الشخصيات الشكسبيرية المعذبة بين الجوّانى ، وبين الظاهر .
– منتظرا فى تلك المسافة المتوترة بين السؤال وبين الجواب ، مشدودا على همس كالصراخ فى حركة المجىء و الغدو . حائرا بين ذلك الواقع الذى يستهويه فى لعبة الجمال الحى ، وبين ، الممكن ، ومصاعب الغوص فيه وبين ` المستحيل ` الذى هو غاية الفن الفاعلة .

– فى السنوات الاخيرة أخذ تاد يذرع المدينة وأسواقها بحثا عن تلك الرزم الضوئية النابتة فى ألوان البسطاء و الفقراء و الباعة و المشترين وعالم الأسواق الشعبية ، عن تلك الحركة الجسدية المعبرة فى حاملات الجرار ، وباعة الحبوب و العرقسوس ، عن ذلك الفيض من الكبرياء القديم فى الملابس الشعبية المسدلة وقد حفلت بألوان الطيف الشرقى .
– استطاع تاد أن يجمع الأنظمة البنائية فى مساحاتة ، وأن يعيد توظيف مايراه ، وأن يخضع الواقع لنسقه الخاص وأن يحتفظ بتلك الشفافية الكاشفة عن النسيج المتواتر لعملية التلوين ، وعن صكوك واضحة لفرشاة عفوية ومتأملة وأياً كان الامر ، فإن تاد قد نجح فى اجتياز تلك المسافة الهامة التى تفصل بين السوقى وبين الرصين ، بين الابتزاز العمومى للأذواق ، وبين التركيب العشوائى المباشر للعمل الجميل .
– واستطاع أن يكون حياً وصافيا حين جمع بين القرينين على نهج ، ونسيج متحد من غير خطوط فاصلة بين لواصق الأسطح .
– لون على سجيته المرسلة يحمل علة الطفل ، ومنظومة لبناء الطرح تحمل علته هو ذاته .
أحمد فؤاد سليم

تاد .. فى القلب والفن

– منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً زارنى الفنان تاد – المولود فى السادس والعشرين من شهر أغسطس العام 1946 – بمكتبى بمتحف الجزيرة وكان اللقاء الأول بيننا مليئا بالمشاعر الدافئة .. اكتشفت إنسانا يهمس بالمعانى والدلالات .. يرسل إليك حروف كلماته متواترة تتلاحق بشفافية مفرطة وكأنها نغمات من قلب رقيق .. هدوء صوته جزء من الكل الساكن والثابت فيه ، يتحدث وعيناه تسبقانه فى التعبير وصداهما يملأ الإنسان عزة وحباً واحتراماً بدون حدود .. فنان دمث الخلق عميق المشاعر وافر العطاء ، وتحدثنا حول الفن وشاهدت صوراً لأعماله وقررنا أن يعرض أعماله فى معرض بقاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا وبالتحديد العام 1991 ، ثم أقيم له معرض بمجمع الفنون بالزمالك والآن تعرض أعماله فى قاعة الفنون التشكيلية بمركز النقد والإبداع بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقى ، هذه المعارض الثلاثة نظمها القطاع ، بالإضافة إلى معارض خاصة بمصر والخارج .. تاد فنان رسامُُ صحفىُُ بمجلة صباح الخير منذ العام 1966 وحتى الآن . جذبتنى أعمال الفنان تاد لكونها طاقة متراكمة فى الذاكرة البصرية ولصفائها النادر ولشفافيتها المستحيلة .. والتلقائية المباشرة فى صياغة ومعالجة عالمه الإنسانى الذى اكتشفه فى البيئة الشعبية الحية والدافئة بعاداتها وتقاليدها ، ويقول عنه الفنان والناقد أحمد فؤاد سليم `ذكرنى تاد حين رأيته لبضع لقاءات قصيرة ، بتلك الشخصيات الشكسبيرية المعذبة بين الجوَّانى ، وبين الظاهر – منتظراً فى تلك المسافة المتوترة بين السؤال وبين الجواب ، مشدوداً على همس كالصراخ فى حركة المجئ والغدو . حائراً بين ذلك الواقع الذى يستهويه فى لعبة الجمال الحى ، وبين ، الممكن ، ومصاعب الفوضى فيه وبين `المستحيل` الذى هو غاية الفن الفاعلة .. فى السنوات الأخيرة أخذ تاد يزرع المدينة وأسواقها ، بحثاً عن تلك الرزم الضوئية النابتة فى ألوان البسطاء والفقراء والباعة والمشترين وعالم الأسواق الشعبية ، عن تلك الحركة الجسدية المعبرة فى حاملات الجرار ، وباعة الحبوب والعرقسوس ، عن ذلك الفيض من الكبرياء القديم فى الملابس الشعبية المسدلة وقد حفلت بألوان الطيف الشرقى` .
يذكرنا تاد بما هو غير مرئى فى الفنان ، ويدفعنا لمحاولة الاكتشاف والتوغل فى أعماق الفنان على المستويين الفكرى والإبداعى ، مضافاً إلى ذلك المستوى الفنى وميكانيكا الحركة السريعة والخاطفة عند تاد والنادرة لكونها تعتمد على قدرة كبيرة على الاستقبال والتأمل والاختزال ثم تأتى لحظات الخلاص لميلاد أعماله الفنية بصياغة أقرب إلى الوميض الضوئى وأدق إلى الشهب فهما فعل كونى لا رجعه فيه ، وهذا ما نشاهده فى لمسات فرشاة تاد المليئة بكوامن الطاقة والمشاعر التى تتحرك حركة النبض والروح .. تنساب دون توقف ، تحمل معها شحنات وأحاسيس إنسانية .. والبناء الكونى عند تاد لا ينفصل عن البناء المعمارى ، فهما وحدة تكاملية دالة على العمق التعبيرى والجمالى فى آن واحد ، والعمل الفنى عند تاد هو جغرافيا الفراغ الذى يملؤه بمساحاته الجينية الصريحة والصافية وبألوانه المتراصة بقوة الدفع الشعورى وتلقائية فريدة منظمة وبالغة الحساسية ، والبنائيات فى لوحاته غير نمطية .. فاختياره لزوايا بعينها من أعلى أو للزاوية المائلة أو الرؤية الأفقية ، كلها صياغات يبتكر فيها تاد نسقاً جمالياً غير متكرر ، وسعدت عندما شاهدت معرضه خلال الأسبوع الماضى الذى يحمل جزءا نابضاً من حياته ، وكان مقدار سعادتى سيزداد إذا كان تاد بيننا فى المعرض ، ونظراً لأن المرض ألزمه الفراش بالمستشفى فقد حملت زوجته العظيمة رسالته الإبداعية ..رسالة حب من فنان عاشق للوطن وللفن ومثال للخلق والرقى والتواضع .. فهذه هى صفات الفنان الحقيقى ، وقد اهتزت مشاعرى وأنا أعيش بين أعمال تاد التى أحببتها من أول مرة ، وشعرت بالدفء والثبات عندما حضر الكاتب الكبير رشاد كامل رئيس تحرير مجلة صباح الخير ومعه أسرة صباح الخير ليعيشوا معنا جميعاً لحظات حب صافٍ وخالص للفنان النجم تاد .. شعرت بأن هذا الفيض من الحب والتوهج قد عبر النيل وامتد حتى فراش تاد بالمستشفى .. فلندعو جميعا له بالشفاء إن شاء الله .
أ.د. احمد نوار
جريدة الأخبار – 2004

البيانات الشخصية

اسم الشهرة : تاد
تاريخ الميلاد : 26/8/1946
تاريخ الوفاة : /5/2007
التخصص : تصوير

العضوية

– عضو نقابة الفنانين التشكيليين شعبة تصوير .
– عضو فى الجمعية الأهلية للفنون .

الوظائف

– عمل فى مجلة صباح الخير منذ عام 1966 .
– تحقيقات فى صباح الخير وروزاليوسف ( باب نادى القلوب الوحيدة ) .
– حالياً له ركن فى الاهرام إبدو .

الأماكن التى عاش بها الفنان

– القاهرة – سويسرا – باريس.

المعارض الخاصة

– معرض بازل فى سويسرا 1988 .
– معرض بقاعة الفنون الاوبرا 1991 .
– معرض بقاعة معهد جوتة القاهرة 1991 .
– معرض بالمركز الثقافى الفرنسى مصر الجديدة 1989.
– معرض بالمركز الثقافى الفرنسى مصر الجديدة 1991 ـ 1992 ـ 1993 .
– معرض بمعهد جوتة القاهرة 1991 .
– معرض بقاعة جرافتيى بالمعادى 1992.
– معرض فى مجمع الفنون قاعة أخناتون 1993 .
– معرض بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى ( الدبلوماسيين الأجانب ) 1995 .
– معرض بمركز جماعة خدمات المعادى 1996.
– معرض بقاعة إكسترا 1999.
– معرض بقاعة دروب 2002.
– معرض بقاعة بيكاسو 2004 .

المعارض المحلية

– صالون الجمعية الأهلية للفنون 1989 .
– المعرض العام ( قاعة النيل ) 1991.
– معرض صرخة من الكويت قاعة النيل 1991.
– معرض بالجمعية الأهلية للفنون قاعة النيل 1991 .
– معرض بالقاعة المستديرة بنقابة الفنانين التشكيليين بالقاهرة ( منكوبى الزلزال ) 1992 .
– معرض ` هليوراما 10` ( المركز الفرنسى للثقافة والتعاون العلمى بمصر الجديدة ) 1996 .
– المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة ( 25 ) 1997 .
– معرض بجامعة قناة السويس ( فنانى الصحافة ) 1984- 1996.
– معرض بقاعة عبد المنعم الصاوى ( مدينة نصر ) 1988.
– معرض بقاعة شاديكور 1998.
– معرض بقاعة بيكاسو 1996- 1999.
– معرض بعنوان ( رؤى عام 2000 ) بجاليرى شاديكور 2000 .
– معرض ` دعم الانتفاضة الفلسطينية ` بالقاعة المستديرة بنقابة التشكيليين بدار الأوبرا المصرية – القاهرة 2000 .
– معرض الرسوم الصحفية الدورة الأولى بقصر الفنون مارس 2004 .
– معرض الفن للجميع بقاعة سلامة 2004 .
– مهرجان الإبداع التشكيلى الأول ( المعرض العام الدورة الثلاثون وسوق الفن التشكيلى الأول ) 2007 .

البعثات و المنح

– بعثة تبادل ثقافى بين الشونة والمركز المصرى للتصميم وكريستوف مريان ببازل بسويسرا 1988 .

المهام الفنية التى كلف بها و الاسهامات العامة

– دراسة بالرسوم والاسكتشات على مدى 14 اسبوعاً نشرت بمجلة صباح الخير عن رحلته لسويسرا 1988 ، مع نشر اسكتشات عن باريس بالموضوعات فى نفس العام .

المؤلفات و الأنشطة

– أخرج ونفذ أغلفة كتب عديدة للكتاب والشعراء والقصاصين .
– نفذ اسكتشات من واقع الشارع المصرى أسبوعيا فى ( الاجيبشيان جازيت ) .
– ساعد فى رسوم مقدمات الافلام .
– تنشر له اسكتشات حاليا على صفحات جريدة الاهرام ويكلى والاهرام أبرو .

مقتنيات خاصة

– لدى الافراد فى مصر – العراق – سويسرا – أمريكا – كندا – فرنسا – إنجلترا – النمسا – المانيا – أسبانيا .

مقتنيات رسمية

– وزارة الثقافة- المركز القومى للفنون .