الفنان صلاح طاهر


أربعة من أعمال الفنان الراحل صلاح طاهر (للبيع).  تم بيعها SOLD

– نحن ندرك الأشياء التى نعايشها عن طريق الحواس والبصر هو أكثر الحواس التى نتعامل معها طوال يقظتنا وعملية الإدراك هذه تختلف وتتفاوت فى مستوياتها بين جميع الناس كل حسب تكوينه الثقافى وأفاقة الإنسانية كل ذلك من الأمور البديهية المفروغ منها .. ولاشك أن البصر عنصر هام جدا جدا فى حياتنا اليومية و أساس رئيسى كخطوة أولى للمعرفة ولكن البصيرة هى التى تصنع السمو اللانهائى للبشرية فهى ابعد وأعمق وأوسع وأشمل وأبدع وأعجب من البصر وحين لا يستطيع الإدراك البصرى ( المباشر ) أن يتخطى حدود الواقع المحدود فأن البصيرة تنطلق إلى آفاق أخرى بالغة السمو مذهلة لا تخطر على بال ترتفع بالإنسان إلى مستوى حضارى لا حدود له .. – البصيرة هى عماد الروحانيات والحب والإبداع فى الفن.

صلاح طاهر

 صلاح طاهر .. والضوء المكشوف

عندما نتحدث عن صلاح طاهر فكأنما نتحدث عن قرن من الزمان بما يحمله من زخم ونبض جامع شامل للمجتمع ، `ولد الفنان 12/5/1911` وتخرج العام 1934 من مدرسة الفنون الجميلة العليا بمصر ، 1944 عمل فى كلية الفنون الجميلة كأستاذ للدراسات العليا ، عين مديراً لمتحف الفن الحديث بالقاهرة وكان المتحف آنذاك مناراً للثقافة ، تعقد به الندوات والمحاضرات على مدار السنة، 1959 عين مديراً لمكتب وزير الثقافة ،1961 عين مديراً عاماً للإدارة العامة للفنون الجميلة بمصر، 1962عين مديراً لدار الأوبرا المصرية 1966 ، وحتى الآن مازال يعمل مستشاراً فنياً لمؤسسة الأهرام، ومنذ 1984 وحتى الآن يرأس جمعية محبى الفنون الجميلة ، نشاطه بدون حدود..، العام 1961 حصل على جائزة جوجنهايم العالمية ، 1974 حصل على جائزة الدولة التقديرية مع وسام الاستحقاق ، وأول من حصل على جائزة مبارك فى الفنون . الفنان كغيره من الفنانين الرواد الذين مروا بمراحل مختلفة فى الفن وعاشوا مراحل التحول على المستويين العالمى والمحلى فيما يتعلق بالتفكير فى الفن وممارسة الفن كإبداع إنسانى يحمل فى محتواه قيماً إنسانية وجمالية .. وأخص هنا الضوء عند صلاح طاهر فى أعماله التى يكشف فيها عن مواطن الذات وعن جوهر المشاعر وعن مراكز الإحساس المتواتر عبر الجسد ،صلاح طاهر فى الثلث الأخير من القرن العشرين، نهج أسلوباً يتميز و يتفرد به من خلال صياغات ومعالجات تختلف عن تقاليد الفن المعروفة فهو يملأ سطوحه ذات البعدين بقوام لونى يحدد قياساته ثم يقدم على اقتحام هذا السطح المحمول بداخله طاقة كامنة تحت السطح ويبدأ فى عملية كشط رقائق اللون أو حذف أو إزاحة فيبدأ فى الظهور ما يخفيه اللون وغالباً يكون لون النسيج هو الباعث بالضوء أو أرضيات أخرى يتركها حتى تجف ثم تعلوها طبقات من اللون اللين ثم تبدأ ميلاد عناصره بالضغط الغير متوازن على السطح مائلاً أو عمودياً أو متقاطعاً يذكرنا بحركة الوتر الموسيقى، هى حركة يده على السطح كأنها راقصة بالية تتلوى وتتمايل على السطح هذا التنوع يحدثه ما يسمى بالتدرج اللونى أو الظلى نتيجة اختلاف وزن اليد وحركتها واتجاهها من مكان إلى آخر وفق منظومة الألوان المعدة على السطح ووفق حجم سكينة الكشط إن كانت من البلاستيك أو من المعدن ، فالتقنية هنا مؤسسة البعد البنائى للعناصر كما أن للكشط دلالات مباشرة لإظهار الضوء الآتى من جسد اللون كأنه يستدعى طاقات الضوء من الداخل وهذا عكس ما يرسم ويلون بالشكل التقليدى وصلاح طاهر يعتمد على مقومات خاصة صوفية روحية تجعله يتحكم فى مقدرات كمية الضوء الباعثة مضافاً إلى ذلك التنوع المذهل فى إيقاع الخط والمساحة واللون كوحدة ضوئية متكاملة .
ا.د. احمد نوار
جريدة الحياة – 2004


 – الرسام الملون صلاح طاهر نجم متألق فى أفق الحركة الفنية المصرية والعربية يجرى اسمه على أقلام النقاد وأفواه الفنانين.

وهو من أغزرهم إنتاجاً وأوسعهم شهرة وأرحبهم ثقافة ومعرفة بالعلوم الإنسانية .
تصدر الحركة الفنية الحديثة فى مصر منذ فجر الستينات بعد أن تحول الى اللاتشخيصية والتعبير الكامل التجريد بالألوان والخطوط فى تمكن تكنيكى لا يضاهى ومهارة فى الأداء أثارت الإعجاب بجاذبيتها وقوة تأثيرها واجتذبت انتباه واهتمام المتابعين والصحفيين ومختلف أجهزة الاعلام فقد دخل عالم التجريد من باب الموسيقى التى ملكت عليه لبه منذ الصغر واستطاع أن يعزف بالألوان والخطوط و الملامس على أوتار الروح ويهز مشاعر الذواقة من فرط النشوة والمتعة العقلية .
– عشق الموسيقى فى إيقاعاتها وتعلمها وانخرط فى نفس الوقت فى قراءة الفلسفة وعلم النفس وهو مازال فى سن الاستيعاب السريع والفهم المعرفى ونهل من شتى أنواع الثقافة حتى تحولت لديه الى جناحين صعدا بفنه الى سماء بعيدة المنال كما كان ملاكماً بطلاً وهو مازال فى ميعة الصبا مما يعيد الى ذاكرتنا سيرة ( ليوناردو دافنشى ) عبقرى عصر الرنيسانس فى تشعب مواهبه وتدفق علمه وابتكاراته وعكوفه على الدرس والبحث بدون انقطاع .
– بدأ صلاح طاهر طريق الرسم والتلوين أكاديمياً كلاسيكياً فى الثلاثينيات يحاكى الطبيعة ويتغنى بروعتها وجمال الشكل الإنسانى فى مختلف الأوضاع لكنه سرعان ما اتجه الى الأعماق ليخاطب أرواحنا بالتحرير والرمز والاشارة ويكتشف أغوار النفس والأحاسيس ويؤثر على الروح حتى تهتز لمرأى الألوان وما تتخذه من قوالب شكلية كما تهتز فى صحبة أجمل المقطوعات الموسيقية بل لقد صور تلك المعزوفات فى أحدث لوحاته التى تعتبر مقابلاً مرئياً باللون والفورم والخط والملمس للمسموع من النغم والإيقاع والتوافق مما يجعل هذا العرض الاستعادى ( ريتروسبكتيف ) حفل موسيقى راقٍ يبدأ بلوحات تعود بتاريخها الى الثلاثينات كأنها تقاسيم شرقية ثم يصحبنا عبر مشوار الفن والثقافة والجمال الى روائع كأنها سيمفونيات يعزفها أعظم الأوركسترات العالمية.
مختار العطار


– وقف الفنان صلاح طاهر بين عدد من الفنانين وقال .. ( ما حكاية هؤلاء التجريديين ..أيحسبون أنهم يفعلون شيئا خارقا ؟ إننى أستطيع أن أفعل مثلهم ) ويوما اقسم أن يرسم لوحات تجريدية .
– ثم سافر فى رحلة قصيرة إلى أمريكا وعاد من هناك ليتحول من أسلوبه التقليدى المدرسى الى الأسلوب التجريدى .. ومن التقيد الشديد بالطبيعة الى الأشكال التى لا تصور إلا جانبا واحدا وهو الإحساس بالشكل .
– لقد كان انتقالا مفاجئا أحدث يومها دويا كبيرا فى الوسط الفنى ولكنه فى الواقع كان انتقالا طبيعيا رغم مظهره الغريب .. فرسوم صلاح طاهر قبل ثمانى سنوات كانت محاكاة دقيقة وبارعة لما ينبهر به الفنان من ( الأشكال ) الطبيعية دون اهتمام بالمضمون الذى يعبر عن قضايا محددة .. لهذا كان الانتقال سهلا على الفنان رغم الدهشة التى انتابت المشاهدين ..
– وعلى حد تعبير صلاح طاهر نفسه عندما تحدث عن هاتين المرحلتين فى الندوة التى أقيمت فى ختام معرضه السابق الذى أقيم بالغرفة التجارية اذ قال ( كنت كلما أقمت معرضا فى تلك المرحلة السابقة وشاهدت الناس مسرورين مهنئين أحسست بالمرارة ) ذلك لأن الموقع الذى كان يحتله الفنان قبل ثمانى سنوات كان فيه جانب من التملق لجمهور الفن .
فن الصالونات والسرايات الذى يتناول العاريات والمناظر الطبيعية وحسب ، الفن الذى يتقبله أصحاب القدرة على اقتناء الأعمال الفنية .
– ولكن هذا الجمهور تغير بعد قيام الثورة وظهر المثقفون المتطلعون إلى الثقافة الغربية والفن الأوروبى والذين بدأوا يظهرون كجمهور يتزايد وزنه وتأثيره منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وكان هذا الجمهور يزدرى الطبيعة وينشد التحرر من القيود المدرسية فى الفن .
– ولم يكن التحول فى فن صلاح طاهر تدريجيا وإنما فجائيا دفعته الى ذلك الحرية المطلقة فى المذهب التجريدى والمتعة الحقيقية التى يحسها الفنان وهو يعبر فى سهولة عن ذاتيته دون مراعاة أو تقيد بلغة مشتركة مع الجمهور .
– ولكن تجريدية صلاح طاهر ليست تجريدية خالصة .. فالأشكال التى يرسمها ليست مبتدعة تماما من الذهن وليست مفقودة الصفة تماما بالأشكال الواقعية فهو يستخدم أحد الأشكال الواقعية أو مجموعة منها مثل نبات البامبو أو القضبان الحديدية أو الآلات والأوراق ثم يكرر هذه العناصر فى اللوحة الواحدة مرات ومرات مراعيا الجوانب الجمالية الشكلية .. وفى معرضه الذى أقيم بقاعة ( إخناتون ) استخدم أسلوبا جديدا فى الرسم بالأحبار التى تتحرك على سطح اللوحة بفرشاة عريضة أو قطع من الأخشاب غير مهذبة الأطراف ..
– تعتبر أعماله الحالية من أنضج مستويات الفن التجريدى بين فنانينا وستقف ندا أمام أعمال الفنانين التجريديين العالميين عندما تعرض فى معارض الفن التجريدى بالخارج .
صبحى الشارونى


– يعد صلاح طاهر علامة هامة من علامات الحركة المصرية الحديثة ، وانعطافه مرموقة نحو الالتحام بأدوات ولغة هذا العصر وهو يمثل حركة ارتكاز عميقة فى الفن المصرى ، فى نفس الوقت الذى يضفى فيه وجوده المحبوب إلى حالة من (الونس ) تجعلنا ننسى ولو مؤقتا وحشة انصراف الجماهير أحيانا عن الالتحام فى الحركة المعاصرة الجياشة .
– ولقد عبر صلاح طاهر فى الثلاثينات ، الواقعية الأكاديمية ، وفى الأربعينات الأكاديمية ذات الطابع الكلاسيكى وفى الخمسينات خطى صلاح طاهر نحو التعبيرية التشخيصية وفى أواخر الخمسينات أخذ صلاح طاهر يمثل نمطا مميزا فى التعبير عما يمكن تسمية فن ( المنظر التشخيصى ) حين عالج الأشخاص كجماعات ملتحمة فى ذاتها مليئة بحركتها الداخلية مليئة بالشوق والمونولوج الرومانسى ، ومنذ أوائل الستينات تفجرت فرشاة صلاح طاهر على نحو مباغت بالتراكيب الشديدة العصرية ذات المنحى التجريدى الكلاسيكى ، ولكنه ظل محتفظا بألوانه ذات الشعر الخاص وبعالمه الرفيع الذى يبدو ويختفى أحيانا فوق ألوان وأضواء أعيدت صياغتها على النحو خاص .
المركز القومى للفنون والآداب
نجم ساطع فى سماء الفن وبالأحرى فى عالم الفن التشكيلى ، وهذا الوجه التشكيلى هو ما يعرفه به الناس أو ما يبدو لعشاق فنه وجمهوره ، فالذى يرى فن صلاح طاهر ، يعلم أن الرسم هو اهتمامه الأول والأخير ، لا ينازعه فيه فن آخر .. لكن إذا اقتربت من العالم الخاص لصلاح طاهر .. سوف تكتشف أشياء أخرى ترقى للمستوى الأدبى لكنها لم تأخذ شهرتها ..بعض هذه الأشياء حدثنا عنها ابنه الفنان .. أيمن صلاح طاهر .. والبعض الأخر نقلناه من خلال قراءتنا فى مفكرة صلاح طاهر التى كتبها بنفسه .
قراءة فى المفكرة الخاصة جداً لصلاح طاهر
– عندما تقرأ مفكرة صلاح طاهر تجد إنساناً اجتمعت فيه كل المتناقضات فهو بطل ملاكمة وعازف كمان وفنان تشكيلى متفرد وفيلسوف ممارس لليوجا، وأول ما يلفت الانتباه فى هذه المفكرة هو تدوينه كل ليلة لما سوف يفعله من أول نهاره .
– ونهار صلاح طاهر – كما يرويه ابنه أيمن – كان يبدأ قبل الشروق .وكل شئ عنده بنظام بداية من موعد دخول الحمام ، فهو يكتب : دخول الحمام الساعة السادسة إلى السادسة والربع، بعدها لعب لمدة ساعة مع أيمن – ابنه – ثم ممارسة الرياضة بالسير على النيل لمدة ساعة أو جرى فى النادى ، ثم تأتى بعدها الرياضة المفضلة لدية وهى اليوجا التى كان يمارسها كل يوم لمدة ساعتين ، فكتب ` يوجا ` أو تأمل فى ورق أبيض ساعتين ، بعدها الذهاب إلى المتحف المصرى ، وبعد العودة الرسم ثم الأكل أخر شئ ، حتى التدخين كان يخصص له وقتاً معيناً ..الفنان صلاح طاهر بهذا النظام كسر نظرية فوضوية الفنان ، وأثبت أن النظام هو أساس أى عمل جميل، وصلاح طاهر من الفنانين الذين كانت تربطهم صداقات قوية بعمالقة الأدب والثقافة فى ذلك الوقت ، تأثر بهم وأثروا فى شخصيته .
– على سبيل المثال : كتب عن عباس العقاد قائلاً ` كان الأب الروحى والفكرى لى وكانت بداية معرفتى به فى حفل عيد ميلاد صديق لى وذهبت لإحياء الحفل لأننى كنت عازف ` كمان ` وكان العقاد من الحاضرين وكنت أسكن مصر الجديدة وهو الآخر من ساكنيها ، ونظر إلى مندهشاً وقال : أنت صلاح طاهر الملاكم ؟..فقلت له .. نعم فنظر مبتسماً وقال : أرنى يديك ! كيف تكون هذه اليد تلاكم وتعزف الكمان ؟! وجلسنا معاً نتحدث فى مواضيع شتى جعلته يعجب بى كثيراً لكثرة اطلاعى وكأن روحنا امتزجت معاً .. حتى إننى بعد ذلك عندما دعانى لصالونه الأدبى ليلة الجمعة كانت لى مكانة خاصة جداً فلم يبخل على بشىء ، كان يفتح لى قلبه وعقله وبيته ومكتبه ، وكتب أنيس منصور وقال : ` كان الوحيد الذى يستطيع أن يأخذ من مكتبة العقاد ما يريد هو صلاح طاهر ` ويضيف صلاح طاهر : كنا نسير يوميا معاً فى طريق المطار فى الساعة التاسعة والنصف لمدة ساعتين ويناقشنى فيما قرأت ، أثرانى بما اختاره لى من كتب وفهمت منه الفلسفات القديمة والحديثة ، لكننى أحببت ` نيتشه ` أكثر لأنه يؤمن بالقوة ، ولأننى كنت رياضياً وملاكماً .
– أما عن قصيدة ` الظنون ` التى كتبها العقاد فكتب صلاح طاهر عن هذا اليوم قائلاً: ` ومن المدهش أن تلك المرأة كانت تصغره بحوالى ثلاثين عاماً ، ورغم ذلك كانت تحبه جداً وكانت الحب الحقيقى فى حياته وكانت ممثلة شابة ، ولكن كان هناك خلاف بينهما ، كانت تريد أن تمثل وتستمر ، بينما هو يريدها زوجه له .. أذكر أنها كانت تصور فى جروبى ، وذهبت معه وقد خيرها بينه وبين التمثيل وانتظر منها مكالمة تليفونية ، حيث كانا على خلاف فكان يريد المبادرة منها وكانت حالته يومها رهيبة ..أما عن يوم الظنون فهو يوم انهيار العلاقة وطلب منى أن أرسم له لوحة عبارة عن تورتة يتهافت الذباب حولها ، وأخذها وعلقها أمامه فى حجرة نومه حتى يستطيع أن يتغلب على حبه لها وفعلاً نجح بتلك الطريقة .
– وفى مفكرته كتب عن زوجته عايدة التى قال عنها ابنه أيمن :لولا أمى ما كان صلاح طاهر .
– فكتب ` عايدة توأم روحى وفكرى كانت شخصيته قوية الثقة بى وبنفسها وحبى لها .. فقد كانت الكثيرات من الجميلات تأتين لأرسمهن وكانت عايدة تضيفهن ، أذكر أنها قالت يوماً لبعض السيدات أنها تحب كل من يحب صلاح `.
– أذكر أن هناك سيدة من تلميذاتى فى كلية الأداب كان حبها لى شديداً ، فقد كانت تجلس على دكة على النيل لتراقب منزلنا لعلها ترانى وذلك كل يوم حتى نطفئ النور فتعود لمنزلها وعلمت عايدة ، فما كان منها غير أنها نزلت إليها وأتت بها إلى البيت وقالت لها ` كل ما تحبى تشوفى صلاح تعالى البيت ` .. ولكنها أخذت عليها عهداً ألا تحاول أن ترانى من ورائها ، وذات يوم كانت عند توفيق الحكيم فى الأهرام وأنا كنت فى مكتبى بالأهرام وفى ذلك اليوم كانت محاضراتى فى كلية الآداب ونزل كل منا للذهاب إلى الكلية ورأيت أنه ليس من اللائق أن أتركها تأخذ ` تاكسى ` وأنا ذاهب إلى نفس المكان فعرضت عليها أن تأتى معى إلى الكلية .وعلى طريقة الأفلام السنمائية ونحن فى إشارة وقف تاكسى بجوار سيارتى ومن المدهش أن عايدة كانت تركب ذلك التاكسى فنزلت من التاكسى وقالت لها : ألم يكن بيننا عهد ؟ كده خلاص مش هاتشوفى صلاح تانى وكان قراراً نهائياً من عايدة .وتزوجت تلك الفتاة وسافرت مع زوجها إلى بلده العراق ولكنى فوجئت بها يوماً تزرونى بعد وفاة عايدة ..وها هى تأتى من وقت لأخر لكنى أبداً لن أنسى عايده بعد رحيلها .
– عندما تقرأ نوتة صلاح طاهر أو مفكرته لا تجد فيها خواطره الأدبية فقط وإنما أشعار للشعراء القدامى مثل المعرى وابن الرومى وامرؤ القيس ، وتجد بعض الحكمة ، فقد قال ابنه أيمن إنه كان دائما يمسك بالنوتة فى يده يكتب أى شئ يسمعه ويعجبه ، أو يرسم اسكتشات ، وكل هذه المدونات مكتوبة بالقلم الرصاص وهى نصيحة توفيق الحكيم له لأنه أوفر وأرخص!!
– ويعلق على موقف مع توفيق الحكيم يوم أن قرر أن يرسمه فقال : ` يوم قررت أن أرسمه جلست معه خصيصاً ثلاث مرات ولم أستطع لأنه كان يتحدث كثيراً ويتحرك أكثر أثناء كلامه ، ولا يوجد من يجارية أو يوقف سيل كلماته الساخرة المتتالية وكان فى نفس الوقت إذا جلس مستمعاً لا ينطق على الإطلاق وفى المرة الرابعة توسلت للراحل د.حسين فوزى بأن يكون موجوداً ليتكلم هو والحكيم يسمع وجاء حسين فوزى وتكلم والحكيم منصت ، وقد ذكره بتلك الفتاة الفرنسية التى كان يحبها وهو فى باريس فجلس صامتاً ساعة ونصف الساعة فكانت الفرصة بالنسبة لى وقام الحكيم ليرى تحضير اللوحة ، وفوجئت به يهتف الله الله .. كفاية كده يا صلاح ، قلت له : يا توفيق بك إنها تحضير ، فأقسم بالله ألا أضع خطاً أو لوناً ، وأخذ رأى حسين فوزى وأحضر محمد حسنين هيكل فأيده فى الرأى ، واضطرت تحت إصراره أن أوقع على اللوحة وكان ذلك أجمل وأسرع بورتريه فى حياتى .
أم كلثوم حولت كمال الملاخ إلى ` أبو الهول ` قال لى العقاد : أرنى يديك .. كيف تلاكم وتعزف الكمان
أما أم كلثوم فقد كتب عنها .. مثقفة جدا ًخفيفة الظل ، لا أنسى يوم كان ابن إمبراطور الحبشة ` هيلاسلاسى ` الذى يعيش فى انجلترا ويحترف الرسم أن طلب من كمال الملاخ أن يرتب لقاء له معى وأم كلثوم وكان ذلك فى فيللا أم كلثوم .
– وكان كمال الملاخ مؤمناً بأن الأقباط هم فراعنة مصر وظل يتحدث طويلاً فى ذلك الموضوع ، ولكى يثبت صدق كلامه وجه السؤال إلى ابن إمبراطوار الحبشة قائلاً : أليس هناك تطابق فى الشكل بينى وبين أبى الهول ؟! وأنقذتنا أم كلثوم من استمراره فى الكلام ساعتين ، وقالت : لا طبعاً فصمت الجميع ونظرنا إلى أم كلثوم التى أكملت قائلة : أبو الهول معنا من آلاف السنين ولم نسمع منه كلمة وأنت منذ أن جلست لم تصمت لحظة ..أين النسبة إذن ؟ وضحك الحاضرون وتحول كمال الملاخ إلى أبى الهول !!
– ويضيف صلاح طاهر فى مفكرته : قمت برسم أم كلثوم مرتين ، مرة منذ أكثر من خمسين سنة والمرة الثانية توفاها الله قبل أن أكملها .
– ومن اللافت للنظر فى قراءات صلاح طاهر أن الرياضة خاصة ` اليوجا ` قد جعلته دائماً يتحلى بالصبر على عكس معظم الفنانين فهم دائماً فى حالة مزاجية وانفعالية ، ولذلك كتب عن ` رذيلة الغضب ` قائلاً : ` كثيراً ما يفقد الإنسان حقه إذا ما جمح به الغضب ، وسرعة الغضب دليل على ضعف الأعصاب وقصر الذهن وعدم الاعتداد بالنفس ، وليس من شك فى أن الحليم يربح على الدوام وسريع الغضب يخسر على الدوام ، إذ إن غضبه الرجل العصبى تعتبر فى معظم الأحوال إهانة موجهة إلى من يخاطبه ،أما تؤدة الحليم فتعتبر أدباً ورجاحة عقل، وإن كانت مشوبة بالدهاء والمكر ، وقد يتحدث إليك أحب صديق إلى نفسك حديثاً فيه كل الخير لك ، ثم يغضب ويحتد فجأة وبدون مسوغ فتشعر بأنك قد بدأت تكرهه وتنفر منه،وقد يتحدث إليك عدو لك فى هدوء ورفق واتزان ، فتعشر بأنك تحبه، وتدهش لهذا الميل الطارئ الغريب فسريع الغضب عدو مصلحته ومصلحة الآخرين ، وحليم الطبع يربح على حسابه ، والغضبان فى ثورته يهبط بمستوى الفكر ويشوه معالم الوجه ويمسخ الإنسان ويحيله هزأ يبعث على الاحتقار ، ويستثير الضحك وقد كان فولتير عندما يشعر بنوبة غضب تعصف به يطرق على الأرض لحظة طويلة ، ويظل عاضاً على شفتيه وهو يفكر ، ثم لا يندفع إلى محدثة إلا وهو يبتسم ، وكان جان جاك روسو يخرج بغته ويختفى عن الأبصار ويظل يتنقل فى حديقته حتى تقر أعصابه ثم يرجع إلى زواره ضاحكاً يستأنف الحديث فى هدوء ، والحقيقة أن تدريب النفس على مثل هذه الأنواع من الرياضة المعنوية هو خير وسيلة لعلاج مرض الغضب `، ويختتم بقوله :` لا تجعل الغضب يملؤك ، إن الغضب علامة الفجر` .
– وكتب صلاح طاهر فيما يشبه مذكرات شخصية له قائلاً : ` حب القراءة المجدية ، وحفظ الشعر بدأ فى سن 11 سنة ، وكانت فى بيتنا مكتبة ثم كان اهتمامى بالرياضة البدنية منذ التاسعة من عمرى فى المدرسة الابتدائية ، ثم ركزت على الملاكمة فى سن 15 سنة وحصلت على بطولات فى سن 18 ، 19 ، وبعد العشرين تركت الملاكمة للأبد ، بعد ذلك انتابتنى إلى سن 23 سنة حالات نفسية سيئة ، قرأت فلسفة شوبنهاور التشاؤمية ، وأنا فى سن 19 سنة كنت أعزف كمنجة والتقيت بالعقاد فى سنة 19 سنة وظلت معى أبوة العقاد الروحية ، بعد ذلك التحقت بمدرسة الفنون الجميلة العليا فى سن 29 وكان العميد والمدرسون أجانب ..منهج التعليم أكاديمى بحت من الجميع .. احتوت رأسى فى مضمار الفن كل المنجزات الفنية من العصر الحجرى القديم إلى عصرنا الحاضر فى جميع بقاع الكرة الأرضية .. لكن أين أنا من ذلك الطوفان الرهيب فى مضمار الفن والثقافة ، أجتر المعلومات ولا يمكن أن أخدع نفسى والآخرين ، فكثير من المشتغلين بالفن ينطوون تحت لواء أحد الفنانين مقلدين أو متأثرين ، قد يكون هذا الأمر طبيعياً عند الآلاف ولكنه لا يمكن أن يكون عند صاحب رسالة فى الفن أو فى غير الفن .
– الرسالة قيادة وقدوة وابتكار بالمعنى العميق للكلمة، لم أكن راضياً عن نفسى طوال ما يقرب من عشر سنوات إجادة فى ناحية الصنعة بالمفهوم الدارج العادى ، إلى أن انفجرت الثورة فى داخلى ضد المألوف العادى ، معظم الناس أحباء لما ألفوا وأعداء لما جهلوا .انقلب أسلوبى فجأة وبلا تدرج من الأكاديمى إلى التجريدى ، انطلقت إلى آفاق أعلى يحدوها الصدق والخصوصية ، واستمرت الرحلة .
– رحل صلاح طاهر وترك علوة على الأعمال التشكيلية مكتبة بها حوالى 400 ألف كتاب ، حوالى الثلث فى الفن التشكيلى والباقى فى الفلسفة ورياضة اليوجا التى كان عاشقاًً لها .
– وهذه الرياضة جعلته – على حد قول ابنه أيمن – متصوفاً وأحياناً أخرى قديساً ، فكتب بعنوان ` إرادة الله `: ` الطبيعة فى حركة دائمة وفى خلق مستمر ، ولو شئنا تعريف ` الله ` لقلنا إنها إرادة عظيمة جبارة لا تهدأ ولا تكل ، فهو العامل وهو الفنان الأعظم وهو الحافز الحيوى للخليقة كلها، لا ينفك يبدع ولا ينفك يخلق ويفتن .
بقلم : فاطمة على
مجلة الإذاعة والتليفزيون – 2010


البيانات الشخصية

اسم الشهرة : صلاح طاهر
تاريخ الميلاد : 12/5/1911
محل الميلاد : القاهرة
تاريخ الوفاة : 6/2/2007
التخصص : تصوير
البريد الإلكترونى : —

المراحل الدراسية

– تخرج فى مدرسة الفنون الجميلة العليا 1934 .
– درس على يد المصورين ( اينوشتنى ـ بريغال ـ أحمد صبرى ) .

العضوية

– عضو المجلس الأعلى للثقافة 1980 .
– رئيس جمعية محبى الفنون الجميلة 1984 .

الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان

– قام بالتدريس فى بدء حياته بالمدارس الابتدائية ثم الثانوية بالمنيا والإسكندرية ثم القاهرة حتى 1944 .
– قام بالتدريس بكلية الفنون الجميلة القاهرة من عام 1944 كما عين مشرفا على مرسم الأقصر عام 1952 .
– مدير متحف الفن الحديث بالقاهرة 1954 .
– مدير المتاحف الفنية من عام 1958 .
– مدير مكتب السيد وزير الثقافة والارشاد القومى 1959 .
– مدير إدارة الفنون الجميلة بوازارة الثقافة 1961 .
– انتدب للتدريس بمعهد السينما من 61 : 1965 .
– مدير عام لدار الأوبرا 1962 .
– عمل مستشاراً فنياً بالأهرام من عام 1966 .
– رئيس جمعية محبى الفنون الجميلة من عام 1984 .

الأماكن التى عاش بها الفنان

– فرنسا ـ إيطاليا ـ روسيا ـ أمريكا ـ سان فرانسسكو .

المعارض الخاصة

– أقام أول معرض له فى مدينة المنيا 1935 .
– أقام ثانى معرض له فى مدينة الإسكندرية 1939 .
– أقام ثالث معرض له فى النادى الثقافى بالقاهرة 1953 .
– أقام معرضاً شاملاً لأعماله فى قاعة المعارض الكبرى لجمعية محبى الفنون الجميلة 1956 .
– أقام معرضاً شامل لأعماله فى قاعة الفنون الجميلة بمبنى الغرفة التجارية بالقاهرة 1964 .
– أقام معرضه السنوى فى قاعة إخناتون بالقاهرة 1965وقد سافرت معروضاته – لتقدم للجمهور فى مطار كيندى بنيويورك تحت إشراف شركة الخطوط الجوية العالمية T . W . A وقد استمر المعرض ثلاثة اشهر .
– أقام معرضاً لأعماله فى أسيوط 1966 .
– أقام معرضاً متجولاً فى طنطا وبورسعيد والإسكندرية ودمنهور 1967 .
– أقام معرضاً فى بيته بالجيزة وكان أول فنان يتبع هذا التقليد فى مصر 1968 .
– أقام معرضاً شاملاً بمتحف الفنون الجميلة بالاسكندرية 1969 .
– أقام معرضاً فى قاعة المعارض بالجامعة الامريكية بالقاهرة 1971 .
– منذ عام 1972 يقيم الفنان معرضه السنوى فى المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بالزمالك .
– أقام حوالى 79 معرضاً فنياً خاصاً بأعماله فى مصر وأوروبا وأمريكا والشرق الأقصى .
– أقام معرضاً بمناسبة الـ 88 لمولده فى قاعة السمنوز بالمعادى ـ القاهرة 1998 .
– أقام معرضاً مشتركاً مع ابنه أيمن طاهر بقاعة المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بالزمالك 1998 .
– أقام معرضاً فى قاعة الشموع بالمعادى ـ القاهرة ( ديسمبر 1992 ) .
– معرض بقاعة الزمالك للفن بالزمالك ديسمبر 2005 .
– معرض بقاعة ( أفق واحد ) بمتحف محمود خليل بالجيزة ديسمبر 2008 .
– معرض بقاعة شاديكور بمصر الجديدة نوفمبر 2009 .
– معرض ( موسيقى الألوان ) بمناسبة مئوية مدرسة العباسية بالإسكندرية نوفمبر 2010 .

المعارض الجماعية المحلية

– معرض اتحاد خريجى مدرسة الفنون الجميلة العليا 1951 .
– المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة (21 ، 24 ، 25 ، 27 ) 1990، 1995 ، 1997 ، 2001 .
– معرض جمعية القاهرة للفنون الجميلة بقاعة سلامة .
– صالون الأعمال الفنية الصغيرة السابع 2004 ( ضيف شرف ) .
– معرض ( التواصل مستمر ) بقاعات العرض بأتيليه القاهرة يناير 2005 .
– صالون آتيليه القاهرة الأول للبورتريه بآتيليه القاهرة سبتمبر 2005 .
– المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة ( 29 ) 2005 .
– ملتقى الفنانين الدوليين بقاعة الفنون التشكيلية بدار الاوبرا المصرية سبتمبر 2006 .
– معرض ( الوجه الآخر لفنانى صاحبة الجلالة ) بأتيليه القاهرة 2007 .
– مهرجان الإبداع التشكيلى الأول (صالون مصر الدورة الأولى) 2007 .
– صالون جاليرى الدورة الأولى بقاعة إبداع للفنون – و ساقية عبد المنعم الصاوى مايو 2007 .
– معرض ضفيرة التواصل بين جيل الرواد والمواهب الجديدة `الجد والحفيد` بقاعة أبعاد متحف الفن المصرى الحديث يناير 2008 .
– معرض بعنوان ( الحيوان ) بجاليرى قرطبة للفنون بالمهندسين نوفمبر 2009 .
– معرض ( القديم والحديث ) بقاعة سلامه للفنون بالمهندسين ديسمبر 2009 .
– معرض ( الفن لكل أسرة ) بقاعة ( شاديكور ) بمصر الجديدة مارس 2010 .
– صالون الجمعية الأهلية للفنون الجميلة ( الحادى والعشرون ) بأتيليه القاهرة مايو 2010 .
– معرض مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية ` حسين صبحى ` بقاعة ( الباب – سليم ) بمتحف الفن المصرى الحديث مايو 2010 .
– معرض ( فى البرواز ) بقاعة ( خان المغربى ) يونيو 2010 .
– معرض ( المقتنيات الثانى عشر ) بقاعة بيكاسو للفنون التشكيلية يونيو 2010 .
– معرض ( الموديل ) بقاعة ( قرطبة ) بالمهندسين يوليو 2010 .
– المعرض الجماعى السنوى بقاعة دروب بجاردن سيتى يوليو 2010 .
– معرض ( المنتخب 3 ) بقاعة قرطبة بالمهندسين ديسمبر 2010 .

المعارض الجماعية الدولية

– بينالى فينيسيا ثلاث دورات .
– بينالى الإسكندرية 1961 .
– مثلت أعماله مصر فى المهرجان القومى ( مصر اليوم ) بالولايات المتحدة 1981 .
– معرض ( ملتقى جسر ) بقاعة ( الصيرفى مول ) بجدة – السعودية مايو 2010 .
– معرض ( مصريات ) بجاليرى روشان للفنون بجدة – السعودية 2010 .
– معرض ( مختارات عربية ) بأتيلييه جدة للفنون التشكيلية – السعودية يونيو 2010 .

الزيارات الفنية

– سافر الى أغلب بلاد العالم فى الشرق والغرب .

البعثات و المنح

– منحة لمدة ستة أشهر من هيئة اليونسكو لتبادل الرؤية ووجهات النظر 1965 .

المؤلفات و الأنشطة الثقافية

– ترجم كتاب فى ظلال الفن بالاشتراك مع أحمد يوسف ـ راجع ترجمة كتاب أصول الفن الحديث .
– يحاضر فى الفن والتذوق الفنى ومحاضرات عامة وفى التليفزيون .
– كتب ما لا يقل عن 250 مقالة بالأهرام .

الجوائز المحلية

– أهدته الدولة جائزتها التقديرية فى الفنون 1974 مع وسام الاستحقاق .
– أهدته اكاديمية الفنون درجة الدكتوراه الفخرية .
– حصل على جائزة مبارك عام 2001 .

الجوائز الدولية

– جائزة جوجنهايم 1960.
– جائزة بينالى الإسكندرية 1961 .

مقتنيات رسمية

– متحف الفن المصرى الحديث .
– لدى كثير من الهيئات المصرية وكثير من المتاحف الدولية .

لأعمال الفنية الهامة فى حياة الفنان

– العديد من اللوحات التى تعبر عن لفظ الجلالة .

بيانات أخرى

– أول فنان مصرى يفوز بجائزة مبارك للفنون .
– استضافته هيئة اليونسكو فى منحة لتبادل الرؤية ووجهات النظر 1965 .
ـ قام بتدريس تاريخ الفن لطلبة الإعلام وأقسام الدراسات العليا بكلية الآثار من 72 : 1976 .

  salah taher

Salah Taher: The yogi of Zamalek

Interview by Youssef Rakha

Born in 1911, Salah Taher enrolled in the Fine Arts College in 1925, later travelling to Europe to resume his studies. Among “the second generation” of modern Egyptian artists, he has survived such trailblazers as Mahmoud Mukhtar, Ragheb Ayyad and Youssef Kamel; he was particularly close to Abbas Mahmoud El-Aqqad — among the most important names in 20th-century Arabic literature, but also befriended Tawfik El-Hakim, best known as the father of Arab drama, and interacted with some of the 20th century’s biggest names in art and literature, partly via his work in Al-Ahram in the mid-1960s.

Through the 1950s and 1960s he held various high-profile positions: among others, head of the Modern Art Museum, artistic affairs office manager for Minister of Culture and National Guidance Tharwat Okasha, and director of the Cairo Opera House. In three years, 1959-61, he received the State Incentive Award, the Alexandria Biennale Award and the Guggenheim Award, later supplemented by many others including the State Merit Award and the Mubarak Award. He exhibited triumphantly in the widest range of venues worldwide. And he never limited his energy to one style or subject, but he was always prolific. To celebrate its soft opening in 2001, the Bibliotheca Alexandrina published an encyclopaedic volume documenting his life and work, honouring him alongside Nobel laureate Naguib Mahfouz in a fully dedicated programme called “The brush and the pen”.

In the public sphere Salah Taher is beyond reproach — almost. He fits into the “pioneer” mould through which earlier men of accomplishment are routinely celebrated. Not only is he old, “intellectual” and “international”, albeit not “formerly oppositional”, which would have helped even more; he is, more importantly, a socialite — a man whose public presence has been at least as important as his work.

The main charge levelled against him, that he has always allied himself with the powers that be, no matter what their orientation or how he might feel about it — as one journalist recently described him, “the painter of leaders and palace walls” — finds resonance in his avowedly apolitical stand.

From a political standpoint, at first sight, he would seem to be on the side of the conservative free market. He famously painted President Sadat and his wife Jihan — two symbols of the anti-socialist open-door economy of the post-Nasser years; and Richard Nixon, the conservative to whom Sadat referred as “my friend”, bought one of Taher’s paintings, which takes up space on the walls of the White House to this day.

More openly — also in line with Sadat’s policy of reconciliation with Israel — Taher championed peace, accepting many a commission to this end. He has been accused, wrongly, of “cultural normalisation”, due in part to his relative willingness to engage with the interests of the Sadat and the post-Sadat regime. In fact he has never been particularly enthusiastic about the regime, but neither was he critical of it.

At bottom Taher is far more interested in what he refers to as “spirituality” than politics. An accomplished yogi who practised every day for 45 years, in portraiture he believed that producing a recognisable likeness mattered less than the ability to “go beneath and beyond the face”; perhaps to balance out his consistent disengagement from political action, an interest in the subliminal, even the transcendental has informed his every step.

Even so, with what can only be described as an uncanny pragmatism, Taher has managed to maintain his position at the forefront of the cultural establishment — first as an original and exciting talent, then as a celebrated guru and finally, increasingly, a reference point — a benchmark in modern Egyptian and Arab art history.

At first sight this might seem to be the application of an intentional strategy — the position adopted by most of Taher’s critics. But the more likely explanation is that, coming into his own in the early 1950s, Taher found himself increasingly called upon to participate in the growth of the newly independent nation, and simply accepted the perks.

One of his earliest commissions was to catalogue and estimate the value of the art works adorning the royal palaces — a topic on which Sadat would later seek his advice. Long before the peace process, he painted President Nasser in situ, as it were, attending the presidential address to work while it progressed.

I was fortunate to spend half an hour or so with Salah Taher towards the end of 2006, but rather than Giza or Zamalek, where he lives and works, respectively, the meeting took place in the new residential compound of Sheikh Zayed, adjacent to 6 October City.

It took place in the well-equipped outhouse he had occupied since falling ill two months before, located on the luxurious property of none other than his only son, interior designer-cum-aerial and underwater photographer-cum- Sharm El-Sheikh eco-resort owner Ayman Taher — who had graciously arranged the interview.

A quiet little man was dispatched to meet me outside the nearest landmark, and occupying the passenger seat he navigated the rest of the way.

We drove down a gravel path into an as yet empty stretch of desert, then swerved dramatically towards the circular depression where the imposing structure stood, flanked by expensive cars, French windows and, notably, green.

When I arrived Taher Junior was discussing the growth of a particular species with one of his helpers. Taher Senior was just getting out of bed, he explained later, leading me into the impressive interior, also studded with plant life — for which (as the little man had informed me) he won a major interior design award.

“Cairo has become un-livable,” he observed, while, in pigeon English, he gave the young Filipino maid instructions concerning his father’s breakfast. Sipping coffee, we spoke of his life and work, but he seemed distracted.

“There is something that you should take into account,” he confided. “One journalist came over a few weeks ago and he ended up quoting him as saying some pretty mean things. In his condition, you should be careful how you quote him. You see, he isn’t always very lucid — not always fully aware of what he says.”

This turned out to be unnecessary advice: the interview was too brief, and Taher Junior contributed too much to it — an effort to ease the burden off the shoulders of the nonagenarian, who was too exhausted to speak, rather than a deliberate intervention on his part — for any “red lines” to be crossed.

Indeed the “painter of palace walls” appeared remarkably frail, with a whole team of helpers attending on him. But mentally he was as lucid as they come, not only able to recall an incident but ready to comment on its significance and weave it into the narrative tapestry of his life. Only his hearing failed him, and occasionally his voice. It was heartening to realise that his vision was intact.

“Politics,” he exclaimed, after a series of progressively louder attempts at communicating the word — only his son’s voice seemed to register.

“Ah! I was twice nominated to be minister of culture and I refused both times. The second time, when I didn’t want to say no to the person in charge, I left for Alexandria and stayed there for a month — until they had found themselves another minister. No offence intended,” he went on, “but I don’t have the nature of a minister. The story of the minister is a totally different story.” Later he commented, “Politics as a way of life is unnatural.”

Knowing our encounter would be inevitably brief, I had no more than three questions for Taher Senior, one of which he had already answered. The other two were about religion and ambition — and he stressed “destiny” in response to both of them.

“A human being is made up of three things: a soul or a spirit, a mind and,” the nonagenarian stumbled a little over the third constituent, “a body. All the time, each of these things is trying to get the better of the other two; and art as a way of dealing with that ongoing battle is a kind of spirituality in itself — this is the art that interests me.

“In the civilised world, you’ll find that the spiritual impulse is prevalent in art. Sadly we have lost that; even the newspapers used to make room for contemplation in this sense — no longer. But the point is that I never set out to do or to achieve anything; I leave that to destiny. God can determine the path to be taken.

“There was no ambition as such, because I never sought out anything in particular. I had some popularity as a portrait painter, and that was an achievement in the material sense. In a portrait,” Taher Senior went on, “you don’t simply seek a likeness; anyone can achieve a likeness. You must possess the mental equipment to assess and understand the person in front of you. I always spent time with a person before I started painting them. Only then can you produce a portrait of any significance…”

Portraiture, which Taher considered not only secondary but inferior to his spiritually oriented “real work”, was the main arena in which his persona operated; and in this context, given that it was also his source of income, it seems all too natural to have accepted high- profile commissions — and what politics went with them.

Perhaps most famously of all, Taher did a series of portraits of Egypt’s best-known diva, the singer U,m Kulthoum, but as he said in an interview last year, when it came to her male counterpart, composer Mohamed Abdel-Wahab, he “tried but could not engage with his face”. He was more successful with friends like El-Aqqad and El-Hakim as well as heads of state like Josip Broz Tito, a close ally of Nasser’s.

Interestingly, Taher has also described his interest in portraiture in terms of a personal loyalty to artist Ahmed Sabri, a first-generation “pioneer” who was among his earliest teachers. But no doubt his success has, since then, had as much to do with accomplishment as the constantly unpredictable developments of his aesthetic.

In 1956, a year he associates with discovering photography, which “rendered millions of dollars’ worth of portraits worthless”, Taher, having achieved an excellent reputation as a realist, experienced an intense depression that led him to abandon figurative art in favour of abstraction; it was then that he became a colourist and began to experiment with form, producing what, for most contemporary artists, really made his name.

It is interesting that this should happen at the same time as the nationalisation of the Suez Canal — which established Nasser’s credibility for many. Leading to the Suez War, by which Taher was presumably little affected, that event was to be a political point of departure for the whole nation; for Taher, in a parallel line, it was a point of departure for a new creative concept, linked as always with a “spiritual” development and an incumbent aesthetic. It is as if history progressed on one plane, Taher’s life on another.

Throughout the conversation Taher Junior had provided invaluable insights into Taher Senior’s statements. One particularly poignant moment was when he referred to his mother, the painter’s late wife, as the principal household administrator and “finance minister”. The old man immediately perked up, exclaiming in rapture and grief.

Soon after his mini lecture in portraiture, however, Taher Senior said, “Ayman will give you a lot of very useful information. I suggest you go on talking to him.” And so Ayman and I ended up sitting in the small garden outside to resume a conversation whose principal interlocutor had just announced that he was retiring back to bed.

“You must understand that he is a kind of hermit,” Taher Junior explained. “His only genuine link to the world is through his art. He never once went shopping, he has no idea what anything costs. Had there been no one to sell his work for him, he wouldn’t even have done that. You know he has held many important positions, but every time he would select a subordinate he could trust and delegate the work wholesale. At each of his offices he even set up a little studio so his work would not be interrupted no matter what. It was what he lived for in the most literal sense of the term. There was nothing else in his life.”

Was he a religious man? “It is interesting,” Taher Junior said, examining a stalk he had just picked up. “He was never a practising Muslim as such — he was always more interested in spirituality. But very recently he started going back to religion: his latest works are a kind of figuration of the Beautiful Names of God; he doesn’t do calligraphy, he tries to bring out the meaning of the Name or the set of Names directly in painting.”

Taher Junior got up again to pick up another stalk. “I think it’s something few people understand about him. He really had no interests in life…”

via: weekly.ahram.org.eg/2007/827/profile.htm