fenon

الفنان محمد صبرى

رائد فن الباستيل الذى تفوق فيه فصار لايباريه أحد هذا الفنان الذى احترم فنه فأعطاه من وقته وجهده وحافظ على شخصيته الفنية على مدى تاريخه الفنى هذا الفنان الرائد الذى عبر بفرشاته عن الجمال فى كل مكان ذهب اليه فكان يرى مالا يراه سواه. وبعيون الفنان رأينا ما يراه هو الفنان المصرى الوحيد الذى حظى بعضوية اقدم واعرق أكاديميات العالم وهى الأكاديمية الملكية بسان فرناندو بمدريد، فكان بين عظماء الفنانين لمكانته الفنية وليس هذا فحسب من تكريم بل انه عين عضوا أكاديميا مدى الحياة بالأكاديمية الملكية بسان كارلوس فى فالنسيا بأسبانيا .
وإنه لشرف لمصر أن يكون هذا الفنان من يمثلنا بالخارج لما لفنه من بصمه مصرية عريقة تعكس حضارة المصريين المتدة عبر الآف السينين . وفى هذا المعرض الكبير الذى يقيمه بالمركز الثقافى القومى ` دار الأوبرا المصرية ` بقاعة الفنون التشكيلية يملأنا الامل والسعادة لأستضافة هذا الفنان الكبير الذى يحظى بحب وأعجاب الملايين من المتذوقين والفنانين . تحيه للفنان محمد صبرى .. على دوره الكبير فى أثراء الحركة التشكيلية فى مصر
د. سمير فرج
– أسلوب الفنان المبدع يبدأ بالواقعية وللواقعية أساليب واتجاهات متعددة فى الفن والأدب سواء فكل ما تراه العين يعكسه حتماً العقل ويحيله الى شكل مبتكر ومن هذه الاتجاهات نذكر الواقعية التسجيلية (الأكاديمية ) التى يمارسونها بين جدران المراسم المغلقة بمدارس الفنون حيث تطمس المواهب وتفسد كل محاولة للكشف عن قدرات الفنان الذاتية وهناك الواقعية التحليلية (العلمية) وهى منبثقة من الأولى بعد الخروج من ظلام المراسم لمواجهة الطبيعة مع الأضواء و الهواء لمعالجة الألوان التى توصلوا الى معرفتها بعد تحليل النور الى ألوانة الأصلية ومن نتائج هذه الدراسة عرفت نظرية التكامل فى الألوان فأغرت لفيفاً من المصورين الفرنسيين الى الخروج الى الهواء الطلق وانتظروا مثلما ترى فى قوس قزح وكما تشاهد من خلال منشور من البللور ومن الذين خرجوا فى غابات بلدة (فونتانبلو) وقرية باربيزون التى تقع عند طرقها يتشدون الضوء وحرية التعبير فعرفوا بالتأثريين .
– وفن محمد صبرى هو من النوع المنتمى الى الواقعية التأثرية التى لا تعرف زيفاً أو خداعاً ونجده يصدق حسه على لوحات تمثل الأحياء الشعبية والمناظر الطبيعية فى القاهرة القديمة وأسوان وفى الأقاليم الأسبانية والمغربية مستخدماً ألوان الباستيل التى ملك زمامها وسيطر عليها ليحقق أغراضه فى تشكيل القيم الجمالية التى ينشدها بغير عناء أو تردد أو غموض .
– وينفرد محمد صبرى من بين زملائه الفنانين المصرين المعاصرين بالتصوير بالباستيل الذى يسميه البعض جزافاً (طباشير) وهو تشبيه خاطىء ولا يجوز الخلط بينهما قولاً أو استعمالاً والفرق بينهما كالفرق بين الألوان المائية و ألوان الجواش وألوان الإكريليك وجميعها تذاب فى الماء عند استعمالها ولايمكن قبول الزعم بانها متشابهة .
– وحرية التعبير عند الفنان محمد صبرى ترفض الوصاية أو الرقابة أو الالزام لأنها حرية تنم عن الالتزام وصدق التعبير عن مشاعره وانفعالاته واحاسيسة وإرادته المتسامية شأنه فى ذلك شأن كل فنان حر يعرف كيف يتحدث باللغة التى يجيدها ويفضلها ويلتزم بها.. بدون إلزام أو خضوع لما يفرض عيله أو انصياع لنزوات طارئة .
– نعم لقد أحب محمد صبرى الباستيل ووجد فيه الأداة التى تعينه على تحقيق ذاته ولكنه لم يترك التصوير بالألوان الزيتية أو الألوان المائية وعلى الرغم من اختلاف طبيعة هذه المواد ومتطلبات العمل بكل منها إلا أنه استطاع أن يعكس على لوحاته مشاعره وتاثره بجمال ما يراه فيحيله حينا الى ألوان هادئة بلمسات رقيقة.. وبثقة وبإحكام وبغير تردد… وحيناً آخر يحيله على لوحاته صراعاً عنيفاً بين الأضواء الساطعة و الظلال القاتمة ومابينهما من انعكاسات… وعلى لوحات أخرى تشاهد الألوان كالهواء المشبع بالماء او السماء بغير حساب
صدقى الجباخنجى
.. بعد أول معرض أقامه عام 1950
– محمد صبرى : طه حسين اختارنى عضوا بالمعهد المصرى بمدريد قبل افتتاحه
– فنان قدير ينتمى إلى الجيل الثانى فى الحركة الفنية المصرية له بصمات فى رسم المنظر الذى كان يحترفه كموضوع بألوان الباستيل والتى كانت محترفة كخامة وتفوق على نفسه فى التعامل معها حتى لقبوه فى أوروبا بأستاذ الباستيل وحظى البورتريه -الصورة الشخصية بجانب من اهتمامه ، ليرسم العديد من الشخصيات العالمية وكذلك شخصيات البيئة المصرية من البسطاء ، يعمل بحماس الشباب وهو الفنان الذى دخل عامه التسعين منذ شهور .
– رحلة إبداع وعطاء حافلة بالأحداث الفنية بين القاهرة والأقصر وإسبانيا ولندن والمغرب وسلطنة عمان والبحرين بدأت فى بولاق أبو العلا حيث كانت نشأتى فى هذا الحى العريق 21 من ديسمبر عام 1917 خلف مسجد أبو العلا مباشرة وبدأت دراستى الابتدائية فى مدرسة عباس بالسبتية أواسط العشرينيات وكنت مجداً فى دراستى وكانت مكافأتى كتب أجنبية ملونة ومطبوعة طباعة فاخرة وكنت أنقلها حرفياً بألوانها وخطوطها ليعجب برسومى مدرس الرسم ليضمنى إلى جماعة الرسم بعد أن علق هذه الرسومات على جدران المدرسة ونصحنى بالاطلاع على كتاب ` الرسم التوضيحى ` للفنان محمد يوسف همام وكان مديراً لإدارة الفنون الجميلة ثم أمين عام جمعية محبى الفنون الجميلة وكان الكتاب يحوى رسوماً للوجوه والمناظر لكبار الفنانين وكذلك التشريح والمنظور وكل ما يتعلق بالرسم وقد أفاده هذا الكتاب إفادة جليلة والتحقت بمدرسة الفنون التطبيقية فى أوائل الثلاثينيات فى قسم الزخرفة وقد كانت الدراسة قسماً أول يمنح الدبلوم وقسم ثانياً يمنح المؤهل العالى، ودرس على يد محمد عزت مصطفى وحسنى خليل وأحمد راغب وسعيد الصدر وزاملت المثال فتحى محمود وعبد السلام أحمد لأتخرج فيها عام 1937على قمة الدفعة ولم أحصل على البعثة المقررة ليرشحنى الفنان محمد حسن مدير عام إدارة الفنون الجميلة آنذاك للعمل فى متحف التعليم وكان مديره أحمد عطية الله والتحقت بقسم التصوير مع صلاح يوسف وكامل مصطفى وكان يقع هذا المتحف على النيل فى الجزيرة مكان نقابة المعلمين حالياً وكنت أخرج على الشاطئ لأرسم وأقمت أول معارضى عام 1943 بعد تخرجى بستة أعوام فى جولدنبرج بقصر النيل ويزور معرضى الفنان الكبير الرائد أحمد صبرى والفنان حسين بيكار وأعجبا بأعمالى وعرضا أن أدرس فى القسم الحر بكلية الفنون الجميلة الذى كانا يعملان فيه ، ولم أجد غضاضة فى ذلك لأعود طالباً مرة أخرى وأتيحت لى فرصة كبيرة للممارسة والتفوق وتقام أول مسابقة للقسم الحر بنظام مشروع التخرج فى الكلية بعده سنوات من التحاقى ومن يجتازها يحصل على منحة لمرسم الأقصر وقدمت كروكيات ودراسات لموضوع النحاسين 16 دراسة بالخامات المتنوعة ليطلب منى أساتذتى تنفيذ المشروع بالكلية عام 1948 وقد كانت اللجنة المحكمة تضم يوسف كامل وكان مدير الكلية وراغب عياد وأحمد صبرى وكبار الفنانين وحصلت على المركز الأول والبعثة الداخلية لمرسم الأقصر فى هذه الفترة وأثناء دراستى فى القسم الحر عملت أميناً لمكتبة كلية الفنون التطبيقية واقترحت أن أقوم بالتدريس ورفضت ، لأن ذلك كان مقصوراً على العائدين من البعثات الخارجية وتسلمت المكتبة وجعلت منها مجالاً للدراسة فى تاريخ الفن والتصميم ولم أترك نفسى للممارسة دون دراسة فأتقنت فن تصنيف المكتبات بعد دراستى فى الجامعة الشعبية الكائنة بجوار قصر الدوبارة بجاردن سيتى وكانت تدرس أيضاً التصوير والفنون والآداب والتاريخ .
– أثناء وجودى فى مكتبة الفنون التطبيقية جمعت بعض طلاب الكلية وكونت بهم فرقة قمت بتدريس الرسم لها بعد موافقة الكلية التى أتاحت لى الخامات ومتطلبات ذلك وكان من بين طلابى فى هذه الفرقة رمزى مصطفى ومحمد طه حسين وهما من نجوم الفن التشكيلى حالياً .

الجائزة الأولى

-فى أول اشتراك له فى مسابقات الفن فاز الفنان محمد صبرى بالمركز الأول ليحصل على الميدالية الذهبية فى المهرجان الفنى الكبير الذى أقامته وزارة المعارف العمومية عام 1948 حصلت على هذه الميدالية وهو العام الذى حصلت فيه على الجائزة الأولى فى القسم الحر بكلية الفنون الجميلة وبالتالى حصلت على منحة الأقصر والتى زاملت فيها المثال عبد البديع عبد الحى وسعد المنصورى وكانت فترة غزيرة بالنهل والإبداع بزيارة المقابر والمدن الفرعونية : هابو والكرنك ومعبد الأقصر والرامسيوم كنت أرسم فى هذه الأماكن طوال النهار وأرسم الوجوه والأشخاص فى المرسم ليلاً وكنت أقضى فترة الشتاء فى الأقصر والصيف فى حوش قدم بالقاهرة القديمة والتى كانت بالنسبة لى فرصة لرسم الحوارى والشوارع والمبانى القديمة والتاريخية والمساجد وقد ساعدتنى هذه الفترة فى التصاقى بالحارة الشعبية وقد جمعت أعمالى فى هذه الفترة لأقيم بها معرضاً عام 1950.
– كان هذا المعرض نقطة تحول فى حياة محمد صبرى لقد زارنى فى هذا المعرض شخص دلف متسائلاً أين صاحب المعرض الفنان / أحمد صبرى ؟ فأجبته إنه معرض محمد صبرى وليس أحمد صبرى فحينما عرف أنى محمد صبرى قال لى : إن الناقد الفرنسى ` مارييل ` كتب عنك بشكل رائع وأشاد بأعمالك وقد كان فى مصر فى هذه الفترة نقاد أجانب إلى جوار المصريين وكان يلقى على مسامع د. طه حسين آنذاك النقد وما يجرى من أحداث حيث كان وزيراً للمعارف، وزار شخص آخر المعرض متسائلاً عن عملى ومؤهلاتى ، وقد كان هذا الشخص هو مدير مكتب وزير المعارف لتحدث المفاجأة للفنان محمد صبرى حينما هاتفه مكتب د.طه حسين ليزف إلىً خبر ترشيحى من قبلَهِ للسفر فى بعثة لإسبانيا عضواً بالمعهد المصرى فى مدريد والذى سيفتتحه د.طه حسين أوائل الخمسينيات وهو أول معهد ثقافى فنى يقام فى أوروبا وضمت البعثة 16 دارساً لأوائل كليات الجامعات المختلفة ليرافقنى فى الرحلة على ظهر المركب إلى مدريد د. أحمد هيكل وزير الثقافة الأسبق ود. محمود مكى رئيس قسم الإسبانى والأدب العربى بجامعة القاهرة والتحقت فى هذه الأثناء بكلية سان فرناندو زميلاً للفنان عباس شهدى ومجموعة من خريجى الفنون التطبيقية وكل زملائى من الفنون الجميلة فشد من أزرى بإنسانيته المعهودة قائلاً : يا صبرى لا تحمل هماً عملك وأخلاقك تسانداك وقد كانت نصيحة غالية منحتنى دفعة قوية لاقتحام هذا العالم ومع الدراسة بأكاديمية سان فرناندو كانت علاقاتى طيبة بأساتذتى الذين رشحونى لعمل معرض لأعمالى بموافقة وتشجيع د. محمد عبد الهادى أبو ريدة مدير المعهد المصرى والمستشار الثقافى آنذاك لتتم إقامة المعرض فى مايو عام 1951 وأنا لا أزال طالباً بالكلية وذلك بالمتحف القومى للفن الحديث ضم أعمالاً رسمتها فى مصر وأخرى فى مدريد وقدمنى فى ` كتالوج ` المعرض مدير المتحف وهو من كبار النقاد فى إسبانيا آنذاك وكان هذا المعرض هو أول معرض مصرى يقام فى مدريد .
-عدت من هذه البعثة بعد حصولى على درجة الأستاذية من كلية سان فرناندو لأقوم بالتدريس فى كلية الفنون التطبيقية فى الفترة من عام 1953 وحتى عام 1959 وقد كان من تلاميذى فى هذه الفترة عمر النجدى وصالح رضا . وأول معارضى بعد العودة أقمته عام 1953 فى أتيلييه القاهرة وافتتحه السفير الإسبانى بالقاهرة وزوجته ومؤنس نجل د. طه حسين.
– الذى لا يعرفه الكثيرون أن الفنان محمد صبرى درس الترميم – ترميم اللوحات على أعلى مستوى فى منحة لكلية سان فرناندو وقد كانت دراسته على يد كبار أساتذة الترميم فى العالم .
– لقد قمت مع زملائى بترميم أعمال للفنانين جويا وفيلاسكيز والجريكو وكان ذلك عامى 1955، 1956 فى تلك الفترة أقمت معرضاً بتطوان بالمغرب وكان أول معرض مصرى يقام هناك وقد أشادت به الصحافة المغربية والإسبانية ثم تلاه معرض فى الرباط عام 1958 أشادت به الصحف والنقاد المغاربة والفرنسيون وقد جاءتنى دعوة لإقامة معرض فى باريس لكن الظروف كانت غير مواتية فقد كانت العلاقات المصرية الفرنسية آنذاك متدهورة .
وسام فارس
-عُينت عضواً فنياً بمعهد الدراسات الإسلامية بمدريد عام 1959 وكان د. حسين مؤنس مديراً له ومستشاراً ثقافياً ود. محمود مكى وكيلاً للمعهد وملحقاً ثقافياً وقد كانت هذه الفترة ثرية بالنسبة لى، حيث اندمجت فى الحركة الفنية الإسبانية فى معارضها وأنشطتها الفنية لأحصل على وسام الاستحقاق بدرجة فارس عام 1961 وأحصل على الجائزة الأولى فى التصوير فى صالون الخريف بمدريد عام 1964 وقد أخترت فيما بعد عضو لجنة التحكيم فى هذا الصالون فى دورته السادسة والأربعين عام 1978 .
رحلة الأندلس
-أثناء عمل محمد صبرى كعضو فنى بالمعهد كلفته وزارة المعارف المصرية بالسفر فى رحلة إلى الأندلس لرسم الآثار الإسلامية فيها..
زرت قرطبة وأشبيلية وغرناطة وملقة ورمضة ورسمت الجامع الكبير وقصر الحمراء وقصر أشبيلية وكل أثار الأندلس فى ثلاثين لوحة بألوان الباستيل والتى أدهشت د. حسين مؤنس ليقيم بها معرضاً فى قاعة جويا أكبر قاعات العرض فى مدريد عام 1961 وقد لاقى إقبالاً كبيراً تلاه معرض فى لندن عام 1962 لقبت فيه ` أستاذ الباستيل ` من قبل نقاد الفن هناك، وفى نفس العام أقمت معرضاً فى روما بقاعة كانتس افتتحه د. نجيب هاشم سفير مصر فى روما والذى كلفنى برحلة الأندلس إبان توليه منصب وزير المعارف ، وقد كتبت عن المعرض جريدة ` الفاتيكان أوبزورفا توريو رومانو ` وهى المرة الأولى التى تكتب فيها هذه الجريدة عن معرض خاص حيث أنها لا تكتب إلا عن المتاحف العالمية ، وقد شهدت هذه الفترة انتشار لأعمالى من خلال تلك المعارض التى أقمتها فى لشبونة بالبرتغال عام 1960 أقتنى منه أحد أعمالى لمتحف لشبونة وكذلك فى فرانكفورت أقمت معرضاً عام 1962 أشادت به معظم الصحف الألمانية.
– يعود الفنان محمد صبرى إلى مصر عام 1965 لتتلقفه أرض الجنوب فى أسوان .
– شاهدت على الواقع المرحلة الثانية لبناء السد العالى عام 1966 ضمن وفد من الفنانين ضم صدقى الجباخنجى والحسين فوزى وعليا صبرى وكانت الرحلة دعوة من وزير السد العالى صدقى سليمان من خلال جمعية محبى الفنون الجميلة ، عدة أسابيع قضاها الوفد يرسمون ليل نهار مواقع السد العالى ليقام معرض ناجح بهذه الأعمال بعد العودة ، من ضمن هذه الأعمال لوحة كبيرة بالألوان الزيتية رسمتها للسد العالى احتفضت بها ، وقتها كان مجلس السوفييت الأعلى فى زيارة لمجلس الأمة المصرى الذى أراد أن يرد هدية السوفييت التى كانت عملاً فنياً بعمل فنى فاختار د.ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك هذه اللوحة ليهديها باسم مصر لمجلس السوفييت الأعلى .
معرض بقرار جمهورى
– دعوة رسمية تلقيتها من إسبانيا لإقامة معرض شرفى خاص ضمن المعرض العام فى مدريد وهو معرض كبير يقام فى حديقة `روتيرو` بقصر فيلاسكيز وذلك عام 1967 وقد كان السفر وقتها ممنوعاً ، وحينما عرف المسئولون فى مصر أنها دعوة رسمية وتتكفل بها الجهة الداعية صدر قرار جمهورى بالسفر حيث يمثل فيها الفنان مصر لأقيم معرضاً لأعمالى بقاعة الشرف وافتتحه ملك إسبانيا وسفير مصر فى مدريد وكان معرضاً ناجحاً بكل المقاييس رشحت من خلاله لأصبح عضواً أكاديمياً فى أكاديمية سان فرناندو بمدريد والتى تشرف على الحركة الفنية فى إسبانيا إلى جوار كبار أساتذة الفن هناك لأكون أول عربى يحصل على هذه العضوية.
– وفى عام 1965 عملت مديراً للمعارض فى وزارة العلاقات الثقافية الخارجية المنشأة حديثاً والتى لم تستمر لظروف مالية، لأنتقل بعدها مستشاراً فنياً للهيئة العامة للفنون بوزارة الثقافة وكانت حلقة اتصال بين الوزارة والفنانين .. فى عام 1972 اخترت عضواً أكاديمياً مدى الحياة بالأكاديمية الملكية سان كارلوس كما أقامت وزارة الثقافة الإسبانية معرضاً شاملاً للوحات الباستيل التى رسمتها تجول فى متاحف 9 محافظات فى الفترة من أكتوبر 1979 وحتى يونيو 1980 وقد أصدرت الوزارة كتالوجاً خاصاً عن حياتى الفنية وملصقاً كبيراً بالألوان تقديراً وتكريماً وهذا المعرض الأول من نوعه لفنان مصرى وعربى ، كما اخترت ضيف شرف فى المعرض العام للفنون الجميلة الذى أقيم فى قصر البللور بمدريد تحت رعاية ملك إسبانيا عام 1976 .
الأحداث الوطنية
– شغلت الأحداث الوطنية فناننا محمد صبرى وأشعلت حماسه فى عام 1956 ومن خلال دعوة لمعرض أعلنها كمال الملاخ للتعبيرعن معركة بورسعيد قمت برسم لوحة بالألوان الزيتية بلغت مساحتها 60 ×80 سم وطاف المعرض مختلف البلدان وانتهى المعرض واختارت وزارة الخارجية اللوحة لأكتشف أنها تاهت بعد ذلك ، وقد طرحت جمعية محبى الفنون الجميلة إقامة معرض عن المعركة فى عام 1957 فرسمت لوحة تعدى طولها المترين شاركت بها فى هذا المعرض الذى افتتحه كمال الدين حسين نائب رئيس الجمهورية ، وكان يشرف على بعض الوزارات من ضمنها وزارة الثقافة ، وقد أعجبته اللوحة وأمر باقتنائها لتزين مكتبة فى وزارة التربية والتعليم وظلت مع تعاقب الوزراء وكنت أزورها كل فترة لأكتشف أنها نقلت إلى مكتب الوكيل ثم مدير الإدارة ليصيبها التلف من جراء دهان المكان ، وخوفاً على اللوحة استعرتها بصعوبة بالغة لتنضم إلى معرض أقمته فى قاعة السلام بالزمالك عام 1984 ثم قمت بإهدائها إلى متحف الفن المصرى الحديث بعد انتهاء المعرض … وعن العبور العظيم فى السادس من أكتوبر رسمت لوحة أهديتها لرئيس الجمهورية ويقتنيها قصر عابدين ورسمت خطاب السلام الذى ألقاه الزعيم جمال عبد الناصر فى الأمم المتحدة ولوحة أخرى ` توقيع اتفاقية القاهرة ` عام 1971 وهى تضم مجموعة من القادة العرب وقد تعدى طولها المترين ونصف المتر .
– يرى الفنان محمد صبرى أن الإضاءة والعمارة القديمة فى القرى الإسبانية التى رسمها تشابه بعض قرانا وأماكننا الأثرية فى القاهرة والمغرب .
– إننى أعايش المكان بكل جوانبه فحينما أرسم فى إسبانيا كنت أرسم وكأننى واحد من أهلها على حد قول النقاد هناك، وكذلك المغرب أتأقلم مع المكان وأعايشه معايشة كاملة وأترجمه بمشاعرى وأحاسيسى حتى ينتهى إلى العمل الذى يحمل مناخ وبيئة المكان شكلاً وروحاً .
– الضوء يشدنى فى المكان الذى يقع عليه اختيارى لرسمه، فأنا أمر على المكان عدة مرات حتى أختار التوقيت المناسب الذى يعطينى شخصية المكان والزمان ، وما يحملان من عناصر والضوء يحدد ويجسد العمل وهو الذى يكشف الشكل واللون .
– وفى الستينات فى الأندلس كان الجو مفتوحا وكنت أعمل فى مناخ من الراحة كرسم اللوحة مباشرة من الطبيعة لكن فى مصر من الصعب أن أجلس وأرسم فى مكان ما فأقوم برسم `الاسكتش` باللون والأماكن الأثرية لابد من رسمها بدقة حيث تفاصيلها الدقيقة ، فكنت أرسم اللوحة من خلال اسكتش بالألوان والتفاصيل أرسمها بالقلم الرصاص من خلال المعايشة أستطيع تجسيدها على أى مسطح .
– العديد والعديد من الجوائز والأوسمة حصل عليها الفنان محمد صبرى وكذلك شهادات التقدير .
– حصلت على تقدير من الرئيس السادات عن لوحة رسمتها لملكة إسبانيا وقد أهديت لملك و ملكة إسبانيا أثناء زيارتهما لمصر وحصلت على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى رائداً لفن الباستيل عام 1974 ووسام الملكة إيزابيل الذى منحه لى ملك إسبانيا تقديراً لفنى كما حصلت على ميدالية ودبلوم الأكاديمية الملكية سان فرناندو بمدريد باعتبارى عضواً بها وقامت وزارة الثقافة المصرية بتكريمى عام 1955 ومنحة وزير الثقافة شهادة ودرعاً للدور الرائد والعطاء الفنى ، وحصلت على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون عام 1977 .
– وأخيراً رشحتنى جامعات المنصورة وحلوان والمنيا لنيل جائزة مبارك فى الفنون وهى أعلى جوائز الدولة فى مصر .
د. محمد الناصر
نصف الدنيا – يونيو 2007
محمد صبرى .. رائد فن الباستيل
– اهتم الفنان محمد صبرى رائد فن الباستيل بالإضاءات الطبيعية التى ترسلها أشعة الشمس لتعزف هى الأخرى ألحاناً إيقاعية رقيقة .
– لقد استطاع صبرى تصوير العلاقة الحميمة بين الناس والمكان، وأضاف للوحة حركة وحياة وإيقاعاً من خلال توزيع البائعين والمشترين والمارة فنراهم وكأنك تسمع أحاديثهم . وتبدأ الصعود بعينيك لتعيش داخل الحارة … تنتقل من حوارات بشرية إلى حوارات معمارية .. حوائط تجاور حوائط تضم بداخلها ذكرى لأناس طيبين .عمارات مطرزة جميلة يحتفى الفنان بكل تفاصيلها فيبرز جمال الشرفات التى ترمى بظلالها على ما تحتها لتؤكد الجمال المعمارى وروعته حين ينعكس عليها الضوء، ويذيد اهتمام الفنان بتفاصيل الأبواب والنوافذ العتيقة ، والذى نجح فى أظهار حالة القدم بالألوان البنية والصفراء والظلال والاهتمام بالتفاصيل من بواكى وزخارف ، ومشربيات تجعلك تعيد تجوالك مرات ومرات بين هذا السحر الدافئ ، الذى ترجمه الفنان فى أعمال كثيرة مرتبطة بالريف المصرى ، والعمال والحرف اليدوية والنيل ومناظر من المدن المغربية أيضاً ودائما يكون الضوء عنصراً أساسياً فى التشكيل، ووجود الضوء يأتى محاوراً للسكون ، ويقوم بدور قوى فى تجسيد الكتلة وتأكيد العمق.. يسقط على المئذنة فتشكل كتلة عملاقة يجملها الظل الذى يختبئ بين الفتحات والنوافذ فتحس بنهوض الكتلة كالسهم الذى يشق زرقة السماء الصافية .
– فى كل أعمال الفنان المبدع محمد صبرى تجد العديد من الحوارات الجمالية بين ظل وضوء ولون ، وتلاحم وتآلف للمفردات والعناصر التى تشعرنا بنبض الحياة وقيمتها وأصالتها.. وحتى الأعمال التى تناولها بالأندلس أحس بها لارتباطها بالروح العربية والجو الشرقى فهو لا يصور ما يعجبه فقط، ولكن ما يتعايش معه ويحس بحميمية تجاهه .
د. سامى البلشى
الأذاعة والتليفزيون – 2009
فنان من زمن جميل
– أمضيت أوقاتا ممتعة فى الأسبوع الماضى داخل ` لوحات لها تاريخ ` وهو اسم المعرض الذى أقامه الفنان الكبير محمد صبرى رائد فن الرسم بمادة الباستيل فى مصر حيث يقدم 30 لوحة تمثل مراحل مختلفة من حياته الفنية منذ تخرجه بقسم التصوير بكلية الفنون التطبيقية عام 1937 .
– والفنان محمد صبرى ` 91 عاما ` لمن لا يعرفه حصل على جائزة الدولة التقديرية فى عام 1997 تتويجا لرحلة عطاء كبيرة حصل خلالها على عدة مؤهلات علمية رفيعة كان آخرها درجة الأستاذية فى التصوير من كلية الفنون الجميلة ` بسان فرناندو ` بمدريد عام 1952وهى تعادل درجة الدكتوراه من الجامعات المصرية وبعدها حصل على الدبلوم فى الدراسات الاسبانية من كلية الآداب جامعة مدريد وكان ذلك فى عام 1956 وتقلد العديد من المناصب الأكاديمية بجانب قيامه بالتدريس فى كليات الفنون التطبيقية إلى أن استقر به المقام أستاذا غير متفرغ بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان .
– وقد حصل الفنان الكبير محمد صبرى على العديد من الجوائز المحلية والعالمية ونال أيضا العديد من شهادات التقدير والتكريم لعل من أهمها لوحة بناء السد العالى التى أهداها مجلس الأمة عام 1970 باسم مصر إلى مجلس السوفيت الأعلى آنذاك ثم كان تقدير الرئيس حسنى مبارك له عن لوحة العبور العظيم عام 1983 ثم تقرر تعيينه عضوا فى المجالس القومية المتخصصة فى شعبة الفنون تقديرا لنبوغه فى مجال الفنون التشكيلية .
– ويعد هذا الفنان القدير أحد أهم رموزنا فى مجال الرسم حيث استخدم جميع خامات التصوير فى صناعة لوحاته بداية من القلم الرصاص ومرورا بالفحم والألوان المائية والزيتية إلى ان تخصص فى استخدام مادة الباستيل وقد سعت إليه المتاحف العالمية لأقتناء أعماله فمثلا استحوذت أسبانيا على نصيب الأسد فى عدد ما تضمه متاحفها من مقتنياته وتأتى من بعدها روما وانجلترا بجانب متحف الفنون الجميلة العريق بالرباط بالمغرب الشقيق .
– وكل من زار المتحف القومى للفن الحديث فى القاهرة أو شاهد متحف قصر ` عابدين ` لابد ان يسترعى انتباهه كيف بدأ محمد صبرى فى أوائل الأربعينيات معالجة مشاكلنا الاجتماعية فى لوحاته ثم اتجه لطرح وجهة نظره فى عاداتنا وتقاليدنا لدرجة تشعرك بواقعية وصدق هذا الفنان القدير الذى كان يحمل فكر له ملامحه وسماته الخاصة كمصور مرهف الحس ودقيق المشاعر وحساس فى ألوانه إلى حد كبير وحذر فى تنسيقها على حد تعبير ناقدنا الكبير الراحل صدقى الجباخنجى الذى كان لى شرف تنمية موهبتى فى كيفية النقد التشكيلى من خـلال مقالاته الرائعة فى جـريدة `الجمهورية` حيث تعلمت منه كيف يستخدم الناقد أدواته ومفرداته فى قراءة أى عمل فنى تشكيلى تقع عيناه عليه ثم تتابعت بقية خطواتى كناقد محترف فى شتى المجالات بعد تخرجى فى أكاديمية الفنون – المعهد العالى للفنون المسرحية – فى عصره الذهبى حيث درست على أيدى أساتذة كبار مثل رمزى مصطفى وعبد السلام الشريف وسعد المنصورى وغيرهم من كبار فنانينا فى هذا المجال حيث تعلمنا أن الناقد الفنى لابد أن يكون دارسا لكل الفنون التى تدخل فى البناء الدرامى للأعمال المسرحية والسينمائية والتليفزيونية .
– وقد ساعدتنى هذه الدراسة على الإلمام الكامل بأعمال معظم فنانينا التشكيليين وفى مقدمتهم محمد صبرى الذى يعد أبو الواقعية فى التصوير مثلما كان نعمان عاشور هو أبو الواقعية فى المسرح المصرى فالفارق بين هذا وذاك أن صبرى غاص بريشته بين هموم أهله وناسه وعبر عنها بألوانه داخل الريف وفى المدن بينما فعل نفس الشئ نعمان بقلمه عندما نزل إلى قاع المجتمع وعاش مع الناس اللى تحت فكل منهما كان تعبيرا صادقا عن ضمير أمته وفقا لوجهة نظره من خلال الفن الذى يعتنقه ويترجمه بفكره وحسه ومشاعره التى تذوب عشقا فى تراب وطنه.
– اننى اكتب تلك السطور السريعة عن فنان من زمن جميل لايزال رغم تقدم سنه قادرا على العطاء ولابد من الاستفادة بخبرته الطويلة فى مجال الفنون التشكيلية بصورة أكبر وأشمل تخرج من نطاق التدريس بكليات الفنون التطبيقية لتتسع إلى رحاب أوسع فمثلا كيف لا تستفيد مكتبة الاسكندرية بعطاء الرجل كمحاضر وكصاحب رصيد ضخم من الأعمال الفنية ينبغى أن يعرض بعضها داخل المكتبة وينبغى أيضا أن تقام له بمناسبة عامه الـ 91 احتفالية خاصة تصاحبها ندوات لتعريف الأجيال الجديدة بواحد من أهم فنانينا فى التصوير بأسلوب الباستيل .
مجدى عبد العزيز
الأخبار – 2009
! أصدق لوحة فى `حياة ` محفوظ
– فى نهاية عام 1988ومطلع عام 1989 كان الفنان التشكيلى محمد صبرى على موعد كل صباح مع أديب مصر العالمى نجيب محفوظ .. يلتقيان فى مقهى على بابا المطل على ميدان التحرير ليرسم صبرى أديبنا بناء على اتفاق بينهما ويطلب من إدارة المطعم الذى كان يجلس فيه محفوظ مع حرافيشه حتى يتم وضع اللوحة، وكان محفوظ يواظب على الحضور من بيته فى العجوزة يومياً على قدميه ليعبر كوبرى الجلاء وكوبرى قصر النيل حتى يصل إلى ميدان التحرير، وكان صبرى وهو يرسم لوحته بألوان الباستيل والتى تشع منها ملامح الذات للأديب الذى ما إن شاهد اللوحة بعد انتهائها حتى صاح معجباً : أنا كنت فاكر أنها اسكتش !، وقال لراسمها : دى أصدق لوحة رسمت لى فى حياتى، ثم سجل إعجابه على الركن الأيمن أسفل اللوحة بكلمات ( تحية إعجاب وتقدير وشكر للفنان محمد صبرى – المخلص نجيب محفوظ 26 -1- 1989) .
– ومن الجدير بالذكر أن الفنان القدير محمد صبرى بعد رحلته الطويلة مع الفن وقيمته العلمية والفنية العالية لم يحصل حتى الآن على جائزة النيل رغم ترشيح أكثر من جهة له ومنهم كلية الفنون التطبيقية ونقابة الفنانين التشكيليين .
نجوى العشرى
جريدة الأهرام – 9 /1 /2012
عندما يمنح `صبرى` الحياة للألوان
-فى الفترة من أكتوبر 1979 إلى يونيو1980 أقامت وزارة الثقافة الإسبانية معرضاً شاملاً للوحات الباستيل للفنان المصرى `محمد صبرى` تجول فى متاحف 9 مقاطعات إسبانية، كما طبعت كتالوجا خاصا عن حياته الفنية، وطبعت لوحاته تكريما له، واعترافا بمكانته بين كبار الفنانين العالميين، فهو الملقب بـ`رائد فن الباستيل`، وهو المصرى الوحيد الذى كان عضوا فى أعرق وأقدم أكاديمية لفن الرسم، وهى `أكاديمية سان فرناندو` فى مدريد، كما منح عضوية `الأكاديمية الملكية` فى فالنسيا مدى الحياة.
– تميز `صبرى` فى لوحاته بالعلاقات الجمالية بين الظل والضوء واللون، ومنح اللوحات صفة الحميمية والحياة، فقد كان يرسم ما يشعر بوجود علاقة إنسانية بين تفاصيله وشخصيته المصرية الأصيلة حتى فى لوحاته عن الأندلس، التى اهتم فيها بنقل أدق التفاصيل بعد أن حولها إلى كائن حى.
– اهتم `صبرى` برسم الجرف والمهن المصرية الصميمة، ومنها لوحة `طارق النحاس`، التى رسمها عام 1948على مساحة 85 سنتيمترا فى 65 سنتيمترا، وفيها جعل الظل والضوء لا ينفصلان عن عمل `طارق النحاس`، الذى كأنه اقتطع من الحياة ليظهر بخطوط وألوان `صبرى` بمفرده، دليل على تفرد هذا الحرفى الماهر، كما أظهر ملابسه المصرية الصميمة، الجلابية والصديرى، واهتم بإظهار قوة يديه وتفاصيلهما، ورسم عينيه مرتكزتين على العمل كأنه فى حالة عشق مع عمله.
– ولد `محمد محمد صبرى` فى ديسمبر عام 1917فى القاهرة، وحصل على دبلوم الفنون التطبيقية، ثم التحق بالقسم الحر فى كلية الفنون الجميلة، وحصل على درجة الأستاذية من كلية الفنون الجميلة فى مدريد عام 1952، وعمل خبيراً فنياً فى المعهد المصرى للدراسات الإسلامية فى مدريد، وأقام معارض فنية فى إسبانيا والمغرب وألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
المصرى اليوم -الخميس 18/ 4/ 2013
رائد من رواد الفن التشكيلي في مصر، برع إلى حد بعيد في استخدام الباستيل إلى الحد الذي أصبح معه علماً على فن الباستيل في مصر.
ولد محمد صبري في القاهرة في 21 ديسمبر عام 1917. حصل على دبلوم الفنون التطبيقية وكان ترتيبه الأول، وفى أواخر عام 1950 سافر في بعثة إلى أسبانيا والتحق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة (سان فرناندو بمدريد)، وحصل منها على درجة الأستاذية في فن التصوير عام 1952، وقد أتاحت له هذه البعثة الاطلاع على التراث الفني العالمي من خلال زياراته المتعددة لمتحف (الرادو) الشهير حيث شاهد أعمال عباقرة الفن في أسبانيا أمثال (فلاسكوس) و (موريللو) والعديد من الفنانين الإيطاليين والفرنسيين والفلمنكيين.
فى عام 1954 عاد محمد صبرى ثانيةً إلى أسبانيا في منحة قدمتها الحكومة الإسبانية لمدة عامين لدراسة فن الترميم بالمدرسة العليا (سان فرناندو بمدريد) تحت إشراف الفنان الكبير (نوينوث لوسادا)، وحصل في نفس العام على دبلوم شرف من المدرسة القومية للحفر بمدريد تحت إشراف الفنان (كاسترو خيل) والفنان (سانشس تودا). وفى عام 1956 حصل على دبلوم في الدراسات الأسبانية من كلية الآداب بجامعة مدريد.
عرض عليه الأستاذ الكبير محمد حسن العمل بمتحف التعليم (يقع بالجزيرة في مكان نقابة المعلمين حالياً) الذي كان في دور الإنشاء فقبل صبري هذا واستمر في العمل بالمتحف من عام 1937 إلى عام 1943 هذا بجانب مزاولته لفني الرسم والنحت مع صديقه الفنان عبدالسلام أحمد كما زاولا أيضا كتابة القصة والشعر والزجل كل بأسلوبه.
وفيما بين عامي 1943 و 1948 عمل أميناً لمكتبة كلية الفنون التطبيقية حيث عكف على الاطلاع والدراسة في الكتب والمجلدات الفنية إلى جانب اتصاله الدائم بالأساتذة والطلبة المترددين على المكتبة واستطاع تكوين فريقاً للرسم من الطلبة المتميزين أمثال: الدكتور محمد طه حسين والدكتور رمزي مصطفى.
انتدب الفنان محمد صبرى من عمله إلى (مرسم الأقصر) في بعثة داخلية مدتها عامان 1948 – 1950 قضاها بين الأقصر شتاء والقاهرة صيفاً في منزل أثرى بحارة (خوش قدم) بين التراث الإسلامي والحياة الشعبية، وفى الأقصر استهوته الآثار الفرعونية والمناظر الطبيعية والنيل بزوارقه والحياة الشعبية في الأقصر وأسوان فرسمها على الكثير من لوحاته.
عقب عودته من أسبانيا فى نهاية عام 1952 قام بالتدريس في كلية الفنون التطبيقية التي تخرج فيها، ثم سافر ثانية عام 1954 وفى أواخر عام 1956 رجع محمد صبرى إلى وطنه ليواصل عمله مدرساً بكلية الفنون التطبيقية لمدة عامين، إلى أن رشحته وزارة التعليم العالي للعمل بالمعهد المصري بمدريد فى عام 1974.
ظل الفنان محمد صبري يقوم بالتدريس كأستاذ غير متفرغ بكلية الفنون التطبيقية بعد أن حقق نجاحاً لم يحققه غيره من قبل في عواصم أوروبا وأسبانيا على وجه الخصوص، وقد أسهم في الحركة الفنية المعاصرة منذ عام 1936 إلى الآن، وقد عُين عضواً في المجالس القومية المتخصصة – شعبة الفنون عام 1983 إلى جانب عضويته في جمعية محبي الفنون الجميلة ونقابة الفنانين التشكيليين، ونقابة مصممي كلية الفنون التطبيقية والعضوية الشرفية بالجمعية الأسبانية للمصورين والنحاتين في مدريد.
رحلته مع المعارض والجوائز:
فى عام 1936 بدأ نشاطه في الحركة الفنية باشتراكه بلوحتين في معرض صالون القاهرة السادس عشر الذي تنظمه جمعية محبي الفنون الجميلة ـ وكان لا يزال طالباً بالفنون التطبيقية ـ وحرص على الاشتراك في هذا الصالون لعدة سنوات.
أقام أول معرض له بقاعة (جولدنبرج) بشارع قصر النيل عام 1943.. وعندما زاره الفنان الكبير أحمد صبرى أعجب بأعماله ودعاه ليلتحق بالقسم الحر المُنشأ حديثاً بكلية الفنون الجميلة تحت إشرافه، ولبى الفنان محمد صبرى دعوته فى نفس العام.
أقام معرضه الثاني في عام 1946 بقاعة (فريدمان) بشارع قصر النيل ومن بين مجموعة اللوحات التي قدمها محمد صبرى بالألوان الزيتية وألوان الباستيل لوحة (الزوجة الشابة) و (شارع البحر) و (نصف الليل) و (الدرس الدينى).
فى عام 1948 أُعلن عن مسابقة بين طلاب القسم الحر بكلية الفنون الجميلة فاز فيها محمد صبرى بجائزة (مرسم الأقصر) وقد حاز مشروعه (النحاسين) والدراسات المكملة له إعجاب عميد الكلية في ذاك الوقت، وفى نفس العام وقع الاختيار على بعض لوحاته للاشتراك بها في المعرض الدولي للفنون المعاصرة الذي أقيم بالقاهرة بسراي النصر، وفى نفس العام أيضا حصل على الجائزة الأولى في التصوير في مسابقة المهرجان الأدبي الفني الكبير.
فى عام 1949 استحق الميدالية الذهبية في التصوير من المعرض الزراعي السادس عشر بالقاهرة، كما اشترك في نفس العام في المعرض الذي نظمته هيئة (اليونسكو) للفنون الجميلة في بيروت.
فى عام 1950 اشترك في معرض خاص مع الفنان الكبير سعيد الصدر، والفنان الدكتور رمزي مصطفى في صالون (جولدنبرج) حيث عرض لوحات أغلبها عن الفترة التي قضاها في مرسم مدينة الأقصر وأجوائها الفرعونية، وفى القاهرة القديمة بموضوعاتها الشعبية وأحيائها الأثرية العتيقة.
عندما سافر محمد صبرى في بعثة إلى أسبانيا دفعه أساتذته من كبار الفنانين إلى مواجهة الجماهير والنقاد بفنه في معرض خاص أقامه فى المتحف القومي للفن الحديث في مدريد عام 1951، وفى عام 1953 أقام معرضاً بقاعة (جولدنبرج) خصصه لإنتاجه من مناظر أسبانيا بعد أن عاد من بعثته هناك، وفي زيارته الثانية إلى أسبانيا أقام معرضاً للوحاته بصالون (جمعية الفنون الجميلة بمدريد) عام 1955، كما أقام معرضاً خاصاً بصالة الفنون في تطوان بالمغرب عام 1956 وأعقبه بمعرض آخر فى نفس السنة بصالون (جمعية الفنون الجميلة بمدريد) .
بعد عودته إلى مصر اشترك بلوحة زيتية كبيرة عن معركة بورسعيد فى معرض خاص أقيم عام 1957 بأرض المعارض بالجزيرة والتي تعد بحق من أروع ما صور عن المعركة من حيث التلوين والتعبيرات والانفعالات الصارخة من أفراد المقاومة الشعبية.
وفى عام 1958 اُختير محمد صبرى عضواً فنياً بالمعهد المصرى بمدريد، وبدأ نشاطه الفنى فأقام معرضاً خاصاً للوحاته فى الرباط فى صالون (اوبلز ايماج بالمغرب) قوبل بالحفاوة والتكريم من جانب الصحافة الفرنسية التى كانت مسيطرة على هذا الجزء من المغرب فى ذاك الوقت.
وفى عام 1959 أقام معرضاً آخر فى صالون (لابينا كوتيكا) فى برشلونة، وفى نفس العام أقام معرضاً ثالثاً فى صالون (اتنيو ماركانتيل) فى مدينة فالينسيا، وقد رسم الفنان محمد صبرى لوحة شخصية بالباستيل للعالم والفيلسوف الأسبانى (دون رامون مينندث بيدال) بمناسبة بلوغه التسعين من عمره وقد سلمت إليه اللوحة فى حفل رسمى أقيم بالسفارة المصرية.
وفى عام 1960 وعلى إثر عودة الفنان محمد صبرى من بلجيكا فى رحلة فنية . أقام معرضاً خاصاً للوحاته فى صالون جمعية الصداقة فى قرطبة
وفى عام 1961 عاد محمد صبرى إلى أسبانيا وبدأ رحلته التاريخية إلى الأندلس.. يرسم بكل الفخر والزهو الآثار العربية التاريخية المجيدة: قصر الحمراء فى غرناطة، الجامع الكبير فى قرطبة، وغيرها على أكثر من ثلاثين لوحة بالباستيل أثارت الدهشة والإعجاب.
جولة فى معارضه في العواصم الأوروبية:
فى عام 1962 بدأ فناننا محمد صبرى بعرض لوحاته فى معرضه الأول (رحلة الأندلس) فى صالون (جويا) بجمعية الفنون الجميلة بمدريد، وعلى صدره وسام الاستحقاق من درجة (فارس) الذى منحته له الحكومة الأسبانية فى عام 1961 تقديراً لجهوده الفنية.
وفى نفس العام (1962) أقام معرضه الثانى فى لندن.. ووصفه النقاد الإنجليز (بأستاذ الباستيل).
ثم أقام معرضه الثالث فى روما، وكتبت عنه جريدة الفاتيكان الرسمية (أوبزرفاتوريو رومانو) مقالاً ونشرت لوحة للفنان محمد صبرى فى 16 يونيو 1962.
وفى فرانكفورت فى ألمانيا أقام معرضه الرابع، وقابلته صحافة المدينة باهتمام شديد، وأهمها جريدة (فرانكفورتر الجامين) فقد أشادت ببراعته ورقة ذوقه فى اختيار ألوانه الهادئة المريحة وكتبت عن ميله إلى إحياء المدرسة المحافظة التى لا تقبل كل ما يأتى به الفن الحديث بلا قيد ولا شرط.
وفى نفس العام 1962 أقام معرضه الخامس فى مدينة غرناطة بالأندلس ، وفى عام 1963 أقام معرضاً خاصاً فى صالة ( أتينو ) بمدريد ، ومعرضاً آخر فى قاعة البلدية بمدينة قرطبة بالأندلس ، وكان نجاح هذه المعارض مثار جدل ونقاش فى الأوساط الفنية .
وفى عام 1964 حصل محمد صبرى على الجائزة الأولى فى التصوير من صالون الخريف الخامس والثلاثين الذى أقيم فى قصر (فلاسكس) بمدريد.
وفى نفس العام 1964 رجع الفنان محمد صبرى إلى القاهرة فى إجازة ليقيم معرضاً خاصاً للوحاته فى جمعية (أتيليه القاهرة)، وبعد عودته من الإجازة فى عام 1964 أقام معرضاً آخر فى صالون (الكازينو) بمدينة (مرثية). وفى عام 1967 سافر محمد صبرى إلى أسبانيا بدعوة من اللجنة المنظمة لصالون الخريف العام ليعرض لوحاته فى (صالة الشرف) بقصر فلاسكس بمدريد.
كما أقام أربعة معارض للوحاته هناك عام 1972 فى مدريد وفى شقوبية ، وفى (بنى دورم) وفى صالون جمعية الفنون الجميلة بمدينة (فالينسيا) وقد نجحت معارضه وكان لها صدى بعيداً فى صحافة وإعلان تلك المدن.
وفى فبراير عام 1974 مُنح الفنان محمد صبرى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بصفته رائداً لفن الباستيل، وكان هذا التقدير تكريماً على ما قام به من جهود مشهودة فى الحركة الفنية المعاصرة.
وفى عام 1978 أقام محمد صبرى معرضاً خاصاً فى صالون صندوق الإدخار فى مدينة (المريا) ويعتبر عام 1978 من أبرز الأعوام فى حياة محمد صبرى الفنية فقد قامت دائرة المعارف الإسبانية المشهورة (أسباسا) بتسجيل اسم الفنان محمد صبرى وسيرته ونشاطه الفنى المتصل مع لوحات من أعماله بالألوان فى الجزء 11 صفحة 62 مدريد 1978، وفى نفس العام أيضاً وقع عليه الاختيار عضواً فى لجنة التحكيم فى صالون الخريف العام الذى أقيم فى مدريد.
إنتاجه الفني: ويمكن تلخيص ما تناوله الفنان محمد صبرى فى المجموعات التالية:
– لوحات تمثل البيئة المصرية (العادات والتقاليد) من عام 1943 إلى 1948.
– لوحات من وحى البيئة فى الأقصر وأسوان، من عام 1948–1950
– لوحات مناظر ومواضيع أسبانية، من عام 1950–1965
وقد اقتنيت لوحات الفنان الكبير محمد صبرى فى العديد من متاحف إسبانيا ومصر والمغرب منها: متحف الفن الحديث بالقاهرة، متحف قصر عابدين، متحف الأكاديمية الملكية سان فرناندو بمدريد، متحف بلديه مدريد، متاحف الفن المعاصر فى كل من غرناطة وقرطبة ومرثية، كما أقتنت لوحاته وزارة الأشغال فى روما.
كما نشرت لوحات ورسوم محمد صبرى على أغلفة العديد من جرائد ومجلات الصحافة المصرية والأسبانية والأوروبية ودول أمريكا اللاتينية وفى مطبوعات وزارة الثقافة فى مصر وأسبانيا وكذا فى هيئة الاستعلامات المصرية
محمد صبري رائد فن الباستيل
06-13-1432 01:09
image
أعمال محمد صبري والتي نقل فيها الآثار العربية في إسبانيا تمثل درسا بليغا في حوار الحضارات ودرسا آخر في قوة الحضارة الإسلامية.
هنا في بولاق أبوالعلا .. في هذا الحي الشعبي العريق الذي شهد مولده في 21 من ديسمبر/كانون الأول 1917، عاش محمد صبري بمنزل الأسرة في رحاب جامع السلطان، والذي سمى الحي باسمه، يطل من “التراسينة” بالدور الأول على المقام، فيطالع جموع النساء يتوحدن في كتلة واحدة مع شبابيك الضريح يأتين من كل مكان حاملات القرابين، من النذور، وبين الدعوات والابتهالات يرددن في توسل: بركاتك يا سلطان .. بركا تك يابو العلا .. أصوات تتداخل مع ألحان السماء التي تنبعث من صوت مؤذن الجامع، ندية كشبورة الفجر، شجية خاشعة بلا ميكرفون.
وفي مولد السلطان، وقبل الليلة الكبيرة بأربعين يوما، تتغير الصورة فتطل البهجة في كل مكان. ويطالع ويتأمل ويسمع ويرى ألوانا شتى من البيارق والأعلام والزينات تحف بوكب الخليفة ومشايخ الطرق الصوفية بأرديتهم البيضاء وشاراتهم الخضراء والحمراء، مع شتى النداءات والهتافات والأغانى والأذكار والأوردة.
وتتدفق الذكريات، يستعيدها صبري: السيرك بخيمته وواجهته الشعبية التي تضج بتصاوير المرأة الطائرة في الهواء والبقرة ذات الستة أرجل مع التنويم المغناطيسي وصوت الشجيع يقف على دكة خشبية ينادي بصوت حاد مشروخ وطرطور أحمر: قرب قرب .. بمليم .. مع الضحكة والقفشة والنكتة .. مع الأراجوز وفرقع لوز والأسد المرعب والتوأم أبو راسين وجسد واحد!
ومع كل هذه الصور يطل النيل بقوته السمراء “حابي” جالب الخير كما أسماه الفراعنة .. تنساب على صفحته المراكب الشراعية قادمة من أعالي مصر المحروسة محملة بالقلل القناوي والأواني الفخارية .. حمراء وبيضاء وسوداء مع العدس والبلح والفحم والسكر.
• أول معرض في العاشرة
وفي مدرسة عباس الابتدائية الأميرية .. كان محمد صبري يملأ كراسة الرسم بكل ما يراه فتزين صفحاتها في النهاية حجرة الناظر لتكون أول معرض له وهو في العاشرة.
يشير إلى ذلك بقوله: كانت المدرسة بالسبتية وما زالت قائمة للآن. كانت تمثل نموذجا فريدا في الانضباط والنظام. كنا ندرس الإنجليزية من السنة الأولى وكنت أتبادل التفوق مع المرحوم د. محمد عماد إسماعيل أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس. اطلع الأول في شهر وهو في الشهر الذي يليه. وتكون الجائزة عادة مجموعة من الكتب بالإنجليزية والفرنسية برسوم بديعة وألوان زاهية تحتوى قصصا من أدب الأطفال العالمى مثل “اليس في بلاد العجائب” و”سندريللا” و”الأميرة والأقزام السبعة”. وكنت أنقلها طبق الأصل مع ما أراه من صور حية في مولد سيدي أبوالعلا في كراسة خاصة. وفي يوم من الأيام رآها مدرس الفصل فتعجب ومن فرط دهشته أخذها إلى ناظر المدرسة الذي أمر بعمل معرض من تلك الرسوم داخل حجرته وكان أول معرض لي وأنا في العاشرة!
وهنا يتذكر محمد صبري بائع البراويز الذي كان يأتى إليه الهوانم من الزمالك أثناء التنزه عبر كوبري ابوالعلا. يأتين لشراء تصاوير شعبية أو تزيين صور العائلة في إطارات مذهبة. وكان الكوبرى نقطة التقاء وتجمع أولاد الذوات مع أولاد البلد.
ويضيف: وكانت سينما رويال هنا بمنطقة ابوالعلا مسرحا شعبيا شاهدت فيه عرضا بديعا للكلاب في أزياء مبهجة الطراز، تكاد تضىء من شدة لمعانها.
ويكبر محمد صبري وتكبر معه موهبته ويلتحق بالمدرسة العليا للفنون التطبيقية. وهناك يتلقى تعاليم الفن ومدارسه على يد أساتذة كبار مثل محمد عزت مصطفى وحسني خليل وأحمد راغب.
في عام 1936 بدأ نشاطه في الحركة الفنية باشتراكه بلوحتين في معرض صالون القاهرة السادس عشر الذي تنظمه جمعية محبي الفنون الجميلة. وكان يرأسها محمد محمود خليل بك. اشترك وهو مازال طالبا بالفنون التطبيقية. كما حرص على المشاركة في هذا الصالون لعدة سنوات بجانب أعمال رواد الفنون الجميلة الأوائل: محمد حسن، وراغب عياد، وأحمد صبري، ومحمود سعيد، مع الفنانين الأجانب المقيمين بمصر، مما زاد ثقته بقدراته الفنية.
وفي عام 1937 تخرج الفنان محمد صبري، وكان الأول على دفعته. وقد نشرت صحيفة الأهرام صورة فوتوغرافية له وهو يرتدى الطربوش، وذلك بصفحتها الأولى تقديرا لنبوغه وتفوقه.
وظل محمد صبري يمارس الفن بقوة وانقطاع دائم. وأقام أول معرض خاص لأعماله عام 1943 بقاعة جولدنبرج بشارع قصر النيل. وعندما زاره الفنان الرائد أحمد صبري أعجب بأعماله ودعاه ليلتحق بالقسم الحر المنشأ حديثا في ذلك الوقت بكلية الفنون الجميلة تحت إشرافه، وقد لبى دعوته في نفس العام.
• النحاسون
وجاء معرضه الثاني في عام 1946 بقاعة فريدمان بشارع قصر النيل أيضا ومن بين لوحاته التي قدمها بالألوان الزيتية والباستيل لوحة “الزوجة الشابة” و”شارع البحر” و”نصف الليل” و”الدرس الديني” و”صباح الخير” و”السائل”.
وسجل بريشته منظر تلك الزوجة الشابة التي طال انتظارها لزوجها فوقفت تطل من النافذة ليلا ترقب عودته في رداء يموج بألوان زاهية، ومن خلفها ضوء ينبعث من حجرتها يشعر المشاهد بالفرح الحديث العهد. فيما يبدو عليها القلق على زوجها الذي لم يعد إليها بعد.
أما لوحة “الدرس الديني” فتصور في جو من الصفاء والتألق الصوفي مساحة من الخشوع داخل المسجد. يطل منها الشخوص بعيون ملؤها الدهشة تسمع وتعي وتنصت.
image
باب زويلة
وتتنوع اللوحات تعكس الحس الاجتماعي ونبض الشارع المصري كما في لوحته “صباح الخير” التي صور فيها الريفيات بملامح الحسن يقبلن كالفراشات على ملء الجرار، من حنفية المياه التي يقف عليها شاب ريفي يتبادلن معه الحديث. وقد صورهن بألوان هادئة منسجمة ترتعش على سطح اللوحة توحي بالحيوية والبهجة والإشراق مع أول خيط من خيوط الفجر.
وقد عالج موضوع “السائل المحروم” بألوان في تركيبات مؤكسدة ذات صبغة خضراء معتمة يسودها الشحوب بإحساس شاعري يفيض بالشفقة.
وفي هذه الأثناء أقامت كلية الفنون الجميلة مسابقة فنية والفائز فيها يمنح بعثة لمدة عامين بمرسم الأقصر. تقدم صبري بلوحة “النحاسين” وهي لوحة صرحية ضخمة ومعها 16 دراسة للوجوه والأشخاص بحركاتهم المختلفة، وهي لوحة برهن فيها على أنه فنان بارع في توزيع الضوء الذي ينبعث متوهجا لينعكس بنسب مدروسة على العاملين بالنحاس، في تكوين رصين متكامل تذكرنا أضواؤه الملتهبة وألوانه الدافئة بسحر الأضواء والظلال للفنان الهولندي رمبرانت أشهر من روض الضوء.
وقد أثارت إعجاب الأستاذ يوسف كامل عميد الكلية في ذلك الوقت والأستاذ أحمد صبري رئيس القسم، والذي علق عليها بقوله: إنني أشعر بحرارة وصهد النار حين أشاهد هذه اللوحة.
وفاز أحمد صبري ببعثة مرسم الأقصر. وكان يقضي الشتاء هناك، أما الصيف فيقضيه بالقاهرة في منزل أثري بحارة “حوش قدم” بين التراث الإسلامي والحياة الشعبية.
في الأقصر كانت معابد الكرنك تتلألأ بشمس الصباح وتنحسر أضواؤها بين جنبات وادى الملوك عند الغروب. فبهرته الآثار الفرعونية والأضواء التي تتكسر على أعمدتها والمناظر الطبيعية هناك .. للنيل وزوارقه والحياة الشعبية والاجتماعية. وقد صور كل هذا في لوحات كثيرة “معبد الرمسيوم بالأقصر”، و”العودة” لفلاح يحمل فاسه، و”بصرة” لمجموعة من الفلاحين يلعبون الكوتشينة، و”ساقية ابو حنفي” بالأقصر و”دودة القطن التي تصور مأساة فلاح مع ضياع جهوده وآماله وخسارة القطن، و”وابور الطحين” لفلاحات بين جالسة وواقفة بسلال الحبوب في انتظار الطحين.
والبطل في كل هذه اللوحات هو الضوء. ضوء مصر الذي يتألق في أبهى صورة في جنوب الوادي ينساب في الأماكن والزوايا والمساحات والمسافات التي تروي قصة حضارة عريقة قامت على ضفاف النيل الخالد.
وفي فترة إقامته بـ “حوش قدم” صور قاهرة المعز بمذاقها الشعبي العتيق ومآذنها وقبابها المغلفة بظلال المغيب. في لوحات عديدة تبدت فيها قدرته على التقاط الصور والجزئيات والتغلغل في أعماق الحياة. وتصور أجمل ما فيها بجانب إحساسه اللوني البالغ الرهافة وحرصه الشديد في توزيع الضوء بحساب دقيق، وقد ساعده في ذلك دراسته للتصوير الضوئي في كلية الفنون التطبيقية. وقد استهوته المناظر وأصبحت عالمه المفضل.
• رائد الباستيل
خامة ألوان الباستيل .. خامة صعبة ذات كثافة عالية .. تحتاج إلى تمرس شديد. ويرجع تاريخ التعامل معها إلى عصر النهضة، فقد كان الفنان ليوناردو دافنشي يخط رسومه التحضيرية بألوان قريبة من الباستيل المعروف لدينا اليوم. فكان يخلط الأبيض والأسود والأحمر في مزيج من الدرجات اللونية التي تساعد على وضع الألوان الزيتية. بمعنى آخر استخدمها في رسومه التحضيرية.
وفي عام 1870 تكونت جماعة الباستيل في مارس/آذار، وأقام أعضاؤها في لندن أول معرض للوحاتهم عام 1880.
وقد تألقت تلك الخامة اللونية في أعمال ديجا ورينوار واديلون ريدون وتولوز لوتريك من فرنسا، ومن انجلترا جاءت في لوحات ويسللر وتونيك، أما في أميركا فقد زاعت شهرة الفنانة مارى كاسات، كما تناولها من مصر الرائدان يوسف كامل وأحمد صبري في بعض أعمالهما با
image
قرية إسبانية
ولقد بدا استخدام الفنان محمد صبري لألوان الباستيل بدءا من الأربعينيات من القرن الماضي. وأصبحت من علامات فنه. وقد تمرس بها وحقق من خلالها عالما شديد الخصوصية .. جعله رائد لها.
يقول: خامة الباستيل حلت لي تماما مشكلة تصوير المنظر الطبيعي ولكن على الانضباط بزاوية رؤية محددة وبالزمن الكافي لعمل اللوحة.
والباستيل لها إمكانات هائلة، ولكنها خامة مستقلة وحرة، والفنان يستطيع بلمسات الضوء أن يوجد المنظر الطبيعي من العدم. فالباستيل هو فن الزمان والمكان. لمسة من لون الباستيل تحدد الزمن، وهي لمسة الضوء الساقط على الأشكال كما أن لمسة اللون تحدد الأشكال والتي تعد بمثابة لمسة المكان.
والباستيل خامة سهلة ولكنها تستعصي على من لا يفهمها، وقد أعطاني الباستيل قوة اللون ونصاعته وشفافيته وبريقه ولمعانه وتألقه. وهي صعبة في ألوان الزيت لأن خامة الزيت معتمة بطبيعتها. أما الباستيل فهي خامة مشعة مشتعلة بالضوء، ولقد أحدثت عندي معادلة بين تكويني النفسي والذاتي وبين سلاسة التعبير بها.
وطبيعة الباستيل كما يصفها تشبه إلى حد كبير ألوان الطباشير حتى أن الكثيرين يخلطون بينهما ويستخدمون اسم إحداهما بدلا من الآخر، لكنهما يختلفان في المكونات الأساسية حيث أن الألوان الطباشيرية تتكون من أحد مركبات الكالسيوم أي الجير وهي أقل ثباتا من ألوان الباستيل التي تعالج بمواد كيماوية تتركب أساسا من أحد مركبات الرصاص الذي تضاف إليه المواد الملونة، ولقد أخذت اسمها من كلمة “بسطة” الإيطالية بمعنى عجينة ثم تداولت حتى صارت “باستيلا”!
• الاندلس
يا غصن نقا مكللا بالذهبِ
أفديك من الردى بأمي وأبي
إن كنت أسأت في هواكم أدبي
فالعصمة لا تكون إلا لنبي
ينقله صوت فيروز إلى السحر العربي الذي كان بالإندلس ولا يزال.
في عام 1950 أقام محمد صبري معرضا ضم أعماله من بداية تخرجه. ولقد كان هذا المعرض نقطة تحول في حياته. فقد أثار اهتمام نقاد الفن التشكيلي. كتب عنه باهتمام جبرائيل بقطر في البروجريه، و”كلودي ريفز” في جورنال دي ايجبت وأيضا ناقد الفن في البروجرييه اجيبسيان “مورييل” الذي امتدح أعماله وأشاد بها.
وقد وصل صدى هذا المعرض مسامع د. طه حسين وزير المعارف في ذلك الوقت. وكان قد أنشا المعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد ليكون جسرا ثقافيا بين مصر وإسبانيا، يعيد مسيرة الحضارة العربية هناك، فوافق على ترشيحه مع أوائل الكليات لإيفادهم كأعضاء بالمعهد.
image
طارق النحاس
يحكي محمد صبري وسط ذكرياته حكاية سفره إلى هناك فيقول:
في أواخر عام 1950 اقتربت ساعة الرحيل والعائلة – تبذل المستحيل – لإخفاء مشاعرها المكبوته التي تصل إلى التوهان.
– محمد – الاسم الغالي – سوف يغيب عنها لسنوات – وهو الابن والأخ والأب بعد وفاة الوالد.
تبتهل الدعوات بمستقبل وضاء لا يتحقق إلا بالخارج .
فى الإسكندرية، ركب صبري الباخرة يرافقه زميلان فى البعثة. وما أن أقلعت حتى تملكهم الخوف والتشهد.
وبسؤال أحد البحارة عن هذه – المرجيحة – أسرع بإغلاق المنافذ، وهو يتمتم رافعا ذراعيه – ربنا يستر الكل تماسك وتحامل بقية الليالى ولا حيلة لهم.
وصلت الباخرة إلى مرسيليا – وعلموا أن لديهم عدة ساعات يستقلون بعدها قطار الليل لحدود فرنسا ومنها إلى مدريد. ولأول مرة تخط قدمي صبري أرضاً أوروبية. أرشدهم الدليل إلى أماكن اللهو.
احتوتهم الأضواء وأزعجهم الضجيج. أذهلتهم طرق الإثارة التي آذت عيون صبري واستعاذ بها من الشيطان. كان أشبه بالريفي الساذج في زيارته الأولى للقاهرة. أخذ يتحرك ببطء. وكاد أن يفقد توازنه. وأصابه دوار مثل دوار البحر بل يزيد. وسبل الإغراء تلاحقهم وتستدرجهم بعنف. تقتلع الأعصاب وتستجدي المشاعر.
حتى زاغ البصر أو كاد. أعرض صبري عن هذا. وبلط في الخط. وبمنتهى المكر، تمسح في ضيق الوقت.
تحمل بهدوء بارد إشارات الزملاء بالتلميح واللمز على تصرفه الخايب. والفرصة الضائعة.
أخذ الوقت يساعده في الاقتراب والكل يخشى فوات قطار الليل ويحسبون له ألف حساب.
وفي القطار غالبه النعاس وأفاق عند وصوله آخر المطاف.
الحمد لله. نطقها وهو يتنفس الصعداء، وقد اكتسى كيانه فرحة غامرة “مدريد” الضياء والأمل.
تسربت إلى جسده برودة الصباح. وقبلت جبينه نسمة عابرة.
في الفندق تصافحت الأيدي الممتدة بكلمات الترحيب التي لم يفهم منها شيئا. بحثوا عن حقائبهم فتأكدوا أنها لم تغادر مكانها في مرسيليا. لمحت عيونهم أن مشرفة الحجرات مسرفة الجمال. فأقبلوا على شنطهم الخاصة يتهجون ما يقع عليه البصر من قواميس إسبانية واستبق كل منهم يلقى عليها ما أمكن استيعابه من مفردات المديح، والمشرفة الجميلة، تتوسطهم واقفة على كرسيها العالي سعيدة بهذه المناظرة الغريبة.
تفرق الجمع إلى حيث دراساتهم الجامعية. ارتاح صبري أثناء تجواله إلى نظم المواصلات. وأسعده نظافة الشوارع لدرجة اللمعان. كما أثار إعجابه رجل الشرطة واحترامه للأفراد. وصادف أن ضل الطريق فأرشده من كتيب يشمل شوارع وأحياء مدريد.
وفجأة امتلأ الجو بالجليد، واشتد الصقيع وتحسس جسمه الضعيف وأسرع إلى أول متجر لشراء معطف فصدمه بابه المغلق لأن المتاجر ينتهى عملها في السابعة مساءً حيث تتفتتح أبواب السهر.
أخذته الدهشة حين وجد باب منزله مقفولا أيضاً، وقبل أن يفيق من دهشته رد التحية إلى غفير يقف أمامه بزيه الرسمى – وهو في أدب حائر. ولما علم بأنه ضيف جديد اصطكت فىييده رزمة مفاتيح انفتح بها الباب ثم انصرف مسرعاً بعد أن أغلقه.
أصمت اذنيه وهو في حجرته دوى عصاً غليظة تضرب الأرض بشدة أعقبه صوت جهوري شق سكون الليل.
سرح بأفكاره مع الغفير (السيرينو) كما يسمونه وعصاه الغليظة وصوته الجهوري، وقارنه بغفير الدرك أثناء حراسته ليلاً لأحيائنا وقرانا حيث تطلق حنجرته (نحنحة) كالرعد يخترق صداها عنان السماء.
والأبواب التي تغلق على المساكن في التاسعة مساء وتظل في حراسة (السيرينو) حتى الصباح وعلاقتها زمان بالبوابات الضخمة التي كانت توصد ليلاً على الحواري في أحياء القاهرة القديمة.
لا شك أن الأسبان قد اكتسبوا هذا التدبير الأمني من وجود العرب في أراضيهم إلى ما يقرب من ثمانية قرون.
دقت نواقيس الصباح معلنة أن اليوم الأحد. انسابت خيوط الشمس تذيب ثلوج الأمس التي تتوج هامات الشجر الممتدة على جوانب الطرق، وكأنها رفيقات الفرح في ثيابها البيضاء وأحواض الورود تغطي الممرات والناس باسمة ناضرة في غدو ورواح – فاليوم لا بيع فيه ولا شراء -, وبدت مدريد فاتنة في أبهى زينتيها كعروس حان زفافها.
image
جامع سيدي أبوحربية
حتى إذا قضيت الصلاة انتشرت العائلات هنا وهناك. في الميدان الكبير (بلاثا مايور) يتجمع هواة الطوابع والعملات النادرة. ولا موضع لقدم في سوق الكانتو (الراسترو) حيث يوجد ما يخطر وما لا يخطر على بال.
وتجتذب الحدائق عشاقها وأهمها حديقة (الرتيرو) المفرطة في الاتساع والاستمتاع. يهرع إليها الصغار والكبار ينعمون بالصفاء والطبيعة المسرفة في العطاء.
يقع محبو الفنون في حيرة الاختيارات ففي مدريد 30 متحفاً تفتح أبوابها مجاناً أيام الآحاد, وأشهرها “متحف البرادو” ثاني متاحف العالم بعد متحف اللوفر في باريس.
اشتاق صبري لرؤية (فيلاسكيث) فنان إسبانيا العبقري.
وفي رحاب المتحف أخذ السكون يخيم على الزائرين، وكأن على روؤسهم الطير فلا يسمع إلا همساً. وتأمل الفتاة الإسبانية، وهي في أكمل أناقتها في صحبة فتاها، وهما يتناجيان مع “وصيفات الشرف” أروع روائع فيلاسكيث، حيث شغلت اللوحة الكبيرة قاعة مستقلة في مواجهتها مرآة واسعة تنعكس كاملة عليها وتتوسط اللوحة الأميرة الصغيرة “مرجريت” يحيط بها وصيفاتها. ووقف فيلاسكيث شامخاً في المرسم الملحق بالقصر الملكي وقد سجل في مرآة صغيرة الزيارة المفاجأة للملك (فيليب الرابع) والملكة (ماريانا دى اوستريا).
أي تكريم للفن حضور الملكين مرسم الفنان.
أعلنت الأجراس نهاية الميعاد ومازالت الفتاة الإسبانية وفتاها يتناجيان مع “وصيفات الشرف”.
وقبل أن يغادر صبري الباب الرئيسي للمتحف ألقى تحية إلى فيلاسكيث التمثال الرابض أمامه.
• أول معرض لمصري بإسبانيا
كان مع صبري في الفن عباس شهدي ومحمد العزازي وعبدالعزيز درويش، وفي الأدب د. أحمد هيكل (وزير الثقافة الأسبق) ود. محمود مكي (رئيس قسم الإسباني والأدب العربي بجامعة القاهرة). والتحق صبري بالمدرسة العليا للفنون الجميلة “سان فرناندو”، وحصل على درجة الأستاذية في التصوير.
وهناك تأمل بعين الفن والحب مع أعمال فلاسكيث في البرادو أعمال جويا والجريكو.
وفي عام 1951 رشحه أساتذته الإسبان لعمل معرض لإعماله بموافقة د. محمد عبدالهادى أبو ريدة (مدير المعهد المصري والمستشار الثقافي في ذلك الوقت) وكان لا يزال طالبا. وقد أقيم بالمتحف القومي وقدمه مدير المتحف وهو من كبار النقاد بإسبانيا. وكان هذا أول معرض يقام لمصري في مدريد.
image
وجه فتاة
ويتردد صبري على إسبانيا مرات ومرات. وتبدأ رحلته التاريخية إلى الأندلس من جديد. يعود إليها حتى تكتمل ملحمته التصويرية التي جسدت عمق الزمن في نسيج من النغم.
• عالم من النور
تنتمي أعمال الفنان محمد صبري إلى الواقعية التعبيرية والتأثيرية في نفس الوقت. والتي تمتد في لمسات قصيرة. تجسد بالنور سحر الأشياء. في لوحات تمثل الأحياء الشعبية والمناظر الطبيعية في القاهرة وأسوان وفي الاقاليم الإسبانية والمغربية أيضا خلال زياراته للمغرب، مستخدما ألوان الباستيل التي ملك زمامها وسيطر عليها لتحقيق م ايصبو إليه من تشكيل القيم الجمالية التي ينشدها ببساطة شديدة وبلا عناء أو تردد أو غموض.
وكما يقول الناقد صدقي الجباخنجي: “استطاع أن يعكس على لوحاته مشاعره وتأثره بجمال ما يراه فيحيله حينا إلى ألوان هادئة بلمسات رقيقة ببلاغة وإحكام. وحينا آخر يحيله إلى لوحات تشكل صراعا عنيفا بين الأضواء الساطعة والظلال القاتمة وما بينهما من انعكاسات، وفي لوحات أخرى نشاهد الألوان كالهواء المشبع بالماء والسماء الصافية بغير حساب.”
وقد صور صبري القاهرة الفاطمية في أكثر من 200 لوحة. تعد بمثابة الذاكرة التشكيلية المرئية لقاهرة المعز التاريخية بأبوابها وبواباتها: باب النصر، وباب الفتوح، وبوابة المتولي، مع سحر الأبهاء والممرات والدرج الشاعري، وهذا النسق الفريد من الكوى والمنافذ والأقواس مع المشربيات وجمال المعمار الذي يمثل جزءا من شخصية مصر. من الأقمر والأزهر والجامع الأزرق والسلطان حسن مع الخيامية والغورية ودرب التبانة بالقلعة وغيرها من مساحات ومسافات تفيض بالأضواء والظلال وأسرار التاريخ. كل هذا مع حركة البشر ودنيا الناس.
وصبري عاشق لباستيل كما أطلق عليه بيكار، عرف كيف يستنطق هذه الخامة ويطوعها لأنامله ويصاحبها في مشواره الطويل عبر معالم مصر وأحيائها. يسجل الأزقة التي تعج بأبناء البلد والبيوت العتيقة التي تتجاور نوافذها لدرجة الالتصاق والمآذن التي تغترف من السماء رحيق الصفاء والظلمة الرطبة التي تنساب بين الدروب. واللمسات المرتعشة، رعشة الضوء وهي تستقر فوق الجدران بمنظور سليم رصين يجسم المباني الصماء ويودع فيها نبضا إنسانيا. يعلن عن حنين الفنان الجارف إلى مسرح الطفولة، طفولته هو، فيحيل لوحاته من مجرد تسجيل طبوغرافي أمين إلى أصداء حضارية وبصمات تاريخ وصفحات مجد أصيل.
• زمان الوصل
وعلى الجانب الآخر صور فناننا صبري في لوحاته عمق الزمن الجميل. زمن الوصل بالأندلس. مسكون بالنور والبهاء والإشراق. فقد امتلأ بسحر الدروب والممرات والمنحنيات هناك مع الجسور والقصور، وعاد إلى الآثار العربية التاريخية. ينقل في لوحاته آيات الإبداع الإنسانى من السحر العربي: قصر الحمراء في غرناطة، والجامع الكبير في قرطبة، والجيرالدا وبرج الذهب والقصبة في اشبيليه، والقصبة العربية في ملقا، والكوبري العربي في روندة، والقرى الصغيرة التي تبدو في معمارها أشبه بالأرابيسك تقام في حضن الجبال محفوفة بالأشجار والشجيرات. وقد استمر الوجود العربي بإسبانيا أكثر من 700 سنة وأسبغ سحره وبهاه على الأماكن هناك.
ومع رصانة الإيقاع وقوة البناء وشاعرية الأداء شكل بإحساسه وعواطفه تلك القيم الرفيعة من التعبير والتجسيد والتي تمثل درسا في المنظور وزوايا الضوء ومثالية النسب وأناقة التكوين حتى أطلق عليه المعماري يحيى الزيني: مهندس العمارة في الفن التشكيلي.
ولاشك أن أعمال محمد صبري والتي نقل فيها الآثار العربية هناك تمثل درسا بليغا في حوار الحضارات ودرسا آخر في قوة الحضارة الإسلامية.
image
الفنان محمد صبري يطل على معركة بورسعيد
وفي الأعمال عموما تبتهل العمارة وتنفرج المآذن في جلال تتعانق مع الأفق المسكون بابتهالات الضوء وكثافة السحب في مزيج من البنفسجي الناعس والأزرق الهادىء مع مهرجان من الغنائيات اللونية المتمثلة في الأحمر الصارخ والأزرق الليلى والبحري. وكلها تألقت في العناصر المعمارية وعلى الملابس والمقاعد والوجوه وفوانيس الإضاءة ورقرقة المياه في الينابيع والبرك التي تعكس الأبنية المحمولة على أعمدة بظلالها الشاعرية، وفي الزروع والأشجار.
• صبري والأحداث الوطنية والتاريخية
ولفناننا محمد صبري العديد من الأعمال الوطنية والتاريخية التي تسجل تلك الأحداث الوطنية والمصيرية لمصر والأمة العربية.
ففي أعقاب حرب 56 تأجج واشتعل غضبا صبه في لوحته المتسعة الملحمية “معركة بورسعيد” وهي زيتية جسد فيها روح المقاومة الشعبية ومشاعر الإصرار والتصميم. صاغها بخطوط قوية ثائرة وألوان ساخنة تصور لهيب المعركة وضراوتها وهي معروضة حاليا بمتحف بورسعيد.
كما سجل خطاب السلام الذي ألقاه الرئيس جمال عبدالناصر 1961 في كلمته بمقر الأمم المتحدة أمام رؤساء العالم، وهي زيتية 240× 175.
وقد جسد اجتماع الرؤساء والملوك الذي تم في القاهرة 1970 ورأسه الزعيم جمال عبدالناصر، وسجل فيه اتفاقية القاهرة حيث يطل زعماء الأمة العربية من أجل فلسطين “زيتية 240 سم × 150سم”.
وجاءت لوحته 6 أكتوبر حاشدة كحشودنا أسطورة كهبتنا كما تقول د. نعمات فؤاد، ملتهبة كعزمنا كغضبنا، والتي تضيف: “لست أدري من الذي قذف العدو باللهب اللوحة أم قذائفنا. إننا معا جيشنا الذي انتصر وفننا الذي سجل الانتصار”.
• جوائز وأوسمة
منح الفنان محمد صبري وسام العلوم والفنون من مصر. كما حصل على جائزة الدولة التقديرية. ومنحته إسبانيا وسام الاستحقاق من درجة فارس وعضوية شرفية للجمعية الإسبانية للفن التشكيلي، وهو عضو لجان التحكيم في صالون الخريف بمدريد. وقدمته دائرة المعارف الإسبانية بمقال مطول في طبعتها عام 1978 كما قدمته الموسوعة البريطانية الشهيرة من هو؟ وهو عضو دائم في الاكاديمية الملكية سان فرناندو بمدريد منذ عام 1967. وكتب عميد النقد في إسبانيا “الماركيز دي لوثويا” رئيس أكاديمية سان فرناندو في مقدمة معرضه هناك عام 1972:
محمد صبري رسام عظيم في خطوطه، ولوحاته الزيتية رائعة،. غير أن أهم ما يمتاز به إنتاج الفنان هو سيطرته التامة على مادة الباستيل الصعبة والوصول بها إلى نتائج مذهلة بلمسات خفيفة مؤكدة، لتعطى تأثير لمسات فرشاة الزيت، وهو فنان رومانتيكي روحاني بطبعه وإن كان ينحو إلى التاثيرية.
ويقول الناقد الفني لجريدة ا. ب . ث ـ وهي من أهم الصحف الإسبانية في مقاله بتاريخ 27 أبريل/نيسان 1980:
“تعتبر اللوحات التي رسمها الفنان محمد صبري من أنبل ما رسم للمناظر في إسبانيا. ويعتبر من أهم فناني الباستيل في وقتنا هذا، ونجده يرسم المدن الإسبانية لا من خلال مظهرها السطحي بل من خلال نظرته المتعمقة”.
وفي النهاية قلنا للفنان محمد صبري: ما رأيك في ثورة شباب مصر 2011 والتي تحولت إلى ثورة شعبية؟
قال باعتزاز: هي ثورة عظيمة سوف تثمر الكثير والكثير من الخير إن شاء الله.
تحية إلى لمسة تألقت بسحر مصر وإسبانيا والمغرب، بعمق النور والحضارة والتاريخ.
نشر بصحيفة ميدل ايست
بقلم الناقد وفنان التشكيلي المصري صلاح بيصار

محمد محمد صبرى

البيانات الشخصية

اسم الشهرة : محمد صبرى
تاريخ الميلاد : 21/12/1917
محل الميلاد : القاهرة
التخصص : تصوير
البريد الإلكترونى : —

المراحل الدراسية

– دبلوم الفنون التطبيقية 1937 .
– التحق بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة 1934 .
– درجة الأستاذية فى التصوير من كلية الفنون الجميلة ( سان فرناندو ) بمدريد وهى تعادل درجة الدكتوراه المصرية 1952 .
– دبلوم الدراسات الاسبانية من كلية الآداب جامعة مدريد 1956 .

العضوية

– عضو شرف الجمعية الأسبانية للمصورين و النحاتين بمدريد .
– عضو نقابة الفنانين التشكيليين بالقاهرة
– عضو نقابة مصصمى كلية الفنون الطبيقية .
– عضو الجمعية الاسبانية لمحبى الفنون الجميلة
– عضو جمعية الفنون الجميلة فى القاهرة
– عضو لجان التحكيم فى صالون الخريف السادس و الأربعين بأسبانيا فى عام 1978 والذى يقام سنوياً .

الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان

– عين عضواً فى شعبة الفنون فى المجالس القومية المتخصصة 1983.
– اشتغل بالتدريس بكلية الفنون التطبيقية بعدعودته من البعثة منذ 1953 ـ 1959 .
– عمل مديراً للمعارض ثم مستشاراً فنياً للهيئة العامة للفنون بوزارة الثقافة .
– عمل وكيلا ثم خبيراً فنياً بالمعهد المصرى للدراسات الإسلامية بمدريد 1959 .
– أستاذ غير متفرغ بكلية الفنون التطبيقية ( جامعة حلوان ) .

الأماكن التى عاش بها الفنان

– القاهرة .
– أسبانيا .

المعارض الخاصة

– صالون ( جولدنبرج ) القاهرة 1943 .
– صالون ( فريدمان ) القاهرة 1946 .
– صالون ( جولدنبرج ) القاهرة 1950 .
– معرض بصالة المتحف القومى للفن الحديث – مدريد – أسبانيا 1951 .
– صالون ( جولدنبرج ) القاهرة 1953 .
– صالون جمعية الفنون الجميلة – مدريد -أسبانيا 1955 .
– صالون – الفنون – تطوان – المغرب 1956 .
– صالون ( أوبلز ايماج ) الرباط – المغرب 1958 .
– صالون ( لابينا كوتكا) برشلونة – أسبانيا 1959 .
– صالون ( اتينومركانتيل ) فلنسية – أسبانيا 1959 .
– صالون ( جمعية الصداقة ) قرطبة -أسبانيا 1960 .
– صالون ( المعهد المصرى للدراسات الاسلامية ) مدريد – أسبانيا 1961 .
– معرض قاعة ( الفن للجميع ) القاهرة 1961 .
– صالون جويا ( جمعية الفنون الجميلة ) مدريد – أسبانيا 1962 .
– معرض بجاليرى ( كانتاس ) لندن 1962 .
– صالون ( جاردن هاوس ) فرنكفورت – ألمانيا 1962 .
– معرض بجاليرى ( كانتوس ) روما 1963 .
– معرض بصالة ( الاتنيو ) مدريد – أسبانيا 1963 .
– معرض بصالة ( البلدية ) قرطبة – أسبانيا 1963 .
– معرض بقاعة الأتيلييه – القاهرة 1964 .
– صالون – الكازينو – مرثية – أسبانيا 1965 .
– معرض بقاعة الشرف بصالون الخريف – مدريد – أسبانيا 1967.
– معرض بصالة جمعية مدينا – مدريد – أسبانيا 1972 .
– صالون صندوق الادخار – سيجوبيا – أسبانيا 1972 .
– صالون – صندوق الادخار – بنى دورم – أسبانيا 1973 .
– معرض بصالة – الفنون الجميلة – مدريد – أسبانيا 1975 .
– صالون – صندوق الادخار – المرية – أسبانيا 1978 .
– معرض بصالة المركز الثقافى المصرى – باريس 1979 .
* المعارض الشرفية :
– أقامت وزارة الثقافة الأسبانية معرضاً شاملا للوحات الباستيل للفنان محمد صبرى تجول فى متاحف ومراكز 9 محافظات أسبانية – وذلك فى المدة من أكتوبر 1979 حتى يونيه 1980 – كما طبعت كتالوجاً خاصاً عن حياته الفنية وملصقاتة بالألوان – على نفقة الوزارة الخاصة وتحت مسئوليتها وذلك تكريما للفنان المصرى وتقديراً واعترافاً بمكانته الفنية بين كبار الفنانين العالميين .
– أقام معرضاً خاصاً للوحاته فى – صالة الشرف – بقصر فلاسكوس بمدريد بدعوة من – صالون الخريف – وافتتحه السفير المصرى عام 1967
– اختير – ضيف شرف – فى المعرض العام للفنون الجميلة – الذى أقيم فى قصر البلور – بمدريد – أسبانيا عام 1976 .
* المعرض المتجول الذى اقامتة وزارة الثقافة الأسبانية للفنان فى الصالات التالية :
– معرض بصالة – متحف قصر فونساليدا – طليطلة – أسبانيا 1979 .
– معرض بصالة – متحف الفنون – ثويداد ريال – أسبانيا 1979 .
– معرض بصالة – متحف الفن الحديث – الباستى – أسبانيا 1980 .
– معرض بصالة – متحف الفنون – غرناطة – أسبانيا 1980 .
– معرض بصالة – متحف الفن المعاصر – اشبلية – أسبانيا 1980 .
– معرض بصالة – المركز الثقافى – قرطبة – أسبانيا 1980 .
– معرض بصالة – متحف الفنون الجميلة – فلنسية – أسبانيا 1980 .
– معرض بصالة – بلدية خويوسا – أسبانيا 1980 .
– معرض بقاعة السلام بالمعادى 1986 .
– معرض بمركز الجزيرة للفنون نوفمبر 1988 .
– معرض بقاعة شموع بالمعادى 1995 .
– معرض بقاعة دروب بجاردن سيتى 1998 .
– معرض بدار الاوبرا المصرية 1999 .
– معرض بجاليرى جرانت بوسط البلد 2006 .
– معرض ( أماكن لها تاريخ ) بقاعة دروب بجاردن سيتى 2009 .

المعارض الجماعية المحلية

– الاشتراك فى معارض صالون جمعية محبى الفنون الجميلة منذ أوائل – الأربعينات ورابطة الفنانين المصريين – و الفنانين الأحرار – وصالون الربيع وغيرها .
– المعرض الدولى للفنون الجميلة بالقاهرة 1948 .
– المعرض القومى الدورة (24) 1995 ( من المكرمين ) .
– صالون القاهرة (16) 1936 .
– معرض جماعى باسم ( رباعية مصرية فى التصوير والنحت ) بقاعة دروب 1997 .
– معرض مشترك بعنوان ( المنظر ) مع الفنان / إبراهيم غزالة والفنان / حسن عبد الفتاح بقاعة بيكاسو 2004 .
– المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة ( 29 ) 2005 .
– معرض (الفن لغة ) بقاعة الفنون التشكيلية بدار الاوبرا اكتوبر 2006.
– مهرجان الإبداع التشكيلى الأول (صالون مصر الدورة الأولى) 2007 .
– صالون جاليرى الدورة الأولى بقاعة دروب مايو 2007 .
– صالون جاليرى الدورة الثانية بقاعة دروب – وقاعة سلامة مايو 2008 .
– ملتقى الخشب الأول بمركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية – فبراير 2010 .
– صالون الجمعية الأهلية للفنون الجميلة ( الحادى والعشرون ) بأتيلييه القاهرة مايو 2010 .
– المعرض الجماعى السنوى بقاعة دروب بجاردن سيتى ( ضيف شرف ) يوليو 2010 .
– معرض ( عبد الناصر .. الحلم ) بقاعة بيكاسو بالزمالك سبتمبر 2011 .
– معرض تكريمى لرواد الحركة الفنية المصرية المعاصرة بقصر الفنون بالجزيرة على هامش فعاليات المعرض العام فى دورته الرابعة والثلاثين مايو 2012 .
– صالون القاهرة ( 56 ) للفنون التشكيلية بقصر الفنون مارس 2013 ( المكرمين ) .
– معرض ( مقتنيات بيكاسو 15 ) بقاعة بيكاسو بالزمالك يونيو 2013 .

المعارض الجماعية الدولية

– معرض اليونسكو للفنون الجميلة – عام 1949 – بيروت .
– المعرض المصرى للفنون الجميلة – عام 1954 – موسكو .
– البينالى الثالث – الأسبانى الأمريكى – عام 1955- برشلونة – أسبانيا .
– صالون الخريف منذ عام 1955 – مدريد – أسبانيا .
– صالون الجبل – منذ عام 1958 – مدريد – أسبانيا .
– معرض الشباب للفنون الجميلة عام 1963 – برشلونة – أسبانيا .
– معرض – الجمعية الملكية للباستيل عام 1964 – لندن .
– معرض – سان ايسدرو – منذ عام 1976 – مدريد – أسبانيا .
– معرض الفن المعاصر عام 1979 – رومانيا .
– معرض الفن المصرى المعاصر فى مسقط العاصمة الثقافية للعالم العربى 2006 .
– معرض ( مصريات ) بجاليرى روشان للفنون بجدة – السعودية 2010 .
– ملتقى الأقصر الدولى الخامس للتصوير بالأقصر نوفمبر 2012 ( مكرمون )

الزيارات الفنية

– أسبانيا – المغرب – إنجلترا – ألمانيا – إيطاليا – فرنسا .

البعثات و المنح

– أرسلته وزارة المعارف فى بعثة الى أسبانيا أوائل عام 1950 والتحق بكلية سان فرناندو بمدريد .
– بعثة من كلية الفنون الجميلة ( القسم الحر ) لمراسم الاقصر لمدة عامين 1948 ـ 1949 .

المهام الفنية التى كلف بها و الاسهامات العامة

– عين عضواً أكاديميا ( مدى الحياة ) فى الأكاديمية الملكية سان فرناندو بمدريد 1967.
– عين عضواً أكاديميا ( مدى الحياة ) فى الأكاديمية الملكية سان كارنوس بأسبانيا عام 1973 .

الموسوعات المحلية و العالمية المدرج فيها اسم الفنان

– دائرة المعارف الأسبانية قامت بنشر نبذة تاريخية عن حياته مع عدد صور من لوحاته بالالوان .
– نشرت لوحاتة وحياته فى الموسوعة الأسبانية ( أسباسا ) بمدريد 1978 .
– الهيئة العامة المصرية للاستعلامات أصدرت كتاباً عنه 1985باللغات العربية – الفرنسية – الأسبانية .
– نشر سيرته الذاتية فى الموسوعة العالمية Whos who التى تصدر فى كمبردج بانجلترا 1993- 1994.

المؤلفات و الأنشطة الثقافية

– 1989 نشرت صورته وتاريخ حياتة فى ( الموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة ) الطبعة الأولى والثانية 1992.
– نشرت صورته وتاريخ حياته فى كتاب ( أول خمسمائة شخصية ) فى المركز الدولى للسير الذاتية 1994.
– أصدرت الهيئة العامة للأستعلامات كتاب (محمد صبرى ) بقلم صدقى الجباخنجى باللغات الأسبانية – العربية – الفرنسية .

الجوائز المحلية

* الاوسمة :
– وسام الاستحقاق من درجة ( فارس ) من الحكومة الأسبانية 1961 .
– وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ( رائد فن الباستيل ) 1974 .
– وسام الملكة ايزابيل الذى منحه له ملك أسبانيا تقديراً لفنه 1988 .
* شهادات التقدير :
– شهادة تقدير من مجلس الأمة عن لوحة ( السد العالى ) التى أهداها مجلس الأمة باسم مصر الى مجلس السوفيت الأعلى 1970 .
– شهادة تقدير من السيد ( رئيس الجمهورية) على لوحة ( العبور العظيم ) 1983 .
– نالت لوحة ( ملكة أسبانيا ) تقدير الرئيس الراحل ` انور السادات ` وأهداها باسم مصر الى ملك وملكة أسبانيا عند زيارتهما لمصر وقتئذ .
– تكريم وزارة الثقافة للفنان ( محمد صبرى ) ومنحة السيد الوزير شهادة ودرع الدور الرائد والعطاء الفنى فى مجال الفنون التشكيلية 1995 .
* الجوائز :
– الجائزة الأولى فى الرسم بألوان الباستيل – كلية الفنون الجميلة القسم الحر 1948 .
– الجائزة الاولى والميدالية الذهبية فى التصوير فى المهرجان الأدبى الكبير الذى أقامته وزارة المعارف العمومية 1948 .
– الميدالية الذهبية فى التصوير من المعرض العام 1949 .
– كرمته كلية الفنون جامعة المنيا 1996 .
– رشحته جامعة حلوان كما رشحته نقابة الفنانين التشكيليين لجائزة الدولة التقديرية للفنون 1997 .

الجوائز الدولية

– الجائزة الأولى فى التصوير من صالون الخريف العام فى مدريد 1964.
– حصل على ميدالية ودبلوم الأكاديمية الملكية سان فرناندو بمدريد – أسبانيا .
– اختارة المركز الدولى للسيرة الذاتية فى كمبردج بانجلترا (الرجل العالمى ) لسنة 1993.

مقتنيات خاصة

– توجد مجموعات كبيرة فى معظم سفاراتنا بالخارج وكذا المجموعات الخاصة فى كل من مصر – أسبانيا – انجلترا – إيطاليا – فرنسا – ألمانيا – سويسرا – البرتغال – الهند – المغرب – الولايات المتحدة الأمريكية – البحرين – قطر – سلطنة عمان – الكويت – السعودية .

مقتنيات رسمية

– المتحف القومى للفن الحديث القاهرة .
– متحف قصر عابدين بالقاهرة .
– متحف الجوهرة .
– متحف الأكاديمية الملكية سان فرناندو بمدريد – أسبانيا .
– متحف القصر الملكى ( ثرفويلا ) فى مدريد – ومعظم المتاحف بأسبانيا.
– محافظة مدينة بلاك برن فى انجلترا .
– وزارة الاشغال فى روما – إيطاليا – مجلس السوفيت الأعلى فى موسكو .
– وزارة الثقافة المصرية .
– وزارة الخارجية المصرية .
-المعهد المصرى للدراسات الإسلامية – بمدريد – أسبانيا .

لأعمال الفنية الهامة فى حياة الفنان

– مجموعة القاهرة القديمة .
– مجموعة الأقصر وأسوان .
– مجموعة الآثار الإسلامية بالأندلس .
– مجموعة البيئة الشعبية المصرية .
– كما رسم لوحات تخلد تاريخنا القومى والبطولى مثل :
– لوحة – معركة بورسعيد – لوحة زيتية كبيرة – مقتنيات متحف الفن الحديث .
– لوحة السد العالى – لوحة زيتية كبيرة – وقد أهداها – مجلس الأمة – باسم مصر الى مجلس السوفيت الاعلى .
– لوحة الازهر – زيتية كبيرة – مقتنيات المعهد المصرى للدراسات الإسلامية – بمدريد – أسبانيا .

أهم رواد الباستيل في العالم في معرضه غدا
أعمال الفنان محمد صبري‏..‏ سيمفونية في حب مصر
نجوى العشرى

غدا ولمدة أسبوعين تستضيف قاعة المسار بالزمالك أعمال الفنان الباستيل محمد صبري وذلك بعرض ثلاثين من لوحاته التي أنجزها في أوائل الأربعينيات‏…‏
وعن أهم لوحة في هذا المعرض تعرض لوحة الزوجة الشابة صباح الخير السائل وسبع البحر, ثم مجموعة لوحات عن الريف المصري ومجموعة لوحات عن الآثار الإسلامية في أسبانيا والأندلس ثم لوحة تاريخية عن معركة بورسعيد عام.1956 ثم لوحة تاريخية عن خطاب السلام الذي ألقاه الزعيم عبد الناصر في الأمم المتحدة عام1960 أمام دول العالم خاصة دول عدم الانحياز ثم مجموعة عن لوحات مصر القديمة والسد العالي وغيرها من اللوحات.
محمد صبري94 عاما فنان ارتبط اسمه بألوان الباستيل حتي أصبح كل منهما يرمز للآخر وجلس محمد صبري علي عرش هذا الفن بعد أن ملك كل أسراره. وإذا كانت ألوان الباستيل هي أداته فإن موضوعاته كانت سيمفونية في حب مصر, فقد اختار صورا تعبر عن العمال والأصالة في المجتمع.. النورج.. الخبيز.. الفلاحة.. بوابات مصر. وكانت بدايات الفنان مع القلم الرصاص ثم الألوان المائية ثم الزيتية, أما حكايته مع الألوان الباستيل بدأت حينما استقدم محمد محمود خليل فنانا أجنبيا عرض مجموعة من أعماله بالقاهرة وكانت كلها بألوان الباستيل فشدت هذه الخامة محمد صبري إليها وكان وقتها مازال طالبا في كلية الفنون التطبيقية.
لم ينتم فن محمد صبري لأحد إذ إنه مدرسة خاصة في إطار المدرسة التأثيرية الواقعية. فأعماله تتميز بالتفاصيل وليست الخطوط فقط, الفكرة هي البطل الأول, واللون هو البطل الأخير.
وقليل من يعرف أن ألوان الباستيل خامة بالغة الصعوبة; لأن اللون فيها يكون صريحا فلابد للفنان أن يعمل له ألف حساب, ولذلك لم يبرز في التعامل معه سوي قليل من المبدعين.. ومحمد صبري كان في مقدمتهم بلا منازع.
يعتبر النقاد ومؤرخو الفن التشكيلي في مصر وأوروبا الفنان محمد صبري أحد رواد الباستيل في العالم.. وهو بجانب ذلك أستاذ في فنه وإبداعه.. تتسم أعماله بالبراعة في التصوير بخاماته المتعددة, والتجديد المستمر في موضوعاته وكأنه ينهل من فيض لا ينضب, وتعكس أعماله روح فنان صادق ورؤية مصرية أكدها في مختلف معارضه التي بدأها عام1936 وهو مازال طالبا بالفنون التطبيقية عندما شارك في صالون القاهرة السادس عشر الذي تنظمه جمعية محبي الفنون الجميلة.
وكانت لوحة الزوجة الشابة من أولي لوحاته التي عرضها لأول مرة في صالون القاهرة العشرين في أبريل عام1940 ثم عرضها في أول معرض خاص له والذي أقامه في أبريل عام.1943
ولد محمد صبري في21 ديسمبر1917 حيث حصل علي دبلوم الفنون التطبيقية قسم تصوير عام1937 وكان الأول علي دفعته فأرسلته وزارة المعارف في بعثة إلي أسبانيا أوائل عام1950 والتحق بكلية سان فرناندو بمدريد عام1952, وقبلها حصل علي بعثة من كلية الفنون الجميلة القسم الحر لمدة عامين لمرسم الأقصر(19491948) وكانت هاتان البعثتان ذواتي أثر كبير في مسيرته الفنية, فهو يعتبر الفترة التي قضاها في مرسم الأقصر فترة نادرة أنجز فيها عددا وفيرا من اللوحات عن آثارها الفرعونية.
أما رحلته إلي أسبانيا فقد كان لها أثر في أعماله وموضوعاته فضلا عن أن وزارة المعارف أرسلته عام1961 إلي الأندلس لرسم الآثار الإسلامية في قرطبة وغرناطة وأشبيلية وفي عام1962 أقام العديد من المعارض لهذه الأعمال في جولة بعواصم أوروبا ومنها مدريد ولندن وروما وفرانكفورت ولاقت أعماله إعجابا من النقاد الذين أطلقوا عليه لقب أستاذ الباستيلس.
القديمة في منزل أثري في خوش قدم, فكان يعايش الحياة الشعبية في قاهرة المعز الفاطمية أبرزها في مجموعة لوحاته عن البيئة الشعبية المصرية.
أيضا كان لسفره إلي السد العالي وقت بناء هذا المشروع القومي العظيم أثر علي رحلته الفنية بما سجله من أعمال ترصد هذا المشروع القومي ومنها اللوحة التي أهداها مجلس الأمة المصري( البرلمان) إلي مجلس السوفييت الأعلي تعبيرا عن تقدير مصر لمشاركة الاتحاد السوفيتي في تنفيذ مشروع السد العالي الذي لاقت مصر في سبيله تحديات دولية ضخمة.
كما تأثر محمد صبري ببعض الأحداث القومية والتاريخية سجلها في لوحات زيتية كبيرة, منها معركة بورسعيد العبور العظيم خطاب السلام اتفاقية القاهرة.
وأبدع كذلك في فن البورتريه, وتفوق علي نفسه في لوحة النحاسين التي أظهرت خبراته وإمكانياته التي لا يباريه فيها فنان.
ورغم روعة أعماله وإبداعاته إلا أن فناننا الرائد يري أنه لم يحقق ما كان يصبو إليه.. فقد سرقه الوقت وضاع منه الزمن, وفق ما قاله في تقديمه لكتالوج معرض ز س2007 بدار الأوبرا المصرية.
وإذا رصدنا الأوسمة وشهادات التقدير والتكريم التي حصل عليها الفنان الرائد محمد صبري فإننا سنعجز عن حصرها, لكن يمكننا عرض بعضها ومنها وسام الاستحقاق من درجة فارس من الحكومة الأسبانية عام1961, ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي رائد الباستيل عام1974, ووسام الملكة ايزابيل الذي منحه له ملك أسبانيا عام1988 تقديرا لفنه بعد أن حصل علي ميدالية ودبلوم الأكاديمية الملكية سان فرناندو بمدريد باعتباره عضوا بها, وهي العضوية التي حصل عليها عام1967 لمدي الحياة ليكون الفنان المصري والعربي الوحيد الذي يحظي بهذه العضوية في أقدم وأعرق أكاديميات العالم بين عظماء الفنانين تقديرا لمكانته الفنية.
وحصل عام1997 علي جائزة الدولة التقديرية, وكانت أول جائزة يحصل عليها الجائزة الأولي والميدالية الذهبية في التصوير عام1948 في المهرجان الأدبي الفني الكبير الذي أقامته وزارة المعارف العمومية, كما حصل في نفس العام علي الجائزة الأولي مرسم الأقصر في التصوير من كلية الفنون الجميلة القسم الحر, وعام1949 حصل علي الميدالية الذهبية في التصوير من المعرض الصناعي العام, وفي عام1964 حصل علي الجائزة الأولي في التصوير من صالون الخريف العام في مدريد.. وتعددت بعد ذلك شهادات التقدير والتكريم داخل مصر وخارجها, كما أقام الفنان العشرات من المعارض الخاصة وشارك في الحركة الفنية المعاصرة منذ أواخر الثلاثينيات وتوجد مقتنيات من أعماله في العديد من المتاحف والمؤسسات والوزارات والفنادق وكذلك المجموعات الخاصة في مصر والعالم.

معرض للتشكيلى محمد صبرى بجاليرى المسار احتفالا بعيد ميلاده
الخميس، 21 نوفمبر 2013 – 02:11
كتبت عزة إبراهيم
يفتتح جاليرى المسار للفن المعاصر معرضا للفنان القدير محمد صبرى (١٩١٧) رائد الفن التشكيلى وفن الرسم بالباستيل، ويعد الفنان الذى يبلغ الخامسة والتسعين من العمر، الوحيد على قيد الحياة من الجيل الثانى للقن التشكيلى بمصر. وقال وليد عبد الخالق مدير جاليرى المسار لـ “اليوم السابع” إن المعرض سيكون تحت عنوان “محمد صبرى ورحلة الفن” وسيكون الافتتاح يوم السبت ٧ ديسمبر ٢٠١٣ فى السابعة مساءً، وسيعرض مجموعة من الأعمال الفنية التى قام برسمها من عام ١٩٤١ وعام ١٩٦١، وبعضها أعمال لم يسبق عرضها من قبل، كما يتضمن المعرض العملين الهامين والسياسيين عن الزعيم جمال عبد الناصر، وهما لوحة رسمها عن خطاب السلام الذى ألقاه الزعيم جمال عبد الناصر فى منظمة الأمم المتحدة عام ١٩٦١، وكذلك لوحة “توقيع اتفاقية القاهرة” فى عام ١٩٧1 والتى تضم القادة العرب، وسيكون المعرض احتفالا بعيد ميلاد الفنان الخامس والتسعين.

جدير بالذكر أن محمد صبرى من كبار فنانى مصر، وحصل على العديد من الأوسمة، أهمها وسام الاستحقاق من درجة (فارس) من الحكومة الأسبانية 1961 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (رائد فن الباستيل) 1974 ووسام الملكة إيزابيل الذى منحه له ملك أسبانيا تقديراً لفنه 1988، كما حصل على العديد من شهادات التقدير منها شهادة تقدير من مجلس الأمة عن لوحة السد العالى التى أهداها مجلس الأمة باسم مصر إلى مجلس السوفيت الأعلى 1970، كما كرمته وزارة الثقافة ومنحته شهادة ودرع الدور الرائد والعطاء الفنى فى مجال الفنون التشكيلية 1995.

كذلك توجد مجموعات كبيرة من أعماله فى معظم سفاراتنا بالخارج وكذا المجموعات الخاصة فى كل من مصر وأسبانيا وانجلترا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وسويسرا والبرتغال والهند والمغرب والولايات المتحدة الأمريكية والبحرين وقطر وسلطنة عمان والكويت والسعودية.

وتوجد العديد من لوحاته ضمن مقتنيات المتحف القومى للفن الحديث القاهرة ومتحف قصر عابدين ومتحف الجوهرة ومتحف الأكاديمية الملكية سان فرناندو بمدريد ومتحف القصر الملكى (ثرفويلا) فى مدريد ومعظم المتاحف بأسبانيا. ومحافظة مدينة بلاك برن فى انجلترا ووزارة الأشغال فى روما -ومجلس السوفيت الأعلى فى موسكو.