fenon

الفنان خلف طايع

نتأمل لوحات خلف طايع، إن الأشكال الهندسية بألوانها تسبح فى سكون وعزله. وتغتسل بضوء حالم يوحى أنه نابع من داخلها. هذا الضوء غير الواقعى يضيف إلى المشهد حلماً ينتسب إلى الماضى أو اللا زمان وفى كل لوحاته يلعب البحر الساكن دور البطولة ويرمز إلى الامتداد اللانهائى أو المطلق مثلما يرمز لاكتشاف مدينة عريقة هى مدينة
الاسكندرية حيث ولد الفنان.
أحمد بهجت – الأهرام

خلف طايع الهندسى والعضوى والحوار الكونى

صلاح بيصار

تلتقى اعمال الفنان خلف طايع مع اعمال الفنان الهولندى موندريان والفنان الايطالى موراندى ..وبينما تتميز اعمال موندريان بعالم محكم البناء والتنظيم من خلال تجريدية ذهنية يستند فيها على علاقات هندسية قوامها النظام العقلى والمنطق الرياضى فى مسطحات وتقاطعات راسية وافقية .. مستخدما الالوان الاساسية .. وهى اعمال جعلته احد المكتشفين الاوائل وفى الطليعة بلغته الخاصة فى الفن التجريدى الذى يعتمد على الايقاع الهندسى الخالص . اما موراندى ساحر الأوانى .. فقد حصر نفسه فى بعض الزجاجات والاوانى والاقداح وفصلها عن كل ماحولها باحساس مرهف البناء والتكوين .. وقد كانت تكفيه فقط بضعة اوانى لتشييد لوحة كاملة محكمة البناء والايقاع تتحدث فيها كائناته حديث الصمت والسكون .. وهو يقوم بالتنسيق فيما بينها تنسيقا يفضى الى خلق روابط منسجمة بين اشكالها . فى المسافة بين موندريان وموراندى تقف اعمال خلف طايع .. مساحة جديدة اخرى بمثابة حوار بين الهندسى والعضوى بمعنى اخر بين التجريد الخالص وتلك العناصر المتعددة من الطبيعة الصامتة التى تنساب فى اوعية وكنك وزهريات مع حبات الفاكهة من الكمثرى والتفاح والبرتقال .. وهنا يمتد عالمه .. مزيج من السطوح والصروح والعناصر العضوية .. وحتى الحيوان متمثلا فى الجواد النافر .. والانسان الذى يبدومجرد مساحة لونية مسطحة يكاد يذوب فى الهندسيات او يتحاور معها فى حوار خافت .

الاسكندرية .. البحر واللون

الاسكندرية بنات بحرى .. رائحة اليود والمحار ونسيم العصارى .. سحر الغروب .. قوة البحر وابخرة الماء وهذة التحولات من الجلبة و الصخب الى الهدوء والصفاء مع تلك الزرقة التى لاتنتهى تمتزج بزرقة الافق ..وهذا النسق الفريد للكورنيش من المقاعد الحجرية واسوار الحديد المشغول بلمسة الاسطوات ومهارة “الصنايعية “.. والشاطىء والرمال الصفراء .. والناس من كل مكان .. جريج وارمن وطلاينة ومن قبرص ومالطة ..عرب وافارقة من الحبشة .. الاسكندرية مدينة مفتوحة على كل الصور والطرز والانماط واللهجات . فى هذا المكان من ساحل مصر ولد الفنان خلف طايع .. ونشا متاملا كل صور الحياة على البحر وداخل المدينة .. وعندما التحق بالمدرسة جاء تعلقه بالرسم .. وظل يرسم فى حالة من الداب والولع حتى التحق بكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية وتخرج منها عام 1968 .. ومن البداية التحق بالعمل الصحفى مخرجا صحفيا ورساما فى العديد من الاصدارات فى مصر والوطن العربى.. ولم يكتف بذلك بل قدم دراسات وبحوث فى فلسفة الفن تخدم هذا المجال .. فكانت رسالة الماجستير حول “التطور التاريخى لعلاقة الصورة بالكلمة المكتوبة .. وانخرط فى زخم الاحبار والالوان والرسوم التوضيحية والصور الشخصية ” البورتريه” التى تضىء على دنيا البشر .. ومتابعة البروفات الطباعية الى ان تظهر المطبوعة كالوليد .. ومع تكرارية الحياة اليومية اصبح الفن بالنسبة له بمثابة المرفا والملاذ يهفو اليه .. اشبه بواحة يهرب خلالها من زحام الحروف. كما كان بحثه الثانى : دكتوراه فى فلسفة الفن حول المنمنمات الاسلامية ودورها فى عمل تصوير ايقاعى معاصر . ومن البداية جاءت لوحات خلف طايع تحمل ارهاصات جنينية لما سوف يقدمه فيما بعد من تلك الحوارات بين الهندسى والعضوى والتى اختزل فيها العناصر .. فقد قدم مجموعة من المناظر اهم مايميزها الطابع التعبيرى مع هيمنة المسطحات .. والمساحات الصريحة .. مكتفيا بروح المنظر الطبيعى ومجسدا حالة شاعرية من السكون مع الاقتصاد اللونى الذى تمثل فى مجاميع من البيج والبنى والاسود والازرق .. كما نرى فى احدى اللوحات التى صور فيها منزلا وحيدا فى بؤرتها مع اشجار وهنا يقتحم البنى فى مساحة ديناصورية ويمتد البيج داخل اللوحة الى ان تتسع مساحة الازرق فى الافق .. كل هذا فى تلخيص شديد يقترب من التجريد . وفى اكثر من لوحة يصور منظرا ريفيا لقرية .. بيوت فوق ربوة عالية .. لاتزيد على مجموعة من السطوح والفتحات .. مابين الابيض البرىء والبيج والبنى .. ويتخلل الاسود فى مساحات صريحة .. وهناك اعمال اخرى يصور خلالها غنائية الطبيعة فى زهور واشجار وشجيرات ونباتات .. ولكن يقتحم الايقاع مساحة لونية صريحة بمثابة حوار بين الساكن والمتحرك .. وبين الدندشات اللونية والتفاصيل الصغيرة.. وبين التلخيص والاختزال . وهو فى اعمال اخرى يلجا الى الاقتصاد اللونى الشديد .. فلا يتجاوز المنظر مجامبع لونية من البنيات مع الازرق الرصين و الاخضر الزيتونى الداكن .. لكن تتميز تلك الايقاعات بثراء السطوح والانتقال الى مستويات ومساحات لونية ولحنية عديدة .. من اللمسات الصغيرة القصيرة الى الى الفضاءات الصريحة المتسعة . وربما كانت هذه الاعمال مع قيمتها التعبيرية مجرد تمهيد من اجل الاحتشاد والتاهل لما سوف يقدمه خلف طايع من اعمال تخلصت فيها العناصر من الزوائد والثرثرات .. على مسرح خالص من الهندسيات .

الحوار الكونى

فى هذه الاعمال انتقل الفنان الى مساحة جديدة وبدا عالمه يتكشف تدريجيا .. هذا العالم الذى يجسد حوارات كونية تنفلنا الى افاق وتجليات صوفية من خلال هذة الثنائية من الهندسى والعضوى .. بين المسطحات اللونية الصريحة والمشبعة بكثافة شديدة وبين الاوانى والدوارق والاكواب والفازات والمزهريات .. وهى ولاشك تمثل ابتهالات ضارعة هامسة فى جانب .. وفى مساحات اخرى تمثل هتافات ولكن صامتة . . يؤججهاقوة الالوان التى تبدو اشبه بالوان الشفق .. ما ان تهدا حتى تتوقد والتى تجعل من السطوح الهندسية مايوحى بالصروح والهياكل المعمارية .. وخلف طايع هنا يزن العناصر والمسطحات بميزان دقيق .. محسوب ومدروس .. مثلما يغلب على حساباته اللونية المنطق الرياضى الذهنى .. وهذا الايقاع الصارم الذى يبدو كالوتر المشدود .. كل هذا يشكل حالة فريدة من الهمس الشاعرى الذى يجعل تلك الجمادات الساكنة .. تكادتنطق فيما بينها .. تنطق بحديث الصمت .. ولقد حققق من كل هذا نوع من التوازن بين الدهشة والخيال والروح والمادة و الفكرو الوجدان. ولقد تطور هذا الايقاع تدريجياعند خلف طايع وانتقل به من حالة تعبيرية الى اخرى .. ومن ايقاع الى ايقاع بعيدا عن التطور الاسلوبى الانقلابى والذى غالبا مايكون عرضة للصعود والهبوط والاهتزاز. وقد جاءت لوحته التى تضم فازة مسكونة بالنقوش .. خروجا على هذا الطابع السكونى .. فهى منقوشة بلمسة من التالق والحيوية من الابيض والاسود والازرق التركوازى البحرى تكاد تتحرك من فرط الانتشاء .. مع تلك المسطحات الصريحة من الاسود والاخضر الداكن المشبع بالاسود والبرتقالى والابيض .. وهنا ننتقل من السكون الى مايوحى بالحركة الكامنة .. وننتقل الى حالة روحية تفيض بالمودة والسلام والطمانينة . وهذا الانتقال يتاكد اكثر مع دخول حبات الثمار .. والاوانى والاوعية ذات النقوش حيث نشعر بقوة الحياة رغم الالوان الداكنة .. كما فى لوحة ثلاثة حبات فاكهة داخل وعاء منقوش .. ولوحة مزهرية وكوب وبرتقالة .. ولوحة الكمثرى .. الا ان لوحة التفاحات الثلاث تمثل حوارا شاعريا بين الاضواء والظلال وبين النور والظلام من الاسود الابنوسى والنور الابيض الذى يمتزج بالاخضر الطازج البهى .

الحركة والسكون ومع تجليات واشراقات خلف طايع الكونية ينقلنا فى اعمال اخرى الى حالة درامية جديدة فتتحول المسطحات الى مايوحى بالصروح .. يؤكد ذلك دخول عنصر جديد من عناصر التعبير .. دخول الحصان او الجواد النافر .. يقف على قاعدة فى لوحة وفى لوحة اخرى.. يقف على مسطح متسع اشبه بالحلبة .. وبين الحركة والسكون.. تنساب حوارية الالوان فى تباين وانتقال من الاسود المظلم الى الاصفر المضىء والرمادى المشبع بحمرة خفيفة . وينتقل الفنان فى اعماله الى ذروة جديدة من ذرى الايقاع الهندسى حين يتخلى عن الوحدات العضوية .. ويتحول المشهد الى مجموعة من السطوح والبوابات والفتحات ذات طابع صرحى تتعدد فيه المستويات .. والمساحات اللونية الغنائية او اللحنية اشبه بنغمات السلم الموسيقى مع هيمنة اللون الاسود الذى يكبح جماح الاحمر الفوشيا الداكن والبرتقالى والكحلى والاخضر.. كل هذا يوحى بطابع مسرحى او مشهد درامى مع خلو الاعمال هنا من الشخوص .. وهنا يبدو الفارق بين موندريان وايقاعاته الهندسية الخالصة .. واعمال خلف طايع التى تبدو مشبعة ومثقلة بكثافة لونية وفى نفس الوقت تبدوفى هيئة صروح وهياكل ومجسمات هندسية صريحة فى الفراغ وربما كان للون الاسود دور كبير فى تعميق البعد الدرامى وتاكيد الحس الكونى .. وينفرج الايقاع الهندسى الخالص بدخول عناصر ووحدات هندسية اخرى مثل الكرة والهرم .. فتبدو الاعمال سابحة فى زمن سرمدى .. زمن لاينتهى عميق الاغوار .. بدرجاته اللونية القاتمة والمضيئة .. الهامسة والمبتهلة .. وتتميز الكرة بحركتها الكامنة والدائبة والتى تخلخل السكون كما يبدو الهرم فى بؤرة بعض الاعمال مسكونا بقوة روحية يعطى ابعادا من الهمس والبوح اشبه بالتراتيل والادعية ..وفى احدث اعماله يطل الانسان شاخصا احيانا ومنزويا فى احيان اخرى.. مجرد مساحة تجسيدا لانسان العصر الحديث الحائر بين النور والظلام والتردد والانطلاق .

– القيمة الحقيقية لأعمال خلف طايع أنها وقفت بنا هذه الوقفة المتشوفة للمجهول، والنافذة إلى الماوراء، والساعية `للرؤيا` دون مانيكانات دى كيركو، أو زجاجات موراندى.. دون استنادها إلى أى معطى شكلى من معطيات الطبيعة المباشرة، دون إقامتها لعلاقات مستغربة ودالة بين مفردات الواقع المألوف أو المعتاد كما فعل السرياليون.

– بل إنه يرتفع بجوهر البنية `السيزانية` من مستواها الأول المباشر.. ليجلوها لتسطع فى ضوء أكثر توهجاً، وربما لأنه- هذا الضوء- لايعرف موسيقى العقل والوعى والإدراك فقط وإنما موسيقى الروح، والإرادة المسلوبة ازاء هذا الجمال الأعمق واللاوعى الفاتح لكنوز المخيلة.
ماجد يوسف – أدب ونقد

– فى أعمال خلف طايع، ثمة نهوض بالبعد الثالث، واحتفاء بالمسكوت عنه، فالتواتر المختفى عن سطح العمل يمكن `التوصل` إليه عبر جزئيات مهملة قد تمر على عين قارىء اللوحة فى الوهلة الأولى بينما تكشف عن نفسها فى حال القراءة المتأنية، إننا إزاء فنان يخفى توتره تحت `عباءة` أسطح هادئة وألوان متناغمة، لكنه فى نفس الوقت لايستطيع إقصاءنا عن التوصل إلى `جوانياته` الرامزة والتى تمور بالاشتعال` .

أحمد مرتضى عبده – مجلة الإذاعة والتليفزيون

خلف طايع حسين طايع

البيانات الشخصية
اسم الشهرة : خلف طايع
تاريخ الميلاد : 28/10/1943
محل الميلاد : الإسكندرية
التخصص : تصوير
المراحل الدراسية
– بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم التصوير جامعة الإسكندرية 1968.
– ماجستير فى التطور التاريخى لعلاقة الصورة بالكلمة المكتوبة – جامعة الإسكندرية 1984.
– دكتوراه الفلسفة فى`المنمنمات الإسلامية ودورها فى عمل تصوير إيضاحى معاصر` جامعة الإسكندرية 1996.
العضوية
– عضو نقابة الفنانين التشكيليين 1274/ 368- تصوير.
– عضو نقابة الصحفيين.
– عضو الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى (الأيكا) .
– عضو اتحاد الفنانين والكتاب لآتيليه القاهرة والإسكندرية .
الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان
– نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون.
– عمل مخرجاً صحفياً ورساماً في العديد من الإصدارات في مصر والعالم العربى .
المعارض الخاصة
– معرض بجاليرى اليمامة سنتر بالزمالك 2000.
– معرض بقاعة مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية 2003.
– معرض بقاعة ( محمد ناجى ) بأتيليه القاهرة مايو 2006 .
المعارض الجماعية المحلية
– معرض فنانى الإسكندرية – المركز الثقافى الروسى 1969.
– صالون الإسكندرية – متحف الفنون الجميلة- الإسكندرية 1970.
– فنانى الإسكندرية – آتيليه الإسكندرية 1977.
– فنانى الإسكندرية – قصر ثقافة الحرية- الإسكندرية 1981.
– معرض فنانى ماسبيرو 2002.
– مركز سوزان مبارك للفنون والآداب – جامعة المنيا 2003.
– المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة (28 ) 2003 .
– معرض الرسوم الصحفية الدورة الأولى بقصر الفنون مارس 2004 .
– الصالون الاول لفن الرسم ( أسود ـ أبيض ) بمركز الجزيرة للفنون مايو 2004 .
– معرض بعنوان ( صحبة فن ) بقاعة ( بيكاسو ) نوفمبر 2004 .
– صالون آتيليه القاهرة الأول للبورتريه بآتيليه القاهرة سبتمبر 2005 .
– المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة ( 29 ) 2005 .
– صالون القطع الصغيرة المستديرة بقاعة بورترية بوسط القاهرة 2006
– معرض ( تغير المناخ ) بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للبيئة بمركز كرمة بن هانىء الثقافى بمتحف أحمد شوقى يونية 2007 .
– مهرجان الإبداع التشكيلى الأول ( المعرض العام الدورة الثلاثون وسوق الفن التشكيلى الأول ) 2007 .
– مهرجان الإبداع التشكيلى الثانى ( المعرض العام الدورة الواحد و الثلاثون) 2008 .
– مهرجان الإبداع التشكيلى الثالث (صالون مصر الدورة الثالثة) 2009 .
– معرض من أنتاج فنانى مصر فى عيون مصرية بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بقاعة ( الدبلوماسيين الاجانب ) بالزمالك
2009 .
– معرض ( 50 × 70 ) بقاعة جوجان بالزمالك يونيو 2009 .
– معرض ( وجوه ) بقاعة أفق واحد – متحف محمد محمود خليل وحرمه ديسمبر 2009 .
– صالون فن الرسم ( أسود – أبيض ) الدورة الثانية بمركز الجزيرة للفنون يوليو 2010 .
المعارض الجماعية الدولية
– بينالى فنانى دول حوض البحر الأبيض المتوسط الدورة السابعة 1973.
– المعرض التشكيلى السنوى – الكويت 1985.
– معرض بغداد الدولى 2002.
البعثات و المنح
– منحة تفرغ من وزارة الثقافة .
المؤلفات و الأنشطة الثقافية
– صدر له كتاب:
– الحروف الأولى (دراسة في تاريخ الكتابة) ميريت للنشر 2004.
– ورشة عمل بعنوان ( الرسم بالقلم الرصاص ) بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك يونيو 2010 .
khalaf taie